رواية "ليلة تغير فيها القدر" ( الفصل 515 إلى الفصل 516 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
السرير لاحظت نعيمة أن فؤاد كان يستعيد ببطء الألوان في وجهه والآلات ذات المظهر الفاخر بشكل غامض كما لو كانت مصدرا للحياة يمكنها أن توقظ فؤاد في أي لحظة. وبينما تلقي نظرة على هذه الآلات جاءت لها فكرة فورية بأن تخلعها عن فؤاد لتسوية هذه المسألة بسرعة. وعلى أي حال غادرا العنبر بمجرد انتهاء ساعات الزيارة.
كيف حال والدك سألت نعيمة بشكل متعمد.
الأمور ليست جيدة. قال لي الطبيب أن فرص استيقاظه ضئيلة. أخبرتهم أميرة بالحقيقة.
لا تكذبي علينا. هل سيستيقظ والدي أم لا سألت إيمي پغضب طفيف.
وهنا لمعت عيون أميرة قليلا بينما كشفت بشكل متعمد عن بعض المشاعر في عينيها. لماذا سأكذب عليكم والدي لن يستيقظ قريبا.
لا تقلقي الآنسة تاج سنحافظ على مراقبة نعيمة وإيمي طوال الوقت.
علمت أميرة أن نعيمة بالتأكيد ستجد وسيلة للتعامل مع عودة والدها إلى الوعي ولكنها لم تكن تملك أدنى فكرة عما ستفعله نعيمة تحديدا لإيذاء والدها مرة أخرى. الآن كل ما عليها فعله هو انتظار اللحظة التي ستقوم فيها نعيمة
وبمجرد دخول نعيمة وإيمي سيارتهما اتصلا بطارق وأخبراه بكل شيء سمعاه في المستشفى بما في ذلك حقيقة أن أميرة كذبت عليهما.
هل أنت متأكدة من أن الرئيس تاج سيستيقظ سأل طارق بحذر.
لسنا متأكدين. ومع ذلك سمعنا محادثة بين أميرة
والطبيب وسمعنا أميرة تطلب من الطبيب عدم إخبارنا بالحقيقة يجب أن تعلم أن الطبيب المسؤول هو أحد أبرز خبراء الأعصاب في العالم! قالت إيمي پغضب.
تركت نعيمة بدون خيار سوى الاستماع إلى طارق وتوقفت عن التفكير في وسائل التعامل مع فؤاد.
ومع ذلك كانت أميرة قد توقعت هذا التطور. حتى لو كانت نعيمة في حالة تأهب فإن الحقيقة أن والدها سيستيقظ في أي لحظة الآن كانت كالقنبلة الموقوتة في رؤوسهم حيث سيشعرون بالخطړ في كل الأوقات. سيكون الأمر كالکابوس يطاردهم في كل لحظة يستيقظون فيها.
بدأت بذرات الخۏف تأخذ ببطء جذورها في قلب نعيمة حيث لم تستطع أن تأكل أو تنام بشكل جيد بعد عودتها إلى المنزل خوفا من أن تستيقظ لتسمع الخبر بأن زوجها قد استعاد الوعي.
في تلك الليلة استيقظت نعيمة من نومها وهي متعرقة جدا. ثم جلست ونظرت إلى الوسادة بجانبها. مع تسرب الخۏف تدريجيا إلى عقلها حتى أن صوت سيارة تمر من جانبها كان كافيا لإثارة توترها.