رواية أبناء يعقوب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت
أنف مدبب وعيون ذات نظرة حادة من ينظر إليه لن يشعر بالراحة أبدا بينما هي النظرة إلى عينيه بمثابة الهواء الذي تتنفسه وكأنه يأسرها بسحره الشيطاني
يعني انت هنا وبقالك يومين مش بترد على تليفونك كل ما أتصل عليك نفسي أفهم أنا زعلتك فى إيه
أجاب باقتضاب وما زال لا ينظر إليها متعمدا ذلك
ضړبت بكفها على جبهتها وهي تتذكر ما يرمى إليه اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه
انت زعلان مني عشان العريس اللي اتقدم ليا! أنا والله ما خرجت حتى من أوضتي ولا أعرف شكله إيه
رفع وجهه وهو يحدق إليها بنظرته المسيطرة على حواسها وسألها بصوت أجش وڠضب زائف
والواد ده شافك فين إن شاء الله عشان يعجب بيكي ويجى يتقدم لك
في فرح واحدة صاحبتي
نهض كالۏحش الكاسر
يقبض على ذراعها فصاح پغضب بالغ
نعم! انتي برضو روحتي فرح رضوى صاحبتك من ورايا
عضت على شفتيها السفلى فأجابت وهي ترفع يدها بدفاع عن وجهها
والله كانت ماما معايا ويوسف وصلنا وفضل مستنينا وروحنا بعدها على طول نص ساعة بس اللي قعدناها
أول وأخر مرة تعمليها يا رقية ولو حصلت والموضوع أتطور وأبوك جوزك حد ڠصب عنك أقسم بالله لأقتله وأقتلك انتي فاهمة
هزت رأسها في طاعة عمياء وأجابت
حاضر مش هتتكرر تاني بس بالله عليك ما تزعلش منى
نفض ذراعها من يده حينما رأى ضعفها الذي يمكنه من امتلاكها كالدمية بين يديه
سألته بقلق
هتعمل إيه
ظهرت على ثغره ابتسامة ذئب ماكر فأجاب
هتعرفى كل حاجة في وقتها
ظلت تتبادل النظرات معه ولم تفهم ما يدور في فلك أفكاره همت بالمغادرة وقالت
كادت تتحرك نحو الباب فاعترض طريقها حدقت إليه بتوتر
فيه إيه يا حمزة
فيه إنك وحشاني قوي
انتهى من إخبارها بذلك
بس يا حمزة مش اتفقنا إننا مش هانعمل كدا تاني غير لما أكون حلالك!
ما أنا بعتبرك مراتي قدام ربنا دي مجرد تصبيرة بس لحد
حمزة
كان صوت رجولي أجش يناديه في الخارج أخذت تصفع خدها وبصوت خاڤت
يا لهوي جاسر أخويا
أشار إليها بيده وقال لها بهمس
خليكي هنا ما تتحركيش ولا أقولك أخرجي من الباب اللي على السلم وأنا هشوفه عايز إيه وهشغله لحد ما تمشى
خرج إلى صديق دربه أجل لم ينفصل عن ابن خالته برغم محاولات والده التي انتهت بالفشل في النهاية فكليهما وجهان لعملة واحدة يفعل كل منهما ما يحلو له دون رادع شرب خمور ومرافقة فتيات في دور الپغاء تدخين السچائر المخلوطة بالمخډرات فالحرية لديهما دون حدود أو قيود
أهلا عاش من شافك كنت مختفي فين يا صاحبي
أجاب جاسر بزهو وفخر من ارتكاب ذلك الذنب الكبير دون ندم
أبويا باعتني عشان أستلم له بضاعة من مينا بورسعيد استلمتها وخليت الرجالة يودوها على المحل وأنا بقى اتعرفت هناك على حتة بت أبوها مصري وأمها من روسيا
كان حمزة يستمع إلى ابن خالته وعينيه تراقب الطريق ويرى رقية تسير بخطوات سريعة حتى اختفت عن مرمى بصره
آه يا ابن الذين واتعرفت عليها ازاى دي
رفع جانب فمه بابتسامة وأجاب
بتشتغل فى الجمارك في الإدارة أنت عارف بقى صاحبك لما بيلاقي حاجة حلوة ما بيعدهاش من تحت إيديه بالساهل هزرت وضحكت معاها ولاغيتها لاقيتها جاية معايا سكة طلع عندها شاليه في العجمي سافرنا على هناك وقضينا أحلى يومين
عقب حمزة على حديث صديقه
مين قدك يا عم دا أنت جاسر الراوي اللى مفيش واحدة تقدر تقوله لا
كم كان وقع هذا الإطراء على مسامعه يطربه ويجعله يستمتع بما سوف يرتكبه من معاصي وذنوب دون خوف من خالقه
أمال إيه يا بني مفيش بنت عرفتها إلا وكانت زى الخاتم في صباعي شوفت بقى كنت هتنسيني اللي كنت جاي لك عشانه
سأله حمزة باهتمام
خير يا صاحبي
جيبت ليا الحاجة
ألقى حمزة نظرة إلى خارج المتجر ليتأكد من عدم مجيء أحدهم إلى هنا ثم أخرج من جيب بنطاله لفافة صغيرة من الورق الأحمر قائلا
خد دى حتة بتلتمية جنيه أجمد
من الصنف اللي قبله
أخذها جاسر ورفعها أمام عينيه ذات النظرة