الفصل العشرون من رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز
يكونوا متطابقين فكريا وماديا وثقافياتفتكر عيلة إيثار البسيطة ممكن تندمج فكريا وثقافيا مع عيلة الزين لو دار بينهم حديث
أجابها بتبسيطا للأمور وهو يتابع تناول طعامه
محدش بيفكر بالطريقة المعقدة دي الوقت يا قلبيالعالم اتطور والناس تفكيرها اتغير ومبقوش بيعقدوا الدنيا زي زمانالناس بتاخد الأمور ببساطة
بيتهئ لك يا حبيبيوبكرة هفكرك لو فؤاد علام اټجنن وفكر يرتبط فعلا بإيثار...قالتها بتحدي لتسترسل وهي تهز رأسها بابتسامة ساخرة
لم ينل حديثها استحسانه لينطق بنبرة صارمة
إيثار مش من النوع ده وإنت عارفة كده كويس يا ساليياريت تقفلي الكلام في الموضوع ده لاني محبتش اسلوبك وطريقة كلامك عنها
واسترسل باستهجان
بصراحة صدمتني طريقة تفكيرك الرجعية
هزت رأسها بذهول من مهاجمة زوجها لتقول باستغراب
إنتوا ليه كلكم فاكرين إني بهاجم إيثار او بقلل من احترامها انا بتكلم من وجهة نظر المجتمع اللي حضرتك وطنط نيللي مغيبين عن تفكيره
بعد مرور اربعة أيام
كانت بمكتبها تتابع عملها بتركيز شديد ومهنية لتنهي ما عليها سريعا كي تذهب إلى والدها لتطمئن عليهأما أيمن فبرغم اعتراضه على تركها لوالدها إلا أن حضورها لمقر الشركة يشعره بالأمان والطمأنية على كفاءة سير العمل حيث بات لا يأمن ولا يطمئن إلا من خلال التعامل معهاوأثناء مزاولتها للعمل والإندماج به وصل اتصال هاتفي من أحمد أبلغ به والده أن غانم قد ساءت حالته كثيرا وتم نقله لغرفة الإفاقة وطلب حضور ابنته على الفورطلب أحمد من والده إبلاغ إيثار وإحضارها للمشفىأبلغها أيمن ليرتعب داخلها هلعا على ابيهاطلب أيمن من السائق الخاص به إيصالها للمشفى وبالفعل بغضون النصف ساعة كانت تهرول داخل رواق المشفى بقلب منتفض وسيقان مرتعشةوصلت إلى غرفة الإفاقة وجدت والدتها وشقيقاها عزيز وأيهم يتطلعون من خلال الحائط الزجاجي على ذاك الماكث بالداخل فوق التخت الخاص تطلعت عليه لتشهق بصوت يدمي القلوب وهي تنظر عليه وعلى صدره الموصل بكثيرا من الأجهزة والخراطيم وجهاز التنفس الإصطناعي الموضوع علي فمه وأنفه خرج أحمد من الغرفة ليسرع الجميع إليه ليسأله عزيز بارتياب
بوجه حزين أجابهم
كل ده متوقع وانا بلغتكم بيه قبل كدهللاسف الحالة بتتدهور بوتيرة أسرع مما توقعنا
سألته بصوت يرتجف وحروفا متقطعة ترجع لشدة هلعها
يعني إيه يا دكتور!
رفع منكبيه لأعلى ليجيبها بأسى
يعني تجهزوا حالكم لأسوء الإحتمالاتممكن منوصلش لمرحلة الغيبوبة
لطمت منيرة وجنتيها وسالت دموعها ليتابع أحمد موجها حديثه ل إيثار
وانا... نطقتها منيرة بحدة ليجيبها أحمد بنبرة حازمة
مش الوقت يا افندم المړيض تعبان وهو اللي طالب يشوف بنته ومصر على طلبه لولا كده مكنتش هسمح بدخولها لان الحالة حرجة
حول بصره إلى الممرضة ليتابع قاصدا إيثار
خديها للتعقيم وجهزيها علشان تدخل عند المړيض
انسحب لمكتبه وبعد قليل ولجت لغرفة الإفاقة بعدما ارتدت اللباس الخاص بالتعقيمتحركت بساقين مرتعشتين حتى وصلت إلى مكوثهأمسكت كفه ومالت لتطبع عليه قبلة فشعر بوجودها وفتح عينيه ليجدها بصعوبة رفع كفه ليزيل به جهاز التنفس الإصطناعي لتباغته بحديثها الرافض
بصوت متقطع نطق وهو يأخذ نفسه بصعوبة بالغة
خلاص يا بنتي الفراق وجبوقبل ما امشي والروح تطلع عند اللي خالقهالازم أطمن عليك
ارتفع صوت بكائها لتشهق بقوة ودموعها تنساب على وجنتيها كشلالات متدفقة ليتابع بوهن شديد يوحي لوصول النهاية
إوعي تنسي اللي قولت لك عليه بخصوص حجة البيت والارض دول أمانك إنت