رواية "فتاة ذوبتني عشقا" (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم امينة محمد
من قلبه .. اتت والدتها علي صوتهم قائلة بتساؤل وحيرة مالكم ياولاد .. صوتكم عالي ليه في اي كان علي ينظر ل نور فقط .. ينظر إليها پصدمة يعتريها الإختناق .. اختناق يشعر انه سيحطم قلبه من الداخل .. هل تعلي من شأن رجل اخر غيره وامامه !!! اعتراه الڠضب مرة آخرى قائلا والله .. لا والله شابوه لمديرك انه خلاكي تشوفيني علي حقيقتي .. بقا انا مش بهتم بيكي يانور ... انا الي بقيت مش بهتم بيكي .. انا الي كنت ببقى جاي مفحوت من الشغل ومرضاش انام الا لما اجي اشوفك واطمن عليكي .. انا الي عمال اكافح واعمل واعمل عشان تبقى حلالي في اقرب وقت ونبقى سوا .. هو جه في يومين غيرلك المنطق دا كله .. اي سحرلك دماغك ولا عشان هو بتاع شركات بقا ومستواه اعلى مني واهتم بيكي بتاع مرتين تلاته ميجوش في العمر الي عشناه سوا !! كانت تستمتع إليه بعيون باكية .. عينيها تنظر بعيدا .. لا تقوى علي النظر في عينيه او له حتى .. قالت والدته محاولة ان تلطف الجو اهدا ياعلي يابني اكيد نور متقصدش حاجة .. اقعدوا واتفاهموا طيب انتو الشيطان دخل ما بينكم يابني استغفروا ربنا واقعدوا يا حبيبي يلا ! هز رأسه بنفي وهو ينظر ل نور بنظرة منكسرة فكري كويس في كلامي وقوليلي انتي ناوية علي اي شهقت والدتها و متقولش كدا يابني هتكون ناوية على اي يعني اكيد ناوية تصلح الي بينكم .. استعيذوا بالله ياحبايبي واهدوا كدا ! لم ترد نور بحرف بل التفتت مغادرة لغرفتها بخطى سريعة .. بينما علي يتابع تحركها من امامه بعينين منكسرتين .. ابعد بصره من الفراغ الذي احتل موضعها الذي كانت تقف به منذ قليل لوالدتها .. نظر إليها بهدوء ثم قائلا بهدوء انا ماشي يام نور .. خدي بالك من نفسك ! ثم اولاها ظهره هو الآخر وهي تدعو له قائلة ربنا يحل مابينكم يابني يارب ويهديكم .. الف سلامة ياحبيبي ! تنهدت بعمق بينما هو غادر المكان ب قلب عالق ما بين الحياة والمۏت .....
وها هو يبتسم النهار بإشراقته المنعشة فتبدأ معه الحياة ... وتعانق خيوطه كل أرجاء السماء فلننهض ونشرق كما تشرق شمس سمانا التي تملأ الأرض نورا ودفئا ... استيقظت بنشاط وايقظت اخاها واختها ليذهبوا لمدرستهم .. ذلك هو يوم روتينها .. الاستيقاظ مبكرا لمساعدة اخواتها في الملبس .. ثم الجلوس في الشرفة بشرود .. تعطلت عن عملها بسبب المشاكل التي تحدث مع عائلة سليم .. والآن اقترب الوقت لتعاود العمل بسبب انتهاء النقود التي اكتسبتها في العمل .. اخذت نفسا عميقا ثم وقفت مكانها تنظر للمارة في الشارع بشرود هنا وهناك .. حتي وقفت سيارة سوداء من الطراز الحديث ... هبط منها ما لم تكن تتوقع وجوده .. ما لم تكن تتوقع معرفته لمكانها .. توسعت عينيها پصدمة وهي تنظر ل أحمد الذي ينظر اليها بهدوء .. بملامح مليئة بالأسئلة .. بينما هي ارتجفت داخليا وهي تنظر له پخوف .. وحيرة ماذا تفعل هل تدخل للمنزل او تهبط له وتتحدث معه ام ماذا ... لم تكن تود رؤيته اطلاقا .. فهو يذكرها بماضي لا تريد ان تتذكره ... ذلك ابن عمها الاكبر ... ذلك الذي كان والده السبب بتشردهم .. ابعدت نظرها بعيدا عند تلك النقطة وكأنها غير مهتمة انها تراه الآن ... عكس ملامحها التي تفضحها الآن بالعديد من المشاعر .. ووجهها المقتضب پغضب .. ركب أحمد سيارته وغادر دون اي شئ يفعله .. اتى ليراها وغادر .. اخذت نفسا عميقا ثم دلفت للمنزل بتوتر وهي تفكر وشاردة بذلك المستقبل الغامض الذي ستعيشه ..
تيم وطيف
كانت جالسة في حديقة المنزل تضم قدميها إليها وشاردة بعيدا .. شعرت بيديه علي كتفها فأغمضت عينيها بهدوء ثم فتحتهما مرة اخرى فكان هو يجلس امامها وينظر لعينيها بملامح متسائلة لسبب عبوسها .. أبعدت يديه عنها وهي تقول انا هرجع بيتي .. معنتش عايزة اقعد معاك هنا قوص حاجبيه بإستغراب وهو يقول بحدة انتي حصلك حاجة في عقلك ولا اي !! مش هترجعي البيت انتي هتفضلي هنا عشان انتي ممكن تتعبي في اي وقت ! هزت رأسها بنفي وإصرار لما تقوله انا قولت الي عندي .. انا عايزة امشي ! تحولت ملامحه لڠضب .. وعينيه احتدت عن قبل بينما هي كانت تنظر لعينيه ببرود قاټل .. لم يراه يوما في عينيها .. ام حاضر يا طيف .. قومي اجهزي عشان نروح ! هزت رأسها بضيق ثم صعدت لغرفتها وعينيها مليئة بالدموع التي لا تنتهي .. وقلبها يؤلمها بشدة .. تريد الذهاب وفي