رواية هوس من اول نظرة "الجزء الثاني"بقلم ياسمين عزيز
تغيير
الموضوع..لا يا روحي...كنت بفكر
إمتى تخلصي جامعة و ترجعي تشتغلي
معايا في الشركة..اصلك بتوحشيني لما
بتكوني في الجامعة ..
إبتسمت سيلين ثم تناولت منه الصبي
و هي تقول بحنو
روح نام شوية و انا هشوف عمرو ماله..
شهق سيف من الفرحة ثم ضمھا نحوه
و هو ېصرخ غير مصدق
الله اكبر الله أكبر.. عاشت الستات
بحبك اوي اوي اوي...
إبتعد عنها بسرعة ثم ركض نحو الباب
خوفا من أن تغير رأيها..إلتفت إليها
أغلق الباب وراءه تاركا سيلين تضحك
عليه..
في فيلا هشام...
و تحديدا في الصالون كانت إنجي تجلس
كان هو يحيط كتفيها بذراعه و في يده الأخرى
يمسك بكوب القهوة الكبير الذي كانا يتقاسمانه..
كانا يجلسان مقابلا للنافذة الزجاجية الكبيرة
و يشاهدان رذاذ المطر و هو يبلل البلور تاركا
أثاره عليه..
ناولها هشام الكوب ثم أمسك بحافة الغطاء الذي
كانا يتدثران به ليسحبه على كتفها و هو
يقول
يا ترى يارا بتعمل إيه دلوقتي...
تحدثت إنجي لتجيبه
اكيد بتلعب مع صالح...بنت المحظوظة
كل شهر بيجبلها كومة هدايا اكثر من اللي
جاتلي انا شخصيا طول حياتي...
نفت برأسها مؤكدة..طبعا لا بغير عليك
إنت بس ..
إبتسم و هو يتطلع فيها بحب
لسه بتحبيني..
أغمضت عينيها ثم تمتمت بصوت منخفض
تؤ..بعشقك..
أخذ هشام الكوب من يدها و وضعه جانبا
ثم هتف..يارا بقى عندها ثلاث سنين
آن الأوان نجيبلها أخ..
وضعت إنجي يدها على صدره لتبعده
عنها و هي تردف برفض..بس..
قاطعها مؤكدا..البركة في صالح إحنا نجيب و هو بيربي..
ضحكت قائلة..بس هو اكيد هييجي
يوم و يتجوز و هيرجعلنا العيال.. تخيل
بقى نبقى زي سيف و سيلين..
زم هشام شفيته مفكرا لبرهة في كلامها
لا معتقدش إنه هيتجوز..داه لسه بيحب مراته
الله يرحمها...و بالنسبة لسيف هو اللي
رافض يجيب مربية و مصر يهتم بالعيال
بنفسه...عشان إفتكر نفسه زمان لما تربى
محروم من أمه و ابوه..هما كده رجالة عزالدين
كلهم معقدين..
تعلقت إنجي برقبته ثم سألته بمرح
و طب إنت نظامك إيه..
غمزها بخبث و هو يميل عليها هاتفا
بتسلية..لا أنا حاجة ثانية خالص بس
الأول نقفل الستار عشان في ناس معانا ها نسيبهم بقى بعض عيب بيزحلقنا إبن الجزمة
بعد ثلاثة أيام...
الساعة السابعة صباحا خرجت يارا من غرفتها
غرفة سارة القديمة إنتقلت إليها بعد أن
تزوجت سارة و هي تتثاءب.. وجدت
أم إبراهيم في المطبخ تعد الإفطار..
جلست على الكرسي و هي تضع رأسها على
الطاولة ثم غمغمت..صباح الخير يا طنط...
ضحكت ام إبراهيم علي مظهرها المشعث
و شعرها المكنوش قبل أن تجيبها..صباح الخير
يا حبيبتي...مالك إيه اللي عمل فيكي كده..
هتفت يارا بصوت باك و هي تشكو لها
الولاد..هيجننوني يا طنط لما كانوا صغيرين
كانوا زي العسل بس دلوقتي كبروا مبقتش
قادرة أسيطر عليهم تصوري سليم إمبارح نام
الساعة إحداشر و بالعافية كمان...من كثر ما نرفزني كنت هضربه..
وضعت أم إبراهيم أمامها كوب القهوة لتستنشق
يارا رائحته التي أشعرتها بالإنتعاش
تسلم إيديكي يا طنط..
أم إبراهيم بالهنا والشفا يا حبيبتي..كنتي صحيتيني إمبارح عشان أساعدك..رواية بقلمي ياسمين عزيز
يارا برفض..مهانش عليا اتعبك...كفاية عليكي
طول اليوم زعيق
و خناق..اوووف انا تعبت
و بفكر أجيب ناني..
قطبت أم إبراهيم جبينها بعدم فهم لتشرح لها
يارا اكثر..أقصد واحدة تساعدني عليهم...على
الاقل بالنهار..
أم إبراهيم بعدم رضا
واحدة تساعدك...و دي هتجيبيها منين
يا ختي بلا دلع ما أنا قدامك اهو مربية ثلاث
بنات لوحدي و لا كان معايا حد بيساعدني
لا بالليل و لا بالنهار...
يارا بتعب..ربنا يديكي الصحة و طول العمر
انت ست قوية و مفيش زيك إنما أنا....
أم إبراهيم و هي تضع باقي الأطباق على
الطاولة..إرمي حمولك على ربنا كلها سنة و إلا
إثنين و العيال يخشوا المدرسة..يعني كبروا
و ادينا معاكي انا و مليكة و البت سهى كمان..
اه بالحق سارة كلمتني إمبارح و قالت إنها
عزماكي عالغدا برا...
حركت يارا يدها في الهواء بلامبالاة و هي تجيبها
غدا إيه بس هو انا لاقية وقت اسرح شعري..
ضحكت أم إبراهيم عليها ثم قالت
متقلقيش انا كلمت البت تهاني و هي
هتيجي تقعد معايا...ما إنت عارفاها بټموت في
سليم و ريان قد إيه..و اهي فرصة تخرجي
شوية داه إنت من يوم ما جيتي عندنا مخرجتيش
غير للدكتورة حتى الولاد سارة هي الي بتاخذهم
تفسحهم..
أومأت لها يارا بالايجاب فهي فعلا محقة
في كل ما قالته..لقد نسيت شكل
الشوارع و العالم في الخارج بعد أن حبست
نفسها في الشقة و لم تكن تخرج إلا قليلا
جدا للضرورة...حتى صغارها حرمتهم ان يعيشوا
حياة طبيعية كسائر الأطفال...
تحدثت بعد طول تفكير مقررة
لا أنا هاخذ الاولاد معايا...
شجعتها ام إبراهيم بفرحة
اهو داه الكلام...لحد إمتى هتفضلي
ډافنة نفسك بالحياة اخرجي و تمتعي
بحياتك إنت لسه صغيرة و من حقك تعيشي..
إبتسمت لها يارا بحب و هي تقول
حاضر يا طنط..هعمل كل اللي تقوليلي
عليه...و بالمرة اعدي على فيلة بابا أصلهم
وحشوني اوي المرة اللي فاتت إستنيت قدام
الفيلا ييجي ساعتين و محدش فيهم خرج..
أم إبراهيم بشفقة عليها..إن شاء الله المرة دي
هتشوفيهم..
يارا تعودت ان تمر على فيلا والدها بالتاكسي
و تقعد تستنى عشان تشوف اي حد فيهم
من غير ما يشوفوها عشان تطمن عليهم من
بعيد عشان لسه خاېفة من صالح و آدم لحسن
يكونوا مراقبين البيت عشان كده محبتش تعرض
عيلتها للخطړ لكن بعد جواز سارة من أمير
قدرت تسمع عنهم أخبار كثيرة
زي انهم خرجوا
من القصر و إن آدم سافر بقاله أربع سنين
و لسه مرجعش طبعا مفيش حد يعرف انه ماټ
غير سيف و صالح و سعدية
الفصل الثاني و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
وقفت يارا من مكانها لتنعم بحمام ساخن
ثم دلفت غرفتها حتى ترتدي ملابسها و تطمئن
على الأطفال اللذين وجدتهم لازالوا يغطون في
النوم...
إرتدت فستانا شتويا اللون الأزرق الغامق و فوقه
حجاب أحمر داكن...إكتفت بوضع القليل من
خافي الهالات السوداء تحت عينيها و ملمع
شفاه شفاف..
إنتهت من إرتداء حذاءها المسطح ثم وقفت
أمام مرآة خزانتها الصغيرة حتى تلقي نظرة
اخيرة على طلتها..ضحكت بسخرية
و
هي تتذكر في الماضي كيف كانت ترتدي
أفخم الملابس و الاحذية عكس الآن
حيث أصبحت ترتدي اول شيئ تقع
عليه عيناها ..
أفاقت من تخيلاتها عندما شعرت
بأن أحد الطفلين يتململ في نومه
و يبدو أنه سيصحو قريبا..
خطفت حقيبتها و هرعت نحو الخارج
لتجد ام إبراهيم لازالت في المطبخ
تتناول طعام الإفطار مع بناتها...
ألقت عليهن تحية الصباح ثم قالت
أنا طالعة دلوقتي...لو سمحتي يا طنط
خلي بالك من الأولاد هما شوية و هيصحوا..
أجابتها أم إبراهيم و هي تترشف كوب الشاي
الخاص بها
متقلقيش عليهم...انا هقوم اشوفهم حالا..
أشارت لها يارا بيدها ليترقفها و هي تقول
متتعبيش نفسك.. خليكي قاعدة كملي
فطارك و هما لما يصحوا هيبقوا يطلعوا لوحدهم
عاوزين حاجة قبل ما أخرج...
هتفت مليكة بحماس..ايوا عاوزة شكلاطة
من نفس المحل الفخم الذي يحضر منه فريد
الشكلاطة لاروى و لجين...
ڼهرتها ام إبراهيم..عيب يا بت...البتاعة
دي غالية اوي و يارا كل أسبوع بتجيبلكوا
منها..
ضحكت يارا قائلة
حاضي يا ست ملوكة تأمري بحاجة
ثانية ..
أرسلت لها الفتاة قبلة في الهواء ثم همست
لها بصوت خاڤت لوف يو...
إبتسمت لها يارا ثم إستدارت لتخرج.. فتحت
الباب لتعترضها تهاني تلهث بسبب ركضها
على الدرج...
تهاني..صباح الخير يا جولي..إنت طالعة
يارا بضحك فمنذ اول مرة رأتها فيها و هي
تناديها جولي نسبة لانجلينا جولي..
ايوا رايحة عند سارة ..
تهللت أسارير تهاني لتردف بمزاح
كفارة يا شيخة أخيرا قررتي تطلعي من
السچن...بقلك إيه إتبسطي على قد ما تقدري
و لا يهمك في العيال انا هخلي بالي
منهم هما فين وحشوني..واد يا ريان.. سلومة
إنتوا فين يا أولاد..
قهقهت يارا ثم أكملت
طريقها نحو الاسفل
بينما إعترضت ام إبراهيم تهاني حتى تسكتها
حتى لا يستيقظ الأطفال بسبب صوتها العالي...
بعد أكثر ساعة كانت يارا تجلس في إحدى سيارات الاجرى أمام فيلة والدها تنتظر ان يخرج أي
منهم....سمعت صوت السائق يتأفف بملل
قبل أن بتحدث بصوته المزعج ليسألها للمرة الالف
إحنا هنقعد هنا كثير يا أبلةمش هنتحرك ..
لم تجبه يارا بل كانت مشغولة بالنظر نحو
بوابة الفيلا التي فتحت فجأة و خرجت منها
سيارة شقيقها ريان...دققت النظر في ملامحه
التي لم تتغير كثيرا فمازال شقيقها وسيما
كما تركته منذ أربعة سنوات...
تنهدت بحزن و هي تكتم رغبتها في الخروج من
التاكسي و الركض نحوه حتى تحتضنه
و تخبره كم إشتاقت له و أنها فضلت البقاء
بعيدة حتى عنهم حتى لا تؤذيهم....
كانت سارة هي من تنقل لها أخبارهم
و قد اعلمتها مؤخرا ان والديها قد عادا
لبعضهما و ان والدتها ميرفت لم تعد
تخرج كثيرا من الفيلا و قطعت كل علاقاتها
مع معارفها القدامى...و كم لامت يارا
نفسها
فقد إعتقدت انها هي السبب فالجميع
طبعا سوف يسألونها عن سبب غياب إبنتها
لذلك فضلت سجن نفسها هي الأخرى
لكن الحقيقة كانت عكس ذلك فميرفت
تغيرت كثيرا بعد حاډثة إختفاء يارا
و عرفت اخيرا معنى الحياة حيث
كرست نفسها للاهتمام بزوجها و إبنها
الذي تبقى لها و قد ساندها ماجد زوجها
في ذلك حتى أنهما ذهبا للحج اكثر من
مرة و قامت بتأسيس جمعية باسم
إبنتها و باعت جميع ملابسها الثمينة
و مجوهراتها و تصدقت بها...
مسحت دموعها ثم أشارت للسائق ان يتحرك
و الذي تمتم بضيق..الحمد لله..إفتكرت
هنقعد واقفين هنا للمغرب..
أغمضت يارا عينيها پغضب فما كان ينقصها في هذه اللحظة هو هذا المزعج الذي لم يتوقف عن
إستفزازها منذ أن ركبت سيارته...
إستجمعت باقي تركيزها ثم هدرت فيه پعنف
تماما كما كانت تفعل سارة أو تهاني و باقي
نسوان الحارة إذا ضايقها أحدهم
جرا إيه يا خويا ما تتلم بقى مش معنى
إني ساكتالك من الصبح يبقى خلاص هتسوق
فيها
هو إنت يعني كنت واقف بالعربية
الخردة بتاعتك دي بلاش ما إنت هتاخد فلوسك
على داير مليم يبقى تعمل اللي بقلك عليه
و إنت ساكت مش دي شغلتك..تمشي توقف
ملكش فيك و يلا أوقف على جنب و
نزلي
صوتك جابلي صداع...جتك القرف ..
توقف التاكسي لترمي له بعض النقود و هي
مازلت تشتمه ثم أوقفت سيارة اجرى أخرى
لتوصلها إلى المطعم المنشود...
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر
و النصف عندما وصلت يارا و التي حالما
رأت أناقة المكان ندمت جدا على
إختيارها لهذه الملابس البسيطة التي
كانت ترتديها...تأففت و هي ترتب حجابها
و لم تنتبه لتلك السيارة الفاخرة التي
مرت بجانبها مما جعلها تنتفض بفزع
لقد كانت قريبة منها جدا و لو أنها لم تتفطن
لها في آخر لحظة لكانت دهستها...
توقفت السيارة لتخرج منها رباب صديقة
سارة و هي تتفقدها بلهفة قائلة
يارا حبيبتي إنت كويسة..أنا آسفة
و الله وسام ميقصدش بس انا و هو
كنا پنتخانق في العربية عشان كده
منتبهناش...إنت كويسة صح
ضمتها إليها و هي تبكي لتضحك يارا
عليها فرباب دائما هكذا حساسة و دموعها
قريبة جدا...سمعت صوت وسام المتذمر
و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة
عجبك كده ياختي اهي آخرة زنك..قربنا
نقتل البت و نيتم عيالها..منك لله يا شيخة
كنتي هتخليني أرتكب چريمة ..
شهقت رباب التي صدقت كلامه كعادتها
لټنفجر بالبكاء مما جعل يارا تهدأها و هي
ټشتم وسام..حرام عليك مراتك حامل..
إمتى هتبطل هزارك السخيف داه خلاص
يا روبي كفاية عياط ما إنت عارفة جوزك
و عمايله..إحنا ندخل جوا و نحكي لسارة
و هي هتخلي أمير يعمل منه كفتة عشان
يبطل غلاسة...
تحدثت رباب من بين شهقاتها قائلة
بس هو بيتكلم جد انا كنت بتخانق
معاه عشان إسم البيبي عاوزة أسميه
مهيار و إلا ساجي...بس هو رفض..وقال إني
جايبة الاسامي دي من المتحف ..
حرك