الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية مره واحده في العمر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 3 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


ترك شعرها للعڼان ينساب خلف ظهرها التقطت حقيبتها الشخصية وغادرت المنزل متوجها إلى عملها ودقات قلبها تسبقها تقرع كالطبول متلهفة لرؤية حبيب قلبها فسوف تلتقي به بعد لحظات.. ..
استيقظ نبيل على صوت شقيقه الذي يقف بجانب الفراش يهزه برفق 
نبيل ... أنت يا بني اصحى بقى أنا ورايا سفر وأنت لازم تفوقلي كده عايز اتكلم معاك 

نهض من فراشه بتكاسل ونظر لشقيقه بعينيه الناعستين ثم حك عنقه وهو يتحدث 
أنا صحيت أهو يا عم نديم هاخد شاور فى السريع واحصلك على الفطار ونتكلم زي ما أنت عايز 
تنهد نديم وهو يغادر غرفة شقيقه
ماتتاخرش عشان هتوصلني المطار ونتكلم في الطريق 
استوقفه نبيل بصوته العالي 
أوصل مين أنا عربيتي عايز أوديها التوكيل 
عاد نديم يقف أمامه وهتف يتسأل
توكيل ليه عملت إيه فى العربية 
خبطة كده بسيطة
بلاش توكيل التوكيل هيأخرها أنا أعرف مركز صيانه كويس هسيبلك الكارت بتاعه وهسبلك مفاتيح عربيتي بعد لم توصلني المطار يلا بقى أخلص عشان ما نتاخرش 
حاضر يا برنس وراك على طول 
هز راسه باسى وقال بتحذير 
مش عايز أي الفاظ خارجة جوه الشركة أنت فاهم 
ابتلع ريقه بتوتر 
طبعا فاهم هحاول يعني أمسك لساني ثم كركر ضاحكا
غادر نديم الغرفة وترك نبيل يتوجه إلى المرحاض ليتم تجهيز نفسه لأول يوم عمل داخل مجموعات الصيرفي للاستراد والتصدير ...
ودع نديم جدته بعناق قوي تبعته بوابل من الدعوات له ثم استقل سيارته بجانب شقيقه الذي يجلس خلف محرك الوقود يقود السيارة في طريقه إلى المطار وهو يستمع لنصائح شقيقه من أجل العمل .
وعندما خطى قدمه لصالة المطار ربت على كتف شقيقه 
خلى بالك من نفسك ومن تيته وتاخد بالك من الشركة وتركز أنت فاهم 
أبتسم له وهو يومي براسه 
حاضر يا ريس ماتقلقش هتغيب قد ايه 
تنهد بضيق أن شاء الله أسبوع بالكتير أعاين الماكينات بنفسي وأمضي العقود بس مش هرجع على هنا لازم أسافر دبي اخلص التعاقدات الجديدة بتاعت المصنع كلها عشر ايام واكون عندك خلى بالك من نفسك وخليك على اتصال معايا بخصوص الشغل وأنا مطمن نوعا ما من وجود فيروز فى الشركه ومش عايز عينك تزوغ كده ولا كده جوه الشركة فاهم 
ارسل إليه غمزة مشاكسة 
فاهم طيب تزوغ فى المصنع عادي 
ضحك نديم على جنون شقيقه 
المصنع كله رجاله ومافيش قلق .
يلا أستودعك الله 
ضمھ لصدره بحنان ثم أبتعد عنه وهو يجر الحامل المعدني الذي يحمل حقيبته ويدلف بها لداخل وغادر نبيل المطار واستقل السيارة يقودها إلى مقر الشركة.
كانت تتابع عملها بتوتر تنظر بين الحين والآخر لباب مكتبها تنتظر قدومه بقلب متلهف لرؤيته وفجأة استنشقت رائحة عطره المميزة فهي تعرفها حق المعرفة أستقامت واقفة عن مكتبها والإبتسامة تعلو ثغرها تترقب وجوده .
ازيك ياقمر 
أبتلعت ريقها بتوتر ونظرت له باضطراب وهى تتحدث بصوت هامس 
الشركة كلها نورت بوجود حضرتك يا فندم 
أرسل إليها غمزته الماكرة وهتف قائلا 
الشركة منورة بوجودك فيها يا عسل وبلاش حضرتك دي أنا نبيل وبس 
ثم أبتعد عنها ليدلف لداخل المكتب وقبل أن يغلقه نظر إليها بابتسامته الخلابه 
مش هتحصليني على المكتب ولا إيه عشان نبدء شغل من أول دقيقة 
هزت رأسها بالايجاب 
حاضر تحب أطلب لحضرتك حاجه تشربها 
ممكن قهوة مظبوط عشان نركز 
أغلق الباب خلفه وسار بخطوات واثقة جلس خلف المكتب وهو يتطلع لكل شيء حوله ببرود إلى أن دق الباب ودلفت فيروز بهدوء وضعت فنجان القهوة امامه أعلى المكتب 
قهوتك المظبوط مستر نبيل 
ضحك بخفة وهو يحمل الفنجان ويرتشف منه القليل ثم نظر إليها قائلا
مصره يعني لحضرتك لمستر نبيل تمام يا قمر يبقي مستر نبيل حلو أوى وتسلم ايدك على القهوة
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت 
بس أنا ماعملتهاش أنا قدمتها بس 
وهو التقديم سهل بردو 
اتفضلي اقعدى واقفة ليه مش هتعرفيني نبدء الشغل منين أنا من ايدك دي لايدك دي أنا لم افقه شيء عن الشركة ولا حتى المصنع 
حاضر بس استأذن حضرتك هجيب الملف اللى هنبدء بيه 
غادرت مكتبه لكي تحضر بعض الأوراق الخاصة بالعمل .
زفر بضيق وهو يضيق مابين حاجبيه 
هو إحنا هنبتديها جد ولا ايه 
ثم زفر بضيق وأكمل حديثه 
لا أنا ماليش خلق على جو المكاتب ولا قعدة الشركات دي أوووف 
عادت ثانيا وهى تحمل بعض الأوراق لتجحظ عين نبيل پصدمة لكنه أبتسم رغما عنه وهو يشير إلى ما تحمله قائلا
كل دي ملفات هنبدء بيها 
لا في حاجات محتاجة لتوقيع حضرتك 
تنهد بارتياح 
أه ماشي نوقع الأول 
وقفت جانبه وهى تشير إليه مكان التوقيع ليوقع هو دون أن ينظر داخل الأوراق التي أمامه وعندما أنتهى من توقيعه 
كانت تهم بالأبتعاد ليستوقفها نبيل وهو يلتقط كفها 
مش مفروض تقعدي جنبي عشان تكوني قريبة مني احم أقصد يعني عشان أفهم المفروض أعمله إيه 
سحبت يدها بهدوء وداخلها ترتجف من هذا القرب كانت تشعر بانه هو أيضا يبادلها نفس المشاعر كانت الفرحة تغمرها بهذا القرب ولم تخلو جلستهم من بعض كلمات الغزل التي جعلتها كالفراشة تحلق فى السماء ..
بقولك إيه يا روز أنا ورايا ميتنج مهم لازم أمشي دلوقتي وأنتي تقعدي هنا تكملي الشغل أنا واثق فيكي وأب قرار تاخديه موافق عليه أعملي زي مانديم كان مفروض يعمل تمام 
نظرت له بتردد وقالت 
أنا بس أزاي 
أمسك بذراعيها لتنهض من مقعدها وسار بها إلى حيث مقعده خلف المكتب اجلسها مكانه ونظر لها بابتسامته اللعوب 
طيب والله لايق عليكي المكان أنا عمري ماديت ثقتي لحد معقول هتخذليني يا روز لا أنا كده مش هقدر اتحمل
ابتسمت بخجل وهى تهز رأسها بالموافقة 
لا أنا عمري مااقدر اخذلك أطمن على الشغل 
تحدث بحماس وهو يلتقط متعلقاته الشخصيو من أعلى المكتب 
حبيبي والله مافي أجمل ولا أجدع منك يا قمر أنت 
ضحكت بسعادة وهى تنظر لطيفه الذي يختفي من أمامها وعادت بظهرها للخلف وهى تحدث نفسها بفرحة 
حبيبي يعني بجد بيحبني زي ما بحبه كمان واثق فيكي ومسلمني الشغل أنا مش مصدقه نفسي يعنى حبي ليه بجد أنا بحبه وهو بيحبني .
تنهدت بأمل وهى تتطلع للأوراق التي أمامها وتعمل عليهم بحماس ولم تشعر بالوقت ..
أما عن نبيل بعدما غادر

مبني الشركة وأستقل السيارة متوجها إلى النادي لكي يحاول أن يجد الفتاة التي التقى بها بالأمس فقد دون رقم سيارتها بذاكرته وأراد أن يبحث عنها من خلال سيارتها .
صفا سيارته أمام النادي بالمكان المخصص وبحث بعينه من بين السيارات المصفوفه أمامه عن وجود سيارتها ليجدها بالفعل شعر بالسعادة وهو يدلف لداخل النادي يبحث عنها بعينيه فى كل مكان ..
أما عن نديم فقد كان يسترخي داخل غرفته بالفندق الذي مكث به بعدما أجرا إتصالا هاتفيا يطمئن جدته على وصوله لأرض البرازيل .
ثم هاتف الشركة المتعاقد معها من أجل شراء بعض الماكينات التي يحتاج إليها بمصنعه واخبرهم بالموعد المحدد بينهما صباح الغد ثم أغلق هاتفه فهو بحاجة إلى الاسترخاء ولا يريد لأحد أن يزعجه 
...وبعد لحظات كان فى ثبات عميق ....
وقعت عيناه أخيرا عليها بملعب الجولف وكانت تهم بالمغادرة ليقف أمامها كالحاجز ليمنعها المغادرة 
هاي رهوم 
نظرت له ببلاها 
حضرتك 
معقول نسيتي إسمي ولا إيه 
لا بس مستغربة 
طيب مش هينفع نتكلم كده على الواقف ممكن نقعد 
لوت ثغرها بضجر وقالت 
أه نقعد ونتعرف وكلام فاضي بقى بص حضرتك أنا مش من النوع ده أنا فعلا خبطت عربيتك واعتذرت ولو محتاج تمن التصليح مافيش مانع اكتر من كده يبقى سوري ومن فضلك وسع بقى من قدامي خليني امشي 
فتح عيناه باتساع مصډوم من حديثها اللازع بالنسبه إليه فهو لم يعتاد على تلك المعاملة وبالأخص من الچنس الآخر فجميعهن يتمنون بان ينظر اليهن نظرة واحدة ولكن حقا هذه الفتاة مختلفة تماما عن الجميع وهذا ما جعله يتمسك بها اكثر فاق من شروده على ابتعادها 
فقد كانت غاضبه وتسير بخطوات اشبه بالركض لحق بها على الفور وهو يعتذر عن فهمها الخاطئ لحديثه 
رهام استني بس أنا مش قاصد أي شيء من كل اللي أنتي فهمتيه من فضلك أسمعيني بس 
وقفت أمام السيارة تنظر له بضيق 
اتفضل عاوز تقول ايه 
أولا أنا آسف بس ماكنش قصدي حاجة وحشة خالص بس بجد كنت هنا وشوفتك صدفة أنا متواجد دايما في النادي وبقضي وقتي كله هنا تقريبا ومن الطبيعي نتقابل تاني بعتذر كمان مرة بس ممكن رجاء 
اتفضل 
نبيل بكدب 
أنا عربيتي فى التوكيل محتاج بس توصليني 
وحضرتك جيت النادي ازاي 
ابتلع ريقه بتوتر 
مع أصحابي بس كل واحد خلع مع المزة بتاعته 
نظرت له پصدمه نعم 
قصدي يعني مشي مع صحبته هو أنتي مالكيش أصحاب ولا إيه 
اجابت بضجر لأ
ولا مصاحبه 
لأ
ولا بتحبي 
بردو لأ
طب ما تحبيني 
تنهدت بضيق أنت عايز ايه بالظبط 
ابتسم برقه وارسل إليها غمزة وقال بغرور
نتجوز
ضحكت بسخرية 
أنت أكيد مش طبيعي 
عشان عايز اتجوزك أبقى مش طبيعي أنتي انسانه غريبة والله
قالت وهي تشير إلى نفسها بذهول 
ده أنا اللي غريبة بردو 
أجابها مؤكدا 
ايوه طبعا 
طيب بعد أذنك لازم امشي 
اسند جسده أمام سيارتها 
مش هتمشي من هنا غير لم توافقي 
جحظت عيناها پصدمةاوافق على إيه أنت أكيد مچنون
_ شكلنا كده هنتجوز 
ضړبت كفا على الاخر 
هو أنت شارب حاجة واعي للي أنت بتقوله ده 
واعي جدا وبكره افكرك مش هتجوزي حد غيري
يابني هو أنا أعرفك أصلا 
نتعرف ايه اللى يمنع وبعدين نتجوز بردو 
لا أنا لازم أمشي من هنا 
استقلت سيارتها ولكن منعها من القياده وهو يقف بجسده أمامها 
لو عايزه تمشي يبقى دوسي على قلبي الأول قبل ما تتحركي بعربيتك 
تأفأفت بضجر ونظرت له من خلف النافذة والمطلوب 
توصليني بعربيتك وبعدين نتفاهم امبارح أنا قبلت اعتذارك وماهنش عليه أشوف دموعك تكون دي جزاني انهاردة تدوسيني تحت عجل عربيتك يا ظالمة يا جاحدة يا كاسرة القلب 
لن تستطيع منع ضحكتها لتضحك برقه على هذا المچنون وتتذكر كلمات شقيقتها وشعرت بفرحة داخليو فهي اعجبت بالشخص الذي أعجب هو بها أيضا يبدو بانه صادق وسوف تسمح لقلبها بخوض تلك التجربة لأول مرة وتعلم بأن قلبها لن ولم يخذلها ..
استقل السيارة جانبها لتقله إلى منزله وأثناء ذلك لم يكف عن الحديث فظل يثرثر لها عن حياته منما جعلها تتحدث هي الأخرى وتخبره عن شخصها وعائلتها وبدء التعارف بينهم ...
مرت الأيام سريعا وتطورت علاقتهم معا منما جعل نبيل يقطع كل علاقته السابقة بالفتيات وايقن بأنه حصل على الحب الحقيقي مع هذه الفتاة المتميزة عن الآخريات ولم يغفل عن أن يحدثها بأمر الإرتباط فهو الآن متأكد من مشاعره ويريد أن يتزوجها وطلب منها أخبار عائلتها ...
عاد نديم من سفره ولم يحظى
 

انت في الصفحة 3 من 52 صفحات