رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
بحسره ثم أطرق برأسه قائله
قدر الله وما شاء فعل .. عمر ميستهلش الخسارة ... بس أكيد ربنا بيحبه وهيعوضه باللى أحسن منها
قالت بإندهاش
بيحبه ليه عشان خسر
________________________________________
خساره كبيره
نظر اليها أيمن فى صمت .. ثم قطعه قائلا
بكرة تعرفى ربنا بيحبه ليه
ثم تركها مندهشه تفكر فيها قال ودلف داخل الفيلا
تروح وترجع بالسلامة
ان شاء الله .. انا هغير معاد اجازتى الجاى يعني بدل ما هغيب 3 اسابيع هغيب شهر .. تمام كده المعاد مناسي يا مدام
متفتحيش لحد متعرفيهوش .. وخلى بالك من الغاز اقفليه كويس قبل ما تنامى
حاضر .. بس كنت عايزة أطلب منك طلب يا مصطفى
خير
بما انك يعني هتغيب شهر وأنا هنا اعده لوحدى فلو سمحت ممكن أروح أعد عند بابا
الټفت اليها قائله پحده
لأ ليا .. بس انت هتغيب شهر
ولو .. حتى لو هغيب سنه تفضلى اعده في البيت ..
بس انا هستفاد ايه لما اعد فى البيت لوحدى ..
تستفادى انى عايز كده انا مسمحش مراتى تتنطط فى كل بيت شوية .. اركزى فى بيتك .. يا اما تروحى تعدى عند امى
قالت ياسمين وهى تشعر بالضيق
انا مش هرتاح عند طنط .. قصدى ماما مش هبقى واخده ارحتى هناك عشان باباك
نظر اليها ثم قال
سعمتى
شعرت بالڠضب لكنها كبحت جماح نفسها وقالت
سمعت
يلا سلام
مع السلامة
أغلقت الباب وأغمضت عينيها وتنهدت بحسرة ...
مر الشهر عليها ببطء شديد كانت ريهام تأتيها يوميا بعدما تنهى كليتها تجلس معها ساعة أو اثنتين ثم تنصرف لتتركها وحيده حزينة حبيسه تلك الجدران التى مازالت تراها غريبه عنها ولا تستطيع أن تألفها وتعتادها .. لا يسليها الا زيارات سماح و ريهام والتحدث معهما على الهاتف .. فى يوم وصول مصطفى من السفر اتصل ليخبرها بأنه سيصل فى المساء .. فرحت كثيرا لعودته فعلى الأقل ستجد من يونس وحدتها .. أرادت أن تبدأ حياتها كزوجة وأن تستمر فى محاولة كسب قلب زوجها كانت تشعر بالكثير من الحماس والتفائل فهى تعلم جيدا أن الزوجة الذكية تستطيع تحويل بيتها الى جنه وتستطيع أن تحصل على كل ما تريد اذا استخدمت ذكائها ووجته بطريقة صحيحه .. كانت والدتها تنصحها دائما بكيفية العناية بنفسها وبيتها و كيف تكون زوجة ناجحة مطيعة لزوجها وفائزة برضا ربها .. فى هذا اليوم استيقظت مبكرا وأعدت ما يحبه مصطفى من طعام ررتبت البيت ونظمته .. فتحت دولابها لتختار فسان أحمر من الستان الرقيق وضعته على الفراش وهى تنظر اليه فى سرور .. كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقما غريبا فردت قائله
أتاها صوت أنثوى قائلا
وعليكم السلام
أيوة .. مين حضرتك
انا واحدة متعرفيهاش
شعرت ياسمين بالدهشة و قالت
طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت
اسمي نهلة
كان كرم بشاهد احدى المباريات فى منزله عندما رد جرس هاتفه فرد قائلا
ألو
ألو .. أيوة يا كرم ازيك
ايه مش عارف صوتى
لا مش واخد بالى
أنا نانسي
اعتدل كرم فى جلسته قالا
آه نانسي ازيك
تمام ازيك انت
بخير الحمد لله .. خير عمر كويس
معرفش .. أنا مش بكلمك بخصوص عمر
أمال خير فى ايه
بصراحة يا كرم أنا عايزة أتكمل معاك شوية بس ... مينفعش فى التليفون .. لازم أشوفك
صمت كرم قليلا ثم قال
أنا فى البيت دلوقتى ومش هعرف أنزل .. تحبي تيجي نتكلم براحتنا
اوك .. اديني العنوان
أعطاها كرم العنوان ثم قال
أدامك أد ايه
مش هتأخر ساعة بالكتير
خلاص مستنيكي
سلام
سلام
بعد مرور ساعة ونصف طرقت نانسي الباب .. ففتح كرم ابتسمت له وقالت
اوعى أكون اضايقت من زيارتى
بادلها كرم الابتسامه قالئ
لا طبعا ده انت نورتيني .. اتفضلى
دخلت نانسي وهى تنظر لما حولها قائله
بيتك يجنن يا كرم
من ذوقك يا نانسي .. تشربي ايه
نظرت الى عينيه وابتسمت قائله
اختارلى انت
أحضر كرم كوبا من العصير وعاد ليجدها واقفة فى منتصف الردهة تنظر الى احدى اللوحات قدم لها العصير قائلا
اتفضلى
أخذت الكوب ووضعته على منضده صغير ثم قالت
كرم أنا فى حاجه عايزة أقولهالك ومش عارفه أبدأ منين
خير يا نانسي قلقتيني
لا مش حاجه مقلقة
أمال ايه
اقتربت منه وارتسمت ملامح الحزن على وجهها قائله
خاېفة تفهمنى غلط
لا قولى وأنا مش هفهمك غلط
كرم أنا حسه انى مشاعرى اتغيرت ناحيه عمر .. حسه