الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نسمه مالك

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


القي على سمعها حديثه السام الذي تعمد جرحها به كما فعلت هي وضړبته برجولته بمقټل.. فما أصعب ذلك الشعور على الرجل حين يكتشف أن زوجته لا تريد أن تنجب منه.. رباه هذا أسوء وأقسي شعور شعر به في حياته على الإطلاق..
لكنه لم يشعر بها فچرح قلبه أقوى وأكبر..وصل المصعد وقبل أن يفتح الباب كان ضغط على أزراره ثانيا قاصدا الطابق الأخير..
هدأت موجة غضبه قليلا وهو يتابع الشاشة الصغيره التي تظهر أرقام الطوابق.. حتي توقف المصعد مرة أخرى بالطابق الذي لم يخطر بباله للحظة انه يصعد إليه..
الطابق الأخير الذي جهز به جناح خاص لتقيم به المرأه الوحيده التي كانت تسعي لقټله رغم أنها وبكل أسف والدته..

بعد كل ما فعلت لم يستطيع تركها بعيدا عن عينيه وقام بأحضارها دون أن يخبر اي أحد عن وجودها هنا حتي خديجة..
سار بالممر الطويل بخطي ثابته بين رجال الحراسه الواقفين علي الجنبين.. متجه نحو جناحها..
وقف لبرهه أمام الباب يلتقط أنفاسه ومن ثم فتحه بحرص وخطي للداخل.. ليتأهب جميع العاملات في المكان معظمهم طبيبات وممرضات..
جحظت أعينهم حين رأوا تعابير وجهه الغضوب وهيئته التي لا تبشر بالخير أبدا وبرغم هذا تحدث بهدوء لا يليق بحالته أثار دهشتهم أكثر ..
ايه الأخبار..
أجابته أحدهن على الفور..
مش هكدب على حضرتك يا فارس باشا.. مارفيل هانم حالتها صعبة جدا ومش راضية تستجيب للعلاج وللأسف هتاخد وقت كبير على ما تتحسن..
حرك رأسه لها بالايجاب وهو يقترب من الغرفه التي ترقد بها مارفيل..أخذ نفس عميق وخطي للداخل بخطوات متثاقلة..
وقعت عينيه عليها.. تغص بنوم أشبه بالغيبوبة على الفراش بجسد هزيل يظهر عليه التعب والاجهاد الشديد.. وجهها شاحب للغاية وحول عينيها هالات سوداء بعدما فقدت الكثير من الوزن خلال الأسبوعين الذي خضعت بهم للعلاج بالأجبار حتي أعلنت أستسلامها..
رفع يده التي لم تتوقف عن الڼزيف وأشار للمشرفات على حالتها بالأنصراف..فنسحبوا للخارج واحدة تلو الأخرى..
ظل واقفا بمكانه يراقبها بحالة من الجمود.. ملامحه خالية من المشاعر.. سار نحو المقعد المجاور لفراشها وجلس عليه بإرهاق.. مال بجسده قليلا مستند بمرفقيه على ركبتيه يتأمل ملامحها للمرة الأولى بحياته متمتما بابتسامة حزينة..
مرحبا أمي.. نعم أنا هنا.. بجواركومازلت أناديك أمي.. فإذا نسيت أنت بيوم أنني إبنك.. فأنا لن أنسي أنك أمي وستظلي..
صمت فجأة حين داهمته رغبه قوية بالبكاء.. بكاء! يا الله يبدو أن جروحات روحه وقلبه غائرة..
ليأتي إلى هنا ويبوح ويتحدث لها رغم انه على علم أنها لن تستمع لحديثه هذاولكن يريد أن يخرج ما بقلبه.. لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك..
بماذا سيشعر إذا ضمته لها مرة واحدة فقط!..
دون أدراك منه أرتمي جوارها على الفراش واضعا رأسه على كتفها وأمسك يديها برفق لفها حوله غالقا عينيه بتعب حينها سمح لعبراته تنهمر على خديه دون بكاء..
غافلا عن تلك الكاميرا التي تنقل كل ما يحدث بالغرفة لوالده الذي بدأ هو الأخر
يبكي بنحيب بعدما تمزق قلبه لأشلاء حين أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه بحق وحيده.. 
جاهد للسيطرة على شهقاته التي ارتفع نشيجها ورفع سماعة الهاتف الموضوع أمامه على مكتبه الفخم.. تحدث بها بلهجه أمره.. 
أخبر قائد الطائرة أن يستعد الآن للإقلاع.. سأعود لمصر اليوم..

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات