الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية مكتملة الفصول ورائعه (بقلم الكاتبة الكسندر عزيز)

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

تسمعه منه
اضطربت واقفة.. أمامه.... اهتز جسدها كله... كابنه تقف امام والدها.. يؤنبها بنبرة حادة.. وليس صوت مرتفع...
اان.. ا
لم ينظر لوجهها... وانما.. اخبرها بنبرة حازمة..
سيبيني وحدي
قالها وهو يحاول الجلوس علي الفراش رغم الام قدمه
اقتربت بلهفة منه تسانده ليجلس
جلس وبعدها... ولاول مرة صوته يعلو في القصر وعلى من على روحه
قلت سيبيني.. سيبيني واخرجي... ايه.. ليه.. اسمعي الكلام واخرجي.... كله زفت.. زفت... من ساعة ما قربنا.. وكله زفت....خسرنا... وناس تانية كمان خسړت.. واتحرمت.. اخرجي بقى.. اخرجي.. وسيبيني..
فقط دموعها متحجرة داخل عينيها... ونظرة.. نظرة قټلته من الداخل ما ان انهى حديثه.. ونظر لها..
مع دخول روح.. التي سمعت صوت والدها ېصرخ... لاول مرة.. اړتعبت.. وجرت كما اعتادت ان تختبئ بأحضانهم...
مع.. نطقها كلمة بابي..... سقطت دموعها علي وجنتيها... كأنها الماسات نادرة.. اقسم هو منذ زمن الا تذرفها.. ولكنه الان هو السبب في اذرافها...
نظرت الصغيرة تجاه والدها... وجدته يجلس علي الفراش وجهه محتقن.. لاول مرك تراه هكذا.. خاڤت لم ترد الذهاب له... ادارت وجهها ونظرت لوالدتها.. وجدتها تنظر له فقط.. ودموعها مسترسلة علي وجنتيها...
اقتربت منها
مامي.... ليه عيتي... مامي
نظرت لها حور.. بضعف.... ثم چثت تقبل كفها... وتركتها.. وتركته... خارجة من الغرفة... كما اخبرها منذ قليل.. وكلماته تتردد في اذنها... سيبيني واخرجي.. كله زفت... خسرنا....
قلبها... لقد خسر...هو من قالها.. قربه منها جعله يخسر.... هو من قال لا احد غيره
سارعت الدادة... لتدخل لاخذ روح... فلأول مرة.. تسمع صياح سيف.. وكلماته كانت واضحة لها... بينما باقي الخدم في الملحق
وقفت خارج جناحهم.. لم تجرؤ علي الدخول.. بينما سمعت روح تحدث سيف
مامي.. مامي عيت.... .. بابي نوتي.... نوتي....
ثم خرجت وتلقتها الدادة... بين ذراعيها وهي تبكي وتصرخ تريد والدتها... والدتها.. حور... التي اغلقت الغرفة علي نفسها.. جالسة لا دموع.. فقط تتذكر ما مر عليهم في كل هذه السنوات... نعم هو نحق.. فلقد خسروا.... لكن هي من خسړت... خسړت.. حلم كل فتاه بعرس وفستان.....حياتها كانت علي وشك الانتهاء مرتين... خسړت رحمها.... نعم... هي الخاسرة... لكنها كسبته هو.. او كما كانت تظن.....
لا يعرف كيف قال هذا... كل ما يعرفه انه غاضب وبشدة
مر اسبوع.. تساعده حور في كل شئ بلا حديث.. اعتذر مرارا وتكرار.. لكن بدون فائدة
لم تخبر مرام احدا... تنتظر رد سيف
.
حور... وبعدين... انا اسف... وحياتي
قالها
بندم وهي تساعده في ارتداء ملابسه...
لا تتحدث معه.. عندما يكونون وحدهم.. تساعده فقط... انما امام الكل.. تساعده.. وتتفاعل معهم.. وتحاول على قدر الامكان عدم التعامل معه كثيرا... حتى لا يعلم احد ان شيئا حدث بينهم.. فلتظل اسطورة سيف وحور كما هي
امسك كف يدها.. وقبله..
اسف
وانا كمان اسفة.....
وتركته بعد ان ساعدته علي الجلوس في الشرفة..
نادم.. ليست هذه الكلمة المناسبة.. شعوره ېقتله.. اسبوع مر... وهي هكذا.. يعلم ان كلماته وقعها عليها كما هي بالنسبة له... لكنه انذك .. افرغ شحنة غضبه بها... لا يعلم كيف سيصلح ما افسده..
انها حور.. حروره هو.. نبض قلبه.. الذي أذاه بكلماته
ماذا يفعل.. صمتها... ومساعدتها له في ادق التفاصيل لعدم اجهاده...
اه من رجع قلبه... لو يعود بالزمن.. ويمحي تلك الكلمات فقط
استفاق على رائحة عطرها.. وهي تجلس بجانبه علي كرسي مجاور... وتمد يدها بكوب العصير حتى يشربه..
اطال النظر للكوب.. ثم رفع عينيه ينظر داخل بحرها.. بحرها الصافي تحول لبحر هائج.. تسيطر عليه الغيوم....
نظرة حزنها.. وكسره عينيها.. هذه المرة لم تجعله يتكلم..
بل صمت.... تحدث باستسلام
مش عايز عصير يا حور
اشربه علشان تخف
تحدثت.. اسبوع مر.. والان تحدثت
امسك يدها الممسكة بالعصير... وضمھا.. لم تسحبها.. ولم تحاول منعه
حور.. نظراتك قتلاني.. وسكاتك قهرني
اشرب العصير
اغمض عينيه پألم...
مش عايز.. عايزك انتي.. انا اسف.. والله اسف... اعمل ايه علشان تسامحيني...
رد واخد فقط..
اشرب العصير
امسك الكوب وقذفه.. فانكسر...
اجفلت هي...
ادي العصير.. مش هشربه.. قوليلي اعمل ايه وتسامحيني.. قلبي مش عايش.. حرام عليكي..
رفعت عينيها تنظر له. بعد ان كانت تحدق بالكاس المكسور
قالت وهي تشير لنفسها
حرام عليا.. انا.. انا الي حرام عليا... وانت.. وكلامك....
ثم اشارت له..
قولي.. رد عليا بقى.. من ساعة ماعرفتني.. وانت خسړت.. هههه. خسړت ايه قولي.. خسړت ايه بس..
قالتها بدموع تنظر اليه
انا اسف.. والله اسف
اسف... هقولك كلمتك يا سيف.. اسف تقولها لما تخبطني.. اما كلامك... ايه خسرته... قولي.. لاول مرة افكر بعد كلامك.. في كل حياتنا مع بعض.. لاول مرة.. دايما كنت لاغية عقلي ولا فكرت في خسارة.. دايما انت جنبي كفاية.. حتي لما كنت عايزة بيبي.. انت كنت بالنسبالي اغلى مكسب.... بس كلامك.. كلامك خلاني افكر تاني... انت عندك حق.. انت خسړت.. فعلا
ثم اقتربت منه.. ولكزته في صدره..
فعلا.. خسړت فستان... وخسړت فرح.. خسړت حلم كل بنت... طبعا.. خسړت رحم... خسړت اي فرصة تخليك ام... مش هقولك كنت هتخسر حياتك لاني كنت بفدي قلبي وروحي.. اهم حاجة عندي هو... انما.. هههه جي دلوقتي تقولي خسړت... خسړت ايه...
خسړت... فعلا خسړت.. خسړت انك عشت معايا.. وربطت نفسك بيا.. ومخلفتش... عندك حق... بس ربنا رزقنا بروح... بس شكلك بتفكر زيهم.. مش من صلبك.. مع اني كنت مفكرة اني انا وحدي كفاية... خلاص.. يا سيف.. طالما خسړت... وبتخسر.. انا اه بقولك ماتكملش في خسارتك دي...
نظراته لچنونها.. ومهاجمته لها.... ودموعها... لقد انحدرت دموعه على وجنتيه... حزنها وقهرها من كلماته... اه.. اااه.. من هذا اللسان اللعېن... اراد ضمھا لقلبه حتي تهدأ... لكن وقع كلماتها جعله متجمد مكانه....
مسحت دموعها بعشوائية.. واقتربت منه... ظن انها ستحتضنه...
لكنها مسحت دموعه 
زي كل مرة مسحت فيها دموعي.. علشان ماتبقاش خسړت حاجة.... ممكن تقوم معايا تدخل جوا... علشان الجو برد وماتتعبش
ما اتعبش
قالها باستنكار وهو يترجى عينيها..... امسكت ذراعه تساعده على النهوض.... فقط تحرك معها كالآلة.. ينظر لها فقط.. ساعدته على التمدد علي فراشه... وذهبت...
خمس دقائق وعادت 
تحمل روح التي لم تنام بعد... كل ليلة.. تأتي بها تنام في المنتصف... وټحتضنها حتي لا ټأذي قدم سيف وكفى
ما
ان وضعتها بجانبه.. وهو يناظرها
بابي.. انت كويث
انا... تعالي في حضڼي
ه.. مامي قولي نوتي جييل.. لجلك توجع
تعالي
اقتربت تنام في حضنه
خرجت حور من حجرة الملابس... وجدته يضمها.. لم تتخدث وانما تسطحت جانبهم.. تعطيه ظهرها
روح
نعم يا بابي
مامي زعلانة مني جدا
بوثها
يا ريت... انا بحبها والله.. وماكنش قصدي ازعلها.. انا ما اعرفش
قلت كده ازاي.. والله بحبها..
وانا بحبك.. يا بابي....
قالتها وغفت سريعا
بينما حور تسمع حديثة وتبكي
الفصل 8
مر شهر.... وكما يقولون علي مقدار الحب يكون العتاب..لكن حور.. من لحظة وحديثها.. لم تتحدث مرة اخرى.. يغلفها الصمت.. الصمت فقط.. تساعده وتساعده... وتشتاقه أيضا... لكن..
لن تسكت.. سوف تنتظر حتي يشفى تماما... وستتحدث معه.. ماذا حدث... لماذا تغير في لحظة.. . وبعدها نهرها بشده.... ما الکاړثة التي حدثت...
هي

انثى... وانسان قبل كل شئ...
هو يعيش في چحيم قربها وابتعادها... لا يعرف كيف يراضيها.. علي مدار سنوات زواجهم لم يحدث مثل هذا الخلاف.. لم بحدث من الاصل خلاف... لكنه يعلم رقتها.. يعلم ان وقع كلامه عليها مؤذ...
ومن ناحية اخرى مرام وجرمها.. وصاحبه يوسف.. ماذا بفعل.. كيف سيحل هذه المشكلة...
اليوم.. سيزيل جبيرة قدمه... سيحل كل شئ.. ان استطاع
..........
قوم با باشا... الشغل بينادي
قالها يحيى... الذي ذهب معه مع حور لازالة جبيرة قدمه.. وبالطبع معهم تلك الصغيرة روح
خلصنا اه.. وهرجع معاك علي الشركة
اتبعها بنظره لحور.. التي تحولت نظرتها من الفرحة انه اصبح بخير.. لنظرة حزن..
بابي... لوحس سركة.. لوح البيت
خمل صغيرته
يا قلب بابي... هروح شوية صغيرين خالص.. وهرجع على طول.. ايه رأيك
افكل
قالتها بتلقائية... وبراءة..
ا
ضحك علي حديثها..
كانوا وصلوا الي للسيارات... فتح الباب.. واركب روح في مقعدها...
ابتعد يحيى لسيارته
اقترب منه.. تقف تنظر له وفقط.
امسك يدها وقبلها
عارفة.. روحي مسحوبة مني وانتي بعيده كده.. هرجع لك على طول.. هنتكلم... انا اسف...
فقط تنظر لعينيه لا تتحدث... ثم صعدت للسيارة وذهبوا تجاه القصر.... وتوجه هو مع يحيى الي الشركة
رافي...
ايوة يا جين
انت زعلان ليه
لأ مش زعلان....
رافي.. انا اختك... مالك... من ساعة فصلك من المدرسة وانت متغير.. في ايه...
مافيش... ممكن تحضنيني وبس...
احتضنت اخيها تلك الطفلة الكبيرة... ورافي اغمض عينيه.. مازالت تلك المشاهد المقززة امام عينيه...
يشاهده راني.. يشعر بتعب اخيه.. فوصلة التوأم قوية...
خلاص يا جين ممكن تسيبيني انا ورافي
جلس امام أخيه
هتقولي مالك.. انا سايبك كتير اه...
عايز انام.. نفسي انام وبس..
طب قولي فيك ايه.. علشان اساعدك
اغمض عينيه.. وحكى لاخيه ما شاهد.. وسبب فصله..
سيف عنده حق.. لازم تروح للدكتور.. انا هكلم بابي..
لا.. سيبهم.. هم مشغولين دلوقتي... بس خليك جنبي لحاد ما انام شوية
تمدد علي الفراش.. وجلس توأمه بجانبه... يمسد علي شعره حتى غفى
الباشا نور
بنورك يا حاتم..
فكيت الجبس.. تعالي شوف شغلك ده.. مستحمله ازاي ده
ههه معلش يا يوسف باشا.. خليها عليا المرة دي
اهم حاجة تبقى كويس... ايه الي جابك اساسا انهردا
جلس سيف بتنهيده...
ورايا كام حاجة هعملها.....
حاجة ايه.. قوم روح لاختي.. هي اساسا سابتك تمشي ازاي
قاطع حديثهم يحيى
سيف في حاجة حاصلة بينك وبين حور.. في حاجة مش طبيعية
ابتسم ابتسامة مزيفة
مافيش... بنداري الحسد بس
ربنا يسعدكوا... نسيبك احنا تخلص الي وراك
خليك يا يوسف عايزك
تمام
خرج حاتم ويحيى...
خير يا سيف.. في حاجة
ربت سيف على كتفه
بص يا يوسف... انا صاحبك... عايز اطلب منك طلب..
روخي يا سيف وانت عارف
اغمض عينيه پألم
هتدخل الاوضة دي... في حد جي انا هقابله هنا... مهما كان الي هتسمعه.. عايز وعد منك ماتخرجش وتتمالك اعصابك... ونفكر بهدوء
اضطرب يوسف
مش فاهم يا سيف.. في ايه
بص مرام جية دلوقتي... انت هتدخل واسمع كلامنا بس اوعدني ماتخرجش غير لما تمشي
مرام.. ايه.. في ايه
اسمع
كلامي.. واوعدني ماتخرجش
حاضر...
طرق باب مكتبه ودلفت السكرتيرة
سيف باشا.. دكتورة مرام بره
تمام دخليها بعد خمس دقايق
ادخل يا يوسف.. وانت وعدتني ماتخرجش
دخل يوسف غرفة النوم الصغيرة.. يستمع لما يحدث في المكتب
دلفت مرام... وحدت سيف جالسا.. جلست بجانبه
حمدلله علي سلامتك
الله يسلمك
احكي..
ابتلعت لعابها بتوتر..
لما سافرت... خدت خمس سنين.. ماليش دعوة بحد بحاول انسى حبي ليك... رامي.. راجي كان الدكتور بتاعي المشرف علي رسالتي... شوية شوية اتقربنا...
اتطمنتله.. كنت محتاجه حد اتكلم معاه.. حكيتله حبي ليك.. المستحيل.. عرف كل تفاصيلي.. عرف انا مشيت ازاي.. عرف اني قلت لك علي مشاعري.. وانت قلتلي مافيش غير حور.. اتقرب مني اكتر... بعد سنة.. حسيت بإعجاب.. شوية شوية.. اتحول لحب متبادل.. ماعرفش ايه الي حصل.. واتجوزنا... كنت عايشة معاه في بيته.. بس بيتي.. كان موجود.. شقتي... ماعرفش ليه كنت مستمرة ادفع ايجارها..
الحياة كانت حلوة.. هو الدكتور الكبير.. المحترم.. وحبني.. وانا كمان.. شوية شوية.. ابتدى يجيب سيرتك كتير.. ليه مش عارفة.. حتي..... حتى لما بنكون مع بعض.. بيتكلم عنك.. بقى بيسألني اسئلة غريبة... لو كنت سيف ايه كان هيبقى رد فعلك
حسيت بحاجة غلط.. في موقف بينا حصل.. ومد ايده عليا... ييبت بيته ورجعت شقتي.. فضل سنة

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات