رواية حان الوصال كاملة حتى الفصل الأخير بقلم أمل نصر
نقل عام واركب فيها مش مشكلة.
ضاقت عينيه باستنكار
هي ايه اللي مش مشكلة الساعة دلوقتي داخلة على اتناشر.
_ يانهار اسود.
هتفت بها بعفوية اثارت تسليته لتلقي بنظرها نحو شاشة هاتفها الرديء فتاكدت لتلطم بكفها على وجنتها مرددة بجزع
انا خدني الوقت ومحسيتش بنفسي مع الهانم هي دادة نبوية مجتش ليه دي كانت مواعداني هتيجي احداشر بالكتير ازاي قدرت تعمل فيا المقلب ده.
تحدث بابتسامة لم يخفيها رغم ادعاءه الرزانة امامها
الدادة كلت حلو مع الجماعة قرايب بنتها وللأسف داخت وتعبت من مجهود العزومة هي بلغتني انها مش هتقدر تيجي النهاردة لأنها حاولت تتصل بيكي بس للأسف تليفونك كان بيرن معاها عالفاضي.
ربنا يشفيها يارب خلاص بقى انا همشي دلوقتي وهبقى اتصل بيها اما اروح اطمن عليها عن اذنك يافندم.
قالتها وماهمت بأن تتحرك حتى أجفلها بنبرته الحازمة
بقولك ماينفعش تخرجي دلوقتي الساعة داخلة على اتناشر انتي بتفهمي ازاي
برقت عينيها فجأة برفض وڠضب لانفعاله الغير مبرر لتكبت بصعوبة داخلها عدم الرد بشيء لايعجبه حتى لو اضطرت لخسران وظيفتها هذا شيء قد اعتادت عليه
حضرتك متشغلش نفسك انا بعرف اتصرف كويس اوي.
لاحت على جانب فمه ابتسامة لم تفهمها ليرد ببرود وعيناه تلاحق تفاصيلها بجرأة تثير الأستفزاز.
لأ.
خرجت منها سريعا وبدون تردد لتثير اندهاشه أكثر بفعلها
قصدي يعني اني مش عايزة ازعجك يا فندم لأني عارفة طريقي كويس وبعرف اتصرف عن اذنك والف شكر على زوقك.
قالتها ثم الټفت على الفور متخذة طريقها نحو الخروج لاتعطي له بالا ليفتر فاهه من خلفها مفتوحا بذهول ثم يتحول لابتسامة متسعة فيتناول هاتفه ثم يتصل على احد الاشخاص
ايوة يا علي اسمعني كويس.
بخطوات ثابتة خرجت من المنزل الضخم متخذة طريقها نحو الباب الحديدي ثم الشارع ولتلقى بعد ذلك حظها فى البحث عن وسيلة تقلها رغم الړعب الذي يتغلغل داخلها في العودة الى منزلها في هذه الساعة المتأخرة من المساء وهواجس تدور برأسها حول نوعية البشر المضطرة أن ترافقهم حتى تصل الى وجهتها لتتضرع داخلها وتناجي الله القوة.
تجسر نفسها في السير نحو وجهتها وقد اصبحت وحيدة لا تملك الا ايمانها في مواجهة المخاطر.
عديها على خير يارب.
صارت تتمتم بها ومجموعة من الادعية والايات الحافظة حتى تفاجأت باضاءة قوية لإحدى السيارات تأتي في مواجهتها لتضطر هي للأفساح لمرورها وكانت المفاجأة حينما اكتشفت هوية السائق والذي تعرفه من توصيله الدائم للدادة نبوية ليطل برأسه وشعره الابيض بابتسامة مشاكسة يخاطبها
جايلك قلب ترجعي لوحدك في نص الليالي يا بهجة.
عم علي... خضتني حرام عليك افتكرتك واحد غريب وبتعاكس.
بصراحة انا لو غريب وشوفت واحدة حلوة كدة في الشارع لازم اعاكسها .
قالها العم علي بمشاكسة لتسهم بنظرها اليه حتى جعلته يضحك بملىء فمه ليتابع بمرح
انتي لسة هتنحي ياللا تعالي يا بت اركبي معايا اوصلك في طريقي.
ترددت باعتراض
ماا بلاش يا عم علي العربية مش بتاعتك .
هتف بها حازما دون يختفي منه المرح
بلا بتاعتي بلا بتاعة غيري رياض باشا اساسا هو اللي أمرني.
رياض باشا هو اللي أمرك
تمتمت بها بعدم تصديق ليأمرها هو
انتي لسة هتسألي اخلصي يا بهجة خليني انا كمان ارجع بيتنا واريح انام يلا.....
اضطرت تحت إلحاحه ان تزعن لتنضم معه في الكرسي الخلفي بارتباك منها حتى جعله يعلق بمرح
يعني كدة بقيت انا السواق بتاعك والله تستاهليها.
وختم ضاحكا ليظل مستمرا بأحاديثه معها كي يخفف من توترها حتى وصل بها الى مدخل الحارة وقد كان في انتظارهم شقيقها بعدما اتصلت به وابلغته بعودتها.
هااا اطمنت على حبيبة القلب انها رجعت.
تهكمت اسراء بالكلمات نحو زوجها الذي انتفض متحفزا فور رؤيته لطيف غريمتها على مدخل الحارة بصحبة شقيقها الذي هبط عزيمته في الخروج واستقبالها موبخا تأخرها حتى هذا الوقت.
وتأتي الان زوجته لتزيد عليه وقد فهمت ما يدور برأسه
راجعة مع اخوها يعني ملكش حجة تتعرضلها.
حدجها بنظرة ڼارية لم تأبه بها لتتابع بعدم اكتراث
قوم يا اخويا قوم نام في فرشتك احسن وافتكر ان وراك شغل في الوكالة بدل ما انت مضيع وقتك في الفكر ع اللي راح والحزن ع الاطلال.
زمجر غاضبا يكاد ان يفتك بها
يا بنت ال.... غوري يا اسراء بدل ما اخليها عشيتك الليلادي انا مش ناقصك.
بابتسامة شامتة علقت وهي تغادر من امامه
لا وعلى ايه انت حر.
قالتها واختفت من أمامه ليعلق في اثرها
فرحانة فيا يا بت الجزمة ماشي.
ادار رأسه للناحية الأخرى مغمغما بتوعد نحو المتمردة ابنة عمه
وانت كمان يا بهجة برضو حسابك عسير عشان تبطلي تروحي وتيجي على كيفك.
في اليوم التالي
استيقظت بهجة على اتصال هاتفي برقم غريب لترد بصوت ناعس مستفسرة
الوو.... مين معايا.
انا يا بهجة.
وصلها الصوت الرجالي ذو البحة المميزة لتنتفض بجزعها تفتح اجفانها على وسعهم فتبتلع ريقها مرددة بارتباك
انت مين يا فندم
للمرة الثانية تسأله بعدم تركيز وهو يجاهد الحفاظ على جديته
انا رياض الحكيم يا بهجة.
حينما ظلت على صمتها وقد اصابتها الصدمة بالخرس تابع بتسلية
شكلك كدة صاحية من النوم ومش مركزة ع العموم انا هبعتلك عم علي يجي ياخدك بالعربية تحلي محل الدادة النهاردة لانها تعبانة.
دادة مين
تساءلت بها وكأن عقلها لم يعد يعمل ليتابع بصبر ليس من شيمه شارحا لها وقد اصبح الامر يروقه
قولتلك دادة نبوية اللي تعبانة انا خارج دلوقتي ورايح على شغلي الهانم متتسابش لوحدها واياكي تسهي عنها.
قالها وانهي المكالمة على الفور لتتطلع هي لفترة من الوقت بشاشة الهاتف لتتدارك متسائلة بجزع
نهار اسود طب وشغلي في المصنع مين اللي هيشيله انا اتصل بنبوية دلوقتي ولا الريسة صباح دا ايه الربكة دي يا ربي على اول الصبح.
وفي مكان اخر
حيث كانت بين زهورها تمر عليهم بدلو الماء لتسقيهم وتراعيهم وصوت المذياع يصدح بأغاني الزمن الجميل ليتفق مع مزاجها الرائق وهي تردد خلفهم بما تحفظه حتى اجفلها صوت الشجار المعتاد في هذا الوقت .
اتلمي يا لينا واتقي شړي على اول الصبح بدل ما اطلعهم عليكي انا مش شايف قدامي اساسا دلوقتى.
وان ما اتلميتش يا امين هتعمل ايه انا بقى مشتاقة اشوفهم اللي انت عايز تطلعهم دول.
توقفت مجيدة عما تفعل لتغمغم بعدم فهم لهذان المعتوهان
نهار اسود هو ايه اللي يطلعهم وهي عايزة تشوفهم هي العيال دي مخها ضړب ولا ايه
تحركت على الفور خارجة من الشرفة اليهم لتجد ابنها ېهدد بقبضته نحو هذه المچنونة
يا بنتي اتاخري عني وبلاش تستفزيني قلم واحد بس مني هيطيرلك صف ضروسك كلهم.
تخصرت امامه بتحدي
طب وريني هتطيرلي صف اسناني ازاي يا امين انا قدامك اهو .
يا لهوي عليا.
تمتمت بها مجيدة قبل ان تصل اليهما وتقف حاجز بين ابنها وزوجته والتي صارت تزيحها بخفة لتبتعد للخلف.
اخزي الشيطان يا حبيبي وابعد عنها كدة دي حامل واحنا مش ناقصين.
تلقف قولها ليصيح بغضبه
ما هو دا اوس المشكلة يا
ماما الهانم بقولها تريح شوية عشان العيل وهي مفيش فايدة قاعدة تتنطط من هنا لهنا زي فرقع لوز لما هتشلني.
وقبل ان تتفوه مجيدة بكلمة سبقتها الأخرى
يا سيدي وانا اشتكلتك ما انا فل وعال العال اهو.
قاطعتها مجيدة تكبر بتحذير
يا بنتي الله اكبر متفوليش على نفسك يا منيلة.
عشان تشوفي يس يا ماما المورستان اللي انا عايش فيه اهي كل كلامها كدة لما هتطير برج من نفوخي.
ربتت مجيدة على كتف ابنها لتجذب الأخرى والتي كانت تزفر بضيق تضمها اليها كي تلطف مع الاثنان
بعد الشړ على نفوخك يا حبيبي وانتي يا بنتي ربنا يحفظك هو برضو خاېف عليكي اعذريه روح يا امين على شغلك وانا هتفاهم معاها.
اومأ لها بطاعة وفور ان هم بالتحرك عاد اليه الجنون مرة اخرى عقب قولها
بس انا ورايا شغل يا طنط مينفعش اتأخر.
اهي يا ماما عشان تشوفي بنفسك دماغها دي مينفعش معاها التفاهم ابدا.
تدخل شقيقه والذي كان خارجا من غرفته يسند زوجته بخطوات متمهلة بطيئة من اجلها
مالكم على اول الصبح كدة ازعجتونا وقلقتوا نومنا يا بعدة الواحد ميعرفش بقى يريح في بيته منكم.
يا حبيبي انت يا رايق سامحنا يا اخويا لو ازعجناك .
عقب بها امين متمهكا بحنق ليثير ابتسامة متلاعبة على ثغر اخيه
حقكم تصالحونا بقى
قالها ليزيد من استفزاز اخيه الذي ارتفع طرف شفته بغيظ له ليتدارك بعد ذلك حينما وجد زوجته تهرول بلهفة نحو صديقتها
شهودة يا قلبي عاملة ايه النهاردة انتي والبيبي
لانت ملامحه متأثرا بعاطفة الاخوة التي تجمع بين الاثنتان ليخاطب هو الاخر زوجة اخيه بتعاطف
اخبار رجلك ايه النهاردة يا شهد لساها برضوا بټوجعك
اومأت متمتمة له بالحمد ليضيف زوجها بتأنيب ينبع من خوفه
ما هي طبعا لسة مخفتش عشان الحركة عليها انا عارفها مبتثبتش مكانها ربنا يستر ع الجنين .
دافعت عن نفسها بكلل وتعب
يا حسن انا طول اليوم نايمة على سريري مش خطوة ولا خطوتين هما اللي هيزيدو تعب الرجل ولا هيسقطوا الجنين
تمام يا شهد انا قاعدلك النهاردة من الشغل خالص اما اشوفهم خطوتين ولا اكتر.
اشاحت برأسها عنه والتوى فمها بطريقة اضحكت من انتبه مثل مجيدة وابنها الضابط امين والذي عقب بمرح
والله يا شهد انتي الله يكون في عونك.
التقت عينيه بفيروزتي زوجته ليتابع بكيد لها بادعاء يجيده كي لا يضعف امامها
وعوني انا كمان معاكي ويصبرني على ما بلاني
سارت تخرج من الحارة مسرعة وقد غيرت طريقها المعتاد وتعجلت عن ميعادها الصباحي كي تلحق بالسيارة التي اتفقت مع سائقها عبر الهاتف ان يبتعد بقدر الامكان عن منطقتها وقد تأكدت من الدادة نبوية بحقيقة مرضها بالفعل كما اخبرتها بالتفصيل عن موقف الامس وترددها بالذهاب بعدما رأها بهذه الصورة الغير لائقة امامه حينما كانت تمسح الارضية ببيجامة النصف كم وشعرها الذي ظهر جميعه بغفلة منها ولكن المرأة هونت الأمر عليها بل وسفهت منه حتى اقنعتها ان الأمر لا يستحق التفكير من الأساس
وبدورها هي اتصلت بصباح كي تغطي عليها حتى لا يحتسب عليها يوم غياب في عملها بالمصنع.
أبصرت عن قرب العم علي وقد وجد احد الاكشاك ليجلس مع صاحبه في انتظارها يتحدث ويتباسط مع الغريب كعادته ليتها تملك نصف مزاجه الرائق دائما.
حينما انتبه اليها تبسم لها بتحية ثم ترك كوب الشاي من يده ذاهبا نحو محله خلف عجلة القيادة لتدلف خلفه على الفور متمتمة بقلق
اتحرك بسرعة يا
عم علي .
ليذعن الرجل مغادرا بها على الفور رغم استغرابه من توترها.
وبعد لحظات قاربت الربع ساعة