السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صراع الذئاب (الجزء الثالث)بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 10 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

بنظرات حادة ... ولجت إلي الفناء بسرعة وصعدت الدرج ... وكاد يتبعها ليتوقف ويري سيارة إيهاب تعبر الشارع ... فتأكد من حدثه وصعد ع الفور
فتحت فاتن لها الباب فولجت إلي الداخل متجهه نحو الغرفة ألقت بحقيبتها ... تلتقط أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط ...
هي فين ... صاح بها علاء الذي وصل للتو 
فاتن دخلت الأوضة بتغير هدومها 
صاح پغضب وكأنه بركان ينفجر والله عال .. بقينا نخرج من غير ما نستأذن ولا كأن فيه راجل ف البيت وكمان بنكدب
خرجت إليه وقالت أيوه خرجت عندك مانع
علاء كنتي فين
رحمة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قالت كنت عند ماما .. فيها حاجة دي
ضحك
بسخرية وقال والله ... أي رأيك مامتك جت تسأل عليكي ... شوفتي بقي إن الكدب ملهوش رجلين 
تلعثم لسانها وقالت مم ملكش دعوة
أقترب منها پغضب وقال هو مين الي ملوش دعوة ... أنتي بتستعبطي !!! أنتي هنا أمانه أخويا سايبها وأنا هنا مسئول عن البيت يعني لما تحبي تروحي ف حته تعرفيني 
رحمة بسخرية قالت أنت ناقص تقولي تاكلي ولا متاكليش ... بقولك أي يا علاء أنا مبعملش حاجة غلط وأنت عارف كده كويس 
علاء ولما أنتي مبتعمليش حاجة غلط ليه بتكدبي وتقولي إن عند مامتك وأنا شايف عربية إيهاب معدية الشارع بعد ماوصلتي ع طول
رحمة وأنا مالي يعدي بعربيته ولا يمشي ع رجليه
أحتدت عينيه وقال مالك إنك كنتي عندو وأنا متأكد .. ومعني إنك ماخدتنيش معاكي يبقي فيه حاجه مش عيزاني أعرفها 
رحمة حاجة أي وأي الي أنت بتقولو ده ... أنت عملت الي عليك وخلاص كفاية تشكر لحد كده ... سيبني أكمل أنا مشواري 
قالتها وكادت تذهب إلي الغرفة فأوقفها وقال مش بمزاجكك يارحمة 
ألتفت إليه وقالت تقصد أي
ظل صامتا وهو يحدق بها بنظرات تفهمت مقصدها
... لم يستطع الوقوف أمامها أكثر من ذلك خشية أن يتفوه بكلمات يندم عليها لاحقا .. تركها وغادر المنزل .
جاءت من الخارج لتجده يتناول الطعام ....
مالسه بدري يا هانم ...قالها طه ساخرا 
خلعت حجابها وعباءتها وألقت بهما ع الأريكة وأجابت بنفس السخرية 
بدري من عمرك يا عينيا 
طه عمتا أنا ميهمنيش أمرك كلها أقل من ساعة وهطلقك عند المأذون 
أبتسمت بمكر وقالت ما أظنش 
طه ليه يعني أكون لاسمح الله بحبك ومش هقدر ع بعدك ولا متجوزين عن قصة حب أسطورية 
وقفت ممسكة بورقة وأقتربت منه وهي تضعها أمامه ع المائدة وقالت لاء عشان الي هيشرف بعد 8 أشهر وهيقولك يا بابا 
أتسعت عينيه وهو غير مصدق ما تسمعه أذنيه قال 
بتقولي أي
وضعت يدها ع خصرها وقالت وهي تتشدق بالعلكة
أنا حامل ... والي أدامك ده تقرير الإختبار لسه عملاه
زفر پغضب واضعا كفيه ع وجهه وقال 
الي ف بطنك ده لازم ينزل 
صاحت بحنق نعم يا دلعدي !!!
وقف ليجذبها من خصلاتها بقوة وقال مش عايز حاجة تربطني بيكي ... هتنزليه ياسماح يعني هتنزليه 
تأوهت من قبضته وقالت 
أنت أتجننت ... عايزني أموت روح 
شد قبضته أكثر وقال 
ما أنتي لو منزلتهوش هاطلع روحك وأخلص منكو أنتو الأتنين
تصنعت البكاء وقالت وهي تضع يدها ع صدره 
كده ياطه وأهون عليك !! أنا عمري ماحبيت حد غيرك ... أنا سلمتلك نفسي من غير ما أفكر عشان بحبك 
ترك خصلاتها وقال بإزدراء 
أصدك عشان أنتي رخيصة ... وده يخليني أشك إن الي ف بطنك ده يبقي إبني
سماح حرام عليك أنت نسيت ولا أفكرك باليوم إياه ولا مش فاكر أجبلك الملاية الي فيها إثبات إنك أول واحد تلمسني 
تأفف وأخذ يستغفر استغفر الله العظيم ... ده كان يوم أسود يوم ما جيتو تسكنو أنتي والحرباية خالتك 
بدل ماتفرح إنك هتكون أب 
مش لو كملتي حملك الأول 
سماح وأنا مش هنزله ياطه ... وع رأي المثل الي ملهوش كبير يشتريلو كبير 
قالتها وهي ترتدي العباءة والحجاب بشكل عشوائي وتمسك بمحفظة نقودها 
طه رايحة فين 
سماح رايحة للي هينصفني وهيجبلي حقي منك
طه أنتي بټهدديني !!! أي الي عندك أعمليه بس متلوميش غير نفسك 
سماح بكرة هانشوف مين الي هيلوم نفسه .. قالتها ثم غادرت المنزل وهي تعقد العزم ع أمر ما 
يقف أمام مرآة الحوض يحلق ذقنه وهو يغني ...
طبعا ليك حق تغني ما الهبلة الي هي أنا ضحكت عليها بكلمتين وصدقتك ... قالتها شيماء
قام بغسل ذقنه من معجون الحلاقة وأخذ يجففها بالمنشفة فألتفت إليها وقال أنتي سلوك مخك دي متركبة غلط ولا الحالة أشتغلت عندك !!!
دفعته ف صدره بيدها وقالت لاء يا روحي أنا عقلي يوزن بلد ... قلبي الي يجيلو مصېبة هو الي موديني ف داهية ديما 
أقترب منها وهو يضع يده ع موضع قلبها وقال ألف بعد الشړ ع قلبك يا حبي ... كده هزعل منك يا شوشو مالك ما كنتي من شوية كويسة أي جرالك بتقلبي مرة واحدة كده ليه 
أبتعدت عنه موليه ظهرها له وقالت بصراحة أنا خاېفه منك لترجع تاني تشرب وتتاجر ف الهباب ده 
وقف أمامها وأمسك يديها وقال ورحمة أمي وأبويا الي ما بحلف بيهم كدب أنا توبت خلاص ...
مبحطش ف بوءي غير سجاير عادية بطلع فيها عصبيتي وخلاص
شيماء يا عبدالله أنا خاېفة عليك خصوصا مبقناش لوحدنا ... عايزة لما يجي الي ف بطني ده بالسلامة يلاقي أب يتشرف بيه أدام الناس كلها مش يستعر منه 
عبدالله بإذن الله هخليه أحسن واحد ف الدنيا ويطلع دكتور أو مهندس ... زعتر حبيب بابا 
شيماء زعتر مين !!!
أبتسم ببلاهة وقال إبننا يا روحي
شيماء زعتر ف عينك ... لو طلع ولد إن شاء الله هاسميه عمر ولو بنت هاسميها ديما 
عبدالله عمر مين وديما مين ... أوعي يكون أصدك بتوع المسلسل التركي الي كنتي واجعة بيه دماغي ده 
أبتسمت وقالت أيوه يارب يطلع شبه عمر ده مز وشخصية و....
قاطعها پغضب وهو يمسكها من ساعدها مين الي مز يا روح خالتك !!!
تمتمت بصوت منخفض عع عمر 
زمجر پغضب وقال شيمااااااااء 
أجابت پخوف نعم 
عبدالله أتلمي 
شيماء حاضر ... ع فكرة كنت بهزر
عبدالله خلاص خلص الكلام ... المهم كنت هقولك ع حاجة ... أنا جاتلي شغلانه كده ف مطعم أكل ف وسط البلد طالبين دليفري بس الشيفت هيبقي من 12 بالليل للصبح .. فهاخدك معايا وأنا نازل هوديكي عند أبوكي تباتي وترجعي الصبح
شيماء وفيها أي لما أبات ف شقتي
عبدالله لاء أخاف عليكي تقعدي لوحدك أفرض لاقدر الله تعبتي مين هيلحقك !!
شيماء ودي من أمتي 
عبدالله من بكرة إن شاء الله 
شيماء طب والتوكتوك هاتعمل فيه أي
عبدالله أنا شغلت عليه عيل غلبان بيصرف ع علاج أمه فالي بيطلع بيه بنقسمه أنا وهو بس برضو فلوس مش هي ومتنسيش عايز أحوشلك فلوس للولادة ولمتابعة حملك وبامبرز وأدوية ومصاريف مبتخلصش 
شيماء ربنا يوفقك يارب ويغنيك بالحلال
عبدالله ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي أيوه كده أدعيلي خلي ربنا يفتحها من وسع وأنا هعوضك عن كل حاجة 
آدم إعتذريلها لما تشوفيها ... أنا مبحبش أروح عند حد معرفهوش 
خديجة بصراحة محرجة ... ممكن نعزمها إحنا
آدم أعملي الي تعمليه .... قالها وولج إلي غرفته ليبدل ثيابه 
ياسمين أمرك يا آنسه ملك 
ملك متعرفيش مصعب فين 
زل الي ف بطني 
جيهان مټخافيش أنتي هتفضلي قاعدة معانا هنا وعمو عزيز هيكلمو يجي ويفهمو الي بيطلبو ده
حرام دي مهما كانت روح 
سماح ربنا يخليكي يا هانم ويباركلك يارب
جيهان أنا هاخليهم يحضرولك الفطار ولو عايزة تريحي بعدها أطلعي فيه أوضة للضيوف فوق إرتاحي فيها لحد ما عمك عزيز يرجع وأقعدي معاه وأحكيلو ع كل حاجة 
أبتسمت سماح بإنتصار وقالت بداخل عقلها والله والزهر هيلعب معاكي يا موحه وبدل ما هتعيشي ف الخړابة الي ف الحارة هتقعدي ف العز ده كله
عشان خاطري ياعم شكري خدني ليه بسرعة قبل ما حد يشوفني خرجت من غير حراسة ... قالتها ملك 
شكري أرجوكي يا ست ملك مش هينفع عزيز
بيه لو عرف ممكن يقطع عيشي 
ملك متخافش أوعدك بابا مش هيعرف خالص وهنروح ونيجي بسرعة
تنهد الرجل بسأم وأذعن لأمرها فقال طيب يلا بينا عشان نلحق نروح ونيجي قبل ما عزيز بيه يرجع 
أبتسمت بسعادة وقالت ربنا يخليك ياعم شكري
ولجت إلي السيارة قبل أن يراها أحد لينطلق بها نحو إحدي المشافي الخاصة بعلاج الحمي ....
وصلت إلي المشفي .. نزلت مسرعة وولجت إلي الداخل وذهبت إلي موظفة الإستعلامات وقالت لو سمحت عايزة أعرف فين أوضة مريض جالكو إمبارح إسمه مصعب ....
قاطعتها الموظفة وقالت أيوه عارفاه مش الشاب الطويل الحليوه ده 
رمقتها ملك بحنق وقالت أه ... فين بقي
الموظفة تاني دور الأوضة رقم 6 ع إيدك اليمين .. بس إنتي تقربيلو أي
ملك وهي تضيق عينيها قالت أبقي خطيبته
أبتلعت الموظفة ريقها وقالت أتفضلي يافندم
رمقتها ملك من أعلي لأسفل وذهبت إليه
تسير بالرواق وهي تبحث عن رقم الغرفة حتي رأت الباب مفتوحا ... وتقف ممرضة بجواره تغرز حقنة بداخل المحلول 
دخلت ملك وركضت نحو لتقف بقربه وهي تمسد جبهته المتصببه بالعرق 
الممرضة مين الي سمحلك تتدخلي ممنوع الزيارات
ملك ملكيش دعوة وخليكي ف حالك أحسنلك
الممرضة شكلك هتتعبيني هاروح أندهلك الأمن
أوقفها مصعب بإشارة من يده وقال بصوت واهن سبيها لو سمحتي أنا كلمتها تيجي 
الممرضة ممنوع يا أستاذ مصعب 
ملك ما قالك خلاص روحي شوفي شغلك وسبينا يلا
رمقتها الممرضة بإمتعاض وغادرت 
ملك وهي تمسك بيده قالت حبيبي ألف ألف سلامة عليك والله لسه عارفة
من ياسمين 
مصعب ملك عشان خاطري ...عايزك تبعدي عني
ضحكت بسخرية وقالت يوسف هددك صح ... بس لو أنت كنت خاېف منه أنا مبخافش غير من الي خلقني 
مصعب أرجوكي متصعبيش عليا الأمور ... أنا عارف إن هيحصل كده من الأول 
ملك بس أنت بتحبني وأنا بحبك أي الي يمنعنا نكون لبعض
مصعب حاجات كتير وأنتي عارفها 
ملك مصعب أنا مستعده نتجوز ونهرب سوا مع بعض !!!
٢٧
تتمدد ع المقعد بأ ريحية تقرأ إحدي الروايات التي قد أخذتهم معها بالرحلة فشغفها للقراءة لاينتهي خاصة تريد أن تشغل عقلها عن كثرة التفكير الذي أرهقها ذهنيا ونفسيا ...
أنا نازل الميه شوية ... ياريت متتحركيش من مكانك ... قالها آدم ثم أمسك بزجاجة مياه يرتشف بعض الماء 
قالت بتوتر هو أي الي متتحركيش أنا مش عيلة صغيرة
جز ع شفته السفلي بحنق وهو يغلق زجاجة المياه التي أنكمشت ف قبضته ... ألقاها بقوة ف الأرض بجوارها وتركها قبل أن ينفعل عليها
أغلقت الكتاب وزفرت بضجر وقالت بني آدم غريب ع طول خلقه ف مناخيره 
ظلت تتابعه وهو يسبح ف مياه البحر ... قاطع شرودها إرتطام كرة بلاستيكية ف رأسها ... أمسكتها وألتفت إلي يمينها لتجد ذلك الصغير يركض بسعادة وقال 
ديجا ... ديجا 
أبتسمت له وهي
10  11 

انت في الصفحة 10 من 29 صفحات