رواية "هوس من اول نظرة" (الجزء الثاني كاملة) بقلم ياسمين عزيز
مرددة بكلمات
متقطعة..أنا... آس. فة.. أرجوك و الله
أس... فة...سامحني و أنا مش هزعلك ثاني
أنا عاوزة البيبي و مش حابة أئذيه و الله
أنا غلطت..بليز مش هعمل حاجة وحشة ثاني
و هشرب كباية اللبن...بس كفاية عقاپ أنا
بقيت عايشة في ړعب من ساعة ما إنت
ظهرت في حيا .....
توقفت قليلا عن التحدث قبل أن تواصل
الحديث لتتدارك نفسها بصعوبة مبررة
أنا مش عاوزة أبقى خاېفة منك عشان
لما أتوتر داه هيأثر على البيبي...و الله داه
قصدي.. بليز متزعلش مني .
كان صالح لايزال مصډوما من فعلتها فهي
لأول مرة تتجرأ و تحتضنه...لم تفعل ذلك
مسبقا بل كانت تشمئز منه كلما لمسها أو
هذه المرة و هذا ما أشعره للحظات بالندم
و العطف ليس عليها فقط بل على الصغير
فهي محقة في كلامها يجب عليه مراعاتها
أكثر حتى لا يؤذي الجنين.....
ربت على ظهرها قليلا قبل أن يلف وجهه
ليقبل رأسها هاتفا بلين..
طيب يلا عشان تنامي...و إنسي كل حاجة
و بعدين إنت خاېفة ليه انا معملتلكيش
متتعبيش... إنت حامل و طبيعي الأكل
بتاعك يتضاعف.... يلا تعالي أنا الليلة
عاوزة أنيم إبني في حضڼي....
إبتعدت عنه يارا و هي تمسح وجهها من
الدموع قائلة بغيظ..
وضع يده خلف ظهرها ليسير بها باتجاه الفراش
قبل أن يجيبها..لا المرة دي عاوز مامته تكون
يارا بذهول..
مش فاهمة...
صالح و هو يغطيها..مش ظروري تفهمي...
يلا دلوقتي نامي و إرتاحي و بلاش تفكري
في اي حاجة....
أومأت له بالإيجاب و هي تضع رأسها على
ذراعه ككل ليلة لكن هذه المرة شعرت بأن
هناك شيئا ما مختلف....يبدو أنه يحاول
تخفيف ضغطه عليها من أجل الطفل ترددت
إنت مش هتعاقبني صح... مش هتأذي ريان
أطفأ النور الذي بجانبه بيده الأخرى ثم
جذب الغطاء ليغطيهما معا قائلا..
قلتلك إرتاحي و متفكريش في حاجة تصبحي
على خير....
إلتفت بجسده حتى أصبح صدره يلامس ظهرها
من الخلف بينما يده كان يضعها بلطف فوق بطنها
لم تستطع يارا إغماض عينيها و هي تفكر في
و يتركها بعد ولادة الطفل...مالاتفهمه لحد الان
هو لماذا يحتفظ بها ألم ينتقم منها كما أراد
ألم يكتف حتى الآن من تعذيبها و إھانتها.....
أو أنه قد إكتفى بعد أن ثأر لكرامته و بعد
أن شفى غليله منها قرر الزواج منها و إنشاء
عائلة...تنهدت بصوت مسموع و هي تعلن
إستسلامها فشخص غامض كصالح لن تستطيع
أبدا التنبأ بما في عقله....
شعرت بيده تتحرك على بطنها قبل أن تسمعه
يقول بصوت أجش..
بتفكري في إيه
أجابته رغم علمها بأنه يعرف كل ما يدور في
عقلها..و لا حاجة مش جايلي نوم...
هو أنت غيرت البرفيوم بتاعك
أخفى دهشته من سؤالها قائلا ببرودلا..ليه
إستنشقت الهواء بصوت مسموع قائلة
مش عارفة كنت فاكراك غيرته عشان داه
ريحته حلوة أوي...
ظل عدة دقائق ثامتا و لم يجبها حتى ظنت يارا أنه قد غفى..امسكت بيده التي كان يضعها على بطنها
لتبعدها عنها لكنه ضغط على اصابعها مغمغما بنعاس..
نامي يا يارا...نامي خلي الليلة تعدي على خير.
في جناح فريد.....
فتحت أروى الباب ثم تسحبت للداخل و هي
تسير على أطراف أصابعها بعد أن نزعت حذاءها
تسمرت مكانها تبتسم ببلاهة عندما وجدت فريد
أمامها يجلس على السرير مقابلا للباب.....
رفعت إصبعها نحوه قائلة برجاء..و ربنا ما أنت
قايل حاجة.
رفع فريد حاجبيه نحوها ثم هتف متراجعا بجسده
إلى الوراء ليستند بيديه على الفراش..
ماشي...حيث كدا إنت اللي هتقولي.
رمشت أروى بعينيها عدة مرات مدعية التفكير..
هقول إيه...
فريد بصرامة و هو يبرق بعينيه أروى....
مطت أروى شفتيها و هي تبرطم بهمس مع
نفسها..هو فاكر نفسه في القسم....
إنتفضت عندما صاح فريد بصوت عال ينادي
إسمها مرة اخرى لتهتف پخوف و هي تتقدم منه
مش هتكلم غير بحضور المحامي بتاعي.. .
ضم فريد شفتيه يمنع نفسه من الضحك عليها
بسبب تعابير وجهها المضحكة لكنه تمالك
نفسه ليتحدث بجدية..
مش وقت سخافة دلوقتي...تكلمي كنتي
فين و بتعملي إيه لغاية دلوقتي برا الجناح.
أروى غير مبالية بجديته في الحديث..
معلش أصل روحي الفرفوشة هي اللي
دايما واخذه القيادة...
نزعت حجابها ثم أسدالها لتبقى ببيجامة
النوم و هي تتحدث دون توقف..
كنت تحت في الجنينة مع يارا... ما أنا
قلتلك قبل ما أنزل إنت نسيت
مرت من جانبه لتأخذ هاتفها لكنه أمسكها من
معصمها ليوقفها... إلتفتت نحوه لتجده يطالعها
بنظرات غامضة قبل أن يسألها بنبرة تبدل
على نفاذ صبره..
أروى.. كفاية لف و دوران و جاوبيني... كنتي بتعملي إيه تحت
علمت أروى حينها أنه إكتشف أمرها لتتمتم
و هي تفرك شعرها ببلاهة..طبعا هيعرف
امال داه ضابط...
جلست على ركبتيها أمامه و هي تنظر له
بنظرات وديعة قبل أن تستأنف حديثها..
أنا آسفة و الله دي سلفتي الحقودة....
مش عارفة إزاي سحرتني بكلامها و عنيها
الخضراء...
بس و الله أنا قطعت علاقتي بيها و مش
هكلمها ثاني لو عاوز...
رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت إحدى
يديها لتمسح دموعها التي لم تكن موجودة
و لم ترى إبتسامة فريد الذي بدا مستمتعا
بهذا العرض الذي تقدمه زوجته المچنونة
ليهتف ممثلا الڠضب..
يا أروى.. بقى دي آخرتها
أروى پبكاء مزيف..
و الله قلتلها كده..
بس هي اللي كانت عاوزة تبوز سمعتي
في العيلة...كيد سلايف دي غيرانة مني
عشان أنا جوزي ضابط و حلو و زي القمر
مش زي جوزها اللي عامل زي هالك الأخضر... .
فريد بضحك و هو يوقفها..قومي نامي
يا مچنونة... أنا مش عارف إنت إزاي كده.
تجاوزته أروى لتأخذ مكانها على الفراش
قائلة بمزاح..
لو مش عاجبك طلقني....ااه يخربببت
عدوك كنت بهزر .
متحدثا بنبرة محذرة..
قلتلك مية مرة قبل كده بلاش الهزار
البايخ داه يخرببيت ألفاظك ياشيخة
تنيلي نامي مش عاوز أسمع صوتك .
أطفأ فريد النور ثم عاد ليتمدد مكانه
على السرير ليتفاجأ بأروي ترتمي فوقه
قائلة بمزاح..
ياختي بيضة... و مقموصة و زي العسل
و بمۏت فيها يا ناس....
فريد و هو يضرب رأسها..
بتدلعي بنت أختك... يا بت إتلمي أنا عارف
أروى بضحك..
طب و الله العظيم بحبك و بمۏت فيك و إنت
عامل نفسك متعصب كده...و الظاهر إن إبن
أخوك اللي هيشرف الدنيا هيبقى شبهك بالضبط
ضيق فريد حاجببه بعدم فهم لكلامها الغريب
ليسألها..قصدك إيه إبن أخويا مين
أروى بتأكيد..
و هو في غيره هالك الأخضر...مراته حامل
و قالتلي إنهم متجوزين بقالهم شهر قبل ما
يعملوا الفرح يعني.
شعر فريد و كأن أحدا ما سكب فوق رأسه
دلو ماء بارد بمكعبات ثلج في أحد ليالي الشتاء
القارس...أغمض عينيه ليتذكر صورة يارا في
السچن و صالح يضربها و هي تتوسل له أن
ينقذها... ثم صوت سيف الذي أوصاه بمراقبة
أخيه لعلمه أنه سوف يقوم بشيئ متهور.... إذن
هو قد تزوجها بالسر بالتأكيد فعل ذلك ڠصبا
عنها فهو رأي
مدى كرهها له و ذلك يدل على
إستحالة موافقتها... نفخ بضيق ثم إبتسم
باقتضاب قائلا..
اه... حامل حلو اوي ربنا يسعدهم .
لاحظت أروى إرتباكه لتسأله مخفية شكها..
هو إنت مكنتش تعرف إنه تجوز قبل بشهر.
فريد بتفي
لا طبعا....بس يمكن عنده أسبابه اللي خلته
يخبي علينا كلنا...عموما أنا هبقى أتكلم معاه
و اشوف الموضوع .
أروى بنفي..الأحسن إنك متقلوش عشان ميحصلش
مشاكل بينه و بين مراته عشان حكتلي...
فريد..تمام... يلا تصبحي على خير بكرة في
عندي قضية مستعجلة الصبح و لازم أخلصها....
صباحا.....
فتح فريد باب سيارته ليستقلها باتجاه عمله...
لكنه توقف بعد أن سمع صوت هانيا تناديه
فريد بيه....
إلتفت نحوها ليراها تتقدم نحوه و هي ترسم
إبتسامة كبيرة على وجهها قائلة برقة و لطف
صباح الخير يا فريد بيه.. آسفة لو هعطل حضرتك
بس كنت عاوزة أستأذنك في حاجة .
فريد باختصار..إتفضلي.
هانيا و هي تفرك يديها بتوتر..
أنا كنت عاوزة أروح اشوف ماما و أخواتي اصلي
بقالي مدة مازرتهمش.
قطب فريد حاجبيه باستغراب قبل أن يجيبها
بس إنت عندك يوم الجمعة راحة.
هانيا و هي تمثل الحزن..
ايوا فعلا بس أنا كنت خاېفة إني لو خرجت من
القصر... أروى هانم تمنع الحرس إنهم يدخلوني
حضرتك عارف إنها مش عاوزاني اشتغل هنا .
فريد و هو يطالع ساعته..
تمام روحي...و لو عاوزة تاخذي النهاردة إجازة .
هانيا بسعادة..
ميرسي جدا يا فريد بيه...و آسفة لو عطلت حضرتك...
أومأ لها فريد ثم توجه لسيارته مغادرا نحو
عمله...بينما سارت هانيا بخطواتها الواثقة و قد
إنقلبت ملامح وجهها البريئة لأخرى متوعدة...
إستقلت سيارة أجرى نحو منزلها لتمكث هناك
ساعتين ثم غادرت نحو الصيدلية إشترت الدواء
الذي أخبرتها عليه فاطمة طبعا بعد أن دفعت ثمنه
اضعافا بسبب رفض الصيدلاني بيعه لها بدون
وصفة طبية لكنه سرعان ما غير رأيه طمعا بالمال...
خبأته بحرص في حقيبتها ثم خرجت لتشتري عدة
أغراض أخرى
عادت لمنزلها و أخفت حقيبتها جيدا حتى
لا تقع في يد أحد أخواتها.....
في مكان آخر بعيد جدا و تحديدا في
احد الجزر في المحيط الهادئ... حطت
طائرة سيف الخاصة بعد ساعات طويلة
من الطيران و توقفت في عدة بلدان......
نزل سيف درج الطائرة بخطوات واثقة
يتبعه مجموعة متدربة من الحرس الخاص
به أمسك يد سيلين التي كانت تسير إلى جانبه
بملامح متعبة لاتدري إلى أين تقودها قدماها....
توقف فجأة ليلتفت نحوها و هو يخرج عقدا
رقيقا تتدلى منه نجمة كبيرة من الألماس
ألبسها إياه و هو يقول..
العقد داه هدية من مامتك بعثته ليكي معايا...
إبتسم بمكر عندما رآها ترفع يدها لتتحسس
العقد و هي تشكره بكلمات مختصرة...
عاد ليمسك يدها و يسير بها نحو إحدى سياراته
المصطفة بالمكان...
قاد السائق بسرعة معتدلة في طريق غابي حتى وصلوا إلى فيلا تحيط بها حديقة شاسعة تمتد
على عشرات الكيلومترات....
بدت و كأنها محمية طبيعية او غابة صغيرة
نزلت سيلين من السيارة و هي تدور حول نفسها
تستكشف المكان قبل أن تتحدث متسائلة..
هو المكان داه بتاع مين
أجابها سيف بنبرة هادئة..
بتاعي أنا... يلا خلينا ندخل جوا...
تبعته سيلين للداخل تستكشف باقي
المكان... فيلا كبيرة عصرية باللونين الأبيض
و الذهبي و بالداخل يزينها أثاث فاخر و تحف
باهضة الثمن...دلفت سيلين لتستشعر دفئ
المكان مقارنة بالطقس البارد في الخارج
أشار لها أن تتبعه للأعلى نحو غرفتهما الجديدة...
دلفت لتجده قد خلع معطفه و جلس على حافة
السرير ينتظرها...إبتلعت ريقها بصعوبة عندما
وجدته يرمقها بنظرات غامضة أثارت حيرتها
و التي لم تدم طويلا عندما تحدث قائلا..
انا عندي شغل كثير هنا فهنضطر نقعد
فترة .
سيلين بقلق..كم يعني
سيف..مش عارف بس يمكن سنة أو أكثر
شوية..
سيلين پصدمة..إيه طيب و مامي إنت
هت..
قاطعها بنظرات حادة قبل أن يقف من
مكانه ممسكا بذراعها مرغما إياه على السكوت
ثم هدر بشراسة..
مفيش حد هييجي هنا...طنط هدى هتفضل
في مصر في الفيلا هناك و الزفت اللي إسمه
ياسين كمان الأحسن إنك تنسيهم خالص إنت من النهاردة مش هتفكري غير فيا أنا و بس....إنت فاهمة....
هزها پعنف و هو يتابع بنبرة مختلة جعلت
سيلين ترتجف ړعبا منه..
مفيش رجوع لمصر و لا خروج من الفيلا
دي غير لما أتأكد إنك بقيتي ليا أنا و بس.
منعت دموعها من التساقط أمامه فهذا ليس
وقت الضعف لتستجمع كامل قوتها و ترفع
يديها لتحيط وجهه مستعطفة
حبيبي إنت عارف إن أنا كلي ملكك و مفيش
في حياتي غيرك...
لانت ملامحه قليلا و هدأ تحت لمساتها الرقيقة
و إعترافها بحبها له لكنه سرعان ما إستعاد سيطرته
على نفسه ليزيح يديها هاتفا