رواية "احبه قلبي"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نهال مصطفى
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
إلى ذلك المنتصف الواقع بين إثبات أن الحياة ب دونك أفضل وبين أنني افتقدگ كل ليلة .. إلى شخص تمنيت أن أعيش برفقته عمري كله
قبل .. أقصد قبل أي رواية اكتبها كان كل حرف بها موجه لشخص ما بالخصوص كان لدي حبيب أرسل له حبي من خلالكم .. واليوم وبعد انقطاع دام لعام عن الكتابة حدادا على حبي اكتب لكم ولم أملك شخص بعينه أخصه بحروفي بكلماتي بشوقي .. فإذا أصابت حروفي قلبك اعلم إنني كتبت هذا في لحظة حنين وإن لم تصب كلماتي وأخفق سهمي في طريقه لقلوبكم اعلموا إني أحاول أنساه وفشلت محاولاتي كما فشل سهمي .
معذرة عن ضعفي المبالغ فيه للحد الذي يعجزني عن كتابة كلمة النهاية واستبدالها ب ما قبل البداية أي بدايتي بدونك لأنني لا أعترف بمصطلح النهاية أبدا فلم تخلق نهاية في هذا العالم إلا بمۏت الإنسان وتلك الأخيرة لا تستحق اللقب أيضا لأن بمۏت الشخص يعني ذلك بدايته لحياة آخرى وليست نهايته ! والآن تريد مني أن اطلقها علينا وعلي قصتي معك ونحن ما زلنا أحياء ! .
تترنح ذاكرتي لذلك اليوم الذي لم يفارقها أبدا تقيم فوق عتبته نهارا متوسلة إلى الکابوس أن يطويه بين ثناياه فيكون مجرد حلما مفزعا سيذوب تحت شمس الأيام الحاړقة .. وتقضي ليلها حدادا على هذا الواقع الذي لفظه الکابوس أيضا ولم يتقبل مرارته .
أريد رؤيتك على الشاطئ
ذلك الشاطئ الذى تذوق شهد اللقاء الاول و شغف تلاقينا الثاني وكل منا يبحث ببصلة قلبه عن تلك العيون التي تعثر العقل بضيائها .. واجتماعنا الثالث عندما انعقد الوعد برؤية لاحقة والصدفة المباغتة التى جرت كل منا هائما على وجهه لنتبادل ضحكة عفوية ثارت غيرة أمواج البحر .
كنت أعلم إنك ستأتي !
أجبته بعفوية
وكنت أعلم أنك ستراسلني !
اقترب مني خطوة كان صدحها في صدري وقال
تسمح لي أن أخوض بالأمر دون مماطلة !
بادرته و تلمع الدموع بعيني متوسلة خائڤة أن أعود لغرفتي وحيدة لا انتظر حتى سماع صوته الذي يؤنس قلبي لفظت جملتي بنبرة إمراة فقدت كل شيء ولم يتبقى لها إلا عيونك بت أخشى الأيام بدونك أرجوك لا تقف تلك المرة في صف الحياة وتدعمها ! بربك سأسحق فلم تخلق هزيمة أقوى من دحرغيابك .. رجوته بكل أملي قائلة
ساد صمت طويل قالت فيه الأعين ما لم تقل من قبل .. ولأول مرة أشعر بسقيع كفه كأن المكان أصبح لا ينتمي لي بات فراغ أصبعه لا يشتهى أصابعي ارتجف قلبي حينها رجفة لم اتجرعها إلا مرة واحدة وهي عند مۏت أمي .. والثانية عندما تابعت تفاصيلك الرافضة لي بړعب .
ابتعدت عيونه عني بسهولة تلك المرة وتهتهت الكلمات في حلقه وهو يناديني
سندع الماضي يرحل بكل أخطائه ونسطر بداية قصتنا الجديدة من الآن بشرط ألا يشملها فراق ولا بعد .
ثم ترقرقت العبرات من عيوني بسرعة كسرعة نبضات قلبي وأكملت
أعدني قاسم أعدني ألا يعرف البعد لنا طريق .. تعلم أني سأجن لو رحلت عني .
مسح على شعري كمن يغطى وجه ضحيته بعد ما اغتالها لإنه يخشى رؤية قطرات العتاب بعينها وقال بنبرة باردة كبرودة الطقس
أنت قوية لا يهزمك شيئا أنا أثق بك .
كالغريق الذي يتعلق بطوق النجاة .. بللت حلقي ومسحت وجهي سريعا وأنا اسأله
ستسافر !
أجل هذا مستقبلي وأنت الذي لم ترغبي في مشاركته .
خرجت نبرة صوتي مبحوحة مذبوحة پسكين الفراق
سبق و أخبرتك بأني لا استطيع السفر لا أرغب أن افارق أبي ليس له أحد غيري مثلما لم يكن لي غيرك .
استدار بظهره وأفصح بجفاء
هذه هي الحياة .. لكي تنال شيئا لابد أن تتنازل عن آخر .
بوخته بنبرة ممزوجة ب القهروالسخرية
وها أنا أصبحت كبش الفداء لأحلامك .
لا تحملينني عاقبة خيارك !
لا تضع مبررات لكذبك و الاعيبك !
قال جملته كي يبرئ ضميره من أثم قلبي الذي رافقه لأيام طويلة كنت دوما ما اتجاهل الكتب والروايات التي تتحدث دائما عن غدر الرجال وضحاياهم المنتشرة بجميع الأركان فلم تخلق فتاة لم يخدش قلبها من معشر الرجال قيل عنكم أكثركم يخلط السم بالعسل ولكني معك ظننت إنني خالطت العسل بك فأحلوت أيامي صدقت بك جميع الرجال وكذبت جميع الكتب والكتاب وها أنا الآن أحصد نتيجة ثقتي وحماقتي معا !
يبدو أننا متفقين عموما جئت لأودعك !
أرأيت قاټل يودع ضحيته قبل ارتكاب جريمته !
بدون فلسفة زائدة عندما تختلف الطرق فالفراق واقع لا محال له اتمنى أن القاك على خير .
علي قدر ضعف المرأة في الحب يكون حدة سيف كبريائها وقفت أمامه كجبل راسخ لم تهزه الريح وصړخت بوجهه معلنة
اتمنى ألا ألقاك أبدا .
وسرعان ما ألتوى ثغري ساخرا وأكملت
و أي خيرا تريد أن تراني عليه ! هزيمتي بالنسبة لك خير ! وحدتي ! عزلتي ! جلدي لذاتي ! هالاتي السوداء المتورمة تحت عينياي من كثرة البكاء تسميها خيرا !
كم هو مضحك مبك هذا ! مسحت عبراتي بسرعة و ضحكت بۏجع لم أعهده من قبل
سأخبرك بالخير الحقيقي الذي تركتني عليه وستراني عليه أيضا ! أنت جعلتي أفقد الثقة في البشر والعالم أصبحت أخشاهم وأخشى الحب وأخشى معشر الرجال برمته !
ثم صړخت بحړقة وكأن بركان من الحزن اندلع بصدري
بسببك سأظل وحيدة عمري كله ! أهذا هو الخير !
حاول أن يهدئ من روعي وجسدي المرتجف أمامه وقال
رسيل ! عودي لوعيك !
عجبي ! من ډفن الخڼجر في قلبي هل سيعود لإسعافه ! دفعته بقوة لا أعلم مصدرها ربما كان الخذلان أو الضعف أو الحب ! وأخبرته
لا أريد وداعك فلا وداع لقاټل .
أدرت وجهي وخلعت نعلي و لأكون أكثر دقة خلعت قلبي ليس إمتثالا لطقوس الوداع المقدسة ولكن لأركض بأقصى سرعة ممكنة لأهرب من ذلك الصعلوك البشري الذي يتلذذ بقلوب النساء والآن آمنت بأن الحب ما هو إلا قصة قصيرة يبقى أثرها عمرا كاملا تحاول أن تتعافى ولم تنجح وأن معشر الرجال لا يعيثون في الأرض إلا فسادا لأرواحنا وأيامنا ومن اليوم قدم قلبي قربانا في محراب الحب المقدس .
١٤ من شباط ٢٠٢٢
ذكرى احتفال العشاق بيوم الحب تحول ليوم حداد وجب فيه العزاء لقلبي وروحي ولأنني امرأة مسرفة أحببتك بقلبي كاملا دون أن أدخر منه شيئا لأيام الحنين والغياب والإحتياج .
رسيل المصري
لساعة الثالثة صباحا
أغلقت رسيل شاشة الحاسوب وهي تخرج زفيرا قويا كأن دخان كتاباتها لدغ قلبها .. بعد ما كتبت مقدمة روايتها الجديدة التي تجهل أحداثها وأبطالها