رواية "هوس من اول نظرة" (الجزء الثاني كاملة) بقلم ياسمين عزيز
من المشفى رغم
أنها لازالت متعبة إلا أنها أصرت على الخروج
بسبب كرهها للمستشفيات...
إردت حذاءها ثم إستندت على أروى لتقف
باتجاه المرآة....
عدلت شعرها حتى يخفي الكدمات التي كانت تملأ
وجهها و التي لم تفلح حتى مساحيق التجميل
في إخفاءها لتستعين ببعض اللاصقات الطبية
فالأفضل أن تظهر أنها تعرضت لحاډث مرور
توقفت فجأة و هي تمسك بذراعها قائلة
برجاء
لو سمحتي يا أروى ممكن أطلب منك طلب
أومأت لها الأخرى برأسها قبل أن تضيف بالكلام
إبتسمت يارا رغما عنها بحذر حتى لا تؤلمها چروح
لا إطمني بس عاوزاكي تاخذيني لمحل ال
عاوزة أشتري حاجات مهمة قبل ما نرجع القصر .
همهمت أروى و هي تفرك ذقنها هاتفة بتعجب
يا ولية تهدي.. حتى و إنت في الحالة دي بتفكري في الشوبيغ
يارا بضحك
حرام عليكي أنا مش ناقصة جنانك داه... شوبيغ
إيه قلتلك شوية حاجات خاصة نص ساعة بالكثير مش هنطول.
لله
ركبتا السيارة التي أرسلها لها صالح لتخبر
أروى السائق برغبتها للذهاب نحو احد الأماكن
لكنه إعتذر منها بدعوى أن صالح يريدهم أن
يعودوا إلى القصر في الحال... لتصرخ أروى
بردح بعد أن نفذ صبرها
لا بقلك إيه أنا ميمشيش معايا الكلام داه
و انا يا إنت في العربية دي..
السائق باعتذار..يا هانم و الله دي أوامر صالح
بيه و أنا العبدالمأمور عليا أنفذ كلامه و بس .
أروى و هي تردد كلامه بسخرية
عبد المأرور... جتك خيبة في شكلك اللي
شبه الديناصور داه...طب إركن العربية و انا هكلمه....
هاتي تلفونك يا يارا أما نشوف آخرتها إيه .
هتعملي إيه
ضغطت يارا على أزرار الهاتف بحثا عن إسم
صالح لكنها لم تجده لتعيد لها الهاتف قائلة
أطلبيلي سبع القرودة جوزك عشان عاوزة
أكلمه مدام البغل داه مش عاوز يودينا .
دونت لها يارا رقمه ثم أعادت لها الهاتف و هي
تدعو بصمت أن يسمح لها بالذهاب إلى ذلك
المحل حتى تتأكد من شيئ ما فهي طوال ليلة
لكنها لم تستطع لتقرر الذهاب و التثبت بنفسها.
أروى بانزعاج و هي تسمع صوت صالح
أنا أروى مش يارا...
صالح ببرود..عاوزة إيه
أروى..و أنا هعوز من واحد زيك إيه يعني.
صالح و هو يهدأ نفسه حتى لا ينفجر فيها
رغم أنه لازال غاضبا منها لشتمها له
أمال بتتصلي بيا ليه
أروى باستدراك
اه صح انا مكلماك...عشان تقول للسواق بتاعك
يأخذنا مشوار كده عالسريع مش هنتأخر...عاوزة
أشتري شوية حاجات شخصية.
صالح ببرود
ماشي بس متتأخروش....
أغلقت سماعة الهاتف في وجهه و هي تشتمه
پغضب ثم أردفت تحدث السائق بصوت عال
سمعت و إلا نعيد ثاني قلك خذهم أي مكان
هما عاوزينه.
السائق بطاعة..أمرك ياهانم
بعد أقل من خمسة عشر دقيقة كانت يارا
تدلف إلى المحل صحبة أروى لترحب بها
إحدى البائعات اللواتي تعرفها بإعتبارها زبونة
دائمة للمحل
أهلا و سهلا يارا هانم نورتي المحل .
يارا..شكرا يا رضوى... ممكن تناديلي بيبرس
بيه عشان عاوزاه ضروري .
رضوى..أمرك يا هانم بس لو في حاجة انا ممكن أساعدك فيها .
يارا بابتسامة متكلفة
معلش ناديلي بيبرس عشان مستعجلة شوية.
أومأت لها الأخرى ثم غابت بعض الدقائق
ليظهر المدعو بيبرس صاحب المحل و
الذي
رحب بها قائلا
أهلا و سهلا يارا هانم شرفتي المحل تفضلي .
في تلك الثناء كانت أروى تدير عينيها حول
المحل الذي أعجبها كثيرا لتطلق العنان
لرغبتها المدفونة و هي شراء الكثير من
مستحضرات التجميل مثلها مثل أي فتاة
تدخل محل ميكاب تاركة يارا تتحدث مع
ذلك الرجل....
يارا..ميرسي المحل منور بأصحابه.
تفرس بيبرس ملامحها المصاپة لكنه لم يعلق بل
سألها
رضوي قالت إنك عايزانى في موضوع مهم.
يارا..اه فعلا أنا كنت عاوزة أسألك من يومين
كده خرجت من عندكم طلبية بإسمي فممكن
لو سمحت اعرف كان فيها إيه بالضبط و مين
اللي طلبها .
بيبرس باستغراب..هو حصلت مشكلة في
الاوردر و إلا إيه
يارا بنفي..لالا إطمن كل حاجة تمام .
قادها بيبرس نحو الفتيات اللواتي يعملن عنده
حتى يسألهن لتخبرها إحداهن أن فتاة محجبة
جاءت إلى المحل منذ يومين و أخبرتهم بأنها
صديقة يارا و تريد شراء بعض المنتجات
كهدية لها بمناسبة عيد ميلادها و دفعت ثمن
الأشياء ثم طلبت منهم توصيلها لقصر عزالدين....
حاولت يارا التعرف على الفتاة من خلال وصف
البائعة لها لكنها لم تعرفها فهي كانت تشك بفاطمة و هانيا لكن أوصافها كانت بعيدة عنهما كثيرا.....
خرجت يارا و أروى من المحل طبعا بعد قامت
أروى بشراء العديد من مواد التجميل و العطورات
ركبتا السيارة لتقوم الأخيرة بإخراج محتويات
الأكياس لتريها ليارا التي كانت مشغولة في التفكير
بهوية تلك الفتاة.....
أنا إشتريت حاجات كثير عشان لوجي و فريد
و كمان طنط سناء بس يارب ذوقي يعجبها
و إنت كمان متقوليش إني نسيتك...أنا خذتلك
بالات الايشادو بتاعة هدى بيوتي اللي نزلتها آخر واحدة روز كوارتز بصي تجنن و ألوانها هادية جدا هتليق عليكي....مممم هي فين اه دي كمان
عشان متهيألي نفس البرفيوم بتاعك صح .
همهمت يارا بفكر مشغول و هي تنظر لزجاجة
العطر الفاخرة التي إختارتها لها أروى لتبتسم
لها على لطفها و هي تأخذ الزجاجة منها لترش
بعضا منها على معصمها و تستنشق رائحتها التي
كانت تشبه نوعا ما عطرها المفضل الذي تستخدمه منذ سنوات.
في الجزيرة.....
إنتهت سيلين من أخذ حمام دافئ لتزيل عنها
بعض التعب و الإرهاق بسبب ركضها الطويل
في الحديقة التي كانت اشبه بغابة... إرتدت ملابسها ثم خرجت لتجد سيف يجلس على الفراش و يتحدث
في الهاتف
خده إرميه في أي مستشفى خليه يتعالج... و بلغني
بالجديد... إيه.. بقلك خليه يتعالج مش ېموت
انا عاوزه حي.... فتح عينك كويس و شغل دماغك
عشان أي غلطة هتكلفك حياتك إنت فاهم .
رمى الهاتف ثم وقف من مكانه و إستدار ليجد
سيلين تقف كالصنم و تنظر له...
تابع طريقه نحوها حتى وقف أمامها و هو يقول
أتمنى تكوني تأكدتي بنفسك إن أنا مش مچرم
رغم إنه لو كان واحد غيري كان قټله من سنين....
حركت رأسها بخجل و هي تعترف بداخلها أنها
تصرفت بغباء فهي لم تتأكد من مقټل آدم
لكنها كانت خائڤة و لم تدر ماذا تفعل في
تلك اللحظات...
شعرت بذراعي سيف تحيطان كتفيها ليسير بها
نحو الطاولة التي لم تنتبه لها سوى الان... رائحة
الطعام الشهية التي جعلت معدتها تصدر أصواتا
عالية تدل على جوعها فهي لم تأكل أي شيئ منذ عشاء البارحة...وضعت يدها على وجهها من شدة
الحرج و هي تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية
الاخفاء في تلك اللحظة....إنتظرت حتى تسمع
سخرية سيف او ضحكاته لكنه لم يفعل بل
أبعد يدها عن وجهها و أجلسها على الكرسي
بجانبه و هو يقول
تعشي و بعدين نامي...النهاردة تعبتي اوي
عديتي طول النهار و إنت في الجنينة .
بدأ يقطع الطعام إلى قطع صغيرة ثم وضع
الصحن أمامها لتبدأ سيلين الاكل بصمت
دون أن تناقشه....
في قصر عزالدين.....
نزلت يارا من السيارة بمساعدة أروى التي
كانت تتعثر بالاكياس التي كانت تحملها....
تفاجأت بسناء التي إندفعت نحوهما ما
إن رأتهما...
تفحصت وجه يارا و يديها و رقبتها و هي
تهتف بذهول
إنت كويسة...
أومأت لها يارا لتلتفت الأخرى نحو أروى
تلومها بشدة
قافلة تلفونك ليه و إزاي مقلتيليش على
اللي حصل... حاولت أتصل بيكي إنت و فريد
عشان أعرف مكانكوا بس محدش جاوبني....
اجابتها أروى بهدوء و
هي تواصل إسناد
يارا للداخل
معلش يا طنط خلينا نأجل الكلام داه لبعدين
عشان زي ما إنت شايفة يارا تعبانة و محتاجة
ترتاح .
لم يعجب سناء أسلوب أروى البارد في الحديث
معها لكنها قررت أنها سوف تتصرف معها
لاحقا....وقفت من مدخل الفيلا و هي تتابع
صعود زوجات إبناءها الدرج بغل و ڠضب
من صالح الذي جعلها تشعر بالحرج الشديد
أمام إلهام و التي كانت تجلس مع ندى في
الصالون تتابعان ما يحدث....
في الأعلى توقفت يارا أمام باب جناحها
ترمقه بنظرات خائڤة مما جعل أروى تشعر
بالاسف الشديد نحوها لتأخذها نحو غرفتها
قائلة
تعالي تعالي قولي بسم الله و خشي برجلك
اليمين.... خلينا نعمل حزب ستات بقى و نطرد الرجالة برا من أوضنا و من حياتنا كلها... هعملك
سهراية محصلتش هوصي على شيبسي
و بيبسي و سندوتشات شاورما و نسترجع بقى
ذكريات الجامعة اللي أنا أساسا لسه متنيلة مرزوعة فيها و أهو بالمرة أفرجك على الأغنية اللي
طالعة جديدة آخر مسخرة و الله أنا شفتها إمبارح
بالصدفة مقدرتش أنام من جمالها .
يارا باستغراب و هي تجلس على الكنبة
أغنية إيه أديل 2
أروى و هي تخرج هاتفها
أديل مين يا بنتي بقلك أغنية تهبل.. كلمات
إيه و ألحان إيه موهبة تستحق و إلا بلاش ..
المهم الأغنية إسمها شيمااااااء اااه شيماااء
أه باللحن ...أنا مش متخيلة حالة شيماءات مصر عاملة إزاي اليومين دول ربنا يكون في عونهم اكيد عاملين حجر صحي شامل...و عارفة شيماء دي طلعت إيه في الاخر بطة بيضاء .
2
ضغطت يارا على رأسها عندما شعرت بصداع
شديد. هي تبعد الهاتف قائلة
يا شيماء أرجوكي إرحميني...بطة إيه و أغنية
إيه دلوقتي بس.
أروى..شفتي مش قلتلك الله يكون في عونهم
بقلك إيه تعالي نامي على السرير أريحلك
رفضت يارا قائلة
مش عاوزة أنام أنا بس هرتاح هنا شوية
و اروح أوضتي لو سمحتي يا أروى هاتيلي
كباية مية عشان أشرب الدواء أصل الصداع
بدأ يزيد و أنا معادش فيا طاقة اتحمل أي
ۏجع .
وقفت أروى لتسير نحو المطبخ الملحق
بالجناح حتى تحضر لها بعض الماء و هي
تدندن شيماء ااه شيماء... يا نهار أسود أستغفر
الله العظيم يارب أنا إيه اللي خلاني أتنيل و اتفرج
عليها...
فتحت الثلاجة لتخرج علبة مياه ليلفت إنتباهها
علبة شوكولاطة كبيرة من تلك اللي يحضرها فريد
لها و للجين من ذلك المحل الفخم لتأخذها معها
حتى تتشاركها مع يارا....
إتفضلي المية .
أعطتها كوب الماء ثم وضعت العلبة على الطاولة
و هي تقول..أنا هروح اجيب لوجي مش هتأخر
عليكي.
أشارت لها يارا بيدها و هي تخرج حبة الدواء
من الشريط لتتناولها بلهفة علها تخفف عنها آلام
رأسها الذي جعل عيناها تدمعان.....
في المستشفى الذي يعمل به هشام....
كانت إنجي تسير في أحد الاروقة متجهة
نحو مكتب هشام الذي دلتها عليه إحدى الممرضات
فهي لأول مرة تأتي لزيارته في مقر عمله...وقفت
أمام الباب تقرأ الاسم المدون عليه باللون الأسود
و الذهبي هشام عزالدين....
ترددت قليلا قبل أن ترفع يديها لتطرق الباب
بينما عقلها كان مشغولا في البحث عن حجة
تبرر فيها وجودها هنا خاصة و ان علاقتها مع
إبن عمها قد إنتهت منذ تلك الليلة المشؤومة..
الأيام الأخيرة قضتها ضائعة لا تعلم بالضبط
ماذا تريد كانت تشعر بأن شيئا ما ينقصها رغم
أنها تقريبا حصلت على ما تسعى إليه لكنها
إكتشفت متأخرا انها قد خسړت أهم شخص
كان في حياتها...الشخص الذي لم تشعر بقيمته إلا عندما إبتعد عنها... كمعظم البشر لا يقدرون قيمة
الشيئ إلا عند فقدانه و هذا بالضبط ماحصل
مع إنجي التي لا تكف عن التصرف بأنانية
فهي تريده ان يعود كما كان معها من قبل لأنها
لم تشعر في بعده بالراحة و ليس لأنه يحبها.... 7
وقبل ان تلمس يدها