رواية حب لابد منه (كاملة حتى الفصل الأخير ) بقلم مجهول
عمر مهما كان انانى وعايز يملك كل حاجه بس كرامته عنده غاليه اوى
طيب ياميراس اهدى انتى دلوقتى واغسلى وشك وانسى كل اللى حصل وانا هاجيلك كمان شويه
ماشى
اغلقت اتصالى معه وتوجهت لصنبور المياه احمل من مياهه بين يداى وألقيها على وجهى لعلى استفيق من تلك الحاله وأعود لحالتى السابقه التى لم يدعنى اهنئ بها حاولت ان انغمس معهم مره اخرى بعدما تعجبوا من غيابى الطويل بغرفتى ولكن روحى لم تعد متفتحه كما كانت فكنت اتصنع الابتسامه والسعاده وعيناى لا تغفل عن تميم مرت الساعات طويله وبطيئه لم يعد هناك ما يسعدنى فيها حتى أتى الليل وانصرف اغلب الموجودين ولم يتبقى سوى الأقارب المقربون وحضر صفي حامله بين يديه باقه من الزهور النضره التى تبعث الراحه فى النفوس وعلى وجهه ابتسامه صافيه مثله يحسدنى عليها كل الموجودين طلب ان نجلس بعيدا عن الازدحام الضوضاء وبالفعل اتجهنا ناحيه غرفه الضيوف وجلسنا نتحدث بهدوء
لا وحياتك ياصفي خلاص موقف وعدى
طيب عينى فى عينك كدا
لم استطع النظر إليه ولم استطع تخبئه حزنى وألمى الدفين فبادرنى هوا بجملته
انا لسه جاى من عند عمر
انتفضت من مجلسى حتى شعرت ان من بالخارج انتبهوا لحركتى ونظرت له غير مصدقه ومضطربه
بجد
تفتكرى ياقمر هكدب عليكى
وليه روحت له
علشان مضمنش الجاى
يعنى ايه
يعنى مضمنش انه يسيبنا فى حالنا ومش هستحمل ان اى حاجه تزعلك ولا تنزل دموعك دى مره تانيه
ووافق يقابلك
طبعا انا روحتله لحد بيته عيب كبير لو مقابلنيش
وحصل ايه طمنى
ولا حاجه اتكملت معاه بكل هدوء عرفته انى بحبك وانك بتحبينى وان جوازكم انتهى ومفيش امل واحد فى المليون انكم تكونوا لبعض تانى وطمنته على تميم انه هيبقى اعز عندى من ابنى ولو فى يوم اخدنا تميم منهم او منعناهم يشوفوه يبقى من حقه ساعتها ياخد موقف لكن لحد الوقت دا ملوش انه يكلمك لأنك فى عصمة راجل وقولتله انه بعد مكالمته معاكى احنا كتبنا الكتاب علشان اقطع عليه اى فكره او خط رجوع بيفكر فيه وأقسملى انه مش هيتعرض لك تانى وانه كان بيتأكد انه واخدانى بمزاجك مش ڠصب عنك اكون واخدك تخليص حق يابنت خالتى
مبسوطه ياست البنات
نظرت له بعشق متأجج يثور بركانه من عيناى الهائمه والمتيمه بحبه وانا اربت على يديه الدافئتين استمد منها قوتى الان عرفت كيف لى ان حصلت على كل تلك القوه فلابد انها من انبعاث روحه وصموده ورجولته التى تفيض أمانا على من حوله فتدعهم يستوطنون أسفل ذراعيه بسلام نفسي جياش وجسد انهكه التعب
ازاى مبقاش مبسوطه وانت معايا ياصفي بنا يخليك ليا
انا اتفقت مع عمى بكره هنكتب الكتاب من غير اى اعتراض
خرجت من طيات قلبى صريحه واضحه لا غبار عليها وشك
ريحتى قلبى يلا بقى جهزى نفسك ياعروسه وهمشى انا علشان معطلكيش وبقولك للمره المليون ياميراس طول مانتى معايا مفيش كائن على وجه الأرض هيقدر يزعلك ولا يستحق دمعه واحده من عيونك انتى غاليه ودموعك دى زى الماس مينفعش تنزل على حد ميستاهلش
عدت أطير بجناحين من لؤلؤ وزمرد أحلق بهما عاليا وألامس عنان السماء كيف لإناس بتلك القلوب الطاهره ان يكونوا بيننا مندسين بين من لا قلوب لهم ولا نشعر بهم ولا بحهم ولا بجاذبيه روحهم الصادقه الطاهره فنتغافل عنهم ونلقى بأنفسنا بين ايادى لا تعرف الرحمه فهنيئا لمن عرف تلك القلوب يوما وطوبى للمحرومين ...
الآن فقط عرفت لما تحدث لنا أشياء نظنها نهايه العالم وعندما تدورالايام نجد انه لم يكن هنالك افضل من ذلك عندما اسرح بمخيلتى واسترجع ماحدث لى منذ يوم طلبنى عابد للزواج ارى ان هنالك الكثيرمن الصدمات التى كادت تهلكنى لولا اننى تمسكت ببقايا أرادتى والان اشكر الله عليها فما حدث صنع الكثير لى وأعطانى تجارب حياتيه لم اكن سأكتسبها يوما دون ان يحدث ذلك أما الان فأعتقد اننى وصلت لمرحله الاستقرار بعد أيام سأتخرج من الجامعه بتقدير عام امتياز كافحت كثيرا حتى حصلت عليه بالرغم من أعباء الحياه ومسؤليه طفلين إلا ان صفي شاركنى كل ضغوط الحياه منذ ان انتقلنا للسكن فى القاهره لأكون بجوار جامعتى ويكون صفي بجوار عمله وقد صدمنى تغيير طريقه الحياه والازدحام الشديد والعادات المختلفه عن عاداتنا فنحن قد نشئنا فى قريه صغيره يعرف بعضنا البعض بخلاف القاهريين فكل منهم فى حاله لا يتدخل احدهم فى حياه الاخر وبالتالى اذا مرضت يوما او احتجت لمعين لن تجد فكنا نقتسم الشقاء قبل الراحه وحتى ساعات السهر بجانب ملاذ وتميم كنا نتشاركها فكان أحدنا يسهر نصف الليل ثم يذهب لينام والاخر يجلس بدلا عنه بعد ان يكون اخذ قدره من النوم فكان تميم يذهب لروضه مدرسيه قريبه من بيتنا الصغير الذى استأجرناه وملاذ تذهب لسيده أخرى فى منزلها ترعاها وتهتم بها حتى نعود فكنت احمل ملاذ واركض بها تجاه جارتى التى تستضيفها فى منزلها بمقابل شهرى وصفي يحمل تميم ويذهب به لروضته ثم نتقابل فى مكان حددناه سابقا لنستقل الحافله التى اهبط منها على مقربه من جامعتى ويستكمل صفي طريقه حتى ان يصل لعمله كانت فتره الصباح وقتها تأخد من ساعتين الى ثلاث ساعات منذ ان نستيقظ وحتى نستقر فى أماكنا وعند العود نفس الشئ فإذا انهيت محاضراتى قبل ان ينهى صفي عمله كنت انتظره فى المكان الذى حددناه سابقا فأظل استذكر ما أخذت من محاضرات حتى يأتينى فبدونه أخشى العوده واخشى استقلال الحافلات وحدى فمازال قلبى الطفولى يخشى الغربه ولا يجد أمانه الا فى وجود صفي وعندما نعود لمنزلنا بعد ان احضرنا اطفالنا كنا نتشارك أعمال المنزل ولأن صفي عاش سنوات كثيره وحده فقد اعتاد الطهى والتنظيف فإذا طهوت انا كان يبدل ملابس الطفلين وينظف بقايا الافطار المتساقطه واذا قرر ان يطهو هوا لنا كنت ارتب البيت واعد مائده الطعام حتى ننتهى جميعا من اعمالنا ونجلس معا لنتناول الغداء حتى تميم كان يساعد والده الذى يعشقه كما لم يعشق والد من قبل فكان يقلده فيما يفعل ويرتدى مريول المطبخ الصغير ويخبره انه المساعد الخاص به وكان صفي ذو قلب طفولى يلعب معه ويمرح ويتنافسا على
من ينهى طبقه أولا او من يسبق الاخر ويركض الى الروضه اسرع فكلما مرت الايام وكبر تميم تعلق به اكثر واكثر حتى ملاذ اصبحت تقلد تميم فى كل شئ فكان مرجعها الاول ومن بعده والدها الذى يوافقهم على اعمالهم التخريبيه أما انا فكنت الام الصارمه التى تصرخ طول اليوم ويضحك عليها ابنائها .
فى منتصف الليل بل وفى بعض الايام عندما اتكاسل عن الاستيقاظ كان يستيقظ هوا ويعد الفطور ولا يوقظنى الا بعد ان ارتدى هوا وابنائنا كامل ملابسهم وكنت اعوض له ذلك فى الايام التى تخلو من المحاضرات فكنت اعيد ترتيب المنزل وتنظيفه وأعد له الأكل الذى يحبه واترك الاولاد معى فى المنزل فلا يحمل عناء ذهابهم او مجئيهم فكان يوما غير تقليديا يكسر قيود الروتين اليومى الممله .
كنا نتحمل بعضنا البعض فمن لديه طاقه يفيض على من اوشكت طاقته على النفاذ واذا اوشكت على الانفجار من إثر ضائقه ماديه او أعباء حياتيه كان يذكرنى بكل جميل يحدث لنا وكيف اننا الان معا دون ضغوط نفسيه فالمشاكل الحياتيه سهله الحل ولكن المشاكل النفسيه تأخذ من العمر والجسد فكنت استشعر ذلك وتهدأ روحى وتسكن .
اما زياراتنا الى قريتنا الصغيره كانت فى الاول اسبوعيه ثم بعد ذلك اصبحت فى فترات غياب الاختبارات ولم يخل صفي بوعده تجاه اهل عابد بل كان يحمل تميم ويذهب به إليهم ويتركه حتى تتصل جدة تميم وتطلب من صفى الحضور لأخذه وفى بعض الاوقات كان يعيده عمر ..
فى البدايه كنت اخشى مواجهته واخشى النظر فى عينيه فأحن إليه وأشتاق لما مضى فكنت اتعمد عدم الخروج او أخذ تميم بسرعه والدخول حتى لا تتلاقى عينانا ولكن ذات مره ذهب صفي للقاء أصدقائه ولم يكن فى المنزل غيري وطرق عمر الباب ومعه تميم عندما فتحت ووجدته امامى تسارعت دقات قلبى وبدا التوتر جليا فى ملامحى ولكننى استعدت رباطه جأشى وقررت المواجهه فنظرت له بعينان يملأهما التحدى فكانت نظره قويه بعد غياب طويل وما إن تلاقت عينانا حتى ابتسم
عامله ايه يا ميراس
تمالكت نفسي وحاولت السيطره على انفعالاتى وانا اجيب
كويسه جدا ازيك انت ياعمر
ابتسم مستطردا
ماشى الحال شكرا على سؤالك
احنا فى النهايه عيله واحده لازم نسأل على بعض
بس !
اكيد
سعيده فى حياتك يا ميراس
جدا صفي راجل محترم وطيب بيحبنى اكتر مابيحب نفسه وحياتنا فى القاهره مستقره وبكمل دراستى بتفوق وتميم متعلق بصفي
مفيش حاجه ناقصانى علشان مبقاش سعيده
قولتى كل حاجه وقولتى ان صفي بيحبك لكن مقولتيش انك بتحبيه
لو مكنتش بحبه مكنتش اتجوزته
يمكن اتجوزتيه عند
عند فى مين ياعمر فيك
يمكن
انا مش غبيه علشان اعاندك وأذى نفسي ولو كنت بعاندك كنت اتجوزت لما عرفت انك رجعت لداليا لكن بالعكس انا خدت وقتى وفكرت وقررت وطلع قرارى دا احسن قرار خدته فى حياتى
واحسن من قرار جوازك منى
الكلام دا ملوش لزوم ياعمر انا دلوقتى متجوزه وبحب جوزى وانت رجعت لمراتك وبقى عندك بنت صدقنى لما تفكر فى الموضوع صح هتعرف ان جوازنا كان غلطه مش اكتر
يعنى محبتينيش زى ماكنتى بتقولى
بالعكس حبيتك جدا بس حب مراهقه زى البنت اللى بتفكتر انها بتحب المدرس بتاعها وبتحب ممثل فى التلفزيون وبتحب ابن الجيران حب برئ طفولى والايام هيا اللى بتكبره او بتنهيه وانت نهيت الحب دا والحب اللى بينتهى مكنش صادق من الاول
بس حبى ليكى كان صادق
هوا انت فاكر الحب دا كلمتين ياعمر حب ايه اللى صادق وصاحبه بيخون وبيكدب وبيخبى الحب دا نبات رقيق جدا محتاج صدق ورعايه واهتمام وحب علشان يكبر وينمو لكن غير كدا بيدبل وېموت وانا معاك دبلت
انا عارف انى جيت عليكى وعملت تصرفات غبيه بس اوعى فى يوم تفتكرى ان حبى ليكى كان كدب
داليا عامله ايه معاك
عادى
يعنى ايه عادى
داليا ام بنتى
ولما رجعتها كانت ام بنتك بردو
عايزه توصلى لإيه ياميراس
اوعى تستغبانى ياعمر ولا تصدق نفسك بص للحقيقه بنظره حد تانى غيرك دايما نظره الانسان لنفسه منصفه ربنا يوفقك فى حياتك ويوفقنى انا كمان
كنا مستمرين فى حديثنا واقفين انا باب