رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ايمي
بيضاء فيها كشكشة بسيطة وعلى الصدر
بعض النقوش الفضية وتنورة بيضاء ايضا وطرحتها البيضاء المطعمة بستان ابيض لم تكن هذه الملابس هى التى جاءت بها وانما
قد وفرتها لها دادة فاطمة لحين تقوم الخادمة بغسل ملابسها
وبعدما ارتدت نيرمين ملابسها التى جعلتها كالملاك فتحت باب حجرتها بمفردها لاول مرة وخرجت منها
وهنا شاهدتها رقية فقالت حمد الله على السلامة ماشاء الله اتحسنتى خالص
ابتسمت نيرمين وقالت متشكرة اوى بس ممكن تقوليلى اخرج للجنينة منين اصلى تايهة هنا خالص
ضحكت رقية ثم قالت لا يستحسن متخرجيش الجنينة لانه مينفعش
نيرمين بتعجب ليه
نيرمين على ايه
مينفعش تخرجى الجنينة علشان سيف بيه بيخرج كالعادة يقرأ ويستجم لحد معاد الغدا دى عادته كل يوم
نيرمين طب ايه المشكلة يعنىفيها ايه هو خروجى هيمنعه فى ايه
رقيهعلشان
قاطعتها دادة فاطمة واقفة ليه يارقيه روحى شوفى شغلك
رقيه اصلها بتسالنى ليه مش هينفع تخرج الجنينة وانا بقولها
اسطحبت دادة فاطمة نيرمين الى مكان هادئ وقالت اقعدى يا نيرمين
نيرمين انا مش فاهمة حاجة بصى يا حبيبتى اللى هقولهولك ده مافيهوش اى اهانة ليكى صدقينى
خروجك دلوقتى مينفعش لان سيف مبيحبش يقرأ وفيه حد فى الجنينة بره حتى انا
نيرمين امره غريب ليه يعنى
وعلى فكرة يا نيرمين انتى حظك حلو اوى
اندهشت نيرمين من مناداة دادة فاطمة ليها بهذا الاسم
دادة فاطمة ايه انتى مالك مندهشة كده
نيرمين مين نيرمين دى
دادة انتى ماهو انا عرفت اسمك من هنا
واشارت الى البطاقة التى كانت محترقة والتى قامت نيرمين بحفظها
وجزء بسيط من صورتها التى تدل على ان البطاقة لها بالفعل
رفعت نيرمين بصرها عن البطاقة وسرحانة
دادة مالك يا نيرمين
نيرمين ابدا مافيش
دادة طب يلا تعالى انا وانتى افرجك على شوية لبس اشترتهولك
نيرمين لبس بس ليه كده يا دادة
انقضى نصف اليوم بسلام
ولكن هل هذا السلام سيدوم هذا ما سنراه
سيف متكئ على اريكته امام المدفأه فى هدوء تام وجاءت من خلفه دادة فاطمة لتفاتحه فى امر نيرمين ليتحمل وجودها فترة معينة حتى تتعافى ولكنها تخشى من رد فعله
فبالرغم من حبه الشديد لها الا انها تعلم حساسية الموضوع بالنسبة له
وهى تعذره فما حدث له ليس بالهين عليه فبسبب حبه الاول لا يستطيع ان يمشى على قدميه بدون عصى بالرغم من انه فى ريعان شبابه
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى آتية من خلفه فى تردد
ولكن سيف شعر بها
سيف ملتفتا خير يا دادة فى حاجة
دادة وهى تجلس امامه عايزة اتكلم معاك بس مش هنا فى مكتبك
سيف ليه يا دادة خير
دادة خير ان شاء الله
جلس سيف على مكتبه الانيق واراح ظهره للخلف ونظر للسقف فى كبرياء اتكلمى يا دادة
دادة فاطمةاوعدنى الاول انك متتعصبش
سيف انا كده قلقت
دادة شوفت اهو من اولها هتقلب
سيف اى شئ هتكلمينى فيه باستثناء البنت اللى هنا انا اوعدك انى مش هتعصب ولا هتضايق
دادة انت كده صعبت عليا الموضوع يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته ونظر بجديه الى دادة فاطمة نظرة احست منها دادة فاطمة بالخۏف من ردة فعله
قالت دادة بتوترانا بس عايزة افهم انت ليه مش مصدقها
سيف حتى لو مصدقها برده مش عايزها هنا
دادة طب هتروح فين
سيف وانا مالى يا دادة هو انا مسئول عنها تروح مطرح ما تروح
دادة لا بقى انت مسئول عنها من ساعة ما دخلت بيتك دى مالهاش حد ومسكينة هنرميها يعنى
سيف ااووووووووووف بقى يا دادة الله يخليكى احنا انتهينا من الموضوع ده
كان لازم تنبهيها انها لازم تمشى النهاردة
دادة طب هتمشى تروح فين
سيف اى مكان انا مالى
دادة وهى دى برده المروءة تسيب واحدة ست زى دى لوحدها مالهاش حد وياريتها حتى عارفة حاجة عن نفسها الا يا حبيبتى تايهة ومش عارفة اى حاجة انت عمر ك ما كنت قاسى كده يا بنى ليه كده
سيف انتى بيدخل عليكى الكلام ده برده يا دادة قال فاقدة الذاكرة قال صدقينى كل التمثيلية دى علشان الفلوس انا عارف الاشكال دى كويس
وعلشان اريحك خلاص يا دادة هديها قرشين تاجر بيهم مكان تقعد فيه لحد ما تخف ده اذا كانت صادقة فعلا
دادة يعنى مافيش فايدة
سيف لو انتى محروجة سيبيلى الموضوع ده
دادة انا حاسة انك مش سيف اللى انا ربيته اتغيرت اوى
سيف بكبرياء الدنيا هى اللى اتغيرت مش انا
دادة اللى انت عايزه يا ابنى انا هناديلها واللى يريحك اعمله بس ذنبها هيبقى فى رقبتك
ذهبت دادة فاطمة وقلبها ينفطر الى حجرة نيرمين وهى متماسكة ولم تظهر لنيرمين اى شئ
لم يطاوعها قلبها ان تخبرها بما قاله سيف
وطلبت منها ان تذهب للتحدث مع سيف لانه يريدها فى امر مهم
واصطحبتها الى حجرة المكتب هنا نيرمين قالت
وقفتى ليه يا دادة مش هتدخلى معايا
دادة بحزن ادخلى انتى يا بنتى هو عاوزك فى حاجة انا ماليش فيها انا هستناكى هنا
طرقت نيرمين حجرة المكتب ودخلت بعد ان اذن لها سيف
وقد كانت تراه لاول مرة كان جالسا على المكتب على الكرسى المتحرك وقد اعطاها ظهره لم ترى منه سوى شعره البنى الغزير وهو يضع اصابعه فى الشعر محاولا تسويته الى الوراء
احست بارتباك شديد ولكنها تمالكت نفسها
استدار سيف ليجدها واقفة امامه لم يطلب منها حتى الجلوس
وقف بقامته الطويلة امامها فطولها اقل من كتفه بشئ بسيط وكان ممسكا بعصاه متكئا عليها
نظر اليها والى هيئتها فلم يرها منذ ان جاءت مغطاه بدمائها
فقد راى ملامحها الهادئة لاول مرة نظر الى جبينها الذى عليه شريط صغير من الجنب مكان الچرح
وقال شكلك اتحسنتى كتير
نيرمين بصوت هادئ الحمد لله وهى تنظر الى العصا التى يتوكأ عليها
فهى لم تكن تعلم بهذا فاحست بالاسى عليه
اتجه سيف ناحية خزانته واخرج مبلغا من المال ووضعه امامه على المكتب
ثم قال دول يكفوكى
نيرمين ايه دول
سيف محدقا فيها بقوة دول اللى انتى محتاجاهم
نيرمين مش فاهمة
سيف من الاآخر كده شوفيلك مكان تانى غير هنا دول هيكفوكى وزيادة ولو احتاجتى غيرهم انا مستعد اساعدك
وقعت تلك الكلمات على قلبها كسکين حاد الى هذه الدرجة استطاع اهانتها
ولماذا قال هذا الكلام كيف استطاع ان ينطق بهذا الكلام المهين بالنسبة اليها انها ليست متسولة ولا ترغب فى المال
ظلت واقفة من هول الصدمة واسترسل سيف بالكلام غير مبال حالتها
قال اكيد الفلوس دى احسنلك من وجودك هنا هاتى اى حاجة انتى عايزاها وهتعرفى تتعالجى بيها دى فلوس كتير مټخافيش
نيرمين بصوت مخڼوق وتحاول جاهدة الا تظهر ضعفها بدموعها
ومين قالك انى عايزة فلوس هو انا جيت هنا علشان الفلوس حضرتك غلطان
سيف وهو متكئ على الكرسى المتحرك وهو يتحرك يمينا ويسارا امال جيتى ليه
هى دادة فاطمة ماقالتلكش انى
قاطعها قائلا سيبك من دادة فاطمة خليكى معايا انتى عايزة ايه
لو مش عايزة الفلوس اومال عايزة ايه
نيرمين كنت عايزة بنى ادمين يقفوا جنبى فى محنتى بس الظاهر انهم خلصوا
ثم استدارت واتجهت ناحية الباب واخذت تجرى متجهه الى الحديقة نادتها دادة فاطمة لكنها لم تستمع لندائها
اخذت نيرمين تجرى تاركة القصر ولا تدرى الى اين هى ذاهبة
المهم انها تريد الانتصار لكرامتها
دخلت دادة فاطمة الى سيف ليه بس كده يابنى ليه طردتها الله يسامحك تروح هى فين دلوقتى
سيف انا مطردتهاش انا عرضت عليها فلوس بس لكن رفضت
دادة لو كانت زى ما كنت بتقول كانت مصدقت خدت الفلوس ومشيت لكن انت ظلمتها وجرحتها مش كفاية اللى هى فيه
علشان خاطرى الحقها هتروح فين المسكينة بس
نظر سيف الى دادة فاطمة كانه نادم على ما فعله ثم خرج بخطوات سريعة وهو يتكئ على عصاه لعله يلحق بنيرمين
لكنه لم يجدها فى الخارج يبدو انها كانت مسرعة
استقل سيارته ثم خرج للبحث عنها
ى
الفصل الثالث
سيف استقل سيارته الفخمة متجها الى الطريق لعله يلحق بنيرمين اخذ ينظر من النافذة وينظر امامه لعله يراها وبينما هو يسير اذا به يلمح احدا على الجانب الطريق ولكن لسرعة السيارة لم يتبين ان كانت هى ام لا لم يستطع ان يتبين
اوقف سيف سيارته ونزل منها ثم اتجه الى جانب الطريق الذى لمح فيه نيرمين ربما تكون هى بل اكيد هى
اقترب اكثر فوجدها تجلس على صخرة ووجها باتجاه الاشجار وظهرها للطريق وهى واضعة يدها على عينيها
انها تبكى رق قلب سيف لحالها فقد كانت دادة فاطمة محقة فعلا اين تذهب هذه المسكينة
ما شعر به سيف تجاه نيرمين هو مجرد الرأفة بحالها فقط وقف سيف خلفها وهو متردد فى ان يكلمها
فهو يرتب ما سيقوله حتى لا يظهر ندمه لها وفى نفس الوقت يعيدها الى القصر
وهنا عزم على ان يكلمها فقال انتى قاعدة هنا لوحدك ليه
نيرمين ملتفته وهى مخضۏضة لقد كاد قلبها يقف اخذت تتنفس بسرعة من الخضة ثم قالت وده يهمك فى ايه
سيف وهو يقترب منها اكثر تعالى معايا دادة فاطمة قلقانة عليكى اوى
نيرمين بس البيت مش بيتها علشان اروح لها صحيح وقفت جنبى وعاملتنى زى بنتها بس هى متملكش حاجة
كتر خيرها على كل اللى عملته معايا
سيف وهو يتنهد يعنى مش هتيجى المكان هنا مش آمن عليكى
نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة مستهزئة فى خفاء متشكرة اوى على خۏفك عليا بس المكان هنا مش هيفرق عن هناك كتير على الاقل مش هلاقى حد يجرح كرامتى هنا
لوى سيف شفتيه وهز راسه اعلى واسفل قائلا انتى زعلتى منى علشان عرضت عليكى فلوس
انا بس كنت بختبرك واشوف فعلا انتى طمعانة فى فلوس ولا لا بس انتى اثبتى انك صادقة باللى عملتيه
ثم حدق فيها بجدية ووقعت عيناه على عينيها التى استحت ان تحدق فيه هى الاخرى فاسقطت نيرمين نظرها على الارض
حياءا وخوفا من نبرة صوته ثم قال بنبرة ټهديد
ولو ان رد فعلك مكنش عاجبنى بس هسامحك علشان انا عاذرك
نيرمين وهى تنظر بتعجبكمان طلعتنى غلطانة
سيف طبعا غلطانة انتى ليكى راى تانى هاااا هاتيجى معايا ولا لا
يلا مستنية ايه عربيتى هناك
وافقت نيرمين على الذهاب معه وذلك لانها لا تجد خيارا آخر بل ان الله انقذها مما كانت ستلقاه ان لم ياتى سيف لياخذها من هذا المكان وخصوصا ان الشمس كانت على وشك الغروب
ركبت نيرمين السيارة ولكن فى الخلف حياءا منه
ولم يطلب سيف من نيرمين ان تجلس بجانبه بل انه كان سيطلب منها ذلك ولكن حياء نيرمين حماها من الاحراج الذى كانت ستقع فيه
وطول الطريق لم يتكلما بكلمة واحدة