الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ايمي

انت في الصفحة 2 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


ترى امامها
وبينما هى تجر رجليها بصعوبة لتواصل طريقها التى لا تعلم مافى نهايته
اذا بها ترى قصرا فخما من بعيد يشع نوره ليضيء ما حوله من حدائق
تنفست نيرمين  الصعداء واحست انها ولدت من جديد اخيرا ستجد احدا يساعدها
استمرت نيرمين  فى التقدم حتى وصلت الى باب القصر الفخم
وكان باب الحديقة مفتوحا بعض الشئ تقدمت ببطء شديد 

حتى وصلت الى باب القصر العملاق
وهى تستند عليه وتتنفس بسرعة شديدة وطرقت الباب عدة مرات 
ثم لم تصمد لحظات حتى اغشى عليها مرة اخرى
الفصل الثانى
فتحت نيرمين  عيناها ببطء شديد وكانت تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه
كانت هناك سحابة بيضاء على عينها لا ترى بوضوح حاولت استجماع وعيها وقوتها وفتحت عينها فاذا بها مستلقاة على سرير فخم فى حجرة كبيرة بها ستائر ذهبية مزرقشة 
وامامها شباك كبير قد ازيحت عنه الستائر لتدخل اشعة الشمس الى الحجرة لتلاطف خدودها الحمراء
قامت نيرمين  مستندة على يديها الاثنين لتحاول الجلوس على السرير ونجحت فى محاولتها تلك وامسكت براسها الذى كان معصوبا بشاش ابيض مكان جرحها وضعت يدها على جبينها مكان الچرح الذى كان يؤلمها بعض الشئ ثم نظرت يمينا ويسارا فى ذهول
انها لا تعرف اين هى
من جاء بها الى هنا وماذا حدث لها وما الچرح الذى براسها
لا تتذكر شئ حاولت نيرمين  الضغط على راسها وهى فى محاولة لاستجماع ذاكرتها ولكن دون جدوى
قامت نيرمين  مستندة بيدها على حافة السرير متجهة ناحية النافذة الكبيرة التى يظهر منها حديقة القصر الفارهه واشعة الشمس اللطيفة تضئ عدسة عينيها البنيتين وتعكس لمعان شعرها الاسود االلامع الذى كان يظهر من طرحتها البيضاء المزينة بالتل وبه لمعة بيضاء
اتجهت ناحية الشباك ببطء وما ان وصلت اليه حتى وقفت تنظر بتعجب وهى تقول فى نفسها
ايه المكان دهايه اللى جابنى هنا
وهنا تذكرت نيرمين  لمحة بسيطة جدا من وصولها للقصر فى ظل المطر الغزير وكيف ان حالها كان يرثى له عند وصولها للقصر
وعندما تذكرت ذلك احست بدقات قلبها تتسارع كانها تخاف ان تتذكر شئ ما
وهنا طرق باب الحجرة ثلاث طرقات بسيطة وبعدها فتح الباب
ودخلت امراة تبلغ من العمر  خمسون عاما بدى على وجهها الطيبة 
قالت هذه السيدة لنيرمين 
ايه ده انتى أيه اللى صحاكى دلوقتى ووقفتى ليه انتى لازم ترتاحى الدكتور قال لازم راحة تامة لمدة كام يوم
ثم ذهبت اليها وامسكت بيدها وقالت لها تعالى يا حبيبتى اقعدى هنا ارتاحى 
اسطحبتها لسريرها ولم تنطق نيرمين  بكلمة واحدة
فقالت لها السيدة الطيبة
ايه يا حبيبتى مالك انتى محرجة ولا ايه اعتبرى نفسك فى بيتك 
واحب اعرفك بنفسى انا دادة فاطمة اعتبرينى من هنا ورايح زى والدتك
هااا وانتى اسمك ايه هنا نظرت نيرمين  الى السيدة وهى لا تعرف بماذا تجيب ثم خفضت نظرها فى الارض
فاطمة ايه مش عايزة تقولى اسمك لو كده خلاص اللى يريحك انا بس كنت عايزة ارفع عنك الحرج مش اكتر 
نيرمين  لا ابدا انا بس مش عارفة استجمع ذاكرتى وحاسة بلغبطة جامدة
دادة فاطمة فى تعجب مش فاكرة اسمك
نيرمين  هزت راسها بالنفى فى حزن ثم خفضت نظرها للارض
هنا اومأت دادة فاطمة براسها كانها فهمت ماتقصده نيرمين  قائلة ولا يهمك بكرة تخفى وتبقى زى الفل احنا جبنالك الدكتور امبارح وكنتى فى حالة صعبة اوى بس هو طمنا وقال انك ان شاء الله هتقومى بالسلامة فى اسرع وقت
بس انتى مش فاكرة ايه اللى حصلك بالظبط يظهر انها كانت حاډثة جامدة اوى
نيرمين  بصوت مخټنق كل اللى فاكراه انى كنت واقفة على الباب بخبط والدنيا بتمطر بس
دادة وهى تستعد للرحيل من حجرة نيرمين  على العموم البيت بيتك يا بنتى ولا يهمك واى حاجة تعوزيها اندهيلى
نيرمين  بابتسامة خفيفةمتشكرة اوى
انصرفت دادة فاطمة من حجرة نيرمين  وتركت نيرمين  فى حيرتها الشديدة كيف ستقضى نيرمين  ايامها بين ناس لا تعرفهم ولا يعرفونها اخذت تحاول التركيز ولكن بدون جدوى
فضلت نيرمين  ان ترتاح قليلا ربما تكون مرهقة بسبب المجهول التى لا تتذكره فاستلقت على السرير بخفة واسبلت جفونها بهدوء على عينها
فى هذا الوقت كان سيف  يجلس فى مكتبه الفاره الواسع الملئ بالكتب وهو يراجع بعض اوراق شركاته التى يمتلكها
وثم استقبل اتصالا من احد شركاته ليخبروه عن صفقة مهمة وان كانت الاوراق قد اعتمدت من قبله ام لا
وبينما هو كذلك استاذنت عليه دادة فاطمة للدخول
هنا قال سيف  طيب طيب خلاص ابعت حد ياخد الاوراق بكره ان شاء الله ماشى سلام
ثم اغلق الهاتف وقالتعالى يا دادة واقفة ليه
دادة فاطمةالغدا جاهز يلا علشان تلحق تاكل قبل ما يجيلك تلفونات تانى انتى مش بتلحق ترتاح من الشغل ده
حتى وانت هنا
سيف  اعمل ايه بس يا دادة امال السيب الشغل ده كله لمين لازم اعتمد الاوراق بنفسى
دادة فاطمة طب سيبك دلوقتى من اى حاجة لحد ما تتغدى
وبالفعل اتجه سيف  الى السفرة الطويلة وكان يجلس على راس تلك السفرة ممسكا بسکينه وشوكته ثم نظر الى دادة فاطمة وقال واقفة ليه يا دادة ماتقعدى 
دادة فاطمةلا يا حبيبى انا مش جعانة خالص
سيف  وكده ينفع هاكل لوحدى خلاص انا كمان مش هاكل
فبادرته دادةخلاص خلاص هاكل معاك بس كل
ابتسم سيف ايوة كده وبدأ ياكل بطريقة ارستقراطية بها بعض التأنى 
لاحظ سيف  ان دادة فاطمة لا تأكل وانما تقلب الطعام بملعقتها فقط يبدو انها تريد ان تخبره بشئ ولكنها مترددة
فقال سيف مالك يا دادة فيه حاجة قوليلى بصراحة
دادةفعلا فيه حاجة عايزة اقولها بس خاېفة احسن تزعل
سيف  واضعا شوكته جانبا ثم ضم يديه الى بعضها ووضعها تحت ذقنه
خير يا دادة
كانت نظرة سيف  لدادة فاطمة تقلقها وقعت عينيه العسليتين عليها وبها حدة بعض الشئ 
فقالت البنت اللى فوق انا طلعتلها يمكن تكون محتاجة حاجة وسالتها عن اسمها والحاډثة اللى اتعرضت لها وبعدين 
لم تكمل حتى قاطعها سيف  وقالتلك هتمشى امتى
دادة فى توترماهو ده اللى انا عايزة اكلمك فيه البنت مش متذكرة اى حاجة حتى اسمها ده حتى 
قاطعا سيف شوفى يا دادة انا مينفعنيش الكلام ده متحاوليش تخلى حد يخدعك يعنى ايه مش فاكرة حاجة حتى اسمها ومش عارفة حصلها ايه
ده تمثيل الظاهر ان المكان هنا عاجبها على الآخر فقالت يمكن ټضرب معايا استهبل عليهم شوية
دادة فاطمةلا يا سيف  متقولش كده والله شكلها طيبة اوى 
سيف  انا مالى ومال شكلها هو انا هناسبها شوفى يا دادة اخرها عندنا هنا النهاردة بس بكرة تشوفلها مكان تانى
انا ناقص
ثم انتفض دون ان يكمل طعامه والقى الفوطة على السفرة پعنف وانصرف
تنهدت دادة فاطمة بحزن قائلة فى نفسها منك لله يا نيفين سيف  عمر ه ما كان بالقسۏة دى انتى السبب انتى عقدتيه
استيقظت نيرمين  من نومها على طرق الباب انها دادة افطمة قد احضرت لها طعاما
وضعت دادة فاطمة الطعام على السرير امام نيرمين  ثم جلست بجانبها تحاول اطعامها
دادة فاطمةكلى يا بنتى انتى مكلتيش من ساعة ما جيتى الدكتور قال لازم تتغذى كويس انتى نزفتى كتير
نيرمين  صدقينى ماليش نفس
دادة فاطمة امسكت بقطعة من الدجاج المسلوق طب خدى دى منى بس علشان خاطرى
نيرمين  طب هاخد دى بس لانى بجد ماليش نفس
دادة فاطمة وشوية شوربة بس صغيرين
نيرمين  خلاص بقى الله يخليكى انا ماليش نفس
دادة طب دى بس وخلاص
نيرمين  وهى تبتسم ابتسامة خفيفة حاضر ثم اشارت بيدها لتكف دادة فاطمة عن اطعامها
فتوقفت دادة فاطمة عن الحاحها ونظرت الى نيرمين  وهى لا تدرى ماذا تقول لها انها تشعر بلاسى تجاه تلك الفتاة المسكينة كيف تقول لها ان هذه آخر ليلة لها هنا لا تستطيع قلبها لا يطاوعها 
قطعت دادة فاطمة الصمت قائلة لسة برده متذكرتيش حاجة
نيرمين  وهى تشعر بالحرج هزت راسها بالنفى 
دادة فاطمةطب مش فاكرة مين اللى وصلك لهنا انا بس عايزة احاول ادور معاكى على مفتاح القصة علشان نفهم ايه اللى حصلك ومين اللى عمل فيكى كده
نيرمين  صدقينى انا ما فاكرة اى حاجة وعقلى هينفجر من التفكير ثم نظرت باتجاه النافذة وقالت هو فيه يتمنى يكون مكانى ويفقد كل ما يتعلق بحياته انا تايهة وحاسة انى وحيدة ثم انهمرت دموعها دون ان تشعر وهى تقول صدقينى انا نفسى افتكر ايه اللى حصل وانا مين وايه اللى جابنى هنا علشان ارتاح
مش سهل عليا ابدا اعيش بين ناس ميعرفونيش ومعرفهمش ارجوكى يا دادة ساعدينى انا ھموت من التفكير انا مين وفين اهلى
ثم واصلت البكاء الشديد
هنا انهمرت دموع دادة فاطمة واحتضنتها بس يابنتى ارجوكى متعمليش فى نفسك كده
ان شاء الله كل شئ هيرجع لطبيعته بس استهدى بالله كده واهدى 
ثم احضرت دادة فاطمة منديلا وقامت بمسح دموع نيرمين  واعطتها اياه بعدها وقالت انا زى والدتك يا بنتى فيها ايه لما تقعدى معانا لحد ربنا مايشفيكى انتى زهقتى مننا ولا ايه
ابتسمت نيرمين  ودموعها تسيل فى نفس الوقت محاولة الخروج من حزنها
دادة فاطمةايوة كده شوفتى وشك نور ازاى ايه رايك تنزلى تتمشى فى الجنينة تحت شوية الجو بقى جميل خالص 
اقتربت دادة فاطمة من النافذة وهى تقول الجو بره هيطلعك من المود اللى انتى فيه ده
ولم تكمل حتى رات سيف  يجلس فى الحديقه فى المكان الذى تعود ان يقرأ فيه كتابه المفضل 
هنا استدارت دادة فاطمة لتتدارك فكرة نزول نيرمين  للحديقة لانها تعلم ان هذا سيغضب سيف  جدا وقد يصطدم بنيرمين  وېجرحها كعادته مع صنف النساء
فقالت ولا اقولك تعالى اقعد انا وانتى فى البراندة ونشرب قهوة ايه رايك
وافقت نيرمين  على ذلك حتى تخرج من حالتها النفسية السيئة 
واخذا يتبادلان الحديث الذى يتضمن بعض القصص الطريفة من قبل دادة فاطمة وقابلت نيرمين  ذلك باستحسان شديد
وبدأت تضحك من قلبها
ثم تغير الحديث بسبب سؤال نيرمين  
نيرمين  وهو مافيش حد فى القصر هنا غيرك ولا ايه يا دادة
دادة تجيب وهى تضحك لا طبعا بقى انا اعرف اعيش هنا لوحدى مقدرش طبعا
نيرمين  امال ماشوفتش حد هنا من ساعة ما جيت ليه
دادة فاطمةلانك منزلتيش من ساعة ما جيتى
نيرمين  يعنى فيه حد غيرك طب مين
دادة فاطمة فيه سيف  ابنى اقصد زى ابنى انا اللى ربيته وهو صاحب المكان اللى انتى شايفاه ده
ومحدش عايش معاه غيرى حاليا عمته كانت بتيجى تقيم هى وبنتها هنا كل ما تنزل من السفر بس هى حاليا مسافرة هى وبنتها 
والباقى بقى زينب وهند و رقية وعم حسين  وماهر كل واحد حسب شغله هنا
نيرمين  آه قولتيلى
استمر الحديث بينهما واحست نيرمين  بارتياح تجاه دادة فاطمة وما تتميز به من طيبة قلب
مرت تلك الليلة بسلام واحست نيرمين  ببعض الراحة بعد كلامها مع دادة فاطمة الذى اعطاها شيئا من الامان
وفى صباح اليوم التالى استيقظت نيرمين  بنشاط وارتدت بلوزة
 

انت في الصفحة 2 من 118 صفحات