السبت 30 نوفمبر 2024

رواية "قلوب صماء"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


بشدة عندما تلاقت اعينهم اسرع إليها بشوق صافح يزيد وقبل وجنتها وهو الآن يتنفس بارتياح بعد ان رآها امامه وفجأة اتت ماريا تركض إليه بسبب العرض ولم تكترث بوجود يزيد الذى كان ينظر لها بقلق من هيئتها  
ماريا   مالك الحق العارضات كلهم جهزو بس مافيش حد يلبس فستان الأبيض  
مالك بابتسامة   طب ما انا عارف اهدى انتى بتجري عشان كدة

ماريا بصرخه   جميله ضمتها بفرحه وقبلتها ويزيد يتابع الحوار القائم وينظر إليها بقوة يحاول فهمها  
مالك   ميرو جميله هى إللى هتلبس الفستان الأبيض وهى صاحبه العرض كله وليها سبب اساسي فى وقوفنا على رجلينا من تاني ومافيش أهم منها فى العرض
جميله بقلق تهز رأسها بالنفي
امسك مالك يدها وهو يضغط عليها برفق وينظر لعيناها بحنيه   معقول هتتخلي عني انهاردة نجاحك مش نجاحى الفستان دة الوحيد إللى صممته بقلبي واشتغلت عليه بضمير عشان مش هقبل بحد غيرك يلبسه غمز ليزيد وسحبها وهو يحتضن كتفها وسارت معه بتشتت إلى أن أوصلها إلى غرفه خاصه بتبديل الملابس خاصه بها وحدها يوجد بها ثوب الزفاف الأبيض التى صممته بنفسها وكان أحد احلامها فالآن أصبح الثوب امامها نظرت إليه باستغراب  
ابتسم مالك   هو تصميمك وأنا فصلته بنفسي خد مني يومين متواصلين انجزته بصراحه هههه
مازالت غير مدركه ما يحدث  
مالك بحب   بس فى سؤال محيرني كنتي كاتبه على الرسمه انك مش عايزة ترتديه وانتهى الأمر ممكن افهم ليه مع أنه عجبك وصممتيه بحب
جميله تبحث عن شي لتدون به الرد  
مالك بابتسامة   انا هفهمك بالاشارة
جميله پصدمة تبتسم وتطلق ضحكتها للعڼان
مالك   هههه مصدومه صح انا اتعلمت الإشارة عشانك وخدت قرص مكثف كمان ولسه مستمر بس هحاول افهمك قولي بقى
أشارت جميله الى نفسها وإلى بعض الاشارت بيدها وإلى مالك وإلى تقليد جدها بالعصا الذى يكت عليها  
مالك پصدمة   مش فاهم حاجه اقسم بالله لا انا لسه مبدتى هههه خدى الموبايل بتاعي أرحم
ابتسمت جميله واخذت هاتفه وسجلت به ما تريد ان تقصه  
ماكنش عندى فارس أحلامي إللى ممكن البسله الفستان الأبيض عجبنى الفستان وقررت اصممه بنفسي بس عشان امنتى كانت تكمل لازم أكون مختارة فارس احلامى لكن جدي اختار يكون مين عز كنت دايما شايفه عز أخويا زى يزيد عشان كدة مش كنت عايزة البسه لحد مش من اختيارى انا  
التقط منها الهاتف وقرأ ما كتبته  
مالك بغيرة   عز تأنى
جميله التقطت منه الهاتف
على فكرة عز مش بيحبني الحب إللى انت متخيله عز شاف نفسه مسئؤل عني طول عمره وشاف ان بنت عمه هو اوله بيها عشان اعاقتها عز بېخاف عليه زى يزيد ومش بيقبل حد يزعلني هو كان حاسس بالذنب عشان طريقه جوازى يعنى اتفعل زى يزيد عز ماكنش عايز يشارك معاهم فى انهم يضحو بيه زى ماهو فاهم مش عايز يتحمل ذنبي عشان كدة انا طول عمرى شايفه عز ويزيد واحد كنت عارفه نظرات عز ليه ايه نظرات أخ صعبان عليه وضع اخته عشان كدة ماعرضش جدي ولا حد لم قالو عز لازم يتجوز جميله خاف يرفض عشان مايجرحنيش صدقنى عز أخويا بجد
سقطت دمعه من عيناها رفع انامله ليمحيها ويضمها لصدره بحنان ويتنهد بسبب الم قلبه على محبوبته
مالك بجديه   انا هفضل هنا لم تلبسي الفستان خاېف حد يدخل كمان هساعدك ودة حقي ههه
شعرت بالخجل وظلت واقفه مكانها وهى تدفعه للخارج  
مالك   ماتحوليش انا قاعد نظر إلى ساعه يده يلا عشان العرض هيبدا
جميله بعناد القت الثياب على الأريكة الموجودة بالغرفه  
مالك باستسلام   ماشي يا جميلتى واكمل حديثه بغمزة من حق الجميل يدلع هقف على الباب لم تخلصي وامرى لله  
ترك الغرفه لكى تبدل ملابسها سند بظهره على باب الغرفه وهو يطلق تنهيدة تخرج من قلبه   
عندما رأته ارادت الهروب من نظراته وكانت تهم بالمغادرة إلى أن تثمرت مكانها عندما لفظ باسمها  
يزيد   ماريا من فضلك دقيقه
عندما تفوه باسمها كاد قلبها ان ېفضحها بسبب دقاته الصارخه وهى تشعر بالتوتر والقلق وتوردت وجنتها عندما وجدته يقف امامها  
ابتلعت ريقها بصعوبه وتصنعت القوة والجمود   افندم
يزيد   انا مديون ليكى بشكر واعتذار وانا بصراحه ماحبش أكون مديون لحد
ماريا بعدم فهم   نعم
يزيد بابتسامه  عاوز أشكرك على وقوفك جنب جميله وقربك ليها ومساعدتك كمان على انها تحاول تثبت نفسها فى حاجه بتحبها وبعتذر عن الموقف إللى حصل بينا قبل كدة انا اسف عمرى ما كنت عصبي على حد قبل كدة بس بصراحه ثورتك ومهجمتك ليه هى السبب ان انفعل عليكى ممكن تقبلي اعتذراى بس انا فعلا عارف انك غير مالك وجميله حكتلي كل حاجه بس وقتها كنت متوتر بجد بسبب عمليه جميله
ماريا بابتسامة   خلاص حصل خير
يزيد   يعنى مسامحه من قلبك عشان دة دين فى رقبتي
ماريا   عشان خاطر جميله عفونا عنك
يزيد بابتسامة   خاطر جميله بس
ارتبكت ماريا وتهربت منه   هشوف العرض بعد اذنك وركضت من امامه فى ثوانى كانت اختفت   
يزيد   بتستحى عندها ډم مش زى اخوها هههه
جلس يزيد بالمقعد ينتظر العرض ويشرد فى ضحكتها وخجلها   
ارتدت الثوب الأبيض الملائكى وكانت مثل الملاك حقا ودلف مالك بهدوء قلق من سبب تأخرها وجدها مثل اللولوة تتالق بثوبها الابيض مثل النجمه المضيئه فى السماء الكالحه مثل الزهرة المتفتحه فى بستان عشقه كانت أمام المرآه ترتدي حجابها وفجاة شعرت بيده تضمها وضع ذقنه يستند بكتفها وينظر لجمالها الساحر عبر المرآه ويتغزل بها أصبح شاعر كلما رآها تسحره وتجذبه ولأول مرة اصبح يهوى الشعر لاجلها فقط  
مالك وهو ينظر لها بابتسامه عذبه انا فى حبك متيم وملات روحي منك حتى لم يعد مني لروحي موضعا ومكان ما ذاب فى فرط الهوى بك عاشق مثليولا عرف الأسى إنسان  
قال هجرت فقلت انا واحد وكفى وصالا ذلك الهجران هى موطني ولها فؤادي موطن أتفر من اوطانها الاوطان  
ابتعد مالك عندما راءها كادت تنصهر من شدة الخجل وابتسم لخجلها الزائد واقترب منها يحتضن وجهها بكفيه وينظر لبريق عيناها   بحبك يا جميلتي ربنا يخليكي لقلبي عاوزك ماتخفيش ولا تتوترى انا جنبك ماشي اطبق بيدة على يدها وتعانقت اصابعهم وغادر الغرفه متوجهين إلى صاله عرض الازياء ظل واقفا جانبها إلى أن انتهت عارضات الازياء وما تبق غير ثوب الزفاف   
انخفضت الاضاءه وتسلط الضوء على الحوريه التى ترتدى ثوب الزفاف كان يضغط على يدها برفق نظرت الي عيناه التى تشعرها بالأمان واستمدت القوة بسحرهم الأخذ وسارت جانبه وهو مازال متشابك ايدهم معنا وسارت أمام جميع الحضور مثل النجمه الساطعه فى السماء تبهر الحاضرين بطلتها الخلابه وعلى أصوات التصفيق الحار على انتهاء العرض بوجود هذة الجميله   
امسك مالك المايك وبدأ يتحدث ويشكر الحاضرين والمقيمين على هذا العرض الناجح ويشكر الشركه التى ساندته ويقدم شكره إلى صديقه وصاحب عمره أسر الذى لم يتخلي عنه طوال حياته وهو الأخ والسند الذى يظل فى ظهره  
صعد أسر ليقف بجانب صديقه صافحه مالك بحب وعانقه بقوة وهو مازال يشكره على مساندته ودعمه الدائم له  
مالك بابتسامه   وطبعا حاب اشكر أهم شخص فى حياتي وليه دور كبير فى ظهور الازياء فى الوقت دة بعد ما كانت خسارة الشركه على المحك الشخص دة فضل جنبي وساعدنى ان أكمل وأفضل واقف على رجلي واقدم عرض مبهر بالشكل دة اى كلمه شكر مش هتوفي الشخص دة حقه  
وجلس مالك إمام جميع الحضور جلس نصف جلسه يتك على ركبتيه وينظر إلى جميلته بحب  
مالك   انا بتاسفلك على اى تصرف صدر مني فى حقك انا اسف بجد يا مراتي يا حبيبتي يا حياتي ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك   
صفق الحضور على هذا الكلام الرائع الذى خرج من فم عاشق   
انسايت دموعها وهى لم تتحمل هذا المشهد فهى تعشقه ولا تريد أن يقلل من نفسه أمام الحضور
عندما راء دموعها نهض ليقف امامها علم انها تبكى من أجله ضمھا لصدره بحنان وقبل رأسها ابعدها عن احضانه وهو يبتسم لها
مالك   دموعك غاليه أوى ومش عايز اشوفها تانى على فكرة المفاجاه إللى بجد ان فرحنا انهاردة وفى نفس القاعه   
نظرت إليه باستغراب  
غمز مالك الى صديقه أسر الذى اغلق جميع الأضواء واشتعلت الميوزك الرومنتك والاضاءه الخافته على الاستديج مضاءه على شكل قلب ويقف مالك بالمنتصف يحتضن زوجته ويتمايل على نغمات الموسيقى وهى بحضنه مثل الفراشه المتنقله هو المتحكم بخطواتها وهى تشعر بالسعادة ولم تصدق ما حولها من شدة فرحتها بقربه   
            
كان يعلم بم يخطط له مالك واراد أن يفاجئ شقيقته ليرا سعادتها الحقيقيه أمام اعينه
فرح يزيد بهذا الاعتذار وأمام الجميع واحترم مالك وقدر حبه لشقيقته وتمنى لها حياه سعيدة ودعى ربه فى نفسه إن يتم شفائها وتسترد سمعها ونطقها   
حضر شريف وزوجته وعز أيضا الذى أصر ان يراها ليتاكد من مشاعره اتجاهها حتى لا يظلم أحدا معه فهو يخشى أن يظلم الفتاه التى سيرتبط بها إذا ظلت جميله بقلبه      
اقبل شريف بفرحه وجلس بجانب يزيد وصافح عز بشوق  
يزيد   انتو فاتكو كتير اتاخرتو ليه   
ظل نظرات عز معلقه على جميله ومالك وهم يتمايلو فى رقصتهم الخاصه  
وارتسمت ابتسامه السعادة على ثغر عز وتمنى لها أن تدوم فرحتها وسعادتها
غمز له شريف لياكد له ان تعلقه بجميله ليس حبا حقيقيا وإنما مسئوليه وشعور بالاحتياح فقط ليس إلا
والآن الجميع فرح لهذا الحدث السعيد    
والتقطت بعض الصور للعروسين ونزل خبر زواج رجل الأعمال الشاب مالك السمنودى اثناء عرضه ونجاحه فى مجال عمله وانتشر الخبر فى جميع الصحف المصرية  
عندما رأته تاليا اشتعلت بنيران الحقد والڠضب ومزقت الصحيفه بغل  
اما ماجد الزينى ظل شارد بعد ان قرأ خبر نجاحه وأصبح شركات مالك فى المركز الأول فى عالم الأزياء وقد قضى على اسم الزينى نهائيا ولكن لم ييأس يحاول أن يسترد اسمه وسمعته بالمجال     
بعد انتهاء حفل الزفاف ودع أسر صديقه واعطاء تذاكرتين السفر وغادر ليقل همس إلى بيتها   
اقبل شريف وزوجته ويزيد وعز أيضا ليصافحو العرسان ويودعهم الجميع
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات