الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 12 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


يكون سببه المنبوذين فقط فهؤلاء بعض المرتزقة لا يمتلكون ما يؤهلهم للهجوم على مملكة بحجم مملكة مشكى بل ويتسببون في قتل جميع أفراد الأسرة الحاكمة واحتلال المملكة أمر شبه مستحيل خاصة أننا جميعا ندرك أن الملك ارسلان لم يكن بالملك الضعيف 
نظر له إيفان بجدية كبيرة فهذا هو بالتحديد ما يفكر به منذ وصله خبر سقوط مملكة مشكى بأيدي المنبوذين تلك کاړثة بجميع المقاييس أن تسقط مملكة بحجم مشكى يعني أن المنبوذين سيزدادون تجبرا وقد يوصلهم بطشهم للاقتراب من باقي الممالك الأربعة ومنهم مملكته .

اسودت عيونه بشراسة وهو يفكر في اليد التي قد تكون ساعدت هؤلاء الملاعين الكفار للهجوم على مملكة بحجم مشكى.
المنبوذون والذين كانوا ممن استولى الشيطان على أرواحهم ونبذتهم جميع الممالك أو هربوا من عقوبات حاسمة ليكونوا فيما بعض جماعات لا غرض لها في الحياة سوى تأسيس دولة لهم ومزاحمة باقي الممالك والتحكم بهم وهم مجرد مرتزقة لا اصل لهم ولا هوية ..
تنهد دانيار وقد وعى ما يحدث يعود بظهره للخلف يفكر في الأمر بالطبع هو وصل له أمر سقوط مشكى وقتل الأسرة الحاكمة وهذا الأمر يعني حرب وشيكة ..
مولاي اقترح أن نرسل جنود لتأمين حدودنا مع مشكى فقط للتأكد أنهم لن يتجرأوا على التفكير بالدخول للبلاد
نظر له إيفان ثواني ثم هز رأسه باستحسان لهذه الفكرة 
نعم هذا ما سيحدث دانيار أبلغ الجنود بإرسال كتيبة كاملة وترابط على حدودنا مع مشكى حتى نعلم ما يجب فعله 
صمت ثم نظر لهم يقول بجدية 
ولا اريد لا أحد خارج هذا المكان أن يعلم بأن سالار خارج البلاد فربما يشجعهم غياب قائد الجيوش على التجرأ علينا
نظر مجددا لدانيار 
دانيار أنت المسؤول عن الجيش الآن افعل ما تراه صحيحا وإذا رأيت أي شرذمة منهم تخلص منه دون تفكير
أدار رأسه صوب تميم 
وأنت تميم أذهب لمصانع الأسلحة وتفقد الأمر اريد زيادة الإنتاج وتزويد الجيش بأكمله بالمزيد من الأسلحة وتلك القنبلة التي كنت تعمل عليها ماذا حدث لها !
وضع دانيار قبضته أعلى فمه يكبت ضحكته ثم نظر بطرف عيونه صوب تميم الذي تململ في جلسته بهدوء يضم يديه على الطاولة أمامه بكل هدوء وجدية 
ما تزال في مرحلة التجربة مولاي قريبا ستصلك اخبار تسرك 
هز إيفان رأسه يقول بجدية ينظر للجميع 
حسنا هذا حتى الآن لنرى أين ستصل بنا هذه الأمور 
بدأ الجميع يندفع صوب الخارج ومن ضمنهم تميم الذي سار بين ممرات المكان بملامح واجمة غاضبة وخلفه دانيار الذي نظر له ببسمة مستفزة ثم سار بمحاذاته يقول بجدية 
على رسلك يا رجل لا تغضب بهذا الشكل قريبا ستنجح في تلك القنبلة 
نظر له تميم پغضب وحنق شديد 
هناك عنصر مفقود شيء ينقص تجربتي للنجاح لا ادري ما هو 
زفر پغضب شديد وأثناء ذلك انتبه لحركات إحدى العاملات في القصر اللي مرت تحمل بين أصابعها إناء من الخوص به العديد من الازهار تسير في الممر وتحرك رأسها صعودا وهبوطا عليه كأنها تقيمه ثم نفضت رأسها بازدراء وحقد ظهر واضحا في حركات جسدها بينما جميع ملامحها مختبئة خلف غطاء الوجه الذي تضعه جميع العاملات في القصر .
تشنج وجه تميم و لم يتعرف على الفتاة والتي كانت هي نفسها من كاد يفجر جسدها ولكن لاخفاء جميع ملامحها ولتأثير الدخان على الظاهر منها لم يتعرف عليها .
ظلت الفتاة ترمقه بحنق ليتوقف في سيره يقول بحنق 
ما بالها تلك الحمقاء وكأنني قټلت لها عزيزا أو هدمت معبدها فوق رأسها 
نظر دانيار خلفه ليرى الفتاة قد استدارت بالفعل واكملت طريقها ابتسم بسمة جانبية 
يبدو أنك مكروه من النساء هنا ربما تكون إحدى ضحاياك من الانفجارات المتتالية تميم 
لا أنا لم ا...
توقف عن الحديث فجأة يفتح عيونه بانتباه 
ربما تكون هي نفسها من ألقيت عليها القنبلة !
هز دانيار كتفه بعدم معرفة ولم يكد يتحدث حتى تركه تميم وركض بسرعة صوب الممر الذي انحرفت له الفتاة تاركا دانيار يراقب أثره قبل أن يسير صوب مقر الجيوش ليبلغهم القرارات الجديدة ..
وتميم يركض خلف الفتاة يبحث عنها على أمل أن يعلم منها أي معلومة فينا يخص انفجاره الاخير هل شعرت بۏجع أو غيره لربما يساعده ذلك في القادم وأيضا ليعتذر منها .
لكن بمجرد أن خطى الممر اندهش لرؤيته
فارغا نظر حوله بتعجب شديد 
ماذا هل تلاشت الفتاة 
وقبل أن يستدير لينظر حوله شعر بشيء عڼيف يهبط فوق رأسه والعديد من الفواكه تتناثر حوله وهو فقط لم يبدي أي ردة فعله فقط اتسعت عيونه پصدمة وقد تحركت يده بسرعة صوب سيفه المستقر في ثيابه لكن لم يكد يحركه من غمده حتى أبصر نفس الجسد الأنثوي يركض بسرعة في الممر وهو يراقبها بملامح مصډومة متسع الأعين هل ضړبته للتو بسلة الفواكه 
وقبل أن تختفي الفتاة من الممر استدارت له للمرة الأخيرة أثناء ركضها تنظر له بأعين مړتعبة لكن وعن غير قصد ارتفع غطاء وجهها وظهرت ملامحها له ومن ثم ...اختفت .
____________________
كان الاثنان يحدقان بظهر سالار المشتد كالوتد بړعب شديد فبعدما ركضا بعيدا عنه بغية تعطيل العثور على الملكة لوقت اضافي لأنهما في اعتقادهم أن سالار سينتهي منهما بالفعل بمجرد إيجادها فمنذ متى لا ينفذ سالار كلمته أو يفي بوعوده !
هكذا كان تفكير الإخوة صامد وصمود إثنان من أكثر الأشخاص بلاهة في هذا العالم والعوالم أجمع الجميع يدرك حمقهما لكنها رغم ذلك أكثر من يفقه في المملكة بأمور هذا الجانب من العالم .
كان سالار يسير بين الممرات بوجه صخري لا يوجد به شيء يدل أنه إنسان حي يشعر كالجميع فقط ملامح جامد هادئة بشكل مثير للاستفزاز وبين يديه تقبع الكرة يسير خلفها دون كلمة واحدة يوجهها لهما هو فقط اكتفى بنظرات مرعبة ومن بعدها وصلت رسالته واضحة لهما .
فجأة توقف حينما رأى إضاءة الكرة تتضاعف أكثر وأكثر تشير الخارطة أمامه رفع عيونه ببطء ليجد طاولة طولية الشكل تقف عليها امرأة تخفض نصف جسدها للاسفل وكأنها تبحث عن شيء .
نظر لها سالار أكثر يقترب وعيونه تتحرك بينها وبين الكرة يتأكد أنها هي ونور الكرة القوي أوضح جيدا أنه ...نجح نجح ووجد الملكة بعد رحلة اسبوعين كالچحيم على قلبه .
ابتلع ريقه يطيل النظر بها لا يرى وجهها لكنه فقط تمنى في أعماق أعماقه أن تكون سيدة قوية شجاعة وحكيمة تستطيع أن تشارك ملكهم الحكم بيد من ڼار و....
فجأة توقفت افكاره حينما أبصر وجهها لتتسع أعينه هي نفسها الفتاة التي كانت تبكي على الدرج منذ دقائق نظر لها سالار ثواني بتهكم وملامح رافضة يحرك الكرة بين يديه غاضبا 
لابد أنك تمزحين معي أي ملكة تلك هل ستحكم مملكتنا ملكة باكية ضعيفة 
كان يحرك الكرة بشكل چنوني وهو يشعر أن هناك خطأ استدار بسرعة يعطي ظهره للمكان الذي تقف به تبارك علها اخطأت الاتجاهات لكن القلادة عادت وأشارت للخلف حيث تقف هي .
تأوه سالار يرفض الأمر 
بالله عليك ما الذي تفعلينه هل تعيين ما تشيرين إليه لقد كانت تبكي منذ قليل كالطفلة الصغيرة كيف ستحكم مملكة بحجم مملكتنا أيتها الكرة الغبية 
كان ېصرخ في وجه الكرة وكأنها تفهم ما يريد وستخشاه كالجميع وتغير فورا قرارها وقد كان كل ذلك على مرأى ومسمع من صامد وصمود اللذين امسكا بعضها البعض مبتعدان عنه قدر الإمكان پخوف من ملامحه المخيفة الغاضبة .
أخذت الكرة تضيء أكثر وهي تشير صوب تبارك وكأنها تخبره أن يستدير ويحضرها وقد ازداد ضوءها جنونا كأنها تصرخ به إنها خلفك هناك وهو تلقى الرسالة ېصرخ بحنق وتهكم 
نعم نعم علمت أنها خلفي علمت..لعڼة الله على الكافرين
استدار يتنفس بصوت مرتفع ثم تحرك صوبها بخطوات رزينة قوية وخلفه يسير كلا من صامد وصمود ..
بينما هي كانت تتوسط المقعد في الاستقبال تتنظر أن تعود الموظفة المسؤولة عن الحجز وغيرهم حتى تنصرف هي للاستراحة التي فقدت نصفها تقريبا .
تنهدت بصوت مرتفع وقد ملت أفكارها التي تدور في رأسها منذ الصباح هي حقا تحتاج لشيء يشغلها عن الأمر فكرت بالذهاب والحصول على مشروب أو طعام كي تستمر في العمل بعد ليلة طويلة قضتها مع أحد الأطباء في غرفة العمليات لكن وقبل أن تفعل توقفت بسبب شعورها بشيء يمنع عنها ضوء المصباح بالممر وكأن هناك جبل قد نقل أمامها.
رفعت عيونها ببطء شديد لترسو على جسد رجولي تبصر تقاسيمه لأول مرة ما رأت يوما رجلا بجسد منحوت كهذا الجسد أمامها ولا تفاصيل كتفاصيل وجهه الذي يظهر بوضوح أنه لا ينتمي لدولتها ربما روسي أو تركي يراقبها من علياه بنظرات هادئة غاضبة و....محترمة 
مهلا هل ينظر لها الآن بتقدير واحترام أم أن حاجتها لذلك الأمر أضحت ملحة لدرجة أن تبصرها في عيون الآخرين 
تنحنحت وقد شعرت لثواني أنها أصبحت متحرشة حمقاء وقد بدأت أعين ذلك الرجل تضيق بتحفز غريب كأنه يبحث بين وجهها عن خطأ أو ماشابه اعتدلت في جلستها مبتسمة بهدوء 
مساء الخير يا فندم اقدر اساعدك ازاي 
وهو لأجل مكانتها وبغض النظر عن كامل اعتراضاته عليها ابتلع ريقه يميل بنصفه العلوي قليلا فقط واضعا كفه الأيمن
أعلى منطقة صدره مرددا باحترام كبير 
جلالة الملكة بحثنا عنك في كل مكان حتى كدنا نفقد الأمل في العثور عليك والآن وحينما علمنا من الكرة أنك بهذا العالم جئنا على وجه السرعة لأخذك لملكنا 
رمقته تبارك ثواني ثم نظرت حولها وكأنها تبحث عن تلك الملكة التي يوجه لها الحديث بالعربية دون العامية لكن لم تبصر في الممر بأكمله أحد غيرها وهذا الرجل الوسيم وهذين الرجلين...الغريبين اللذين يرافقانه ويرمقونها بنظرات الزائر لحيوان نادر داخل قفصه نظرات تشعرك أنهما سيخرجان بعض السوداني ويلقونه لها ويصدرون اصواتا لطيفة لها تدعوها لأكل ما القوه .
عادت بنظرها للرجل الذي حدثها منذ ثواني تحاول أن تتمالك نفسها أمام ملامحه ونظراته تغض البصر عنه وتردد بعدم فهم وقد شعرت أن قلة النوم والأحلام المريبة قد تسببت لها في مشاكل عقلية لتردف بنبرة خجلة 
نعم معلش شكلي بسبب قلة النوم بقيت اسمع حاجات غريبة حضرتك كشف ولا استشارة وجاي لعيادة ايه 
أعتدل سالار في وقفته وقد ابتسم بسمة مجبرة يقول بهدوء واحترام كبير يحتمه عليه مكانتها وقسمه وولائه
لا اشكرك أنا لا احتاج استشارة فلدى بالفعل من يمكنني استشارتهم وسوف اتخلص منهما بعدما ننتهي 
كان يتحدث موجها إصبعه صوب الرجلين الغريبين معه ومن ثم أكمل بهدوء وجدية كبيرة ظنا أنها تدرك هويتها وما يتحدث عنه نبرة جعلت تبارك تكاد تركض خوفا مما يقول 
أنا فقط جئت لأخذك حيث الملك 
صمتت ثواني قبل أن تبتسم باستيعاب
آه مش تقول كده عيادة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 85 صفحات