رواية احبه قلبي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نهال مصطفى
كتير .
اقټحمت فتاة طويلة وذات جسد ممشوق مجلسهم وهي تتمايل في خطاها بثقة عارمة وتقول بلهفة
واو ! فستانك يجنن يا لولي .. دا آكيد ذوق خالتو !
أجابتها عبلة مؤيدة
وهي بنت خالتك تفهم في حاجة غير الميكانيكة والعفريتة بتاعتها!
شكرتها عالية على سخريتها
مرسي يا مامي على مدحك ليا أنا والعفريتة !
عبلة باهتمام
فستانك وصل يا حبيبتي !
وصل يا خالتو وأنا أصلا جاية عشان أشكرك .
ربتت عبلة علي كتفها بحب
أنت غلاوتك عندي زي عالية وأكتر .. هي جيهان فين !
هزت هدير كتفيها بجهل
مامي مش موجودة في أوضتها .. مش عارفة راحت فين الصبح كدا !
تدخلت عالية في حوارهم لتخلق أي محتوى وقالت باستنكار
بس غريبة ! صاحية بدري يعني يا ديرو مش عادتك !
ترنحت في نبرة صوتها بدلال مفتعل
آه معلش استنيه لما يرجع بقا دا لو رجع !
في لحظة ما تبدلت نظرات المكر بين هدير وعالية إلى صوت صخب أحتل أرجاء المكان ركضت عالية نحو النافذة فوجدت رجال عاصي انتشروا بالمكان وتابعها صوته الاشبه بالرعد وهو ينادي بحنجرته الرخيمة على الخادمة
سيدة !
كل دا مش شغلي ومتحاوليش تثبتي حاجة أنا مش عايز أسمعها عاصي دويدار مش بيسيب حقه !
أوامرك يا عاصي بيه !
أشار إليها بطرف عينه
تأخدي الدكتورة شمس لأوضة تميم بيه من هنا ورايح هي المسئولة عن علاجه ورعايته .
رمقتها سيدة بنظرة شفقة وسرعان ما قطعها صوت عبلة وهي تجهر بتمرد
عاصي بيه غير جدوله وبقى يجيب ستات في الصبح كمان ! أيه الليل قصر معاك !
تجاهل عاصي اتهام عبلة ووقاحتها في الحديث وقال
أعلنت عليه عبلة التحدي وهتفت
استنى يا سيدة لما نفهم .
ثم دلفت أخر درجتين من السلم وقالت
أيه الموضوع يا عاصي بيه !
تجاهل سؤالها تماما متحاشيا النظر إليها وجهر مناديا
يسري ! جهز عربية السفر .
وقفت أمامه عبلة لتتفهم الأمر وسألته
أنت مسافر فين ! وحفلة يوم الخميس !
ثم أخفضت من صوتها كي تجري المراكب الراسية بينهم
تأفف عاصي پاختناق
أنا عايز أعرف سبب إصرارك الرهيب على حضوري حفل تبع الجمعية بتاعتك !
اهتزت أمامه قليلا ثم غيرت مسار الحوار وسألته مشيرة بأعنيها ناحية شمس
أيه حكاية البنت دي !
هريحك دي الدكتورة شمس هتقوم برعاية تميم الفترة الجاية لإني مش هكون فاضي له .
تلونت ملامحها بألوان الكره وسبت في نفسها سرا ثم أفصحت جملتها علنا وهي تفرز شمس من رأسها للكاحل
آه مش بطالة ! مع إن قلبي مش مطمن لكن خلينا نشوف .
تجاهل عاصي رصاص شكوكها الفتاك وما كاد أن يخطو خطوة
فوقفت عبلة أمامه بشموخ وهمست بينهم بنبرة قوة
عاصي لو مجتش الحفلة النتيجة مش هتكون في صالحك !
همس بفظاظته وهو يكتسح أرجاء المكان بأعينه الثاقبة
اعتبره ټهديد !
عقدت عبلة ذراعيها بتحد وثقة
لا .. وبزنيس إز بيزنيس عاصي بيه .
ألقت هدير نظرة خبيثة على شمس التي تتبع خطى سيدة ثم اندفعت إلى عاصي بشغف
تسمحي لي يا طنط أخد من وقت عاصي ١ دقايق بس !
زفر عاصي بضيق واضح
ضروري يعني يا هدير !
توسلت إليه بأهدابها الطويلة وقالت
متقلقش مش هعطلك .
أومأ بالموافقة ثم اتجه نحو غرفة مكتبه فأتبعت خطاه بحماس شديد .. ومن هنا ركضت طفلة في الخامسة من عمرها إلى عبلة وسألتها بجزل طفولي
ناناه هو بابي في مكتبه .
أجابتها متأففة
أيوه يا تاليا .. ليه
بحماس طفولي تفوهت
أوكيه عشان كان واعدني أنا وداليا نخرج النهاردة .
أما في الطابق الأعلى وصلت شمس صاحبة الأقدام المرتعشة والارتباك الذي كسا جسدها خوفا من المجهول الذي في انتظارها وما أن فتح الباب وسقطت أعينها على شاب في مقتبل الثلاثين من عمره يمتلك جمال ساحر عكس ملامح أخيه المخيفة يجلس على كرسي متحرك ويقرأ الكتاب الذي بيده ومختليا بقلبه وعقله بعيدا عن صخب العالم .. وكانت الصدمة كصاعق كهربي أصاب شمس وهى تهرتل
مين دا !
سيدة بابتسامة هادئة
دا تميم بيه أخو سي عاصي .
ثم أقتربت من تميم وأشارت إليها وقالت
دي بقي الدكتورة شمس جاية تتابع علاجك .
ثم خطت خطوتين ورفعت ستائر الغرفة ونادت عليها بحسن نية
تعالي يا دكتورة اتفضلي واقفة عندك ليه!
تقدمت شمس بخطوات مرتعشة داخل الغرفة وهي تتفحصها بعناية وذهول ف كان حجم الغرفة بمساحة شقتهم بل بمساحة الطابق بأكمله .. شردت طويلا حتى سافرت لعوالم أخرى بعقلها إلى أن أصابها سهما في مقټل إثر جملة سيدة الأخيرة وهي تشير لركن ما بزاوية الغرفة وتشد الأريكة فتتحول لفراش واسع وقالت
وأنت هتنامي هنا .
تصلبت تعابير وجهها بغرابة شديدة و رددت ما سمعت
هنام هنا فين ! ازاي مع دا ! وبعدين استنى هو تميم دا مش المفروض طفل صغير ! أيه السخافة دي !
ركضت سيدة نحوها متوسلة إليها
وطي صوتك بس فهميني مالك !
مسحت على وجهها بتوتر وهي تردف
لو عدينا أن الافندي اللي قاعد دا هو مسئوليتي ! عايزه تقنعيني أن قصر طويل عريض زي دا مفيهوش أوضة أنام فيها !
خيم فطر الجهل على وجه سيدة وهي تقول بشك
الدكتور اللي جيه قبلك كانوا بينام هنا عادي!
انت مستوعبة بتقولي أيه ! عايزاني أنام مع راجل غريب في أوضة واحدة !
استهدي بالله بس يا دكتورة تميم بيه حد محت
لم تتحمل سماع المزيد بل ثارت نيران شمس أكثر وأكثر وهي تغادر الغرفة كالمچنونة
لا التهريج دا مش معايا ! هو فين سي زفت بتاعكم دا !
يتبع
الفصل الثاني
رسائل لن تصل ل صاحبها
2
قال جورج أرويل
ربما لا يرغب المرء في الحب بقدر رغبته في أن يفهمه أحد .
لا أعلم لماذا خفق قلبي بقوة و تذكرتك بعد ما قرأت هذا ربما لأنك الوحيد الذي كان يغري قلبي ليفصح عن خباياه دون تردد ! الوحيد الذي كان يترجم كلماتي المبعثرة ! الوحيد القادر على ضماد أغور چرح بي بمجرد سماع اسمي من فمه وكأنك تقبل روحي بدلا من تقبيل حروف اسمي ربما لأنك أنت الوحيد الذي شق الطريق الصحيح لقلبي وروحي وفكري لذلك فمن ذا الذي يمكنه أن يغري عقلي بعدك ! من يمكنه أن يتربع فوق عرشك بقلبي يا رجل !
نهالمصطفى
كمن هرب من المۏت ف وقع بيد قباض الأرواح
فيضان عظيم لا يمكنه أن يطفئ بركانا اڼفجر هكذا كانت حالة شمس التي فاض بها الصبر عن إذعانها لأحكام ذلك الرجل المتغطرس أكلت خطوات الدرج بسرعة فائقة وتحاول أن تلحق بها سيدة متوسلة إليها أن تهدأ وتتراجع عن چنونها ولكن ڠضب شمس كان كسلطانا لا يخضع
إلا لأوامره .
اتجهت نحو الغرفة التي دخل بها