رواية "ميراث الندم" ( كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم امل نصر
صاحب الأراضي والأطيان كيف
دوت صوت ضحكتها الطفولية تردد خلفه بمرح وهي تفتح خزانة الملابس لتخرج له ملابس منزلية يبدلها
انت قولتها يا حجازي مچنون بس مچنونة بك.
كمان مچنونة بيا
عقب بها يدعي السخرية بعد أن جلس على طرف التخت يخلع عنه حذائه ليواصل بمزاح
كانك مچنونة صح يا جزينة مدام سيبتي أهلك اللي مالكين نجع الدهشان وأجل واحد فيهم يملك فدان اراض لوحده وجيتي هنا تتحشري معايا في بيت العيلة اللي عدى عليه خمسين سنة.
ولو حتى سكنتني في عشة جريد على جمب المصرف برضوا كنت هوافج بيك وارفض الأطيان والبيوت.
خلف المبنى حيث الاثاث الزائد وبعض الأشياء التي تبدوا فاقدة القيمة كجزوع الاشجار الجافة ومخلفات المحاصيل بعد حصدها بالإضافة لفضلات البهائم والغنم والتي يتم تجفيفها لتصبح اداة فعالة لأشعال الفرن الطيني حتى يتم تسخينه بدرجة عالية كي يصلح لنضج الخبز
لتظل معها في المنزل جاثمة على أنفاسها بهذه الرقة المصطنعة تملك قلب شقيقها من أجل أن تقلبه دائما عليها بمكر النساء الذي تعرفه هي جيدا تبا لها ولشقيقها ايضا جسد البغل الذي لا يقدر النعمة التي بيده عديم الرحمة مع واحدة مثلها اجمل نساء العائلة والبلدة بأكملها هي الوحيدة التي تستحق التدليل هي الوحيدة من يليق لها معاملة الهوانم
هاتي شوية عفش تاني يا بت.
صدح الصوت من خلفها باعتراض
ما بزيادة يا فتنة الفرن بيضت من جوا متزوديش أكتر من كدة لا تحرج العيش.
الټفت بنيرانها نحوها تبصرها پحقد وقد بدلت عبائتها العادية لأخرى تليق بالإستقبال تحممت وصففت شعرها لتبدو بجمالها المعتاد عكسها هي التي تغبرت وحمم الفرن طبعت أثارها على بشرتها وما ترتديه حتى قد بدت مزرية بمظهرها مما جعل لسانها ينفلت في الرد دون تحجيم أو سيطرة
أجفلت روح بهذا الرد الحاد من صاحبة اللسان السليط ولكنها سرعان ما تمالكت ڠضبها لتعقب مقارعة لها
الله يسامحك يا بت عمي ع العموم انا مش هرد على كلامك الواعر ده بس ياريت متجبيش اللوم على غيرك وانت عارفة واد عمك زين وعارفة طبعه العفش وانا لولا اني خاېفة على اليمين لينزل عليكي ما كنت جبلت أبدا تاخدي خبزتي اللي عجنتها وجطعتها لوحدي وانتي لساكي نايمة.
الله يحرجك يا روح يارب ټموتي عشان استريح منك ومن خلجتك دي خالص.
الفصل الثاني
دلف لداخل غرفة نومه سقط بجسده المثقل جالسا على طرف التخت زافرا دفعة كثيفة من الهواء المحمل بهمومه
التي لا تنتهي شبك كفيه في الأمام ناظرا في الفراغ أمامه بتفكير متواصل ألا يكفيه المسؤليات العديدة المعلقة بكاهله بصفته كبير للعائلة بعد أن نصبه جده الراحل قبل مۏته لهذه المهمة واضعا ثقته الكبيرة به والتي جعلت الجميع يرضخون لطلبه حتى وعلى غير
اردتهم وقد خلق ذلك له العديد من العداوت من داخل العائلة ومن خلفها حتى لو ادعى اصحابها غير ذلك لكنه يعلمهم ويعرف الطريقة الجيدة للتعامل معهم.
أما بداخل منزله كيف يتصرف مع الطرف الأعوج زوجته المغرورة بجمالها وحسبها ونسبها ثم زواجها به اكبر رأس في العائلة مما خلق بداخلها التعالي حتى على أقرب القلوب إليه شقيقة روحه روح هذه النسمة الرقيقة سبب تعبه ومشقته أيضا.
لا يعلم السر بها وبرفضها التام لكل طالب يتقدم لخطبتها ابناء عمد ورجال اصحاب مناصب وعائلات لها وزنها في المحافظة بأكملها ولكن لا فائدة كم من المحاولات الشاقة التي أجراها معها في كل مرة منهم كي تقتنع حتى الضغط بالخصام وهذه المشاعر الأخوية القوية بينهما