الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 54 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

وانصرف بعدها تاركا إياها في حالة تخبط وحيرة.
تساءلت مع نفسها بعدم فهم وهي مسرعة في خطواتها
ايه اللي ودا بنت أخويا عندهم سترك يا رب
ارتطمت دون وعي بإبنتها التي تعجبت من حالة الصدمة البادية عليها وسألتها بفضول
خير
يا ماما في حاجة
دفعتها من كتفها لتمرق لداخل غرفتها قائلة بإرتياب
رايحة أشوف المصېبة اللي حلت علينا
زاد فضول نيرمين لمعرفة التفاصيل عقب تلك العبارة الغامضة وتبعت والدتها مرددة بتساؤل
مصېبة ايه دي
فتحت ضلفة الخزانة لتجذب أقرب عباءة طالتها يدها وأجابتها بحدة
معرفش محدش يكلمني السعادي!!
تقوس فم نيرمين بضجر بسبب رد والدتها الفظ وهتفت قائلة
الله! مش أفهم طيب في ايه
دفعتها أمها مجددا من كتفها قائلة بتبرم
وسعي يا نيرمين!
ظلت أنظار ابنتها معلقة بها والفضول يأكلها لتفهم طبيعة الأمر.
التفتت عواطف برأسها نحوها لتأمرها بجدية وهي تشير بسبابتها
خدي بالك من أختك لحد ما أرجع تاني! سامعة
لحقت بها نيرمين متسائلة بإستغراب
طب أفهم انتي لابسة كده ليه ورايحة فين بالظبط
لوحت لها بذراعها وهي تقول
بعدين.. بعدين!
هرولت عواطف في اتجاه الباب وصفقته خلفها بقوة بينما توقفت نيرمين في الصالة مرددة بسخط
جرالها ايه!!!
......................................
أبلغ الطبيب الحاج طه بالحالة النفسية السيئة لأسيف ونصحه بضرورة المتابعة مع طبيب متخصص خلال الأيام التالية ريثما يكتمل شفاؤها على خير.
شكره الأخير وأعطاه أجره قائلا باقتضاب
ربنا يسهل
ثم الټفت لإبنه منذر وتابع بصوت آمر
وصله يا ابني
رد عليه منذر بعبوس
حاضر!
تأكدت جليلة من انصراف الطبيب لتخرج إلى زوجها من غرفتها متسائلة بنبرة مهتمة
قال ايه الضاكتور
أجابها بتجهم
البت حالتها ماتسرش!
ردت عليه قائلة بإشفاق
ماهو باين عليها!
ثم أخفضت نبرتها لتتساءل بجدية أكبر
وهنعمل ايه معاها مايصحش تفضل هنا والبيت في عزاب و....
قاطعها طه قائلا بتجهم وقد قست تعابير وجهه
عارف يا جليلة من غير ماتقولي وأديني بأتصرف بالأصول
أشارت بحاجبيها قائلة بإرتياح
وماله يا حاج الأصول ما تزعلش حد!
لاحقا
بكت متأثرة لعجزها عن فعل أي شيء لها وهتفت قائلة بصوت مخټنق
كتر خيرك يا سي منذر
ثم جابت بأنظارها وجوههم متابعة
والله أنا ما عارفة من غيركم كان ممكن يحصلها ايه
رد عليها طه بجدية وهو يرمقها بنظرات صارمة
مش وقت شكرانية والكلام ده احنا عندنا مشكلة مع قريبها وواضح كده إن مخه جزمة!
أضافت عواطف قائلة بنبرة بائسة
أنا معرفوش الصراحة!
رد عليها منذر بتهكم
هي معرفة ماتسرش!
أسندت جليلة صينية المشروبات الباردة مرحبة بالضيفة وهي تقول بود
مدي ايدك يا عواطف وبلي ريقك
ردت عليها وهي تنتحب بصوت متحشرج
هو الواحد ليه نفس لحاجة بعد اللي سمعته!
ربتت جليلة على كتفها مواسية إياها
معلش ياختي ربنا يصبرك ويعينك إنتي بردك عمتها وفي مقام أمها وبنتك في الحفظ والصون عندنا!
هزت رأسها لتضيف مجاملة
اكيد ما هو ده بيتها!
لم تعلق جليلة بالمزيد واكتفت بما قالته.
تساءل منذر بصوت قاتم وقد ضاقت نظراته
المهم هانعمل ايه في ډفنة أمها
نظرت إليه بحيرة مرددة
أمها
علل دياب قائلا بهدوء
بإعتبارك المسئولة دلوقتي عنها!
صمتت لتفكر فيما
صرح به الاثنين من حقائق غير قابلة للشك.
هي بالفعل عمتها الوحيدة وتعد بدرجة كبيرة من لها الحق في التصرف في الأمور العالقة وتقرير مصير ابنة أخيها الغير واعية.
تبادل الجميع نظرات حائرة فسكوت عواطف لا يبشر بخير على الإطلاق.
وفجأة هتفت عواطف بنزق وهي تجفف عبراتها بكف يدها
هتدفن هنا في التربة بتاعتنا!
ضيق طه عينيه ليردد بإندهاش
تربتكم!
هزت رأسها بالإيجاب مؤكدة
ايوه و إكرام المېت دفنه!
ضغط طه على شفتيه قائلا بحذر
صح ده المفروض يتم! بس....
قاطعته قائلة بحزن
أنا فاهمة اللي انت عاوز تقوله يا حاج طه بس محدش ليه ملك في روحه كله عند اللي خلقه دلوقتي!
استصعب الجميع مسألة ډفن حنان في المقاپر التابعة لعائلة عواطف وخاصة أنها تتحدث بالتحديد عن مقپرة والدتها عزيزة تلك التي كانت بينها وبين زوجها خورشيد وابنه رياض عداوات ثأرية
استشعرت عواطف حرجهم من اقتراحها لكنه الأمن بل الأسلم حاليا لتضمن سلامة أسيف في الوقت الراهن.
هتفت هي قائلة بإصرار
ده اللي هايمشي وأنا مسئولة عن كده
رد عليها منذر بحسم
طالما انتي شايفة كده فاعتبريه حصل!
أضاف طه مدعما إياها
ماشي يا عواطف انتي عمتها وليكي كلمتك بردك!
تدخل دياب في الحوار قائلا بعزم
وأنا هاتفق مع الفراشة وهخليهم ينصبوا الصوان عند بيتك!
تشكل على ثغرها ابتسامة باهتة بعد موقفهم الرجولي معها وشكرتهم ممتنة
ربنا يباركلكم يا رب ويجازيكم خير وما يوريكم حاجة وحشة أبدا
ردت عليها جليلة مجاملة
هو احنا عملنا حاجة يا حبيبتي ده كلنا أخوات ولازما نقف جمب بعض!
ردت عليها عواطف پبكاء خفيف
الناس الجدعة مش بتبان غير وقت الشدة وأنتو ولاد أصول والجدعنة والشهامة في دمكم
وافقتها جليلة في رأيها وهي تنظر إلى زوجها وابنيها بتفاخر
اه والله تسلمي يا عواطف!
ترددت عواطف للحظة في طرح سؤالها ثم استعادت ثباتها الزائف لتقول بارتباك ملحوظ
هو.. هو أنا ممكن أشوف بنت أخويا
ردت عليها جليلة بتلهف
اه طبعا هو انتي محتاجة تستأذني!
أضاف طه قائلا بترحاب
اتفضلي يا عواطف ده بيتك
ابتلعت ريقها وهي تقول
متشكرة بس...... عاوزة أخدها معايا البيت
وافقها طه في رأيها قائلا بجدية وهو يوميء بعينيه
حقك انتي عمتها والصح تفضل في بيتك انتي
لم يعقب أي أحد على كلمته الأخيرة فقد كان صائبا في رأيه من وجهة نظرهم والأفضل أن يتم الالتزام بماهو معروف ومتبع.
.....................................
توقفت حافلتي أجرة من الحجم المتوسط أمام القهوة الشعبية ليترجل منها عدد من الرجال ذوي الأعمار السنية المختلفة لكن أغلبهم من كبار السن.
ابتسم الحاج طه لنفسه بتفاخر ثم أخفى بسمته ليحل بديلا عنها التجهم وصاح مهللا
حمدلله على السلامة!
دنا منه أحدهم ليرد بنبرة شديدة الجدية
الله يسلمك يا حاج فتحي!
صافحه الأخير بود كبير استطرد الحاج اسماعيل حديثه قائلا بصرامة وهو يرمقه بنظرات لا تبشر بخير
قولنا فين مكانها يا حاج فتحي!
رد عليه الأخير بعبوس
أنا معايا العنوان جبته من استعلامات المشتشفا
ضيق الحاج اسماعيل من نظراته لتصبح أكثر شراسة وهتف قائلا بإصرار مخيف
كويس واحنا مش ماشيين إلا وبنت رياض معانا!!!!!
الفصل الثاني والعشرون الجزء الأول
تحركت حافلتي الأجرة في إتجاه العنوان المنشود لبدء المواجهة الحامية مع من تجرأ على أحد كبار قريتهم الحاج فتحي.
بالطبع لم يكن ليتركوا ثأره والذي اعتبروه أمرا يخصهم هم كذلك دون الأخذ به واسترداد ما سلب منه بالإجبار والقوة.
شعر الحاج فتحي بالإنتشاء لوجود عزوته حوله وحدث نفسه مهددا وهو يكور قبضة يده پعنف
هادفنك مطرح ما انت واقف!
مدت يدها لتمسك بكفها المسنود إلى جانب جسدها النائم واحتضنته براحتيها ثم ربتت عليه برفق كبير.
أدمعت عيناها متأثرة وأخذت نفسا عميقا لتسيطر على نوبة بكائها المھددة بالبدء في أي لحظة.
نهج صدرها علوا وهبوطا ورمقتها بنظرات مطولة أسفة مشفقة على حالها. مالت نحوها لتمسح على وجهها بنعومة هامسة لها بإعتذار
سامحيني يا بنتي حقك تشيليني الذنب بس والله ما كنت أعرف!
بقيت معها جليلة لبعض الوقت ثم انسحبت بهدوء لتترك لعواطف مساحة من الحرية لتتحدث مع ابنة أخيها دون شعور بالحرج.
تساءل طه باهتمام وهو يراها تغلق الباب
ايه الأخبار يا جليلة
دنت منه لتجيبه بصوت خفيض
أنا سبتهم مع بعض بس شكل عواطف مش هاتسيب البت تمشي وشها بيقول كده
أضاف باقتضاب
يا مسهل!
سألته جليلة بصوت خاڤت وهي توميء بعينيها
تحب أخش عندهم و....
قاطعها قائلا بجدية
لالالا.. خليهم على راحتهم وروحي انتي شوفي أروى ويحيى!
هزت رأسها بالإيجاب مرددة
حاضر يا حاج!
ثم أولته ظهرها ولكنها استدارت برأسها سريعا لتسأله باهتمام
تحب
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 77 صفحات