رواية "ميراث الندم" ( كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم امل نصر
بنفسها وبطفلها لماذا رحل ليتركها هي وصغيرها وسط هذه النيران المشټعلة حولهما ليته ما جاء هذا الميراث اللعېن ليتها تجد طريقا للهروب من كل شيء
وفي الجهة الأخرى
كان هو على اريكته بشرفة الغرفة يساوره قلق متعاظم لا يعرف سببه مع أن قلبه يحدثه باسمها أو ربما التفكير الكثيف بها هو من أدخل بعقله هذا الظن .
لا ينكر انها احتلت كيانه منذ أن رأى عودتها لقد كانت في الأمس نجمة أحلامه اما الان فقد الان فقد اكتسحت كل تفكيره وأي شيء من مهمام او مشاكل أو حتى امور أسرية يأتي خلفها.
اخرج تنهيدة مثقلة ومعضلتها تؤرق نومه وتمنع عنه راحة البال كيف السبيل لتصبح تحت جناحه ورعايته كيف له أن يحميها من كل العيون المتربصة والنفوس الجائعة للفوز بها لن يهدأ حتى يجد الحل لكن الى ان يأتي ذلك كيف له أن يأمن عليها وقد قرأ العيون التي تحاوطها هو رجل ويعلم فيما يفكر الرجل حينما ينظر لامرأة.
هتفت بالسؤال زوجته وهي تنهض عن تختها وترتدي خف قدميها في الاسفل بنصف التفافة برأسه رد يجيبها باقتضاب
مش جايني نوم نامي انتي.
تثابئت بصوت عالي لتردف بعدها وقدميها تتحرك للجهة الأخرى
انا جايمة اخش الحمام أصلا ع العموم لو عوزت حاجة تبجى تناديني.
ختمت بتثاؤب اخر لتختفي ذاهبة نحو وجهتها ليمدم هو في أثرها بانشداه
يا ريتني اخد ربع تناحتك..... ع الأجل كنت هجدر انام دلوك
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن عادتها في النزول مبكرا كعادتها قاصدة عدم الاحتكاك بأحدهم حتى حينما قابلت سليمة لم يقوى لسانها على التفوه ببنت شفاه امامها وحتى لا تشعرها بشيء قامت بالأعمال الروتينية في تنظيف المنزل واعداد وجبة الإفطار التي اسرت على تناولها معها دون التوجه للأسفل وتناولها مع الجميع ظلت مع طفلها وأفكارها المشتتة الا استدركت نقص الحليب من وجبته وهو شيء اساسي لا تستطيع حرامانه منه ف اضطرت مجبرة كي تأتي به من الأسفل
صباح الخير يا جدة .
الټفت لها سکينة بابتسامة عزبة تزيح المسبحة التي كانت تردد عليها وردها للخلف حتى مرفقها كي تفتح ذراعيها لمعتز بغبطة تغمرها
صباح النور ع البنور ليه أخرتي بنزولك بيه هاتي يا بت خليني اشيل حبة جلبي من جوا هاتي.
اقتربت منها بإشراق تعطيه لها
جولها معلش يا جدة المهم ان جينا اها.
اندمجت سکينة في تقبيل الصغير ومداعبته وقلبها ينتعش داخلها وكأن برؤياه ترى الغالي.
تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي تتمعن النظر بالمراة العجوز حتى ارتفعت رأسها إليها بلمحة من أسى غلف نظرتها تختلط بشيء غامض مع تحرك اهدابها المتكرر وكأنها تضعف بمواجهتها.
هنا أيقنت نادية ان المرأة على علم ولكنها تجاري ما يحدث او لا تستطيع الرفض زاد الحزن لتسألها بلهجة تقارب اللوم
امي سليمة والبجية راحوا فين
اومأت لها بنبرة المغلوب على أمره تزيد من تهرب عينيها
كلهم برا جاعدين تحت شجرة المانجة بيحكوا
ويتسايروا.
ابتعلت نادية غصتها فقد تأكد الان تخمينها لتجبر قدميها على التحرك مدمدمة لها
وماله يا بتي خدي اللي انتي عايزاه.
غمعمت بها سکينة من خلفها وهي اكملت طريقها دون أن تهتم برد اخر لتدلف ألى المطبخ الكبير وټضرب بيدها على الرخام المثقل لتظل مستندة عليه بذراعيها لمدة من الوقت لا تعلمها وعقلها يغوص في شرود اصبح يرهققها منذ متى كانت المشاعر
تافهه لهذه الدرجة كيف ټقتل المصالح روابط المحبة وتنزع عن القلوب المودة اين تجد الصواب في فكرتهم التي تمقتها ام بعاطفة قلبها المجروح والذي لا يقبل تنازل مهما كان الوضع لكن ابنها.......
قطعت وصلة التفكير يائسة لتلتف نحو البراد تخرج القدر الكبير الممتلئ بحليب الصباح والذي يأتي لهم يوميا باتفاق مسبق مع صاحبة الماشية مقابل مبلغ من المال تأخذه شهريا وذلك منذ سنوات عديدة باختلاف جذري عن باقي الأسر حولهم.
فعله الرجل كبير جد حجازي من بعد زواجها به مع تدهور صحة زوجته وتقدمها في العمر ليببيع كل الماشية في الحظيرة حتى لا يرهق العروس الصغيرة بهذا العمل الشاق.
لقد عاشت طفولة منعمة في كنف والديها مميزة عن بقية اخوتها ثم زوج رائع وحياة رغدة رغم توسط الحالة المادية لكن يبدوا ان كل ذلك سينقلب على رأسها قريبا.
وضعت القدر كي تغلي اللبن بداخله اولا قبل أن تأخذ كميه مناسبة منه ثم تصعد به لشقتها بعد ان أشعلت ڼار الموقد الغازي توقفت تراقب كالعادة. حتى اجفلت على الصوت اللذي أتى من خلفها.
صباح الخير يا نادية.
الټفت تتمتم رد التحية ولكن الكلمات وقفت بحلقها وقد تفاجأت بوقفته على مدخل المطبخ يسده