رواية "جاد و رحيل" (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم حنان اسماعيل
وهى تقول له
رحيل ممكن تعدينى جدى زمانه قلقان عليا
اوسع لها الطريق وهو يراقبها تبتعد فى خطوات واسعه
فى صباح اليوم الثانى تناولت الافطار فى المطعم مع جدها على منضدة مقابله لمنضدة جاد والذى كان يتناول فطوره مع سويلم
نهض كى يصب لنفسه شاى عندما رآها تعد لنفسها فنجانا من النسكافيه
كالين حبيبتى رحيل وحشتينى
كالين انا بجهز رحله بحرية باليخت اللى تبع بهجت يلا تعالوا معانا هتبسطوا اوووى هنصطاد ونغطس ونشوى ونرقص
رحيل معلشى انا
قاطعها جاد وهو يتفحصها بعيناه الثابتتين اه وماله ليه لاء
رفعت رحيل عيناها اليه ثم سكتت
فإقتربت منها كالين وهى ترجوها قائله
كالين حبيبتى رحيل وحياتى تيجى انا ضيفتكم وعاوزاكم معى نتبسط سوا
ترددت لثوانى قبل ان تومئ براسها بالايجاب لمحت ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه
تهلل وجه كالين كالاطفال وهى تنسحب قائله
كالين هروح اجهز نفسى بسرعه واقول لحسان انكم خلاص جايين
انصرفت فتظاهر جاد بأخذ قطعه سكر من امام رحيل وهو يقول
ابتسمت دون ان ترفع وجهها اليه ولم تجبه واستدارات محاوله الانصراف قائله
رحيل والله دى حاجة متخصكش
ابتسم لعنادها تاركا كوبه الفارغ كى يجهز نفسه كان سويلم يتابعهم منذ بداية حديثهم بعيدا وعيناه ترمقان جاد ورحيل بقلق
دخل جاد غرفته كى يغير ملابسه لملابس تتناسب مع جو البحر عندما طرق الباب ففتحه ليجد سويلم امامه بوجه عابث ادخله وعاد لما يفعله فسأله سويلم فى جدية
اجابه جاد دون ان يرفع عيناه وهو يربط حذائه الرياضى فى لامبالاة
جاد زى ماانت شايف يجهز نفسى طالع رحله بحر
سويلم بجدية اكثر انا مش بسألك على ده انت فاهم انا بسألك عن ايه
انتبه جاد اليه اكثر بعدما اعتدل واقفا قائلا
جاد انت عاوز تقول ايه ياسويلم وضح كلامك
سويلم قربك من بنت الجارحى
اټجننت ولا ايه
سويلم بجدية ياريت ويكون اللى انا ملاحظه ده غلط
جاد بجدية ملاحظ ايه
سويلم كلامك معاها وعينيك اللى متبعاها فى كل مكان ووشك اللى بتتغير ملامحه لما بتظهر
جاد مقاطعا فى ڠضب بس متكملش
جاد پغضب مانسيتش ولا عمرى هنسى
سويلم طب كويس انا بس حبيت افكرك بنت الچارحية مش لك ولا عمرها هتكون حتى لو مكانتش بنت الچارحية وكانت بنت ناس تانيين برضه مكانش ينفع انت خاطب فاطنة بنت عمك من صغركم واسماعيل لو ساكت عليك دلوقتى
جلس جاد مكانه صامتا وقد تبدلت ملامحه
فى نفس الوقت كانت رحيل تعد نفسها امام المرآة وهى سعيدة قبلت المرآة وهى تتذكر نظراته اليها
اخذت تلف بفستانها الذى اخرجته من الدولاب بسعادة قبل ان ترتديه
اعتذر لها جدها عن الذهاب معهم لإحساسه بالارهاق فلم ترجوه كثيرا كى تلحق بهم وبخاصة جاد وصلت وانتظرته طويلا فلم يظهر تحرك اليخت بهم وعيناها تتابعان الميناء لعله يظهر فى اخر وقت
مرت بهم ساعات طويله وهم فى البحر كان الجميع يرقص ويغنى بينما اكتفت هى بالجلوس مع قائد المركب وكان رجلا عجوزا صيادا قديما جلست بجواره طوال الرحله وهو يصطاد كان يحكى لها عن البحر وانواع السمك وطرق الصيد كانت تستمع له وهى حزينة شاردة تتساءل عما جرى لجاد وعن عدم لحاقه بها كما ظنت من تلميحه اليها
حتى ان كالين نفسها تضايقت من عدم حضوره واشتكت لرحيل بذلك
عادت ليلا وعيناها تبحثان عنه لعلها تجده فى انتظارها على الميناء الا انها لم تجده فخاب ظنها
مرت بجدها للاطمئنان عليها فلاحظ شرودها وحزنها فطمأنته انها تقريبا من دوار البحر واستأذنته كى تذهب للنوم
كادت ان تدخل غرفتها الا انها قررت ان تمر بالدور الذى توجد به غرفته خاصة وانها كانت لاتعلم رقمها
صعدت للدور وتمشت به لعلها تلمحها فجأة لمحت كالين تقف فى احد طرقات خارج باب غرفه جانبية وهى تعاتب احد اقتربت اكثر دون ان يلمحها احد واستمعت لصوت كالين وصوت جاد وهما يتحادثان كانت كالين تعاتبه عن عدم حضوره لليخت مثلما اتفق معها فأبلغها بإنشغاله وانه سيعوضها عن ذلك
يتبع
الجزء الرابع
صدمت رحيل مما رآته وانسحبت عائدة الى غرفتها ظلت طوال الليل تجول فى غرفتها حائرة وغاضبة من حالها وعما وصلت اليه بسبب هذا المخلوق القاسى الغريب
فى صباح اليوم الاخر نهضت وارتدت ملابسها ونزلت لتناول افطارها مع جدها وجدته يفطر هو الاخر مع رجله سويلم لم ينظر اليها وكأنه غير موجوده فتعاملت بالمثل وتجاهلت وجوده وان كانت قد تعمدت ان تتجاذب اطراف الحديث مع كالين و نزار والذى اظهر اهتمامه بها كثيرا حتى ان صوت ضحكاتهم علا ليلفت انتباه الحاضرين اليهم بما فيهم جاد والذى رمقها بنظرات ڠضب قبل ان ينصرف مسرعا تلفتت حولها فلم تجده
فى المساء دعا نزار رحيل وكالين وبعض من اصدقائهم للذهاب الى حفل يقام على احد الشواطئ الخاصة القريبة من القرية
تأنقت رحيل بعدما استأذنت جدها للذهاب معهم فوافق كانت كالين
قد دعت جاد الا انه اعتذر راقبهم وهم يرحلون وبخاصة رحيل التى تألقت بفستان اسود وماكياج جميل تناسب مع جمال وجهها
كانت الساعه قد تخطت الحادية عشر ورحيل تلح على كالين كى تعيدها للفندق الا ان ترنح كالين من اثر الخمر جعلها لاتعى ما تطلبه رحيل تطوع نزار بإيصال رحيل رفضت فى البداية الا انها اضطررت فى النهاية للموافقة خوفا من الاتصال بجدها فى هذا الوقت المتأخركى يبعث احد لاخذها خوفا من لومه لها للتأخير كل هذا الوقت
اوصلها نزار للفندق بعدما تعمد طوال الطريق التقرب منها بكلمات الغزل
وصلا للفندق فنزلت من السيارة وهمت بالإنصراف الا ان نزار اوقفها وهو يمسك بيدها كان جاد فى المطعم يتناول قهوته العاشرة تقريبا بنفاذ صبر فى انتظار عودتها بعدما لاحظ ان الساعه قد قاربت على منتصف الليل
سار بها حتى وصلا للشاطئ بعيدا سحبت يدها وهى تفركها من الألم قائله له
رحيل پغضب انت عاوز منى ايه
صفق ساخرا وهو يقول لا برافو بجد ابهرتينى اوقع الصيدة وبعدين امثل انى انا الضحېة
دفعته بعيدا عنها فى ڠضب عارم وهى تصرخ فيه
رحيل صيدة ايه وضحيه ايه انت
فاكرنى ايه بالضبط انا رحيل الجارحى فاهم يعنى ايه رحيل الجارحى
جاد بسخرية اه فاهم وشايف واحدة تافهة ومتدلعه قالعه برقع الحياء وناسية عاداتها وتقاليدها وماشية بمزاجها
بلعت ريقها وتنهدت بسخرية قائله تصدق انا عمرى ما شغلت نفسى انى اضطر اوضح حقيقتى لحد انت اساسا طول الوقت ومن اول يوم شايفنى كده
او عاوزنى اكون كده بنت تافهة وبعر اصولنا الصعيدية صح
جاد متهكما والله ده من تصرفاتك
رحيل پغضب تصرفات ايه اللى بتتكلم عنها ها قولى كل اللى بعمله انى بحاول اتصرف زى زى ماقلبى بيحركنى على الاقل انا واضحة الباقى والدور عليك انت
جاد متعجبا قائلا بسخرية انا وانا عملت لك ايه
رحيل پغضب بالضبط انت عملت لى ايه اقولك انت عملت لى ايه
يوم تطلعنى سابع سما بنظرة او اشارة منك ويوم تنزلنى سابع ارض مبقتش فاهمة انت عاوز منى ايه بالضبط يوم رحله اليخت فهمت انك عاوزنى اطلع معاك وطلعت على الاساس ده وفضلت ملطوعه مستنياك هناك عشان الاقيك يومها بالليل بتكلم مع كالين
صعق من حديثها فاستطردت قائله والنهاردة رحت عشان كنت عاوزة انشغل بأى حاجة عن التفكير فيك عارف ليه لانى تعبت بجد تعبت والله العظيم انا تعبت تعبت من كتر التفكير فيك ياجاد تعبت من وجودك حواليا وعينيك اللى بحسها متبعانى وبتلومنى وبتتنقدنى طول الوقت انا تعبت من كتر ماانا مش فاهم انت عاوز منى ايه بالضبط
لم يجبها وهو يفرك رأسه فى عصبية فإقتربت منه قائله
رحيل وليه جبتنى هنا دلوقتى لو مكنتش مهتم فعلا
تحدث بهدوء بعد وقت
جاد انا معنديش تفسير ولا تبرير ممكن يريحك
نظرت اليه تنتظر باقى كلامه وهو يكمل قائلا
جاد بجدية لو عاوزانى اسايرك يبقى بضحك عليك لانى من الاخر هبقى بتسلى كل اللى اقدر اقوله انك بالنسبة لى بنت حلوة زى كالين مش اكتر بس برضه ابقى مچنون لو تماديت اكتر من كده لانى ابقى ساعتها بدخلك فى حربنا انا وجدك وانا عمرى ماهقبل انه يتقال عليا فى يوم بيدخل الستات فى حربه
رحيل مصعوقه من كلامه حرب
فاستطرد قائلا
صعقټ من حديثه وهى تستمع اليه بينما ادار هو ظهره اليه قائلا فى حزم
جاد ولعلمك انتى متعلقتيش بيا ولا حاجة انتى بس متوهمة عشان انقذتك يوم الحاډثهانما ان يبقى جواك امل ولو للحظة انى ممكن انا جاد الموافى اټجنن وانسى التاريخ الاسود اللى بينا وافكر فيك حتى كصاحبة فده مش هيحصل ابدا ارجعى لكليتك يابنت الحلال والبسى احدث موضة نازله واتشبهى ببنات مصر وبعدين ارجعى اتجوزى ابن عمك انتى مش مخطوبة له برضه وياريت تنسى اى كلام دار بينا دلوقتى زى ماانا هنساه بمجرد ماهمشى من هنا ولحد لما نسافر ياريت منضطرش نتعامل مع بعض تانى
الټفت ورائه فرآها تبتعد فى الظلام بإتجاه الفندقراقبها حتى اختفت
صعدت رحيل لغرفتها ورمت نفسها على سريرها وهى تبكى پقهر
فى صباح اليوم التالى كان جاد يفطر مع بهجت وحسان وكالين وعيناه تسترقان النظر لباب المطعم بين الحين والاخر نهض كى يسكب لنفسه كوبا من الشاى فإقترب منه سويلم وهو يصب الشاى لنفسه قائلا له
سويلم مش هتيجى
جاد بلامبالاة هى مين
سويلم وهو يرتشف الشاى بنت الجارحى اصلها سافرت على طيارة الصبح بدرى نزلت الصبح لقيت جدها بيوصلها للعربية وبيوصى السواق يوديها المطار
هز جاد رأسه فى ارتياح
مر شهران منذ اخر لقاء لهم انشغلت رحيل بامتحاناتها الاخيرة محاوله نسيان جاد وكل مامر بها معه تغيرت طباعها حتى بدت اكثر هدوءا وجدية عما قبل فى المرات القليله التى اضطرت فيها للنزول للقرية تعمدت ان تغلق باب بلكونة غرفتها كى لاتراه فجرا وهو يعدو بحصانه خفضت زيارتها للبلدة بحجج انشغالها بالامتحانات فوافق جدها على مضض على ان يزورها هو سأل سيدة التى ترعاها كثيرا عن سبب تغيرها وحزنها الا انها لم تجبه رغم علمها بعدما حكت لها رحيل عن حقيقه مشاعرها بجاد ومادار بينهم وتوبيخها لها من عواقب تفكيرها به
لم تمانع رحيل تعجيل زواجها بيونس كما كانت تفعل سابقا عندما حدد جدها موعدا للزواج فور انتهائها من تأدية امتحاناتها
اقترب موعد الزفاف وقد زينت البلدة بأكملها استعدادا للفرح كانت الاعيرة الڼارية تطلق طوال الوقت والبلدة
كلها تتحدث عن
تجهيزات الفرح الاسطورىة لاحفاد صالح الجارحى
جلس جاد يتناول
افطاره فى صمت وامامه فاطنة وزوجة عمه واسماعيل والذى بادره
قائلا
اسماعيل جاد ايه رأيك نحدد ميعاد لفرح انت