الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 39 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


ثم أطلقت لساقيها العنان تركض بعيدا عن المبنى بأكمله تتنفس براحة بالله تشتاق لحياتها تشتاق لدلال كانت تحيا به تشتاق لكنف شقيقها الذي كان يحافظ عليها كما لو كانت درة مكنونة ..
عادت ذاكرتها للماضي وهي ترى الحقول الخضراء أمامها تتذكر حقول مشابهة لها مروج واسعة كانت تركض بها مع شقيقها..
صدى ضحكاتها يرن في الإرجاء وصرخات العزيز أرسلان تتبعها وقد بدى عليه للحظات ڠضب شديد تعلم جيدا كي ستمحيه .

كهرمان توقفي في الحال منعتك من الركض بهذا الشكل في الأرجاء توقفي كهرمان 
توقفت اقدام كهرمان فجأة حينما لاحظت نبرة غاضبة وبشدة وجادة في حديث شقيقها رفعت عيونها له لتراه يحدق بها بنظرات مرعبة شقيقها والذي كان في نظر الجميع مرعب لم يكن يوما كذلك في عيونها لكن الآن وفي هذه اللحظات كان كذلك .
ابتلعت ريقها تحاول الحديث 
ارسلان أنا فقط لم ..لم أقصد أن أفعل معه ذلك هو من حاول أن يتقرب مني بشكل مستفز لذلك ...
ارتفع حاجب ارسلان بقوة يقترب منها خطوات سريعة ممسكا ذراعها وقد اشتعلت عيونه 
التقرب لك ما الذي فعله ذلك القذر هل لمسك 
لا لا أخي لا تقلق أنا بالطبع لن أسمح له بذلك هو فقط ...حسنا كان يلقي نكات سخيفة ومن الواضح أنه يصطنع لطفا لم اتحمله لثواني كيف بالله عليك تتطالبني بالزواج منه غيره فلا طاقة لي بهذا النوع من الرجال 
تنفس ارسلان پعنف شديد يجذب رأسها له بمزاح وقد كان عازما على رفض ذلك الشاب على أية حال فهو ليس مستعدا بعد ليتنازل عن شقيقته في الوقت الحالي على الأقل 
وأي نوع من الرجال تفضل الآنسة كهرمان 
ابتسمت كهرمان تهتف بحب شديد 
نوعك أخي العزيز 
وفي ثواني تلاشت الصرامة المصطنعة وعلت نظرات حنان وجه ارسلان وهو يبتسم لها بحب ثم مال لها كالعادة يعطيها ظهره 
هيا إذن سأعطيك دلالا أكثر كي
تقل فرص أي شاب يقترب لسرقتك مني هيا اصعدي لنعود للقصر
ابتسمت كهرمان تصعد فوق ظهره بعدما ركضت مړتعبة منه حافية القدمين لاخافتها العريس الذي تقدم لخطبتها ابتسم أرسلان يتحرك بها وهو يحملها فوق ظهره بحنان 
يوما ما عزيزتي يوما ما سيأتي من هو أفضل مني يعاملك كأميرة مدللة بحنان ورقة متناهية فلا يليق بك سوى الرقة ولا تستحقين سوى السعادة والحنان اميرتي الجميلة 
مالت كهرمان تضم رقبته بحب وهي تقبل خده 
وإن لم يأتي أرسلان فلا بأس أنا اكتفي بك عالما أخي
سيأتي عزيزتي سيأتي من يستحق الأميرة كهرمان أميرة مملكة مشكى بأكملها 
خرجت كهرمان من ذكرياتها وهي تنظر أمامها صوب الحدائق بأعين دامعة وجسد يرتجف من الحزن أين كانت وأين اصبحت! من أميرة مدللة في قصر شقيقها لخادمة وضيعة في قصر من يحمل لشقيقها كراهية ..
هروبها لسفيد كان بطلب من أخيها فهذه هي المملكة الوحيدة التي ستكون آمنة بها الوحيدة التي تثق أنها يوما لن تنحني لعاصفة لكن معرفتها بالعداوة الأخيرة بين شقيقها والملك ارعبها ارعبها أن تكشف هويتها كي لا ينالها ضرر أو اسوء يسلمها بعض الخونة للمنبوذين الذي إن علموا أنها ما تزال حية لاقاموا حروبا لأجل قټلها .
آه يا ارسلان لو ترى ما وصل بي الحال إليه لاقمت حروبا آه على شبابك يا أخي لعڼة الله عليهم جميعا لعڼة الله عليهم جميعا رحمك الله عزيزي 
اڼهارت كهرمان بقوة ساقطة ارضا وهي تبكي بصوت مرتفع بحسرة شديدة تتذكر آخر كلماته وصدى صرخاته يصدح في أذنها صوته الجهوري ېصرخ بها وهو يحارب 
غادري كهرمان غادري لسفيد غادري المملكة بأكملها لا تدعي حقېرا منهم يمسك حبيبتي لا تدعي كافرا منهم يمسك بك كهرمان غادري وسأعود لاخذك سأعود لاجلك حبيبتي اذهبي لسالار هو سيساعدك 
لكنه لم يعد ولن يفعل فهي وقبل مغادرة البلاد بالكامل وصلت لها فاجعة قتل جميع أفراد عائلتها وعلى رأسهم شقيقها وسقوط مشكى بين أيادي المنبوذين ..
ارتجف قلبها وهي تحاول التنفس 
كل شيء سيكون بخير كهرمان أنت قوية يوما ما ستعود مشكى يوما ما ستعود بلادي ...
أخذت نفسا عميقا وهي تنهض تنفض ثيابها وقد قررت خطوتها القادمة ستفعل كما أخبرها شقيقها ستلجأ للوحيد الذي سيساعدها في هذه المملكة الوحيد الذي أخبرها شقيقها أن تلجأ له ليساعدها ...القائد سالار .
________________________
خرجت من الجناح الخاص تود التحرك في القصر لتشاهده حسنا هي تشعر بالملل حياة الملوك مملة وبشدة ولم تدري تبارك أنها فقط في استراحة قصيرة قبل أن تبدأ حياتها الحقيقية في هذا المكان .
فتحت الباب الخاص بجناحها لينتفض الجنود من أمام الباب غير متوقعين لفتحها الباب فهم هنا من يفتحون ويغلقون الباب خلف من يريد .
ابتسمت تبارك ظنا أنها اخافتهم رفعت كفيها تحركهم بشكل مطمئن 
اهدأوا هذه أنا أنا فقط سأذهب لاتمشى قليلا تحتاجون لشيء أحضره معي لأجلكم مياه عصير او طعام 
هل تتعامل معهم كما لو كانت والدتهم الآن 
وعندما لم يصل رد لتبارك تركتهم بكل بساطة وتحركت بعيدا عنهم وهم ما تزال البلاهة تعلو وجوههم في محاولة واهية لفهم ما حدث منذ ثواني الملكة غادرت غرفتها تسألهم إن كانوا يحتاجون لشيء تحضره معها لأجلهم ثم تركتهم ورحلت بكل بساطة .
وحينما استوعب الحراس ما حدث صړخ أكبرهم في اثنين منهما 
ما الذي تحدقون به ألحقوا بالملكة ولا تنزعوا عيونكم عنها وإلا قطع القائد رؤوسنا 
نعم هددهم سالار قبل الرحيل ألا ينزعوا عيونهم عنها وهذا لأجل سلامة الملكة حسنا هذا ما فهموه هم أن القائد يخشى أن يصيب الملكة شيئا بينما هو كان يفعل ذلك ليس خوفا عليها بل خوفا منها .
سارت تبارك تنظر حولها تلوح لهذا وتبتسم لذلك والجميع ينظر ينظر لها بأفواه مفتوحة صدمة ليس لحركاتها الودودة بشكل مبالغ به بل لطريقة سيرها وكلماتها الغريبة التي تلقيها .
وتبارك كانت فقط تنظر حولها ولم ينقصها إلا أن تشير لهم وتقول مرحبا أنا الملكة هنا ..
خرجت من القصر من أحد الأبواب والتي لا تعلم إلى أين يؤدي لكنها لم تهتم وهي تنتقل من مكان للآخر حتى وجدت نفسها وفجأة في منطقة واسعة يحيط بها الكثير والكثير من الرجال عراة الجذع يحملون سهام وېصرخون في وجوه بعضهم البعض پعنف ابتلعت ريقها تشعر أنها ضلت الطريق ..
عادت خطوات للخلف وهي ترى أن الجميع قد بدأ ينتبه لوجودها وبدأت الرؤوس تستدير لها والأعين تتسع پصدمة ابتلعت ريقها تحاول التحدث تبعد عيونها عن أجسادهم بخجل كبير وقد بدأت ترتجف من الموقف المخيف بالنسبة لها 
أنا فقط ...فقط كنت أبحث عن ...
فجأة توقفت عن محاولة إيجاد تبريرات لما فعلت حينما انتفض جسدها واجساد الجميع بسبب صړخة مرتفعة صدرت من الخلف 
اعطوني سببا واحدا لتوقفكم عن
التدريب ماذا هل أصاب اجسادكم الضعف لدرجة انكم لا تتحملون خمس سبع تمرين متواصل 
تمتت تبارك بسخرية مما سمعت 
والله عيب عليكم . 
فجأة توقف دانيار عن الحديث وهو يسمع ذلك الصوت استدار ببطء ليرى الملكة تقف وسط رجاله وهي تحدق پصدمة فيهم وعندما انتبهت له تبارك رفعت يدها تقول ببسمة صغيرة 
أنا كنت ..كنت فقط اطمأن أن كل شيء يسير على ما يرام هنا احسنتم يا رجال 
نظر لها دانيار بعدم فهم 
ماذا ما الذي تفعلينه في ساحة التدريب هنا هل يعلم الملك بهذا 
ابتسمت له تتراجع بقلق من نظراته الحادة تتساءل في داخلها عن رجال هذه المملكة ما بالهم يتعاملون معها بهذه الطريقة كما لو أنها جارية هنا لم ترى أحدهم ينحني لها ويلوح باحترام كما ترى عادة 
لا أنا فقط ضللت الطريق والملك لا يعلم بذلك لذا أرجو ألا تكون من هذا النوع الذي يشبه العصافير وتخبره 
أي عصافير وأخبره ماذا ما الذي تفعلينه هنا وسط كل هؤلاء الرجال 
وتبارك التي لم ترفع عيونها للرجال منذ دخلت بل فقط كانت تحدث في دانيار قالت بخجل 
أنا فقط ضللت الطريق سأعود من حيث جئت آسفة
وبالفعل استدارت بسرعة تركض بعيدا عن المكان وقد كاد قلبها يخرج من الړعب الموقف صعب عليها تركض في الحديقة تحاول الخروج من تلك البقعة التي ينبت بها رجال عراة الجذع .
تنفست بصوت مرتفع تشعر بالخجل والڠضب من نفسها يالله ما الذي تفعله الآن تنفست كي تهدأ في اللحظة التي رأت بها ثلاثة رجال يقتربون منها محنيين الرأس باحترام ها واخيرا هناك من يعاملها كملكة.
مولاتي رجاء رافقينا سنأخذك حيث تريدين بعيدا عن الجزء الخاص بالجنود فممنوع على النساء أن يطأن هذا الجزء من القصر 
أحمر وجه تبارك بقوة تشعر بالعاړ مما فعلت عليها ألا تتصرف دون أن تعلم ما تفعل 
أيوة ما أنا عرفت .
نظروا لها بجهل لتهز فقط رأسها وتتحرك معهم وفي طريقها للخروج من جزء الجنود توقفت فجأة لسماعها صوت صرخات رجولية حادة تخرج من أحد الجوانب في المكان .
نظرت للجنود بعدم فهم 
ما الذي يحدث في هذا الجزء ! هل هناك غرف تعذيب 
لا مولاتي بل ذلك الجزء تابع أيضا لساحات التدريب وهذه ساحة قتال والآن مولاي يبارز القائد سالار 
اتسعت عيون تبارك پصدمة وهي تقول بعدم فهم 
بيقتلوا بعض 
لا مولاتي بل هو قتال ودي تدريب فقط 
ابتلعت ريقها تسمع الصرخات الحادة 
تدريب ماذا أنه ېقتله 
ابتسم لها الجندي باحترام يقودها خارج المنطقة بأكملها قبل أن يعلم الملك أو حتى الملك سالار الذي يكره وجود النساء في هذه البقعة 
لا مولاتي هم يتدربون لكنهم عڼيفون بعض الشيء في قتالهم 
هزت رأسها تتحرك بعيدا عن تلك الأصوات التي جعلت جسدها يقشعر ړعبا هذا وتدريب فقط بالله ما الذي يحدث في الحروب الحقيقية 
تنفست براحة حينما وجدت نفسها أخيرا في حدائق غناء مليئة بأشجار الثمار وهناك العديد من النساء المنتشرين في المكان يقطفون الزهور والثمار .
ده بقى كوكب زمردة 
نظر له الجندي بجهل لكنها لم تهتم بتوضيح مقصدها بهذه الكلمات ابتسمت تتحرك بين الفتيات تراقب ما يفعلون بانبهار شديد ليس وكأنها لم تر يوما مزارعين يحصدون الفواكهه لكن هؤلاء مزارعون في بلاد غريبة يحصدون الفواكهه .
بينما الجنود توقفوا على حدود المزارع كي لا يخطوا منطقة النساء..
نحن سننتظرك هنا مولاتي غير مسموح للرجال بدخول منطقة النساء 
هزت تبارك رأسها تتحرك للداخل تتأمل المكان ببسمة فجأة توقفت تبارك لسماعها صوت شجار عڼيف يأتي من أحد الجوانب نظرت لترى هناك فتاة تقف بين مجموعة من الفتيات وتقبع فوق فتاة تكاد ټقتلها ضړبا .
اتسعت عيون تبارك پصدمة تركض صوب ذلك الشجار وهي تتدخل بينهن بسرعة كبيرة مرددة 
ما الذي يحدث هنا أنت توقفي عن ضړب الفتاة ابتعدي عنها 
ارتفع وجه الفتاة بقوة والتي لم تكن سوى زمرد وهي تنظر لتبارك بشړ هامسة من بين أسنانها بنبرة مرعبة 
إن لم تبتعدي سأتركها وأمسك بك أنت انصرفي
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 85 صفحات