رواية فرصة حياة (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نوني الهواري
في البيت
رامي..خلاص اللي تشوفه سلام دلوقتي وهتصل بيك تاني عشان اقولك على السعر
آدم.. ماشي هستنى اتصالك عشان نتفق على موعد مع السلامة
رامي..مع السلامة
يغلق آدم الهاتف و يسرح في أيام الثانوية عندما كان يذهب إلى بيت أحمد من أجل الدروس وكيف كانت عيناه تبحث عنها في كل مكان ولكن لا يراها فهي دائما لا تظهر وليست مثل البنات في هذا السن تهتم بنظرة الشباب لها
أدهم.. ايه يا عم من ساعة ما خلصت التليفون وانت تايه
آدم.. ابدا دا رامي عايزني اشتري بيت ابو أحمد
أدهم.. ايوة ياعم هتشتري بيت حبيبة القلب
ف أدهم الوحيد الذي يعلم بالقصة
آدم.. حبيبة القلب ايه انت كمان
أدهم.. ما تستغل الفرصة وتتقدم لها
آدم.. انت عبيط يابني انا رايح اشتري البيت يعني اكيد هتكون مش طايقة تبص فى وشي
آدم.. قمر في عينك عيل بجح
أدهم.. ايه دا انت بتغير يا ابوالهول
آدم..يا دي النيلة عليك وعلى سنينك ابوالهول دي اخرتها
أدهم.. انت البنات بتترمى تحت رجليك وانت ولا انت هنا وبنحب واحدة من وهي طفلة وعمرك ما حولت تتقرب منها وتقولها تبقى ايه ابوالهول
آدم.. البنات اللي انت بتقول عليهم دول همهم الفلوس وبس وليلى ما حولتش اتقرب منها لأني عارف ان اهلها مش هيرضو يجوزوها لواحد زي
آدم.. لأ مش ناسي انا ابن مين بس انت اللي ناسي ابوك وامك عملوا ايه
أدهم.. ابوك وامك معملوش حاجة غلط ولا حرام دول اتجوزوا على سنة الله ورسوله
آدم.. أما هما معملوش حاجة غلط ليه مكلمتش فاطمة زميلتك اللي انت بتحبها
أدهم بأسى..عشان عرفت هي بنت مين وخۏفت عليها
أدهم.. عارف يا آدم ساعات بحس انهم مغلطوش وساعات بحس انهم غلطو غلط كبير اوي
انت لو كنت مكان بابا يا آدم كنت هتعمل ايه
آدم.. مش عارف بس لما يكون ابوك أسعد العدوي من أكبر عائلات بلده وابوه كبير العيلة وامك فاطمة القناوي بنت كبير عيلة القناوي كان لازم يفكروا كويس في أي خطوة هيعملوها
آدم.. اختاروا نفسهم وبعدو عن أهلهم
أدهم.. حرام عليك يا آدم انت فاكر لما بابا قال انه راح لجدك وقاله انه بيحب فاطمة القناوي وعايز يتجوزها فاكر جدك قاله ايه
آدم.. فاكر انه قال له أنها مخطوبة لأبن عمها وهو خاطب بنت عمه وكل عيلة عندها عاداتها وتقاليدها وكان عليهم احترام دا
آدم.. ايوة بابا غلط لما طلب منها أنها تقابله وانهم اتفقوا على الهرب
انهار آدم كأنه طفل صغير ضاع من امه في مكان مزدحم واكمل باڼهيار ايوة غلطوا لما هربوا وعاشوا حياتهم برا مصر غلطوا لما رجعوا وهما خايفين ان حد يتعرف عليهم ويقتلهم أو يقتلنا وغلطوا لما سابوا وراهم حرب بين عيلتين كانوا أصحاب وأخوات جدك كان صاحب جدها وعمك كان صاحب أخوها غلطو لما احنا عايشين زي أيتام الملجأ مقطوعين من شجرة لا عم ولا خال غلطو لما كان حد ليسأل ابوك انت من عيلة العدوي اللي في الصعيد يتنكر لأهله ويقول لأ غلطو لما حبيت زميلتك اللي كانت جاية من الصعيد عشان تدرس في الجامعة هنا وخفت انك تكلمها عشان
لاقيت اسمها نفس اسم امك وانها من عيلة القناوي وخۏفت تكون بنت الراجل اللي امك
رفضته واهانت رجولته وخۏفت ېقتلها ويقتلك من غير ذنب كل دا وتقولي اللي عملوه مش غلط
أدهم ساكت ينظر لأخيه بحزن واكتفى بأحتضان أخيه ومواساته ولكن لا يعرف هل يواسي أخيه أم يواسي نفسه
في نفس الوقت رن هاتف آدم وكان المتصل رامي مسح آدم عيونه وشرب قليل من الماء الذي كان أمامه
آدم..السلام عليكم ايوة يا رامي
رامي..وعليكم السلام مال صوتك ما كنت بكلمك من شوية وكان صوتك كويس
آدم.. ابدا كنت نايم
رامي..اه بص يا سيدي انا كلمت السمسار وقال إن البيت يساوي .....ولو انت شايف ان المبلغ كبير انا ممكن اكلم أحمد ينزل في سعره
آدم.. لأ تنزل ولا حاجة اتفق معهم على يوم لتوقيع العقد
رامي ..انا فعلا كلمت احمد وقال الخميس لو يناسبك
آدم.. بالسرعة دي
رامي..انت عارف انه مستعجل اوي عشان اخته لكن لو عايز تأخر الموعد مفيش مشكلة
آدم.. مش مهم الخميس الخميس الساعة كام
رامي..الساعة ٥ العقود كلها هتكون جاهزة
آدم.. ياريت كلهم يكونوا موجودين عشان نخلص مرة واحدة
رامي..ايوة طبعا يابني ما انا عارف ان آدم باشا وقته من دهب
آدم.. ماشي يا فالح روح شوف وراك ايه يالا سلام
رامي..مع السلامة
آدم.. مع السلامة
أغلق آدم الهاتف وبداخله إحساس غريب مزيج بين السعادة والألم
السعادة لأنه سوف يرأها
والألم لأنه لايستطيع التقدم بأي خطوة
فاق من شروده على صوت أدهم
أدهم.. ايوة ياعم هتشوف حبيبة قلبك بعد بكرة
آدم.. والبني اتلهي انا اصلا مش هقدر اخد أي خطوة وكمان دلوقتي انا هبقى المشتري الشرير الجشع اللي اشترى بيت أبوها
مش عارف الموضوع دا هيخلص على ايه المهم هتكون معايا
أدهم.. ليه بقى انا مالي
آدم.. عشان انتي شريكي في كل حاجة ولازم نمضي العقد مع بعض
أدهم.. دا بالذات لأ دا يخصك لوحدك وأنا مسامح فيه
نظر لأخيه وهو لا يعرف اللي هيعملوه دا صح ولا غلط
هيقربوا منها ولا هيبعدهم اكثر........
الفصل الثامن
مر يومان دون جديد
يوم الخميس في بيت أحمد يتجمع كلا من أحمد ومنى ومحمد وهالة وليلى ورامي والمحامي ينتظرون آدم يجلسون صامتون قطع الصمت وشوشة هالة وليلى
هالة ..مين المز دا يا ليلى
ليلى..مز مين قصدك محمد اخويا اه فعلا مز
نكزتها هالة في يدها وقالت ..بلاش استعباط
ليلى..دا ياستي صاحب أحمد رامي وبيشتغل معاه في الشركة
هالة..طب ايه
ليلى..ايه هو ايه مالك مش على بعضك ليه هنادي على محمد ههههههه
هالة..ههههههه خفة
ليلى..انتي مالك وماله
هالة..انا ايه انتي كمان انا بتكلم عليكي انتي
ليلى..عليا انا يعني ايه
هالة..يعني ايه رأيك فيه
ليلى..هو انسان محترم جدا حتى لما كان بيجي يذاكر مع أبيه أحمد عمره ما رفع عينه في البيت
هالة..الله الله دا انتي متابعة بقى من زمان
ليلى..لأ متابعة ولا حاجة دا كلام ماما الله يرحمها انا عمري ما التقيت معه ديما بذاكر في اوضتي أو في الجنينة وهو وأبيه أحمد دايما في أوضة أبيه ومحمد حتى الدروس الخصوصية ماما كانت بتخليهم يخدوها في الاوضة هما ومعهم واحد تاني كنت بشوفهم من بعيد ولما ينزل يفضل يكح عشان ينبهنا انهم نازلين بس يا ستي
هالة..بس عارفة يا لولو دا عريس لقطة
ليلى.. اسكتي بلاش هبل كلهم مركزين معنا
هالة..بس قوليلي صحيح يا لولو انتي عمرك ما حبيتي
ليلى..هقولك وتصدقيني
هالة..اه هصدقك طبعا
ليلى..عمري ما فكرت في أي واحد ولا أي شاب شدني غير واحد بس كان كل يوم يمشي ورايا من غير ولا كلمة لحد اما اوصل المدرسة وأدخل يمشي وانا في الاعدادي والثانوي
هالة..يا سلام يختي كل دا من غير ولا كلمة
ليلى..مش بس لحد الثانوي دا لحد الجامعة آخر مرة كان آخر يوم في امتحانات سنة رابعة وبعدها اختفى
هالة..يا ندلة كل دا ولا تحكي لهالة حبيبتك
ليلى..هحكي ايه بس واحد مش عارفة حتى اسمه ولا اعرف عنه حاجة
هالة..بس غريبة في واحد ممكن يحب واحدة لدرجة انه خاېف يكلمها طب ليه مجاش اتقدم
ليلى..انتي هبلة اذا كان مش عارفة اسمه هعرف هو ليه متقدمش
هالة..مش قصدي انا بس بفكر بصوت عالي
لم ترد ليلى لان قاطعهم دخول آدم بهيبته وحلته الكلاسيكية السوداء ولحيته ونظارته السوداء
آدم.. السلام عليكم
قام أحمد وسلم على آدم ورحب به وبالتالي محمد ورامي والمحامي
أما بالنسبة للسيدات اكتفى بالابتسامة وكلمة اهلا بيكم
السيدات..اهلا بحضرتك
جلس آدم بين محمد واحمد وامامه رامي والمحامي بينهم طاولة عليها الأوراق والعقود
تجلس كل من هالة وليلى ومنى على كنبة بعيدة عنهم قليلا
قرأ المحامي بنود العقد هز آدم رأسه إيجابا وكذلك محمد واحمد مضي كلا منهم على العقد ومضي رامي والمحامي شهود نادى أحمد على ليلى حتى تمضي على العقد ولكن لم يجدها في مكانها
أحمد.. امال ليلى فين
هالة..في المطبخ بتجيب حاجة تشربوها
هز رأسه إيجابا واتجه ناحية آدم
أحمد.. معلش شوية بس اصل ليلى طالعة لماما لازم الضيف يشرب حاجة الأول مهما كان سبب الزيارة انا عارف اننا عطلناك على شغلك
آدم.. لأ ابدا مفيش مشكلة
اقتربت ليلى تحمل صنيةالمشروبات وقدمت ل آدم الأول قالت
ليلى..اتفضل حضرتك دا عصير انا عملته في البيت و قهوة سادة وزيادة ومظبوط وشاي ونسكافيه
ابتسم آدم ابتسامة عذبة لم تفهمها ليلى ولكن شعرت بشئ غريب داخلها
أحمد..مش قولتلك أنها طالعة لماما تعمل كل المشروبات الضيف يختار
آدم.. متشكر لتعبك انا هاخد عصير
ليلى..بالهنا والشفا
مدت ليلى الصينية ل رامي وهنا تظهر ليلى بين رامي و آدم من وجهة نظر هالة
قالت هالة لنفسها يابت المحظوظة بين مزين أي واحد فيهم عنب
ثم مدت ليلى للمحامي وبعده أحمد ومحمد وراحت عند هالة ومنى
أحمد.. ليلى سيبي اللي في ايدك وتعالي
ليلى..حاضر يا أبيه
تقدمت ليلى نحوهم ومضت كأنها تمضي على شهادة ۏفاتها بكل حزن واسى وخرجت مسرعة من المكان متجهة الى الحديقة
استغرب آدم ورق قلبه لها ولحزنها فشكلها تغير عن آخر مرة شافها فيها آخر يوم امتحان سنة رابعة وعلم أنها تعمل في مكتب مع بعض زملائها وسأل عنهم وعرف انهم أشخاص محترمين واهلهم مثلهم فبعد عنها تماما هي الآن وجهها اصفر وفقدت الكثير من وزنها لم تكن ممتلئة شعر بالأسى لحالها واعتقد انها تراه المشتري الجشع
نظر آدم لأحمد
آدم.. في حاجة ولا ايه
أحمد.. لأ ابدا هي كدا من يوم الحاډث ديما حزينة ومش عارفين نخرجها من الحالة دي عشان كدا قلنا يمكن بيع البيت وتغير المكان تتحسن
هز آدم رأسه..ان شاء الله استاذن انا
أحمد.. تحب تستلم امتى
وقف آدم.. وقت لما تكونوا جاهزين بلغوني أو أدي المفتاح ل رامي ويبقى يجيبه ليا
رامي..مفيش مشكلة انا هأخده من أحمد واجيبه ليك
آدم.. تمام عن اذنكم
رحل آدم وترك قلبه عندها ركب سيارته وصورتها بين عينيه غادر رامي والمحامي
قامت هالة من مكانها وذهبت إلى حيث تجلس ليلى
هالة..ليلى انتي كويسة
ليلى بدموع ..كويسة بس البيت صعبان عليا اوي
هالة تحاول إخراجها من حالتها
هالة بس ايه دا يابت انتي دا انتي كنتي بين مزين ايه عنب ليلى تضحك من بين البكاء ..انتي في ايه ولا ايه ارحميني شوية
هالة..بس عارفة يابت يا لولو آدم دا شبه نجوم السينما بذمتك مش شبه سلمان خان ولا نظارته ايه الشخصية دي بس كان نفسي اشوف لون عينه
ليلى...انتي
مش هتسكتي الا لما محمد يسمعك ويدبحك
هالة ..طيب يختي سكت انا
غلطانة اني بوعيكي
ليلى..لأ يختي وعي نفسك
هالة ..بس شكلك في حاجة
ليلى..مفيش