رواية عشق القمر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم رولا هاني
يخرج راكضا نحو قمر بسرور لتحتضنه هي بحنان لتقول بعبوس مصطنعكدة بردو بليت هدومي!
تعالت ضحكات الصغير و هو يأخذ المنشفة من الخادمة ليتجه للداخل و هو يخرج لسانه لها ليغيظها..
اختفت ابتسامتها عندما وجهت نظرها له و لصدره
الضخم العاړي لتقول بحرج و هي تشيح بوجهها عنهالبس هدومك و يلا عشان تفطر مع الولد..
كادت أن تذهب لكنها امسك بكفها ليجعلها تقف قبالته ليقول بمكرطب مش هتفطري معانا انتي كمان
رفعت وجهها و هي لا تصدق ما استمعته اذنيها عندما قالشكرا..
ابتلعت ريقها و هي تحاول استيعاب ما قاله لتهمس بتعلثما..انت..قولت اية!
قهقه بصوت عال ليقول برقة اصابتها بالدهشة و هو يرفع احد حاجبيهشكرا..انتي امبارح قلتي كلام كتير من ضمنهم أني اقعد مع الولد وقت طويل افهمه و اعرفه و انا اقتنعت بيه..
ابتسمت ببساطة لتقول بهدوءانت مش بتنسي انت بس مش بتعرف تعبر عن اللي جواك مش اكتر..
تنهد براحة عندما تفهمت ما يريد قوله ولا يستطيع ليقول و هو يمد يده للأمامطيب يلا بينا عشان نفطر عشان في موضوع عايزك فيه..
اومأت له بصمت لتتقدمه ليرتسم علي وجهها ابتسامتها الخبيثة المعهودة عندما تنتصر او عندما يقترب تنفيذ مخططها..
ظل ينظر للطعام پخوف لتقول هي بأبتسامة بسيطةمتخافش المرة دي الأكل تمام..
لم تجد رد منه لتبدأ هي أكل ما امامها بعدم اكتراث له ليبدأ هو الأخر في الطعام بتعجب مما يحدث فلقد ايقظته ليتناول معها وجبة الأفطار بعدما كانت لا تدلف لتلك الغرفة مادام هو بها وجدها تقول و هي تلوك بالطعام بفمهاهقدر اروح الجامعة من امتي
لازم تعرفيها..
نظرت له بترقب ليكمل عصام حديثه بنفس النبرةتروحي الجامعة تخلصي محاضراتك و ترجعي علطول مش عايز الاقيكي واقفة مع حد الولاد قبل البنات و اهلك مش عايزك تتعاملي معاهم خالص و لو عرفت انه حصل هزعلهم قبل ما ازعلك و عموما هيبقي معاكي حارس يفضل معاكي طول اليوم و السواق..
صړخ بوجهها لتنتفض پذعر و قد احتقنت الډماء بوجههوطي صوتك و هو دة اللي عندي عاجبك عاجبك مش عاجبك هتفضلي هنا زي الكلبة و مش هتشوفي الشارع..
و بأقل من ثانية سحبها نحوه من كومة من خصلاتها لتصبح رأسها اسفل رأسه ليقترب هو من اذنها ليهمس بنبرة تشبه فحيح الأفعيبلاش تستفزيني يا هاله عشان صدقيني مبعرفش اتحكم في اعصابي و لو كنتي فاكرة اني عشان بحبك هستحملك لا دة لو قلبي هيقلل من كرامتي فانا ادوس عليه بجزمتي من غير ما افكر
جز علي اسنانه بندم علي ما فعله فها هو عندما يحاول بناء علاقة جيدة بينه و بينها تنهدم خلال ثوان شدد علي احتضانها و اخذ يهمس پألمانا اسف..
خرجت من البيت لتجده امامها مباشرة فهمست و هي تقلب النظر بالشارع حتي لا يلاحظ احد أن هناك رجل يقف معهااية حصل حاجة!
اجابها و هو يمسك بذقنها ليرفع وجهها له فشهقت هي پخوف من نظرات المارة الفضوليةمټخافيش محدش هنا يقدر يكلمك بنص كلمة لأنه عارف اني هقطع وشه لو فكر بس يكلمك..
التوت شفتي نسمة بضيق لتقول برفضمينفعش يا فهد عيب و ميصحش تقف معايا في الشارع كدة و أن محدش جه قالي حاجة في وشي هيقولها في ضهري..
عبس قليلا بعد ما قالتها لكنه اخرج تلك الهدية من خلف ظهره ليقدمها لها و هو يقول بنبرة متيمةكل سنة و انتي طيبة يا عمري و حياتي و قلبي..
تذكرت أن اليوم هو ذكري يوم مولدها فنظرت لتلك الهدية بتوتر بالغ ثم قالت بأرتباكم..معلش يا...فهد مش هقدر اخد الهدية دي..
انكمشت قسمات وجهه الرجولية پغضب ليمسك بكفها و هو يضع به الصندوق الصغير المغلف بأشياء خاصة بصناديق الهداية و هو يقول بصرامة لا تتحمل النقاشخديها يا نسمة خديها و متعصبنيش..
اخذتها پخوف و هي تنظر لها بتفحص ثم قالت بتعجباية دة!
رفع منكبيه بحماس ليقول بأبتسامة واسعةابقي شوفيها لما تروحي المدرسة..
بادلته الأبتسامة ثم تركته متوجهه نحو مدرستها و كل ذلك تحت نظرات عفاف المراقبة لهم من الشرفة بتوعد..
ارتشف الصغير اخر رشفة من كوب اللبن الخاص به ثم صاح بفرحيلا يابابي انا خلصت اللبن كله يلا عشان نلعب..
ابتسم سيف متأملا ابتسامة خالد البريئة التي تشبه والدته كثيرا و ليست ابتسامته فقط خالد ما هو الا نسخة مصغرة من تقي لون شعره الأسود الغزير و عيناه الخضراء حتي ملامح وجهه فقال و هو يربت علي كتفه بحنوطب اسبقني انت علي الجنينة لغاية ما اتكلم شوية مع قمر و هنيجي نلعب معاك ماشي..
اومأ له خالد و ركض للخارج ليبقي في انتظارهما..
تحولت تعابير وجهها المبتسمة الي الصدمة الشديد اثرا لما قالهانا هعمل حفلة قريب عشان نعلن فيها جوازنا..
مازالت نظراتها منصدمة و مركزة نحوه تحاول أن تعلم مدي جدية
حديثه لتقول بعدم فهميعني اية!
زفر بحنق من سؤالها ليقول بتهكميعني حفلة الناس تعرف انك بقيتي مراتي اية مش فاهمة!
رفعت حاجبها بعدم تصديق لتقول بسخريةدة انت خلاص بقيت معتبرني مراتك بجد!
ابتسم بأستفزاز ليقول و هو يستند علي السفرة بمرفقيهامال انتي تبقي اية!
صمتت و لم تجد ما تقوله فنهض هو من علي كرسيه و قال و هو يتجه للخارجيلا عشان نخرج نلعب مع الولد..
زفرت بأمتعاض لتتمتم بغموضكدة كل حاجة هتبوظ لازم يعني يقول الناس اني بقيت مراته!
انتي عايزة اية يا ست انتي!
قالها الحارس بأنزعاج بعدما سئم من إلحاحها المستمر للدخول للبيت..
تنهدت عفاف بضجر لتصيح بأحتقارماهو عشان تبقي فاهم انا مش همشي من هنا الا لما اشوف الباشا اللي مشغلك..
عايزة اية يا عفاف
قهقهت عفاف بطريقة شيطانية ثم قالتحبيبي يابن اخو جوزي و ابن عم بنتي... الفصل الخامس عشر من روايةعشق القمر
بقلمرولا هاني.
فتحت عينيها ببطئ بعدما بدأت تستفيقانتفضت و هي تعتدل في جلستها ما أن رأته يجلس امامها علي ذلك الكرسي الخشبي و تعابير القلق بادية علي وجهه بوضوح لتختفي سريعا ليقول باسما بلطفكويسة دلوقت!
نظرت له هاله بغيظ ثم اخذت تلهث من فرط العصبية لتقول بصوت متحشرجماهو يأما انت مچنون يأما عايز تجنني..
نظر لها بلوعة ليقول بصوت عالانتي اصلا مدتيش نفسك فرصة تسمعيني
شعت عيناها وميض كاره له لتصرخ مرة اخري بعصبيةلا بردو لا احبك لية هو انا اعرفك اصلا انت مش غير واحد اتجوزني ڠصب و مخليني هنا عشان يذلني و بس هو دة الحب!
اتسعت حدقتيه پغضب حتي كادت أن تخرج من مقلتيهما فأمسك بمعصمها بأنفعال و هو ېصرخ و قد بدا كالثور الهائجو انا كنت المفروض اعملك اية لما اعرف انك جايبة سم و عايزة تموتيني اية عايزة تودي نفسك فداهيا عشان الكلام الفارغ اللي مالوش وجود اللي بتقوله امك..
حجظت عيناها پصدمة كيف علم كل ذلك لكنها ادركت الموقف لتحاول سحب يدها بقوة لكن لم تستطع لتصيح و قد دخلت في حالة بكاء هستيريةانت كداب ماما مبتكدبش انتوا اللي كنتوا السبب في مۏت بابا..
مسح دموعها بإبهامة ليهمس بشفقةانتي اللي مش فاهمة حاجة يا هاله
ثم تركها بهدوء لينصرف من الغرفة و قلبه يؤلمه علي الحالة التي وصلت لها علي يدهنظرت هي لأثار يده البادية علي معصمها پقهر لتهمس بخفوتمتصدقيهوش دة كداب..
تعالت ضحكات عفاف لتهتف بأبتسامتها الكريهةجرا اية ياباشا نسيتنا كدة!
نظر لها بأحتقار ليقول بنفاذ صبرلخصي و هاتي من الأخر
وضعت عفاف يدها بخصرها لتومئ له قائلة و عيناها تلتمع بوميض شيطانيعندك حق يا باشا حاضر
ثم تابعت و هي ترفع احد حاجبيها بشړبنتي قمر بتعمل عندك اية يا
باشا..
اجابها سيف بلامبالاةقمر مراتي..
شهقت عفاف بتعجب مصطنع لتقول و هي ترفع حاجبيها بدهشة مزيفةكدة بردو يا باشا تتجوز البت منغير ما تاخد رأي امها!
ارتسم علي شفتيه ابتسامة جانبية ساخرة ليقول بتهكمما انتي لسة قايلة بنت عمي..
التوت شفتيها بعدم رضا لما قاله لتهمس و هي تقترب منه بطريقة لا تبشر بالخيرطب معلش يا باشا اخر سؤال هي
البت قمر تعرف انك ابن عمها!
جحظت عينان سيف من شدة الڠضب ليهمس بنبرة تشبه فحيح الأفعيكلمة زيادة و هنسي انك كنتي في يوم مرات عمي
صاحت بأصراربس انا عايزة بنتي..
قهقه سيف بقوة حتي ادمعت عيناه ثم قال و هو يغمز بأحد عيناهبنت اية بس يا عفاف مش دي اللي كنتي عايزة ترميها عندنا و تسيبيها زمانمن الأخر قولي عايزة اية
ابتسمت عفاف بسخرية لتقولطول عمرك فاهمني يا باشا
ثم اكملت حديثها بجديةاتنين
همس بذهولاتنين اية!
ردت عليه بخبث و هو تغمز بعيناها اليمنياتنين مليون ياخويا..عشان بس لساني يسكت و مخشش اقول البت الغلبانة اللي جوة دي ابوكي ياختي ميبقاش ابوكي و ابوكي الحقيقي و جدك الله يرحمه رموني و رموكي..
نظر لها بأحتقار ليقول بنبرة مهينةاحنا مرميناش حد..انتي اللي كنتي طماعة و كنتي هترمي بنتك لما عرفتي انه مالوش لزوم تفضل معاكي بعد ما عمي طلقك و كتبتي البت بأسم حد تاني
اشتعلت عيناها پغضب لتقول و هي تستشيط غضباانا معملتش كدة انتوا اللي رميتونا في الشارع اية كنتوا عايزني اعمل اية كان لازم اتجوز امال كنت اروح بالبت فين..
رد سيف عليها بحزن مزيف و تأثر مصطنعاية دة بحد تصدقي انا زعلت عليكي اوي..و بعدين انتي ناسية انتي اتطلقتي لية!
زفرت بحنق لتهتفانت عايز اية دلوقتي!
رد عليها بعدم اكتراثمش انا اللي عايز انتي اللي عايزة و عموما الأتنين مليون هتاخديهم عشان تقفلي بؤك و كدة كدة قمر هتعرف بس مش دلوقتي..
ثم تركها دون اعطاء فرصة لها للرد..
كانت تنظر لتلك الساعة الفاخرة بأنبهار و هي تضعها علي يدها بسعادة و الأبتسامة الواسعة مرتسمة علي وجهها حتي عبس وجهها و هي توبخ نفسها قائلةاية يا نسمة مش هينفع تلبسيها اساسا امك هتقعد تسأل منين و ازاي و غير كدة هي وحشة اساسا..
نظرت لها نسمة بعيون تتراقص بها الدموع فقالت بتساؤل مصطنعهو مين دة يا ماما
شددت عفاف قبضتها علي خصلاتها لتصيح بتهكمايوة ياختي استعبطي استعبطي..
ثم تابعت و هي تهزها بمقتاسمعي انا مش هستني لما حد يقولي كلمتين دة اقټلك و اشرب من دمك أن عملتي حاجة غلط فاهمة