رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
أنا لا افهم ايا من ذلك
ابتسم إيفان يحاول ألا يشعرها بالنقص أو بشعور سييء حيال الأمر لكن تبارك كانت ابعد ما يكون عن تجربة ذلك الشعور بل هي كانت لا تهتم لتلك النقطة
ورغم ذلك نجوتي في عالم ملئ بالمفسدين هذا شيء يحسب لك احسنت حقا
كانت تبارك تهز رأسها بانصات شديد قبل أن تصدم وترفع رأسها له وقد تشجنت ملامحها بقوة تحاول فهم ما يرنو له عمن يتحدث بالتحديد !
ماذا
ماذا أنت هل وصفت للتو عالمي بعالم المفسدين ! ليس لأن به أم أنور وابنها وحسنية والعم متولي ونساء حارتي وعبير وسميرة ومدير المشفى التي اعمل بها وسائق التوكتوك سيد وبائع الخضروات وصاحب عربة الفول أمام المشفى تطلق عليه عالم مفسدين
حركت اصبعها السبابة في الهواء ترفض تلك التسمية بكامل دواخلها
اتسعت أعين إيفان پصدمة من حديثها وكل تلك الأسماء التي تلقيها على مسامعه هو لا يدرك ما تقصد بكل ذلك وتبارك انتفضت عن مقعدها تقول بحنق شديد
هل تريد القول أن عالمك العزيز يخلو من الفاسدين ! جميعكم ملائكة هنا لا اعتقد فالنفس الامارة بالسوء تسكن جميع الأجساد مولاي
حسنا اجلسي رجاء فمحظور على النساء رفع اصواتهن هنا حيث ينتشر الرجال وبالطبع محظور عليهن رفعها في وجه الملك
حسنا يبدو أنها تمادت حتى حولت الراقي والهادئ لنسخة أخرى من ذلك المتوحش سالار فملامح الملك في تلك
اولا نحن لسنا في المدينة الفاضلة لكن بلادي تخلو من كل المفاسد ليست لأن جميع النفوس طيبة بل لأنه يتم القضاء على أي فساد بمجرد أن يظهر ليس كعالم يعيش به السارق والقاټل في سلام لأنه يمتلك اموالا أكثر والظالم يتنعم برغد العيش لأن له اليد العليا والقوي يدهس الضعيف استغالالا لحياته هنا ټدفن المفاسد وتردم أسفل تلال الصلاح نحن لا نقمعهم بالقوة بل بالنصح والإرشاد
هنا لا فرق بين فقير وغني ولا قوي وضعيف الجميع أمام القانون سواء حتى الملك تتم معاقبته إن اخطأ وهذا كل شيء
صمتت تتنهد وهي ترتشف بعض قطرات المياه تقول
حسنا ربما بالغت لكن العالم الخاص بي ليس مرعبا بهذا الشكل أنت فقط تحتاج لقلب قوي ولسان لاذع ويد سريعة لتستطيع النجاة به وهذا لا يمنع أن عالمي ملئ بالصالحين كذلك
ولهذا استطعتي النجاة منه رغم جهلك لأي فنون قتالية!
لا بل نجوت بدعاء الوالدين وقيام الليل
نظر لها بعدم فهم لتبتسم وتجيب
كنت أدعو عليهم كل يوم واتجنب أي احتكاك مع أي شخص قد يصيبني بأذى.
ابتسم إيفان بسمة واسعة يقول
جيد إذن أنا سأدبر لك معلمين لهذه الأمور المبارزة ورمي السهام والفروسية ولسوء الحظ لا يوجد العديد من النساء هنا يبرعن في تلك الأمور فلا شقيقات لي لكن يمكن لأمي أن تساعدنا
ومجددا كان الرد من تبارك هو هزة رأس بسيطة منها وكأنها لا تعي ما يحدث فقط مستمرة في هز رأسها دون تردد وهو يراقبها ليبتسم لها بهدوء
هذا كل شيء أنا سأتحدث مع الملكة الأم لتساعدك في هذه الأمور كما يجب عليك الإلتزام بغطاء الوجه خارج حجرتك مولاتي و....
قاطعته تبارك دون تفكير وهي حقا مجبرة على قول ذلك في هذه اللحظة لكن جسدها هامد ضعيف تحتاج طعاما لأجل حالتها الصحية لذا تغلبت على خجلها القوي منه وقالت
أنا جائعة متى سأتناول الفطور !
بهت وجه إيفان قليلا يحاول أن يستوعب ما قالت وهي لم تتغير ملامحها بل أصرت تقول
لم يسألني أحدهم عما احتاج للفطور أنتم لا تتناولونه هنا
رمش إيفان ثواني يحاول أن يجد ردا في رأسه يناسب ما تقول وما كاد يجيبها حتى سمع صوت الحارس يردد بصوت خاڤت
مولاي هناك امرأة لجأت لعدالتك وهي تنتظر في القاعة الآن
نظر له إيفان ثواني قبل أن يصرفه بيده ثم عاد بنظره لتبارك التي كانت تنتظر أن يخبرها متى تتناول طعامها لكن هو لم يفعل بل فقط ابتسم يشير لها أن تسبقه في السير
إذن تريدين مشاركتي في جلسات الحكم ! ربما يكون ذلك جيدا كبداية لك لمعرفة ما نقوم به في المملكة
تنهدت تبارك بصوت مرتفع ثم اشارت له كي يسبقها في السير وهي تمتم داخل نفسها بصوت منخفض حانق
أنا مالي باللي بتعملوه في المملكة أنا جعانة عايزة أكل هو الناس دي عايشة على الطاقة الشمسية ولا ايه ألا ما شوفت واحد بياكل ولا بينأنأ في حاجة من وقت ما جيت
نظر لها إيفان بتسائل لتبتسم له وهي تهز رأسها ثم زادت من سرعة سيرها وهو يلحق بها لا يدري ما تتحدث به مع نفسها لكنه يدرك أنه ليس بشيء يود معرفته حقا.
_____________________
ارتفع حاجب سالار قليلا يحاول معرفة ما تريد تلك المرأة منه ورغم أنه لا يحبذ الاختلاط بالنساء أو محادثتهن إلا أنه أومأ موافقا يشير لها صوب أحد مقاعد المكتبة وهي سارت أمامه تفرك يديها تفكر فيما ستفعل .
وبمجرد أن وصلت لأحد الأركان بادرت سريعا دون أن تفقد شجاعتها بالقول
احتاج لمساعدتك أخبرني اخي أن الجأ لك حين أصل للملكة هنا ومن سوء حظي في اليوم الذي تلى وصولي كان هو نفسه يوم رحيلك لاحضارك الملكة
تعجب سالار حديثها ضيق ما بين حاجبيه متسائلا
هل اعرفك وما الذي تريدين مني فعله تحديدا ومن هذا شقيقك !
هزت كهرمان رأسها وهي تقول بصوت منخفض ومازال حجابها يخفي كامل ملامحها تردد بهدوء شديد
لا اعتقد أنك تعرفني شخصيا لكنك تعرفني لأخي ..
فرك سالار رأسه وهو حقا لا صبر له لمثل تلك الأحاديث التي يشوبها الغموض هو يحب أن يلقي محدثه كل ما يريده في وجهه دون مقدمات كثيرة.
نعم إذن هل ستخبريني من أنت وكيف اعرفك وماذا تريدين مني فأنا حقا لست متفرغا للحديث الطويل
بلعت كهرمان ريقها وهي تحاول أن تتماسك وتتحدث بصوت ثابت
قبل أن أخبرك من أنا أريد كلمتك سيدي
كلمتي !
نعم رجاء عدني
ألا يعلم الملك شيئا عني
ارتاب سالار أكثر من ذلك الطلب وشعور بوجود خطب خلف تلك الكلمات شيئا لن يسره .
لم أعتد أن أعطي كلمة على ما لا علم لي به لذا سيدتي إما أن تتحدثي بما جئتي لأجله أو توفري وقتي ووقتك وترحلي
قاسې نعم ومتى لم يكن أو ربما يمكننا تخفيف وقع تلك الكلمة والقول أنه جاد ولا يعترف بالحديث الكثير هو رجل حرب لا يعترف سوى بالحديث المباشر اما نعم او لا لا يوجد في قاموسه كلمة ربما .
شعرت كهرمان أنها لن تفوز عليه كما قال شقيقها سالار لا يحب المزاح ولا يعجبه أن يملي عليه أحد شيئا أو يجبره عليه مثله كالملك لكن ربما الملك متفهم ويستمع ومن ثم يتحدث ويحكم .
وفورا رفعت حجابها تنظر له بجدية وهي تقول بصوت فاقد الحياة والأمل ونبرة مېتة
أنا الأميرة كهرمان أميرة مشكى و....الوحيدة المتبقية من سلالة ملوك مشكى شقيقة الملك أرسلان
اتسعت عيون سالار بقوة وهو يبصر أمامه شقيقه أرسلان نعم يعرفها خين لمحها مرات قليلة داخل قصر ارسلان في بعض الزيارات الخاصة به لمحات قليلة لم يهتم حقا ليطيلها أكثر من ثواني لكنها لمحات تكفي ليعلم أنها تقول الصدق .
سقطت دموع كهرمان وهي تقول بصوت قوي وحقد قاټل
اريد منك مساعدة في إعادة ارضي وارض أجدادي قائد سالار اريد منك مساعدتي للقصاص اريد أخذ قصاص شقيقي وامي لكن دون معرفة من الملك أو حتى مساعدة منه لا أريده أن يعلم بأمري
شرد سالار بعض الشيء في الفراغ في الوقت التي اطالت هي التحديق بملامحه ملامح لم تر مثلها كثيرا رجل جسور قوي وكذلك كان الملك يشبه سالار في الطباع مع اختلاف بعض الصفات والتصرفات بينهما و....مهلا ما شأنها والملك الان ! هي فقط تريد مساعدة سالار وفقط لن تطلب مساعدة بمن سعى لعداوة شقيقها .
حسنا
كانت كلمة واحدة واحدة فقط نطق بها سالار قبل أن يتركها ويتحرك من أمامها يشير لدانيار وتميم باللحاق به وخرج من المكان بأكمله .
و تلك المسكينة ما تزال تقف مكانها تحاول أن تستوعب ما يقصد ذلك الرجل بكلمة حسنا.. ماهذا حسنا هكذا فقط أين الدراما والبكاء والتوعد والصړاخ أنه سيجلب لها حق شقيقها أين كل ذلك ما هذا الجبل الذي عبر أمامها وكأنها لم تتحدث بشيء ! هل أخطأت حين لجئت له!
يا الله تشعر باحتراق داخلها هي حقا لا تصدق ردة فعل تلك كلمة واحدة وتحرك بعيدا عنها .
ونيران صدرها من يطفئها كرهها من يخففه من سيتوعد بإعادة حق شقيقها ووالدتها
ومن بين صډمتها تلك سمعت صوتا جوارها بنبرة خبيثة
اول مرة تتعاملين مع ذلك المتجبر صحيح !
استدارت كهرمان بسرعة صوب العريف الذي كان يجلس على مقعده يحمل كتابا وهو ينظر لها من خلفه ببسمة خبيثة وفوق كتفه تقبع بومة تنظر لها ب....بسمة
هل تبتسم لها تلك البومة بخبث
أعادت كهرمان الحجاب الخاص بها على وجهها بسرعة تخفي وجهها ليسارع العراف يقول بهدوء شديد ونبرة غامضة وهو تحسس ريش بومته
لا لا سموك لا تقلقي ما يخرج هنا في مكتبتي لا يعبر جدرانها
تنفست كهرمان بصوت مرتفع بعدما أدركت أن ذلك الرجل علم عنها ماتخفيه بالفعل
لا اريد لأحد أن يعلم ذلك رجاء
ابتسم العريف يردد بنبرة هادئة
لن يعلم أحد مني شيء صدقيني لكن الاسرار لن تبقى اسرار للابد يا فتاة وخاصة إن كان ذلك السر هو مفتاح العديد من العقد كخاصتك
نظرت له بعدم فهم ليبتسم متحركا عن مقعده يردد انشودة بصوت مرتفع بعض الشيء ثم قال لها يحرك يديه في الهواء والبومة تتطاير حوله وكأنها تشاركه تلك الانشودة
لا اسرار تختبئ عن الحب الحب يكره الغموض يا صغيرة فلا تجديهما يجتمعان سويا في قصة واحدة وبالطبع قصتك ليست باستثناء فإما أن يكشف الحب غموضك أو أن ېقتل غموضك الحب
اشتعلت الحيرة بملامح كهرمان التي لم تفهم من ذلك الرجل شيئا نظرت أمامها صوب مرجان الذي كان يحدق في العريف بتفكير يحاول أن يحل الغازه وحينما أبصر نظرات كهرمان له هز كتفيه بعدم معرفة يقول
لا أعلم ما يقصد صدقيني هو