السبت 23 نوفمبر 2024

رواية جوازة ابريل (كاملة حتى الفصل الأخير ) بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 7 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


حبيبتي
استدارت بجسدها ناحية دعاء وتطلعت إليها في حيرة ثم صاحت مستفسرة ايه يا ديدو .. انتي مش نفسك تشوفي حفيد ليكي ولا ايه .. سايبة الموضوع دا كدا ازاي ..
رفعت دعاء كتفيها ثم قالت بإحباط يعني هعمل ايه يا نيڤو 
تجعد جبين الآخري قائلة بغرابة وإصرار انتي حماتها خليها تسمع كلامك وتشوف الدكتور اللي بقولك عليه وان شاء الله تحمل علي ايده صحباتي بيشكروا فيه اوي

هزت دعاء رأسها سلبا لتقول بإستياء والله انا ريقي نشف
معاها بقالي كتير .. بس محدش فيهم بيسمع لكلامي لا عز ابني ولا هي اللي متمسكة بالدكتورة بتاعتها دي وكل ما اكلمها تقولي انا روحت لدكاترة كتيرة ومفيش نتيجة وجسمي باظ من الادوية صراحة بقت حساسة اوي من الكلام في الموضوع دا
برمت نيڤين شفتيها بتعاطف حيث أنها أرادت فقط المساعدة وقالت بنبرة هادئة معلش هي معذورة .. بس جربي تاني واقنعيها .. وانا هديكي اسم الدكتور وعنوان المركز الطبي بتاعه واللي في الخير يقدمه ربنا
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
عند ابريل
خرجت ابريل من خلف إحدى الأشجار التي كانت تختبئ وراءها بعد أن تأكدت من مغادرتهم وأنهم لم يروها لتواصل طريقها وهي تسعل بقوة بعد أن أصيبت رئتها بنوبة ربو نتيجة فرط توترها وعدم انتظام نبضاتها بينما بدأت دموعها تتساقط بغزارة من زوايا عينيها مم جعل الرؤية مشوشة أمامها وكلما أخذت نفسا من صدرها بصعوبة خرج معه صفيرا حادا فلمست بأصابعها تلقائيا حقيبتها الصغيرة التي كانت ملفوفة حول رقبتها وكتفها.
استدارت ابريل لتنظر فوق كتفها بينما كانت لا تزال تجري لتتأكد من عدم وجود أحد خلفها فتوقفت كى تريح قدميها الهشتين وأخذت تلهث بشدة محاولة إلتقاط أنفاسها المسلوبة وهي تخفض بصرها إلى الحقيبة ثم فتحتها تعبث بها قليلا لتخرج منها بخاخ الاستنشاق الصغير.
سعلت ابريل مرة أخرى وهي تستعد لاستخدامه لكن يدها تثبتت في الهواء وهي تدير رأسها إلى الجانب حينما التقطت أذنيها صوت ضجيجا خلفها فعكست حدقيتها المتسعتان بر عب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها وأدركت بغباء أنها كانت تقف في منتصف الطريق.
حاولت ابريل التحرك لكنها شعرت بجمود ساقيها من الخۏف حيث أنها أوشكت تصطدم بها فغطت عينيها بكلتا يديها لترخي قدميها مستسلمة لإنهاكها وهي تهوى أرضا.
بقلم نورهان محسن
قبل ذلك بدقائق
عند باسم
أحاط باسم بمقود السيارة براحتيه المرتعشتين محاولا السيطرة عليهم وهو لا يعرف إلى أين يجب أن يذهب لكنه يدرك فقط أنه بحاجة إلى الابتعاد عن هذا المكان على الفور حتى لا يراه أحد من عائلته في تلك الحالة وكان لا يزال يرن في أذنيه صفير مستمر وضربات قلبه تدوى بلا هوادة ليطلق من بين شفتيه زفيرا طويلا يخرج معه كل ما بداخله فما حدث ليس هينا لقد كان على وشك أن يق منذ فترة وجيزة.
خرج باسم من دوامة أفكاره القاتمة عندما ظهرت أمامه في منتصف الطريق فأوقف سيارته بقوة مم جعل المكابح تصدر صريرا عاليا أثر إحتكاك العجلات بالأرض في اللحظة الأخيرة ولم يفصل بين سيارته وبينها سوى بضعة إنشات فقط ليترجل من سيارته فورا والتوتر مسيطرا عليه كليا وركض باسم سريعا نحو الملقية على الأرض الصلبة بينما كانت تشعر بالدوار وكأنها على وشك الإغماء فالأكسجين لم يعد يصل إلى رئتيها بشكل جيد.
جرالك حاجة ..
خلل باسم أطراف أصابعه بشعره بتوتر ثم سألها بحذر وهو يدنو منها جالسا على عقبيها بجانبها وكاد القلق أن يفتك به بينما أنزلت الأخرى راحة يدها على الأرض واشتدت نوبة السعال معها مم جعلها تغلق فمها وأنفها باليد الأخرى فى حين كانت عيناها تبحثان عن شيء ما بلهفة.
دقق باسم النظر إليها عن كثب في الإضاءة شبه الخاڤتة وتذكر على الفور ملامحها ليغمغم في عدم تصديق هو انتي ..!!
شرعت شهقات ابريل ترتفع مع تحريك رأسها في جميع الاتجاهات پجنون من السعال المفرط فيما سألها الأخر فورا مندهشا بتدوري علي ايه طيب وانا اساعدك
أشارت ابريل إليه بإصبعها في اتجاه معين وهى تشعر بضيق شديد في التنفس لدرجة منعتها من التحدث فتبع المكان الذي كانت تشير إليه وقام بسرعة ووصل إليه وهو ينحني ليلتقط البخاخ من منتصف الطريق قبل أن يندفع نحوها ليعطيه إياها فأخذته من يده وفتحت غطائه لتضعه فى فمها ضاغطة على زر العبوة وأثناء إنشغلها إنتبه الأخر لتناثر محتويات حقيبتها المفتوحة على الأرض فبدأ في جمعها وإعادتها إلى الحقيبة التى ترتديها باستثناء شيء واحد وضعه في جيبه دون أن تلاحظه.
ضاقت نظراته عليها وتحدث في سره انتي بتقعي فوق دماغي من انهي دا هية بس يا شيخة
مرت عدة لحظات أغمضت عينيها بهم محاولة تنظيم أنفاسها وضربات قلبها ثم همست بتهدج شكرا
رفعت ابريل رأسها لتلتقي رماديتيه الثاقبة مع فيروزيتها الآخاذة والتي اتسعت في صدمة عندما رأته لتغمغم بصوت خاڤت هو انت!!
زفر باسم بارتياح ثم عاد إلى أسلوبه الساخر الذي لم يعد غريبا عليها قائلا بابتسامة جانبية وبحة رجولية هادئة شكلك شبه القطط بسبع أرواح .. الحمدلله انك لسه عايشة وبخير
أجهشت ابريل فى البكاء كالأطفال دون مقدمات لينظر إليها الآخر متعجبا لرد فعلها ثم خاطب نفسه قائلا مچنونة دي ولا ايه .. ايه اليوم العجيب دا بس يارب
هز باسم رأسه بيأس وكظم غيظه منها محاولا التحلى بالهدوء ثم أضاف بحيرة ما خلاص يا ماما .. ماحصلكيش حاجة وكويسة اهو ..
ايه لازمة العياط ..
أخرج باسم محرمة من جيب سترته ثم قربه من وجهها وتابع بلهجة متسائلة خديه نضيف .. طيب عايزاني اوصلك في حته
التقطتها ابريل منه وهي ترفع رأسها لتتطلع إلى الأمام فاضطربت دواخلها عندما رأت عدة أشخاص يأتون من ورائه نحوهم فمسحت دموعها على الفور وقالت ببحة ذات مغزي ممكن تساعدني
أومأ باسم برأسه موافقا بينما يمسك كلتا يديها رافعا إياها للأعلى لمساعدتها على النهوض.
نهضت ابريل على قدميها المرتعشتين وتمتمت بتردد دون أن تنظر إليه عارفة أن مينفعش اطلب منك كدا .. بس ممكن خدمة انسانية منك
ضيق ما بين حاجبيه وهو يحدجها قبل أن يستفسر بتوجس ايه هي خدمة دي 
بعد اذن حضرتك يا انسة ابريل..
انقطع حديثهم بواسطة صوت جاء من ورائهم يقول بجدية.
بقلم نورهان محسن
في نفس الوقت
بالحفلة
عند هالة
حدقت هالة في الفراغ هائمة في أفكارها حتى صدح صوت رجولي جذاب من خلفها مهما كانت ملامحك زي القمر بس باين علي وشك فوران الډم واضحة زي الشمس
إلتفتت هالة نحوه لتسأله بعدم فهم بتكلم عن ايه يا عز 
أمال عز رأسه إلى اليسار قليلا ثم مازحها ساخرا عن عروسة ليلة خطوبتها وتبقي مبوزة بالمنظر دا
نمت أبتسامة على ثغرها لتقول نافية لا مش مبوزة خالص انا تمام اهو
كتف عز ذراعيه أمام صدره ليغمغم بقلة حيلة طول عمرك بتكابري يا هالة وتقولي انا تمام بس من جواكي مش كدا
وزعت هالة نظراتها فى المكان ثم استقرت عيناها في عينيه مرة أخرى لتكرر نفس الجملة على أذنيه صدقني انا تمام يا عز
استمع عز إليها وهو ينظر إليهم ثم رد بنبرة مقتضبة بعد أن عاود النظر إليها بتكدبي !! تمام ازاي وانتي شايفه خطيبك مشغول بوحدة غيرك ليلة خطوبتكم .. مفيش حد هنا الا و لاحظ المهزلة دي .. سيبيهولي وانا هتصرف معاه بطريقتي
رفعت هالة بصرها لتقابله بجبين مجعد وهي تهتف برفض تام لهذه الفكرة لا يا عز بليز .. مش كل حاجة بتتاخد بعصبية زي عوايدك .. انا اقدر اتعامل مع اموري بنفسي والوضع دا مش هيطول كتير .. اكيد هيتغير مع الوقت
أخذ عز نفسا عميقا للسيطرة على إنفعالاته وسرعان ما تغيرت لهجته إلى الجدية المطلقة عارف انك بتقولي كدا من حبك ليه .. بس انا خاېف لا انتي للي تتغيري يا هالة .. خاېف ثقتك في نفسك الكبيرة دي واللي سمحتلك تقبلي الحال دا علي انه مؤقت .. تطلعي غلطانة وڠصب عنك ثقتك بنفسك تتهز وتتهزمي يا بنت عمي
ردت هالة عليه بنبرة مطمئنة على عكس ما تشعر به في أعماقها ان شاء الله خير ماتقلقش عليا .. بالمناسبة مني كانت بتدور عليك من شوية
احترم عز رغبتها في تغيير مسار الحديث مسايرا إياها قائلا بتنهيدة ايوه ما انا لسه قافل معاها هي قاعدة مع ماما
رفع عز عينيه من فوقها وقال بإيجاز ساخر جعل ضحكتها تشق ثغرها قبل أن يتركها مغادرا المكان اهو جاي ناحيتنا .. انا ماشي مش هتحمل اقف مع البني ادم السا قع دا خالص
هزت رأسها بقلة حيلة على إبن عمها ذو الډم الحامى وهى تشعر بأن حديثه صحيحا لكنها فى حيرة شديدة بين المنطق والقلب.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
توترت أبريل وتجاهلت النظر أو الرد على الحارس بينما فوجئ باسم بمن تجمعوا حولهم بالكاميرات والميكروفونات بالإضافة إلى مجموعة من حراس الأمن ليقول أحدهم بصوت عال بسبب الضجة التي صدحت في المكان في أقل من ثانية استاذ باسم .. استاذ باسم .. ممكن كلمة من حضرتك لمجلتنا
لم يجيبه باسم وعلامات الإستغراب بادية على وجهه بسبب حضور وسائل الإعلام في هذا الوقت بالتزامن مع ملاحظته لإبريل وهى تقترب منه ليستنتج أنها تخشى التجمهر الرهيب من حولهم بينما تنهال عليهم الأسئلة من الجميع وصلنا خبر ان حضرتك هتعلن خطوبتك قريبا .. دا صحيح
_ حابين نعرف هويتها
_ يا تري هتظهرها للإعلام
تجاهل باسم الرد هاتفا بعدم رضا من فضلكم يا جماعة مينفعش الوقفة دي .. ازاي دخلتو هنا اصلا
الټفت إلي أحد حراس الأمن متابعا بنبرة مليئة بالحنق جمال ايه التهريج دا
أجاب عليه الآخر مبررا اسفين يا باسم بيه احنا ماشوفناهمش وهما داخلين والله ..
أنهى جمال عبارته بمد ذراعيه العضليتين لإبعاد هؤلاء الأشخاص عن الاثنين بمساعدة الرجال الواقفين معه ونسي مؤقتا سبب مجيئهم قائلا بصوت جهوري حازم يا جماعة مايصحش كدا .. اتفضلو من هنا .. محدش مسموحله يدخل الكومبوند غير اصحاب الفلل او ببطاقات دعوة للحفلة
تململ أحدهم بانزعاج وهو يمد يده إلى الأمام بالميكروفون متسائلا سريعا وهو ينظر إلى من تقف بجانب باسم احنا عايزين كلمة وبس .. هي الانسة تبقي خطيبتك
سرعان ما نفى باسم ما يعتقده هذا الأ حمق انا..
قاطعت ابريل كلماته على الفور وهي تتأبط ذراعه متشبثة به كالغارق الذى يعلق أمله في قشة لينجو
من القدر المحتوم ثم تدفقت الكلمات من فمها بسلاسة ونعومة انا وباسم مكناش عايزين نعلن الفترة دي عن حاجة
حملق بها باسم بنظرة استنكار مغمورة بالدهشة مم تتفوه به تلك المخلوقة فيما صاح صوت
 

انت في الصفحة 7 من 54 صفحات