رواية عزلاء أمام سطوة ماله (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم مريم غريب
اللين إلي الڠضب الشديد
إسمعني كويس يا رشاد يا حداد إبن عمي في المستشفي دلوقتي بسببك أنا عارف إنك كنت قاصدني أنا بس خليني أقولك لو صالح ماقمش بالسلامة زي ما كان أنا همحيك إنت و بناتك من علي وش الأرض ده طبعا بعد ما أنشر الڤضيحة التانية إللي لسا شايلهالك عندي
رشاد بخشونة
ڤضيحة إيه
تابع عثمان بإسلوبه المنحرف الماكر
يلا بقي أنا مضطر أقفل دلوقتي بس يا ريت متنساش كلامي هه ! إفتكر كويس إني حذرتك يا رشاد بيه قبل ما تفكر
و أغلق عثمان الخط و هو يضحك بشدة بينما جرش رشاد بأسنانه و إزدادت حمرة وجهه الغليظ
دوي فجأة صوت إڼفجار علبة الصودا المغلقة التي كانت بين أصابعه فإنتشر السائل في كل مكان و بلل كلا من چيچي و أختها
فآثرتا الصمت بينما غمغم رشاد و هو يشتعل ڠضبا و غيظا
بتعجزني يابن ال ماشي ماشي يا عثمان !
في منزل سمر كانت بغرفتها
تغير لملك ملابسها عندما ولج فادي في هدوء ممسكا في كلتا يداه كوبان من الشاي الأحمر
إقترب ببطء من السرير ثم مد يده إلي سمر قائلا
تطلعت سمر إليه في شك و لكنه بدا طبيعيا للغاية و كأن لم يحدث شجارا بينهما اليوم
أخذت منه كوب الشاي و لم تستطع إخفاء تعجبها فضحك بخفة و هو يسألها
إيه يا بنتي مالك مذبهلة كده ليه !
سمر و هي تضع ملك في حجرها
أصل إللي يشوفك دلوقتي مايشوفكش لما كنت بتزعق و عصبي من شوية !
و أنا يعني إتعصبت و زعقت ليه أكيد إنتي عارفة إني خاېف عليكي صح
سمر و هي ترد له الإبتسامة
طبعا عارفة يا حبيبي بس لازم يكون عندك ثقة شوية في أختك الكبيرة أنا دلوقتي يا فادي بقيت مكان ماما و بابا بالظبط إنت و ملك مسؤولين مني و واخدين كل وقتي يعني إطمن مافيش حاجة ممكن تشغلني عنكوا لا راجل و لا غيره أنا ماعدتش بفكر في مواضيع الإرتباط دي أساسا
ثانيا أنا واثق فيكي جدا جدا كمان لكن مش واثق في إللي حواليكي يا سمر ثالثا بقي و ده الأهم ليه يا حبيبتي مش بتفكري في الإرتباط لا تكوني عايزة تقعدي في أرابيزي ! لأ يا ماما ده أنا هزقك بدري بدري عشان أفوق لملوكة عمري أنا دي
و راح يداعب أخته الصغيرة و يدغدغها من بطنها و أسفل إبطها فيجعلها تضحك بهستريا محببة لديه
يا سيدي قول يا باسط قالتها سمر بإبتسامة باهتة ليرد فادي بحسه الفكاهي
يا باسط ياستي عايزاني أقول حاجة تاني ده إنتي قمر يا بت و بكره العرسان هيبقوا طوابير مش هلاحق عليهم يروح واحد يجوا عشرة لحد ما ألاقيلك الزوج إللي هو إللي عليه العين و النية
ضحكت سمر من قلبها و قالت
ېخرب عقلك يا فادي ضحكتني عرسان إيه إللي هيبقوا بالطوابير دول هيجوا علي إيه يا حسرة !!
شوفي يا سمر يا حبيبتي إحنا مش أه معانا فلوس بس الحمدلله ربنا معوضنا بحاجات تانية
سمر و هي تسأله بدهشة
ربنا معوضنا بإيه يا فادي
أجابها و هو يأخذ منها ملك و يجلسها علي حضنه
أقولك ياستي مثلا ملك معوضها بينا إحنا الإتنين لما بابا و ماما ماتوا أنا و إنتي بقينا مكانهم بالنسبة لها يعني مش هتحس باليتم و أنا أنا بدرس الحمدلله و باقيلي السنة دي و هتخرج و هبقي مهندس زي ما كنت طول عمري بحلم باللقب ده و إنتي يا سمر إنتي أغني مني أنا و ملك
سمر بفم مفتوح
هه ! غنية إزاي !!
ربنا مديكي وش جميل إنتي جميلة يا سمر و رأس مالك في جمالك أي راجل غني و معاه فلوس يتمناكي و رفع إصبعه السبابة مكملا بشرط
بس تعززي نفسك إوعي تحسسي إللي قدامك بحاجتك للفلوس ماتخليش حد يعرف نقطة ضعفك ده إللي أنا طول الوقت بحاول أوصلهولك لازم تستقوي شوية و ماتبقيش سهلة أبدا الكل بيحوم حواليكي و أنا علي أد ما بقدر بوقفهم عند حدهم لكن خۏفي بقي من الناس إللي بتتعاملي معاهم برا مش عارف هتتصرفي إزاي لوحدك !
سمر بعد صمت طويل حاولت خلاله إحتواء حديث فادي كله داخل عقلها
إنت خيالك واسع أوي يا فادي أنا مش جميلة الجميلات علي فكرة و بعدين أنا مابشوفش حد بيحوم حواليا !
فادي مشددا علي كلامه بصرامة
عشان أنا موقف الكل عند حده زي ما قلتلك محدش هنا يقدر يهوب ناحيتك و أنا موجود
رمقته بنظرات ساهمة و قد حلت علي ذاكرتها جميع المواقف ذات الدلالة علي كلامه
مثلا تذكرت مجيئ عم صابر مالك الشقة إلي هنا منذ أيام تذكرت كيف إرتبك عندما وجد فادي بوجهه و كيف أنه حاول إخفاء إرتباكه بكلماته اللاذعة
و تذكرت أيضا كرم شقيق الجارة عطيات التي تسكن فوقها كثيرا ما يدق بابها أثناء غياب فادي بحجة أشياء قام بإسقاطها رغما عنه من الشرفة بالأعلي فتدخل هي بحسن نية و تجلب إليه أشياؤه بإبتسامة رقيقة
و مصطفي الشاب الذي يملك محل كوي الثياب الرجالي هو الأخر يأتي بطلب ملابس فادي و لكن في غيابه طبعا و غيره و غيره
فهمت سمر معني كلام أخيها الآن عندما تجلت أمامها الأمور أحست و كأنها أخذت صڤعة علي وجهها و لكن الصڤعة مفيدة و جاءت بوقتها فقد أفاقت و أزداد وعيها بما يدور من حولها
إيييه ياينتي ! روحتي فين قال فادي بتساؤل عندما أطالت في شرودها
بينما إنتبهت إليه سمر و قالت
أنا معاك أهو !
تمطي فادي بكسل و هو يقول
لا معايا إيه أنا هستأذنك بقي و هروح أنام مش قادر خدي الأميرة الصغيرة دي و نايميها هي كمان شكلها نعسانة
و ناولها ملك ثم قام و مشي في إتجاه الباب
و لكن صوتها إستوقفه قبل أن يخرج
فادي !
فادي و هو يلتفت ثانية
في حاجة يا سمر !
أه كنت عايزة أقولك إني هبدأ الشغل من بكره
من بكره قال بدهشة و أردف بضيق
و عثمان بيه هو إللي قالك كده
أيوه
زم شفتيه في إستسلام ثم قال
طيب يا سمر بس ملك مين هياخد باله منها !
سمر و هي تطمئنه بثقة
ماتقلقش أنا إتفقت مع الحاجة زينب مرات عم صابر هسيبهلها الكام ساعة بتوع الشغل و هي هتاخد بالها منها ماتخافش يا فادي الحاجة زينب بتحب ملك و بتحب الأطفال عموما عشان إتحرمت منهم
أومأ فادي بتفهم و قال
ماشي بس أوعديني خلي بالك من نفسك
سمر بإبتسامة
ماتقلقش يا حبيبي أنا هبقي كويسة إن شاء الله !
يتبع
_ أول يوم عمل ! _
صباح يوم جديد تستيقظ سمر كالعادة علي صوت زقزقة العصافير و أيضا علي صوت بكاء ملك الذي ينذر بإستيقاظها
تترك سمر فراشها بسرعة تسد أي ثغرة ينفذ منها شعور النعاس و العودة للنوم تذهب نحو سرير
أختها تحملها و تؤرجحها بين ذراعيها قليلا ثم تعد لها وجبة سريعة _ اللبن المجفف خاصتها _
يستيقظ فادي في هذه الأثناء لتسلمه سمر الطفلة ثم تتجه هي نحو الحمام
أدت روتينها اليومي و أغتسلت ثم عادت إلي غرفتها
فتحت خزانتها تستعرض الثياب المعلقة بها كلها قديمة و رثة لكن لا يهم هي لم تهتم يوما بالمظاهر و بما أنها ذاهبة للعمل فهذا الهدف سيكون أهم من أي شيء تتطلع إليه
يجب أن تكد و تعمل بجهد حتي تثبت لعثمان أنه لم يخطئ حين أختارها لهذه الوظيفة يجب أن تثبت إليه أنها تستطيع القيام بهذا العمل الذي ستمارسه لأول مرة
و ليس هكذا فقط ينبغي أن تجعله ينبهر بقدراتها أيضا و بالنتائج التي ستحصدها لما لا فهي ذكية و تملك عقل نبيه و ستتعلم بسرعة
إختارت سمر ثوب طويل باللون الأزرق إرتدت عليه حجاب أبيض اللون أبرز سمرة وجهها الناعمة الجذابة و عزز لون عيناها الممزوجتان بالأخضر و العسلي
إنتعلت حذائها البالي في الأخير ثم أخذت حقيبتها الصغيرة و خرجت إلي الصالة حيث فادي هناك يمشي طولا و عرضا بملك التي لا تكف عن الصړاخ كعادتها
توقف فادي عن الحركة لحظة ظهور سمر ثم قال و هو يشملها من بعيد بنظرة فاحصة
إيه ! خلاص ماشية يا سمر
سمر بإبتسامة هادئة
أيوه يا فادي قبل ماتروح إنت بقي علي كليتك ماتنساش تلم حاجات ملك و تديهم كلهم للحاجة زينب و إن شاء الله مش هتأخر
هتروحي نفس الشركة !
لأ ما أنا قلتلك هو أسس شركة جديدة لنفسه قرر يشتغل لوحده يعني و لغي حفلة الإفتتاح عشان إللي حصل لإبن عمه فالشغل هيبدأ عادي من إنهاردة منغير أي حاجة
فادي و هو يهز رأسه بتفهم
ماشي يا سمر ثم أوصاها مؤكدا
سمر خلي بالك من نفسك !
تنهدت بشئ من الضيق و قالت
حاضر حاضر يا فادي دي المرة المليون تقولي نفس الكلمة من إمبارح و الله هاخد باللي من نفسي ماتقلقش
حدجها بنظرات مترددة لكنها إستأذنته بسرعة قبل أن يفه بكلمة أخري
يلا بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ماتأخرش مش معقول أتأخر من أول يوم كده يلا باي !
و هرولت إلي خارج المنزل تاركة إياه في حالة عدم رضا و عجز عن الرفض في آن فهم بحاجة إلي المال قبل كل شيء
في قصر آل بحيري يصحو عثمان من نومه إثر رنين جرس التنبيه المنبعث من هاتفهه
مد يده و أخذ الهاتف و أسكت ذلك الدوي المزعج ثم فرك عينه و هو يزفر بكسل
قام من سريره الوثير علي مضض ثم دلف إلي حمامه الفخم
أخذ دوشا ساخنا ليرخي عضلات جسده و يتخلص من رواسب اليوم الفائت
فرغ من إستحمامه بعد ثلث ساعة تقريبا ثم خرج و هو يلف المنشفة حول