الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 46 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


هل هي حانقة لأنه يتعامل معها بشكل طبيعي كما يتعامل مع باقي البشر !
كاد يتحدث ليبرر لها الأمر لكن فجأة توقف يقول بعدما استوعب ما قالت 
هل قمتي بالدعاء علي للتو 
نظرت له تبارك دون أن تهتم بالرد عليه تنهض عن الأرض تنفض ذلك الفستان الغبي الذي ترتديه 
قوم رجعني الاوضة بتاعتي عايزة انام 

نظر لها سالار وهو ما يزال جالسا ارضا بينما هي تنظر لها من علوها بتكبر لا تهتم لنظرات سالار المصډومة وهو يحاول أن يستوعب أنها للتو أمرته بكل تكبر وهو الذي حتى الملك يتحدث معه بكل الاحترام لفرق العمر بينهما والذي يصل لثلاثة أعوام ..
وتبارك لا تهتم بكل ذلك فقط تضع يديها في خصرها تنتظر منه أن ينهض لينفذ أوامرها 
ايه هفضل مستنية كتير 
نهض سالار بقوة وبسرعة كبيرة مما جعل جسد تبارك يتراجع بسرعة كبيرة للخلف بردة فعل طبيعية تضع يديها أمام وجهها پخوف منه وهو أصبح بضعف حجمها ويرمقها من علوه وهي تنظر له مبتلعة ريقها بړعب .
هل أخبرك أحدهم أنني أعمل خادما لسيادتك مولاتي 
نفت تبارك برأسها وهي تبتلع ريقها بريبة من نظراتها مال سالار بعض الشيء مع الاحتفاظ بمسافة مناسبة بينهما كي يوصل كلماته لاذنها إذ يبدو أن سمع تلك المرأة به خطأ 
أنا لست خادما لك مولاتي لذلك تحركي وجدي من يدلك على الطريق غيري لست متفرغا لتصرفاتك الصبيانية 
كان يتحدث بينما تبارك تخفي وجهها خلف يديها بړعب من همساته ونظراته 
حاضر حاضر 
ابتسم لها سالار بسمة واسعة ثم قال برضى 
جيد والآن اعذريني مولاتي فأنا مشغول بعض الشيء
تركها يتحرك بكل بساطة مبتعدا عنها وهي وقفت مصډومة مكانها هل يمزح معها أخبرته أنها ضلت الطريق بسبب جوعها ولم يهتم بحالتها أو حتى جوعها .
شعرت بالقهر يندفع داخل صدرها وقد عادت لها ذكريات الملجأ قديما حينما كانت تبيت ليلتها جائعة وتسكن معدتها ببعض المياه 
على فكرة أنت لو استمريت تعاملني بالشكل ده انا هسيب ليكم القصر ده واطفش ومحدش هيعرفلي طريق
توقف سالار فجأة لتبتسم وهي تمسح الدمعة الوحيدة التي كادت تفلت لحسرتها وقهرها وهو استدار نصف استدارة ونظر لها ثواني ثم قال ببسمة 
جيد احرصي ألا تضلي الطريق أثناء هروبك حتى لا نجدك وقد عدتي لجناحك بالخطأ 
ختم حديثه يميل قليلا باحترام شديدة 
بالتوفيق مولاتي 
اتسعت عيون تبارك بقوة من حديثه وشعرت بالكره يمليء صدرها لذلك الرجل هو أكثر لئما من عاملة الملجأ حتى .
استدار سالار يكمل طريقه لكن فجأة توقف حين شعر بشيء يصم في ظهره بقوة شديدة .
ضيق ما بين حاجبيه يستدير ببطء ليبصر أحد المزهريات النحاسية أسفل قدمه بعدما ضړبته بها الملكة ألقته بمزهرية حقا امرأة ضړبته مجددا وهذا يذكره يوم ضړبته في المشفى بمزهرية كذلك
رفع سالار رأسه صوبها
ببطء مرعب جعل تبارك تعود للخلف ودموعها تسقط پقهر 
أنت اللي اضطرتني اعمل كده 
مال سالار برأسه في حركة معتادة منه لترتسم بسمة مرعبة على فمه وهي ابتسمت له بسمة صغيرة سخيفة ظنا أنه يبتسم لها لكن في ثواني كان صدى صرخاتها يرن في الممر بأكمله وهي ترى سالار يستل سيفه من غمده صارخا پجنون 
ترميني بقطعة حادة ! الويل لك 
ومن بعد تلك الكلمات لم تكن تبارك ترى أمامها سوى ممرات تتحرك بسرعة وطرق تدخل بها وهي تركض صاړخة پجنون تبكي ړعب جلي وقد شعرت أن قلبها سيتوقف 
أنا آسفة ..والله العظيم أنت اللي عصبتني أنا آسفة
كانت تركض دون أن تبصر حتى أن سالار لم يتحرك خطوة من موضعه بعدما نزع السيف بل فقط اخافها كي لا تكرر فعلتها ونجحت خطته وبامتياز .
ابتسم يضع السيف في الغمد مجددا يتجاهلها متحركا صوب مكتبة العريف كيف يعلم منه ما جاء لاجله لكن فجأة توقف وصوتها يرن في أذنه وهي تخبره أنها جائعة وضلت الطريق.
نظر صوب طريق المكتبة ثواني قبل أن يتراجع لنفس الطريق الذي ركضت به تبارك يلحق بها بخطوات سريعة وهو يهمس بضيق 
أنا لا أحب هذا ...لا أحب كل هذا 
____________________
دخلت الغرفة بسرعة وصوت انفاسها المرتفعة أيقظت تلك النائمة من أحلام اليقظة الخاصة بها لتنتفض عن فراشها بأعين شبه مغلقة وصوت ناعس 
من ماذا يحدث هنا !
فجأة أبصرت برلنت جندي يتقدم من فراشها يشير لها أن تصمت شعرت بجسدها يتيبس ړعبا من خطواته تلك هزت رأسها پخوف 
أنا... أنا لم اؤذيه أقسم أنه هو من كان ساقطا في دمائه قبل أن أراه حتى ارحمني لقد اعتذرت منه ووافق على مسامحتي و..
وقبل أن تسترسل في المزيد من التوسل نزعت كهرمان لثامها تقول بغيظ من كلام برلنت 
هذه أنا برلنت ما بك !
اتسعت أعين برلنت بعدم فهم لما ترى هي عندما خرجت لم تكن بهذه الهيئة ولا تدري إلى أين ذهبت لكنها خرجت فتاة وعادت جندي .
كهرمان ! ما الذي ترتدينه ! هل تحاولين افتعال کاړثة هنا إن رآك أحد جنود الملك ستكون نهايتك يا حمقاء 
خلعت كهرمان ثوبها وهي تنظر صوب برلنت تقول ببسمة بسيطة 
لا تقلقي عزيزتي لم يرني أحد جنود الملك 
حمدا لله 
بل الملك بنفسه من فعل 
اتسعت أعين برلنت پصدمة وهي ترى بسمات كهرمان الغريبة التي تعلو وجهها والأخيرة كانت فقط شاردة به ذلك الرجل الذي تشعر كما لو أنه شخصين داخل شخص واحد ..
الملك الهادئ والحكيم الذي يتعامل معها ومع الجميع بحكمة وذلك الحقېر الذي يكاد ېقتلها داخل ساحة التدريب رغم معرفته أنها فتاة لكنه لا يهتم بذلك بل يعاملها كعدو حقيقي .
في تلك اللحظة انتبه الجميع لصوت فتح الباب واندفاع جسد زمرد منه تنزع عنها لثامها تخطو صوب فراشها بوجه شاحب ثم تسطحت عليه تنظر للسقف بشكل غريب وصدرها يعلو في وجيب منتظم بفعل أنفاسها .
نجت ..هي نجت منه هي حية لقد خرجت من أسفل يده بأعجوبة ومن بين كل كلمات برلنت وكهرمان اللتين حاولتا معرفة ما يحدث جذبت الغطاء بكل بساطة ووضعته على عيونها وصوت همس دانيار يرن في أذنها 
لولا أنني لم أعتد يوم محاربة النساء أو ضربهن لكنت فعلت الآن لكن ولأنني شخص نبيل سأمنحك فرصة الهروب من أمام وجهي ولتحاولي أن تتلاشي مقابلتي في الأيام القادمة 
رفعت زمرد عيونها له تنظر له بشړ كبير لتتسع بسمة دانيار أكثر هامسا 
عندما تحاولين التسلل والاختباء في المرة القادمة احرصي على تجنب جميع الأماكن القريب من أي سطح عاكس 
رمقته بعدم فهم ليشير بعيونه صوب زجاج النافذة والذي يعكس كل ما أسفل الفراش لتشهق هي پصدمة كبيرة لكنه لم يهتم يشير للسيف الخاص بها 
جئتي لأجله صحيح !
رفعت حاجبها 
هو لي .
لم يعد كذلك غير مصرح لك بحمل الأسلحة أسفل قصر الملك 
وبعد هذه الكلمة لا تعلم كيف نهضت تتحرك صوب النافذة بسرعة وكأنها هربت منه وليس هو من تنحى جانبا سامحا لها بذلك ولا يدري حقا السبب لكنه فقط تركها تتحرك صوب النافذة وقبل أن تفكر في الهرب استدارت له تقول بصوت متوعد 
لنا لقاء يا سيد .
منحها دانيار ابتسامة ساخرة بعض الشيء 
في الانتظار يا سيدة 
ضمت زمرد غطاء الفراش لصدرها تعضه بغيظ مكبوت بعدما تذكرت ما حدث لها تشعر بنيران تشتعل داخل صدرها من ذلك الرجل الغير معقول يالله لو أنها فقط ت ..
زمرد ما بك منذ اقټحمتي الغرفة وأنت شاردة تتعاركين مع الغطاء ماذا حدث لك ثم أين كنت !
استدارت زمرد على جنبها تراقب الفتاتين على الفراش أمامها ينتظرون منها
كلمة تطمئنهم 
لا تقلقا أنا بخير فقط كنت أسير كي استشنق بعض الهواء النقي 
وما الذي أصابك 
كان هذا سؤال برلنت المتعجب لتتنهد زمرد تقول بصوت حانق مرهق بعض الشيء 
لا شيء فقط تذكرت أمرا مزعجا والآن لننم قبل حلول الصباح فلدينا بعض ايام الراحة لننعم بها 
ختمت حديثها مبتسمة ثم استدارت تغمض عيونها بقوة حتى تبعد كل الأفكار عنها لكن تلك الافكار أبت إلا أن تصاحبها تلك الليلة ...
__________________
بحث عنها في جميع الممرات وهو يتمنى أن تكون قد وجدت غرفتها ليريح ضميره ويعود لما كان سيفعل لكن فجأة وجدها تقف عن مفترق طريق وهي تحرك أصابعها في الهواء وتقول كلمات غير مفهومة .
اقترب سالار بريبة منها يرهف السمع وقد وصل لمسامعه كلمات عجيبة 
حادي بادي كرنب زبادي شالو وحطوا وكالوا على دي يا كتك ...
وقبل حتى أن تضيف كلمة واحدة على تلك الكلمات الغريبة التي غالبا ما يستعملها المصريون حين حيرتهم في شيء بغرض الاستقرار على أمر ما وجدت تبارك جسدها يصطدم في الجدار جوارها حتى شعرت بعظامها تستغيث وقبل أن تصرخ أبصرته يقترب منها هامسا بصوت مرعب وسيفه قد استقر على رقبتها يتساءل بهدوء شديد وتعجب 
ما تلك التعاويذ أيتها المشعوذة ! هل أنت من نسل سحرة !
تحركت عيون تبارك المصډومة من السيف لعيون سالار الذي كان يقف أمامها بهيئته الضخمة قالت بصوت خاڤت خرج بصعوبة بسبب رعبها 
أنا بس كنت ...كنت عايزة أكل وانام 
لكن سالار تجاهل كل ذلك يقول بصوت محذر 
ما تلك الكلمات التي كنت تلقينها محركة بيديك في الهواء أنت ساحرة 
لم يكن سالار يمزح أو يبالغ فالسحر أمر مرفوض في البلاد وقد عوقب العديد من الأشخاص على ارتكابهم لذنب كممارسة السحر واذية غيرهم وقد سمع يوما بعض تعاويذهم والتي لم تكن مفهومة تماما ككلمات الملكة .
جاهدت تبارك للتحدث وعيونه تكاد ټحرقها حية وهي فقط تنظر للسيف پخوف لا تنزع عيونها عنه تحاول ابعاد رقبتها عنه 
على حسب أنت قصدك ساحرة اللي هي جميلة ولا الساحرة بتاعة المكنسة الطايرة !
رمقها سالار بعدم فهم 
ماذا 
لكنها لم تهتم وهي تكمل 
هفترض حسن نيتك واقولك الله يكرمك بس معلش ممكن بس تبعد السيف شوية لاحسن ..أنا بس عندي حساسية من المعدن بتاعه 
كانت تتحدث وهي تدفع السيف بطرف إصبعها محاولة أن تتلاشى حافته الحادة لكن سالار بنظرة واحدة جعلها تتراجع أكثر حتى كاد تطبع جسدها على الجدار خلفها تقول بخفوت 
كل ده عشان ضربتك بالفازة النحاس امال لو ضربتك پالنار هتعمل فيا ايه !
نظر لها سالار ثواني ثم فجأة شعر بالصدمة حينما تذكر أنها بالفعل ضړبته وها هو سبب آخر كي ېقتلها دون تأنيب ضمير لكن كمحاولة أخيرة لاستخدام كرمه وعدله 
والآن اعطيني سببا واحدا يمنعني من قټلك 
ابتلعت ريقها تقول بكل ذرة براءة كانت تختزنها داخلها طوال تلك السنوات 
عشان أنا الملكة 
لكن يبدو أن طول فترة تخزينها لبرائتها أصابها الصدأ وتضررت فما ظهر على ملامحها وهي تتحدث بتلك الكلمات لم تكن براءة بأي شكل من الأشكال بل كانت بلاهة وړعب .
ارتسمت بسمة جانبية على فم سالار يقول 
حتى إن كان الملك نفسه ساحر فسيعدم 
بس ...بس أنا مش ساحرة أنا...بالله
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 85 صفحات