رواية "أنا لها شمس" (الفصل 1 الى الفصل الثاني والاربعون 42)بقلم روز آمين
ويحصل على مبتغاه توالت الأيام وهو ينتظرها كل عطلة ليستقل بجوارها السيارة في محاولاته المتكررة لإيقاعها التي لن يمل منها حتى انقلب السحر على الساحر وبدلا من أن يوقعها وقع هو بشباك غرامها بل أصبح متيما بعشقها المميز ذو النكهة الجديدة عليه بات يسهر الليالي يستمع للأغاني التي تتحدث عن العشق وهو يراها بكل الزوايالقد وصل به الأمر حد الهووس وبات لا يرى الدنيا سوى بالساحرة عيناها حتى أنه ابتعد عن كل الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاق ات في إطار غير شرعي
في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا
كان يغفو فوق فراشه منهك يرجع سببه لعدم اتخاذه القسط الكافي من النومفمنذ أن عشقها صار النوم ضيفا عزيزاانتفض من نومته ليهب جالسا بعدما استمع لصوت المنبه المنبعث من الهاتف وبلحظة كان يقف أمام خزانة ملابسة ليتخذ ملابس داخلية وتحرك صوب الحمام الخارجي ليغتسل بماء بارد عله يستفيقوبعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة كان يتحرك في عجلة من أمره بعدما ارتدى أفضل ثيابه ليلتحق بموعده الاسبوعي مع تلك الجميلة الذي أصبح مقدسا بالنسبة لهقطع طريقه والدته التي خرجت من غرفتها لتقطب جبينها وهي تتطلع في حيرة من أمره الذي تغير مؤخرا واصبح غريبا عليهتنهدت لتسأله بفضول
عندي مشوار مهم يا ماما قالها في عجالة لتصيح مستفسرة
أنا نفسي اعرف إنت بتقوم من النجمة بتروح فين كل يوم سبت واشمعنا السبت بالذات
لتستطرد متعجبة
وكله كوم وعربيتك اللي بتسيبها قدام البوابة دي كوم تاني مع إنك مبتخطيش خطوة برة البيت من غيرها!
امتعضت ملامحه ليهتف باستياء
سبيني يا ماما أنا متأخر على ميعادي لما أرجع
إبقي استجوبي فيا براحتك
لم يدع لها فرصة للاعتراض فقد تفوه بكلماته وهرول
للخارج يسابق الريح
ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره بوابل من الشتائمليقرر الذهاب عصر اليوم الذي تلاه ليرى عينيها ويتمتع بالغوص داخل بحرهما ولسوء حظه وجد أيهم بالمنزل ليخبره بأن وجدي بصحبة والده بالارض وحينما سأله عن والدته أخبره أنها ذهبت لمنزل والدها لتقوم بزيارة جدته المسنة مما جعل الإحباط يتملك منه ليناوله علبة الحلوى التي جلبها وينسحب يجر أذيال خيبته بصمتوصل أخيرا لمطلع الكوبري وكاد أن يكمل بطريقه إلى أن رأها تخرج من الشارع العمومي المؤدي لمنزلها تسمر بأرضه وبات قلبه يدق بقوةمشاعر جديدة من نوعها تخترق جدران كيانه لتخبره بأنه لم يتذوق للعشق طعما وكل علاقاته كانت هراءا التمعت عينيه بوميض اللهفة والع شق وهو يتطلع لهيأتها بوله ولكن ليست كالماضيفالان قد اختلفت نظرته كليا بالماضي كان منبهرا بمظهرها وج سدها الان ثوي أما الأن فيكفيه نظره من عينيها لتجلب السعادة لقلبه المتيموقف ينتظرها لتزفر هي حين لمحت وقوفه ببداية الطريق لتتحرك بوجهتها تتخطى وقوفه دون أن تنظر له مما جعله يبتسم ليقول بعدما تحرك بجانبها
الله يسلمك قالتها باقتضاب وهي تسرع بخطاها لتبتعد عنه حتى وصلا لوجهتهما لتتوقف سيارة عابرة ولم يكن بها مقاعد خالية سوى المقعدان المجاوران للسائقأمسك باب السيارة كي لا يدع الفرصة لتقرب أحدا وأشار لها لتتنهد وتتحرك صوبه مجبرة كي لا تتأخر على موعد محاضرتهااستقل مقعده المجاور للسائق وأفسح لها لتجاوره الجلوس وتحرك السائق منطلقا بطريقهتحمحم ليقول بصوته المبحوح
أنا جيت لكم البيت إمبارح بس أيهم قال لي إن خالتي منيرة بتزور والدتها
تطلعت إليه ليسألها بفضول أثار حفيظتها
هو أنت كنتي معاها في بيت جدك
معلش يعني وإنت بتسأل ليهويهمك في إيه تعرف إذا كنت موجودة ولا لاء!
أغمض عينيه فى ألم ثم فتحهما من جديد ليبتلع غصته المرة من معاملتها القاسېة له أخذ نفسا عميقا ليستعيد به توازنه ثم أجابها بابتسامة أراد بها تلطيف الأجواء
كنت عاوز أشوفك يا إيثار
نطقها هائما لتتسع بؤبؤ عينيها متعجبة جرأته بينما طالعها بنظرات تنطق عشقا قابلتها باستفهام لتقول بكثيرا من التعجب
هو أنت بتعمل كل ده ليه!
ليزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول بتشكيك
للقمر نطقها هائما لتقطب جبينها تناظره بتيهة ليكمل بنبرة خرجت منه هائمة رغما عنه
عاوز أوصل لك يا إيثار
ناظرته بإستفهام لتقول
تقصد إيه بكلامك ده
ليجيبها بوضوح
أنا عاوز أتجوزك
اتسعت عينيها بذهول لتنطق بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان
تتجوزني! بس أحنا منعرفش بعض كفاية علشان تطلب مني نتجوز!
أخذ ينظر لوجهها بتمعن وابتسامة أمل ط
أنا بقيت مچنون بحبك يا إيثار
واستطرد متعهدا بعينين متأملتين
وافقي وأنا أوعدك إني هخليك أسعد إنسانة في الدنيا كلها مش هخلي نفسك في أي حاجةقبل ما تحلمي بالحاجة هتكون تحت رجليكيأنا نفسي هكون بين اديكي
نظرت إليه بتيهةتستشعر الصدق بكلماته ليسألها متلهفا إجابتها
قولتي إيه
قطع شرودها لتجيبه باقتضاب
هو الكلام ده ينفع يترد عليه هنا بردوا
اشتدت سعادته فرحا لكلماتها التى رفعت قلبه إلى عنان السماء ليشعر بروحه هائمة بسماءها وقد جددت كلماتها الأمل بداخله ليقول بنبرة حماسية
خلاص أنا هفاتح أبويا النهاردة وأخليه يطلب لي إيدك من عمي غانم
هتفت متعجلة لتقول بتردد ظهر بعينيها
اديني وقت أفكر في الموضوع قبل ما تاخد أي خطوة جدية
اجابها بقلب عاشق
أنا تحت أمرك في أي حاجة هتريحك خدي وقتك وأنا متأكد إني لما أشوفك الإسبوع الجاي هسمع أخبار حلوة
سحبت عنه نظرها بخجل بعد أن قررت بسريرتها أن تعطي حالها فرصة للتفكير بأمره فهو بالنهاية يبدوا شابا مناسبا إلى حد ما لذا ستفكر في الأمر بجدية
بعد مرور ثلاثة أيام عادت إيثار إلى منزل أبيها فقد أخذت إجازة إلى أخر الإسبوع بمناسبة أعياد خاصة بالدولةكانت تجلس بداخل حجرتها بصحبة صديقتها سمية التي جحظت عينيها لتهتف بقلب يمتلؤ
بالغيرة التي لم تستطع التحكم بها لتظهر بمقلتيها
نعمبقى عاوزة تفهميني إن عمرو إبن الحاج نصر على سن ورمح عاوز يتجوزك إنت يا بنت عم غانم!
نطقت جملتها الاخيرة مشيرة بأصبع السبابة إليها بنظرات إزدرائية مقللة من شأنها مما جعل الأخرى تنظر إليها بتيهة من نظراتها الغريبة التي شملتها بها لتسترسل سمية بضحكة استهزائية
يا شيخة قولي كلام يتصدق
تطلعت إليها پصدمة لتجيبها باستياء وصوت خرج حادا بعض الشيء
وأنا من امتى كذبت عليك يا ست سميةوبعدين هي المواضيع دي ينفع فيها الكذب!
تراجعت سريعا بعدما لاحظت إنزعاج إيثار لتقول في محاولة لإصلاح
ما أفسدته
انا مقولتش إنك بتكذبيأنا بس مستغربة
سحبت عنها بصرها ولم
تجيبها لشدة ڠضبها لتسترسل الاخرى كلمات مبررة
هكلمك بصراحة ومتزعليششوفي أنا ظروف عيلتي أحسن من ظروفكم إزايده غير إن ابويا موظف بالشهر العقاري وحياتنا إلى حد ما مرتاحة عنكم
مالت برأسها لتقول بصدق
منكرش إن طول عمري وانا حاطة عيني على أي حد من عيال كبرات البلد وبالذات عيلة البنهاوي
واسترسلت بعيناي حالمة بجشع
وحلم عمري أدخل وسطيهم وعيالي يبقوا منهم علشان مايعشوش الفقر اللي أنا عيشته
لتستطرد نافية وهي تشير بسبابتها
ومع ذلك عمري ما جرأت ولا خطړ حتى على بالي إني أحلم بحد من عيال الحاج نصر البنهاوي
واكملت پحقد دفين ظهر بين بكلماتها التي تقطر سما
تقوم إنت يتقدم لك إبن كبير البنهاوية كده مرة واحدة!
تنهدت إيثار بضيق لما رأته من حقد وتقليل غير مبرر بشأن عائلتها والتي لا تختلف كثيرا عن عائلة الأخرى سوى أن والدها حصل على شهادة متوسطة وعين بمصلحة الشهر العقاري ليباغتها سؤال تلك التي مازال الذهول يسيطر عليها
أمك عرفت
رفعت عينيها لتقول سريعا
لا طبعاماما لو عرفت هتقول لبابا وإخواتي ولو عزيز بالذات عرف مستحيل يديني فرصة أفكر
طبعا هو كان يحلم ولا يطول نطقتها ببغض لتنهرها الاخرى بنبرة غاضبة
هو فيه يا سمية عمالة ترمي دبش من بقك من ساعة ما حكيت لك الموضوع ولا عاملة أي حساب لمشاعري
لتستطرد بكبرياء نابع من داخلها ورثته عن والدها
أنا مش قليلة ولا أهلي قليلين زي ما أنت حابة توصلي لي أنا ابويا أه راجل فلاح وبسيط بس عنده عزة نفس مش عند وزرا ورؤساء جمهورية وكفاية إنه علمني أنا واخواتي وخلانا أخدنا شهادات ولاد أكبر ناس في البلد معرفوش ياخدوها
ابتلعت لعابها لتتحدث بنعومة كالحياء
إنت زعلتي كده ليه أنا بفضفض معاكي
واستطردت لتدخل الريبة بقلبها
بصي بقى أنا شايفة إنك تكتمي على الموضوع وترفضيه من غير ما تقولي لحد
ضيقت بين عينيها لتستطرد الاخرى بإصرار
الواد ده شكله بيلعب بيكيواضحة زي عين الشمس هو معرفش يوصل لك ولا يقرب لك زي ما حكيتي لي الوقت فقال يدخل لك من ناحية الجواز علشان تفكي معاه ويطول منك اللي معرفش ياخده في الأول وبعد كده يرميكي
هزت رأسها لتقول بنفي
لا مظنش عمرو بيحبني بجد
لتسترسل بابتسامة حين تذكرت هيأته
الحب كان باين في عنيه يا سمية
هتفت الاخرى باستنكار لتبعد عنها تلك الفكرة
طول عمرك عبيطة ومبتفهميش في الناس
ضيقت عينيها بتفكر لتهتف بعدما طرأت على مخيلتها فكرة شيطانية
أنا جت لي حتت فكرة هتخليني أكشف لك إذا كان
بيلعب بيكي ولا لاء
قطبت الاخرى جبينها لتطالعها مستفهمة لتسترسل الاخرى بدهاء
أنا هاجي معاكي الجامعة يوم السبت واركب العربية معاكم وانا بطريقتي هوقعهولك في الكلام علشان أكشفه وساعتها هنعرف إذا كان بيحبك بجد ولا بيلعب عليك
نظرت لها بحيرة لتهتف الاخرة پغضب ظهر بعينيها
بس إنت طلعتي خبيثة قوي يا بت يا إيثار الواد بقاله شهر ونص بيجري وراك ومقضينها حكاوي معاه في المواصلات ولا جبتي لي سيرة
زفرت إيثار لترد على تلك التي تحولت وظهر ما بداخلها من حقد دفعة واحدة وكأنها تستكشف شخصيتها لأول مرة
هقول لك إيه والموضوع كله مكنش في بالي
لتستطرد بحيرة ظهرت بعينيها
أنا لحد الوقت لسة بفكر أوافق وأخليه يكلم أبوه ولا أخدها من قصيرها وأرفضه واريح دماغي
هتفت على عجالة بتخوف
استني لما أقابله يوم السبت وساعتها أنا اللي هقول لك تعملي إيه
صمتت لتشتعل عيناي الأخرى بالحقد وهى تتطلع على تلك الإيثار وباتت تتساءل ما الذي اعجبه بها ليختارها هي دون غيرها تلك البلهاء التي لم تهتم يوما بالزواج من شابا ثريا تأتيها الفرصة على طبق من
ذهب بل وتتمنع وتطلب منه منحها الوقت للتفكيربينما هي التي قضت سنواتها في عناء البحث عن فرصة لاصطيادها عريسا ثريا ليحقق لها أحلامها ويمنحها حياة أفضل من حياتها البائسة لم تجدها إلى الأن
عودة للحاضر وسنعود فيما
بعد لسرد ما حدث بالماضي
عصرافي قصر المستشار علام زين الدينيقف داخل كبينة الإستحمام الزجاجية مغمض العينين ساندا بساعداه