الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية من نبض الۏجع عشت غرامي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 17 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

أروح لهم معلش يامكة اتصلي طيب وأجلي المعاد لبكرة 
مطت شفتيها للأمام بفقدان أمل وهي تتنفس بأصوات عالية تدل على انزاعاجها ثم أردفت بأمل مفقود
ماشي هتصل أأجل المعاد
بس إياكي بكرة تقولي لي أفسر ايه ومدرك ايه مهحلكيش عاد يابت أبوي 
احتضنتها سكون بحب وهتفت
ربنا يوفقك ياحبيبتي ووعد مني مهتأخرش عنيكي بكرة وكمان مش هطمن تروحي مع حد لازمن أني اللي أكون وياكي 
أنهيا حديثهما وتوجهت كل منهن إلي حيث تريد
بعد نصف ساعة وصلت سكون المشفى وقامت بعملها بإنجاز وأدت جميع ماعليها من أمور العمل حتى أنهتها بجديتها المعروفة 
ثم صنعت قدحها المفضل وجلست في مكانها المعتاد وحدها فصديقتها فريدة عطلتها اليوم ولم تأتي 
لم تمضي نصف ساعة من جلستها حتى دلف عمران المشفى هو وأخته حبيبة 
وتلقائي دار بعينيه ناحية المكان التى تمكث فيه دائما وما إن تلاقت أعينهما حتى دقت قلوبهما عشقا 
فحق البدايات الأولى للحب تشبه النسمات الرقيقة التى تمر علينا تنعش روحنا في يوم شديد الحرارة 
لها لذتها الخاصة ومذاقها الممتع ففيها كل عاشق يرى محبوبه بعين الكمال ولم يرى فيه أي نقصان لحظات
لم تشوبها حروب العشق ولا قوانينها فحقا لحظات لن تنسي ولها جانبا خاصا في قلوبنا فالمشاعر الوليدة كالطفل الرضيع لن يحمل هما الحياة وكذلك هي لم تحسب هما للفراق 
عندما تلاقت أعينهما باغتها بغمزة تتبعها ابتسامة تتبعها علامة أن تسبقهم إلى حجرة الكشف كي يأتى بأخته إليها 
ابتسمت لحركته بخجل وفهمت مغزى نظراته ثم قامت من مكانها وسبقتهم الي الحجرة وهو يتفحصها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ولكنه تبدلت نظراته المحبة إلى نظرات حاړقة حينما رآها وتوعد داخله لها فور أن يراها بعد دقائق 
وصلت إلى حجرة الكشف ثم أغلقت الباب خلفها وهي تقف وراءه وتستند عليه وتضع يدها على قلبها تهدأه من دقاته التي شنت عليها فور أن رأت ذاك الحبيب 
أما عمران أجلس أخته في صالة الاستراحة ثم تحدث شارحا
هروح أجيب لك عصير تشربيه علشان روحك ترد لك شوية وهحجز لك مع الدكتورة وعقبال مايجي دورك وتشربي العصير هسلم على محمد وأرجع لك ربع ساعه بالكتير مهتأخرش وكمان الحريم اهنه كتير ومهحبش أقعد وياكي وسطيهم 
أمائت برأسها بابتسامة وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة فحملها صعب للغاية فهي تنهج بشدة منذ أن دخلت شهرها الثامن وتتحرك بصعوبة 
أما هو ذهب وأحضر لها باكتين من العصير وأنواع عدة من الشيكولا الفاخرة أعطاها منها ووضع واحدة منها في جيبه ثم ودعها وانطلق نحو غرفة الكشف التى تمكث بها سكون والذي سأل عنها بذكاء
وصل إلى الغرفة ودق على الباب فسمع صوتها تقول
اتفضلي 
دلف عمران بطلته الغاضبة وما إن رأته حتى دق قلبها واحمر وجهها تلقائيا وهي تهتف بتوتر 
أهلا ياأستاذ عمران 
أمال فين مدام حبيبة 
نظر إليها بنصف أعين ونطق بحدة متجاهلا تساؤلها 
أستاذ مين اسمي عمران تقوليها علطول إكده احنا بقيناش أغراب ده أولا 
وتابع كلماته وهو يشير بأصبعه ناحية هيئتها قائلا باستنكار
ثانيا ايه ده بقي ياهانم اللي شايفه قدامي 
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت
شايف ايه يعني مفهماش 
اقترب منها واستند بكلتا يداه على مكتبها وهتف بقرب من وجهها 
ايه اللي إنتي لابساه ده ياداكتورة لابسالي بنطلون وكمان أبيض وحجابك ممغطيش صدرك !
ذهلت من كلماته ولم يأتي بمخيلتها أن بداية كلام العمران بعد اعتراف عشقه تكون هكذا ابتلعت أنفاسها بصعوبة وتحدثت بفك يهتز 
كيف يعني ماله لبسي عاد ماهو واسع أهو ومحتشم 
بأمر لايقبل النقاش ألقي كلماته
محتشم مش محتشم متلبيسهوش تاني واسع ولا ضيق ولا أيا يكون البنطلون ممنوع منعا باتا 
تعجبت من أمره لها وهتفت باستنكار
وه ومين تكون إنت علشان تتحكم في سكون وتملي عليها طلبات وأوامر عاد 
هي أولها إكده ولا ايه ياعمران 
ثبت عيناه داخل عيناها وتحدث بنبرة عاشق
ماله أولها ! من الآخر أني بغير وغيرتي وحشة ومبعرفش أتحكم في حالي لو شفت اللي بحبهم واللي يخصوني بلبس أني رافضه ومن أولها بردوا لازم تتقبلي غيرة العمران اللي بيعشقهم قلبه وبعدين معنديش ست تخالف أوامر جوزها 
جوزها ! جملة تعجبية نطقتها سكون بعيناي متسعة من جرأته معها وعقب ذاك العمران عليها وهو يحرك رأسه بموافقة 
أها أمال هو احنا بنتسلى ياداكتورة 
أخفضت بصرها خجلا وصارت لاتقوى على النظر إليه ولم تقوى على الرد من شدة خجلها من تصريحاته التى فاجأها بها 
لاحظ خجلها فتابع بهمس 
شكلك وإنتي خجلانة يتحكى فيه مواويل ياقلب العمران أني مش عارف مېتة اتعلقت بيكي إكده وأني شايفك من مدة قليلة مكملناش شهر هو إنتي سحرتى العمران ياسكون 
على نفس حالة الخجل التى اعترتها ولم ترفع أنظارها إليه ولكن ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة ورددت بهمس 
كفاياك ياعمران مش من أولها إكده واحدة واحدة علي علشان أقدر أستوعب اللي وداني بتسمعه منيك 
بنفس الهمس أجابها 
وه وأني مين يصبرني لما أشوفك قدام عيوني ومتكلمش وأبوح باللي شايله في قلبي سنين للي هتوبقي من قدر ونصيب عمران 
لع ياداكتورة متقوليش إكده علشان خطړ على القلوب اللي بتجبريها تسكت في
حضرة المحبوب غصبانية 
استمع إلي رنات هاتفه فوجدها أخته فتحدث إليها قائلا
داي أختي حبيبة هروح أجيبها وأجي علشان تطمنيني عليها واعملي حسابك ولادتها على يدك بإذن الله ياداكتورة وهيوبقي جميل نرده لك وقت ماتبقي زييها إن شاء الله 
ألقي كلماته وهو ينظر إليها بشقاوة عاشق لاحظ خجلها فقام من مكانه وخرج من الغرفة وأتى بأخته إليها 
جلست أمامها وبدأت سكون بالكشف عليها وأسئلتها وهي تقوم بعملها بمهنية ثم استأذنتها أن تقوم وتصعد للفحص الطبي أمام الجهاز 
أسندها أخيها وأوصلها ناحية التخت الخاص بالفحص ثم استأذنته سكون 
كفاية إكده وأني هساعدها اتفضل يا أستاذ عمران 
رفع حاجبه إليها من كلمة أستاذ التي نطقتها ولكنه رأى نظرات عيناها تترجاه أن يمررها أمام أخته التى لاتعرف شئ 
قامت بفحصها بعناية ثم هتفت بابتسامة
إنتي حامل في توأم وطبعا تعرفي 
ثم دققت النظر للجهاز وهي تحرك يدها على بطنها بتركيز كي تعرف نوعية الجنين وبعد خمس دقائق أردفت بابتسامة
بنتين كماني وهيطلعوا قمرات لأمهم بإذن الله 
كانت حبيبة تعلم نوعية جنيناها فهزت رأسها بابتسامة فقد ارتاحت نفسها لتلك الطبيبة وانشرح قلبها لها 
بعد عشر دقائق أنهت سكون الكشف عليها وأملتها استشاراتها الطبية التى تتبعها حتى تضع جنيناها على خير ومن الممكن أن تلدهم ولادة طبيعية دون إجراء عملية قيصرية 
أنهت الكشف وودعوها وخرجوا وأثناء خروجهم أشار اليها عمران بيده أنه سيهاتفها فرح داخلها باهتمامه بها وغيرته عليها بشدة وجلست علي كرسيها وهي تردد بحب 
ربنا يجعلك من نصيبي ياحبيبي 
في مكتب المحاماة تتابع رحمة عملها بمهنية وتعي لكل حرف تتفوهه تلك المديرة السابقة لماهر البنان فرحمة سريعة البديهة وحلمها أن تصل لمبتغاها بأن تصبح محامية ذات صيت واسع لم بل لم يسمع عنه من ذي قبل 
فتحدثت المديرة قائلة 
دلوقتي معاد القهوة المعتادة بتاعت المتر وهتلاقي عم إسماعيل داخل بيها دلوقتي 
هتقومي بنفسك تدخليها وأثناء مابيشربها هتنظمي له المكتب وتظبطي الملفات وخلي بالك متلخبطيش الأوراق ولا الملفات في بعضها تعرفي إنتي بتعملي إيه علشان لما يخلص قهوته هيرجع مكتبه وهيسألك على ملف معين تديه له فخلي بالك من التركيز علشان ده عامل مهم مع المتر 
استمعت إلى توجيهاتها وبعد دقيقة واحدة أتى الساعي بالقهوة دقت على الباب ثم
دخلت بالقهوة إليه ووضعتها على المنضدة الموجودة باستراحة المكتب كما أدلت عليها سمر 
ثم تحدثت وهي تقف أمامه بارتباك فهي تخشاه قليلا 
القهوة بتاعت حضرتك يافندم جاهزة اتفضل 
تنهد ببطئ ثم خلع نظارته العملية ووضعها بإهمال على المكتب وقام من مكانه وذهب تجاه القهوة كي يتناولها بهدوء كعادته 
أما هي ذهبت إلى المكتب ونظرت إليه بتفحص شديد 
وأول شئ رصدته عيناها إيصالا بنكيا مدون فيه اثنان مليون جنيه لم تنبهر بالمبلغ فهي ابنة سلطان المهدي وأخت عمران
المهدي التى تربت على القناعة وعزة النفس 
نحت الإيصال جانبا كي لايفتقد وتلك کاړثة ثم قامت بتنظيم الملفات بعناية فائقة وحملت نظارته ووضعتها في الجورب الخاص بها ونظمت الفوضى المحاطة بالمكتب كل ذالك تحت أنظار ماهر والذي كان ينظر إليها بترقب كي يرى ماإذا كانت منتبهة أم لا 
ولما لا فالتي تعمل بمكتب ماهر البنان لابد أن تملك عيونا كالصقر وفهما ومكرا كالثعلب 
لاحظ عدم انبهارها بالإيصال وكأنها لم ترى شيئا قط 
انتهى من قهوته المعتادة وعاد إلى مكتبه ثم تحدث إليها باستفسار
مقلتليش إن جاسر يبقي بن عمك ولا انتو الاتنين جبتوا سيرة ممكن أعرف السبب 
احمر وجهها ړعبا من تساؤله المفاجئ فيالك من ذئب ماكر تعرف دبة النمل في جحره 
فاستجمعت شتاتها وأجابته 
حضرتك شغلك هنا مبني على إن مفيش حاجة اسمها قريبي أو ابن عمي أو أخوي وأنا حبيت أنفذ كل التعليمات وجاسر بردك عارف التعليمات داي فعلشان إكده ولا كأننا نعرف بعض يافندم 
رفع أنظاره إليها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها كي يستشف مابهما 
بس أكيد عرفك نظام الشغل اهنه وفهمك كل حاجة وعلشان إكده خدتي حظرك كويس ونجحتي في الاختبار من غير

تعب ولا حسابات زي زميلاتك اللي مشيوا 
كادت أن تنطق ولكن قبل أن تتحدث أشار إليها بيده قائلا 
اتفضلي اقعدي ياأنسة 
جلست على الكرسي وداخلها متوتر من هالته القوية التى تراها فيه فقلبها يدق پعنف من الجلوس أمامه كما التلميذ أمام المعلم وأجابته وهي تتحمم 
مش هكذب يافندم إنه عرفني طريقة حضرتك وعرفني إن فيه اختبارات وإن حضرتك دايما بتطلب حاجات تعرف منيها مدى استيعاب اللي بيشتغل معاك لكن معرفنيش الاختبار نوعه ايه ولا ميتى ولا أتصرف فيه إزاي وأظن البنات اللي مشيوا حضرتك نبهت في أول مقابلة لحاجات زي داي وكمان أني عنت الملفات في مكان ميجيش في بال حد ولا حتى بن عمي 
رفع حاجبه باستمتاع وهو معجب برد تلك الماكرة الصغيرة والتى تنبأ لها في الحال بأنها ستكن ذات شأن عظيم في مهنة المحاماة 
ثم أشاد مرددا بإعجاب لأول مرة 
برافو برافو ردك منظم
وواعي ونوعا ما أقنعتيني بس في حاجة مهمة لازم تعرفيها ياأنسة إن الطريق المستقيم هو أسهل الطرق يعني الصراحة والوضوح في أي شئ هيكسبوكي كتييير دهاء المحاماة مبيستخدمش في كل الأوقات ودايما سيبي مساحة راحة لعقلك ومتزحميهوش بأي تفاهات علشان متتشتيش ودي نقطة مهمة لازم تاخدي بالك منيها 
كانت تنظر إليه بانبهار وتدون كل ما قاله في قلبها قبل عقلها فهو مثلها الأعلى ودوما تراه في مرتبة الشرف الأولى لتلك المهنة 
وهتفت باستجواد 
تعاليم حضرتك بالنسبة لي هجمعها في عقلي وهعملها مدونة جواه وهركز فيها دايما وهراجعها علطول وبإذن الله هكون تحت حسن ظن حضرتك 
هز رأسه باستحسان وسألها بمغزى 
كان فيه شيك هنا بتاع عميل مهم ودتيه فين 
بسرعة فائقة ناولته الشيك قائلة 
اتفضل يافندم 
تناوله منها ووضعه في الدرج أمام عيناها ثم تحدث وهو يشير ناحية
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 104 صفحات