رواية وبقى منها حطام أنثى (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم منال سالم
على الأرضية المبتلة .. ثم مدت يدها للأعلى لتمسك بذلك المحبس العلوي ولكنها لم تتمكن من الوصول إليه فنظرت في إتجاه مالك وأردفت قائلة بضيق
مش عارفة اطوله
مالك وهو يغمغم بسخط يعني كان لازم تكوني أوزعة !
عقدت ما بين حاجبيها وضيقت عينيها لترمقه بنظراتها الحادة سائلته بحنق
بتقول ايه مش سمعاك !
مالك على مضض ولا حاجة !
مابدهاش بقى لازم أتصرف بنفسي !
أرخى مالك كفه عن فتحة الصنبور المحطمة فزدات كمية المياه المتدفقة وسار بحذر في إتجاه إيثار ثم وقف قبالتها على بعد مسافة صغيرة تقدر بالسنتيمترات ومد يده للأعلى ليغلق المحبس العلوي ..
رفعت عينيها العسليتين عاليا لتنظر نحوه وتتأمل هيئته وأدركت أنها قصيرة القامة وضئيلة الحجم مقارنة به ..
لم يتخيل أنه سيتمكن من رؤية عينيها بوضوح فقرأ لمحة حزن خفية بهما وممزوجة پخوف مستتر .. نعم لمحة أسرته ودفعته للإستمرار في التحديق بها ..
ولكنه سريعا تراجع للخلف وتنحنح بحرج قائلا
احم .. أنا ...
احنت هي رأسها للأسفل ولم تعد تسمع صوت إنهمار المياه فأدارت رأسها نحو الحوض وفجأة هتفت بفرحة
ثم تحركت بحذر مبتعدة عنه وخرجت من المرحاض ...
ابتسم لها مالك ومسح قطرات المياه العالقة بوجهه وحدث نفسه بإبتسامة خفيفة تشكلت على ثغره
على الأقل طلعت بفايدة من الپهدلة دي كلها ............................................. !!!
الفصل الثالث
وما زاد الحزن من عينيها إلا جمالا .. ليجعلني أنحني في حضرة جمالها أحتراما وكأن بريقهما شعاع أمل.. أضئ لي بليلة سادها السواد ظلاما
_ هكذا كان يحدث نفسه جالسا شاردا علي فراشه قبيل النوم .. فامشهد تصادم عيناهما لا يفارق ناظريه وكأنه يعيش الموقف من جديد ساحرة هي تلك العينان اللاتي تخفيان من الحزن أكثر مما تبدي ماذا حدث لكي أيتها الجميله البائسه.. أحترق فضولا لأعرف ماذا أصابك .
مالك ده أنتي فصلان ياشيخه أنتي مبتتهديش أبدأ
روان بنبره مرحه لأ مش بتهد .. سرحان وشردان وهيمان في أيه قولي أعترف بسرعه ومتخبيش عليا أحسن لو خبيت عليا هضطر أسلط عليك عمتو وساعتها بقي هي هتعرف تقررك ولو فشلت ممكن ينجح عمو ابراهيم و......
روان وهي تهز رأسها نافيه تؤ قولي حصل أيه تحت خلاك تطلع مش علي بعضك كده هه .. قول
_ أشاح بوجهه للجهه الأخري مسلطا بصره علي تلك المساحة من السماء القاتمه ليلا ويزينها لآلئ صغيره مضيئه ثم أردف ناغمه
مالك عينيها ېخرب بيت عينيها
روان عاقده حاجبيها بعدم فهم عينيها !!
مالك حاككا فروة رأسه اه عينيها تحسيها فيها جاذبيه كده غريبه مش عارف أوصفها
روان وهي تدعي عدم الفهم ممكن نستخدم نظرية الجاذبيه بتاعت عمو نيوتن .. كان راجل بيفهم والله
_ رمقها بنظرات حانقه ثم لوي شفتيه بأستنكار علي سخريتها منه ألتفت بجسده ثم سحب الغطاء عليه مدعيا النوم ولكنه سحبته عنه وأستدارت له وهي تهتف
روان خلاص خلاص بهزر والله بس فهمني عين مين دي اللي عملت فيك كده
مالك بتنهيده إيثار وما أدراكي وما عيون إيثار
روان محملقه به أوب أوب أوب ده الموضوع وسع منك خااالص وفي يوم واحد
مالك قاطبا جبينه ما هو ده الغريب أنه يوم واحد بس وكمان معرفش إي حاجه غير يدوب إسمها
روان بس اسمها غريب أوي مسمعتش عنه قبل كده
مالك بالعكس اسم جميل معناه المكرمه أو
المفضله وممكن المميزه
روان بنص عين لحقت تبحث عن الأسم كمان
مالك معتدلا في جلسته روان عايز منك خدمه حاولي تتعرفي عليها وتصاحبيها
روان مشيره بأصبعها محذره ماااالك
مالك بقسمات جاده بطلي عبط أنا عمري ما أذي .. بس الفضول هيموتني وعايز أعرف عنها كل حاجه
روان ناهضه من جواره حاضر ياسيدي هشوف كده أقرب فرصه وأبقي أتعرف عليها
مالك في نفسه
خاصمتني الراحه وهاجمتني حلقه تدور حولها وكأنها المتاهه بعينها
تحيه إيثااار تعالي حضري الفطار معايا أحسن عمك نازل يفطر معانا النهارده
إيثار بتأفف وهي تدلف خارج الشرفه من أولها كده ياماما ده أحنا لسه مخلصناش الشقه حتي
تحيه وهي تلكزها بذراعها يابت أسكتي أحسن أبوكي يسمعك ده جايب لأخوكي شغله كويسه وأبوكي صمم أنه يفطر عندنا .. مش أحسن ما نطلع لأم أربعه وأربعين وبنتها
إيثار وهي تمط شفتيها بأنزعاج بالغ نطلع تنزل في النهايه هنتقابل في مكان واحد
تحيه وهي تنظر حولها للتأكد من خلو المكان أسمعي البت ساره دي من زمان بتغير منك وانا مش عايزاها تاخد عليكي ولا تبقوا أصحاب .. في الاخر دي بنت ايمان
إيثار بنبره خافته ساره مش وحشه عشان تغير مني ياماما بالعكس دي أحلي مني
إيثار وقد لمعت عيناها قهرا .............
تحيه وقد عبست ملامحها ضيقا يقطعني مش قصدي أفكرك ياحبيبتي والله
إيثار ...... عن أذنك هقلع الأسدال وأجي أساعدك
_ تركتها ثم عبرت الرواق القصير لتدلف حجرتها في حين ظلت والدتها متسمره مكانها ثم رفعت رأسها للسماء وهي تقول
تحيه يارب عوض علي بنتي يارب يارب أسعد قلبها يارب
_ وقف أسفل البنايه بصحبة رفيقه يتبادلون بعض الأقراص المدمجه أسطوانات ثم تحدثا قليلا بشأن العمل
عبدالله أنا أتفقت مع أستاذ فايق اني هاخد أجازه الأسبوع الجاي وأنت هتغطي مكاني
مالك واضعا يده بجيب بنطاله المنزلي أنت هتبتدي أستعباط بقي ولا أيه
مالك لاويا شفتيه ايوه ايوه الكلمتين بتوع كل مره دول ربنا يهدك وتبطل تفسح الجو علي قفايا
مالك متفحصا القرص يارب بس يشتغل
ملحوظه يعمل مالك بأحد مكاتب المحاسبه الكبيره بمدينة الأسكندرية كمتدرب لحين أنتهاء دراسته
عبدالله أنا ماشي أنا بقي ومتنساش تكلمني و.........
_ كان عبدالله يتحدث إليه وهو يبتعد عنه لكي يعبر الطريق غير عابئا بحركة سير السيارات في حين لمح مالك بزاوية عينه سياره علي الطريق تقودها إمرآه كادت تدهسه .. جحظت عينيه فجأه ثم صړخ به ليتراجع سريعا
مالك حاسب حاااااااااااااسب
عبدالله بفزع يالهووووووي
_ كانت صوت فرملة السياره فجأه قادرا علي احياء كل الذكريات المؤلمھ برأسه .. حيث أستعاد مشهد إصطدام سيارتهم أثناء السفر وذهاب والديه للرفيق الأعلي ډفن رأسه بين راحتي يده وظل علي هذه الوضعيه حتي عاد له صديقه وأخذ يهز بجسده حتى يعود لوعيه
عبدالله خلاص يامالك أنا كويس ياصاحبي لولاك كان زماني م....
مالك بنبره مرتفعه بس خلاص أنا طالع وأنت خلي بالك من طريقك .. سلام
عبدالله بذهول ........
_ صعد لمنزله سريعا وهو يلهث ثم دلف لحجرته علي الفور حيث أخذت الذكريات ټقتحم أغوار عقله بقوه .. ونهش بصدره مشهد الحاډث
كان بعمر الخامس عشر عندما قرر والداه السفر لقضاء العطله الصيفيه بأحد سواحل البحر الأحمر .. حيث لم ينتبه والده لأحدي سيارات النقل المغلقه تأتي نحوه وبقوه لټرتطم السيارتين أرتطاما قويا
مالك بلهجه يسيطر عليها الوهن يارب صبرني
_ ظلت إيمان مابين الذهاب والإياب يأكلها الفضول لمعرفة ما يحدث بالأسفل حيث تركها زوجها وهبط لتناول الأفطار مع أخيه وأسرته ورفض مجيئهم معه .. ياتري ما الذي يدفعه لذلك إلا اذا كان يدس عنها آمرا لا تعلمه
.. ضړبت كفيها سويا بغيظ في حين تابعتها ساره بصمت ثم هتفت
ساره ماما انتي خيالتيني أقعدي واكيد هنعرف كل حاجه لما يطلع
إيمان بنبره مغتاظه ابوكي ده هيفرسني ايه اللي ينزله من تاني يوم كده علي طول وكمان ميرضاش يقولي سبب نزوله
_ فتح مدحت باب المنزل ثم اغلقه وترك المفتاح معلقا جوار الباب توجه للداخل ليجد زوجته علي هذه الحاله .. مط شفتيه بإنزعاج ثم هتف
مدحت ماتهدي يا إيمان
إيمان وهي تهز ساقيها بتوتر كنت بتعمل أيه عند أخوك كل ده
مدحت جالسا بأريحيه علي الأريكه جيبت شغل لعمرو وكنت بقوله علي الأوراق اللي يجيبها معاه بكره عشان التقديم
إيمان فاغره شفتيها پصدمه شغل ! وأنت مالك أنت ياخويا كنت فاتح مكتب توظيف وأنا معرفش
مدحت بنبره خشنه جري ايه ياإيمان ابن أخويا وبساعده
إيمان وقد تعمدت اغاظته وياتري هتشغله أيه أبو خدمه أجتماعيه ده
ساره بقهقهه رقيعه هههههههه دمك زي العسل ياماما
مدحت وهو يلثن عليها بالكلام عجبتك أوي أهو علي الأقل فلح في الثانويه ودخل جامعه حكوميه يعني ماعدش السنه وكمان داخل جامعه خاصه بالشئ الفلاني
ساره بتأفف من أسلوب والدها في التعامل أووووف بقي
إيمان واضعه يدها أوسط خصرها بنتي مش زي حد عشان تدخل حكومه يامدحت
مدحت بتهكم صريح فعلا مش زي حد عموما متبقيش ست جاهله
وتستقلي بالخدمه الأجتماعيه .. ده فيهم مراكز عاليه وناس بتشتغل بأعلي مرتبات دلوقتي زيهم زي الدكاتره النفسيين بالظبط .. أنا داخل أريح شويه كتكم الهم
_ قال كلمته وهو ينهض عن مكانه بتكاسل شديد ثم توجه صوب غرفته .. في حين تلوت إيمان بجسدها ثم همست بخفوت
إيمان وهي تغمغم بخفوت هو ده اللي فالح فيه
_ بعد غروب الشمس وقد بدأ الظلام بالزحف بأرجاء المدينه.. كان رحيم قد أنتهي للتو من صلاة العشاء في جماعه بالمسجد المجاور للعقار القائم به ثم توجه عائدا لمنزله ليقابل بطريقه....
ابراهيم تقبل الله ياأستاذ
رحيم مبتسما بهدوء منا ومنكم
ابراهيم متأملا ملامحه مش حضرتك الساكن الجديد في العماره أصل أتهيألي شوفتك أمبارح طالع أنت وأبنك باين
رحيم مومأ برأسه إيجابا أيوه أنا أهلا وسهلا بحضرتك
ابراهيم مصافحا اياه بحراره ياالف مرحب بيكم في اسكندريه
ابراهيم مشيرا بيده للأعلي أنا ساكن تحتيك علي طول أنا واختي ومعانا ولاد أخويا الكبير الله يرحمه تسمحلي أعزمك علي كوباية شاي حلوه كده نشربها سوا عندي
رحيم بلهجه متردده لألأ متتعبش حالك خليها مره تانيه
رحيم بإبتسامه خفيفه مش هقدر أكسفك
_ صعدا
سويا حيث منزل ابراهيم قرع ابراهيم علي الباب عدة مرات حتي
فتح له مالك الباب وبادره باأبتسامه واسعه في حين قال إبراهيم
ابراهيم جارنا الجديد جاي يشرب معانا الشاي يامالك
مالك وقد أنفرجت أساريره أهلا وسهلا بحضرتك
رحيم مصافحا اياه اهلا بيك يابني
ابراهيك مشيرا نحو مالك ده ابن اخو المدام مالك بيدرس في أخر سنه كليه تجارة
رحيم وهو يربت علي كفه ماشاء الله ربنا يبارك فيه
ابراهيم مشيرا نحو الداخل اتفضل اتفضل
_ نظر مالك نظره سريعه نحو الخارج معتقدا أعتقادا أبله بأنها ستكون خلف أبيها .. ولكنه لم يجد شيئا ف ركل الباب بقدمه لكي ينغلق وحده ثم ذهب لعمته كي يخبرها لتعد لهم مشروب الشاي الساخن
ميسره بنبره سعيده شكلهم ناس طيبين