رواية زوجى العزيز (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منة محمد عبداللطيف
وافقت يا بت
ابتسمت شروق عشان خاطرك بس يا طنط هسبها تفكر. عارفة لولا غلاوتك عندى والله والله كمان مرة ما كنت همشي من هنا غير وهى موافقة واجلكوا بالمأذون بكره بس يلا بقي الخير فيما قدمه الله
ثم وجهت حديثها الى سلمى بحماس هجلكوا بعد بكره مع أنس وتكونى محضرة طلباتك يا عروسة
قالتها شروق وهى تتجه الى باب الشقة مغادرة المنزل بينما صاحت من ورائها سلمى هفتح دماغها البهيمة دي
بعد مغادرة شروق للمنزل امسكت والدة سلمى يدها بانزعاج واجلستها على احد الكراسي واردفت پغضب هى بردوا البهيمة بالعكس بقي دى ست بيت شاطرة عاوزة تحافظ على جوزها. كده كده طلما جوزها فتحها فى الموضوع بالجدية الهي حكت بيها دى يبقي هو كان حاطط عينه على حد وكان ناوى فقالت والله بدل ما يجيب واحدة لا اعرفها ولا تعرفنى اجيب واحدة صحبتى نخاف على بعض ومتقومهوش عليا.. وبعدين بقولك ايه يا سلمى يا حبيبتى من غير لف ولا دوران كده انا وانتى عارفين انك كنتى معجبة بجوزها من قبل ما يتقدملها اصلا فمش عايزين تقل
اومات سلمى براسها موافقة طب سبينى افكر
رفعت والدتها يديها داعية ربنا يهديكى يا سلمى يا بنت عنايات يا رب
يحكى أن هناك غزالة اصابتها سهام حب من صياد ماهر
منة محمد عبداللطيف
دخل أنس شقته بارهاق شديد خلع رابطه عنقة والقي حقيبة عمله ومفاتيحه
توجه الى اقرب اريكه وجلس عليها ساندا راسه للخلف بعد ان خلع حذائه
خرجت شروق من الغرفة عند سماعها لصوت ارتطام المفاتيح بالطاولة لترى الصالة بعيون نانوية ليظهر على وجهها الامتعاض وتصرخ فى أنس
لم ينظر أنس الى الذي اقترفه فهو يعلم انها تبالغ بالنهايه كل هذا بسبب وسواسها القهرى للترتيب والنظافة
ذهبت فى بادئ الامر جواره واخذت الحذاء المليئ بالغبار بمنديل ورقي ولمعته بسرعة واضافت داخله واقى الباكتيريا وبعض الكحولات ولا مانع من معطر للحذاء ووضعته اخيرا بالجزامة
ثم حملت حقيبته من على الارض واتجهت الى احد الكراسي لتحمل رابطة العنق الخاصة به وتذهب الى احد الغرف لتضعهم بأماكنهم المخصصة
عادت الى الصالة مرة اخرى وحملت المفاتيح ووضعتها بأحد الادراج
فكان قميصه مجعد بعض المناطق بقميصه مبتله من العرق شعره المشعث ذقنه الغير حليقه شرابه الابيض المتسخ وهذا اكثر ما يقهرها
عند توقف نظرها عند الشراب اغمضت عينيها ووضعت كلتا يديها على وجهها ثم تحدثت بصوت منخفض ولكنه مسموع
أنس ابوس رجلك ماتقول ان دا شرابي!
ابتسم انس وهو ما زال رافع رأسه يتأمل سقف البيت ولم يرد
وقفت بعصبية وتوجهت ناحيته وامسكت ذقنه متلبسش شرباتى مش هقولك تانى
وانتى مش كل مرة تقوليلى نفس الكلام.. ايه لسه محفظتنيش!
حاولت الوقوف ولكن يديه تمنعها ليمتعض وجهها اكثر وهى تتحدث اليه متخيلة كمية الجراثيم
الذي طالتها منه او التى تزحف على ملابسها الان
والله لو ما سبتنى ممكن ارجع عليك
حدثها أنس بسخرية كالعادة
ليه يغتى قرفانة منى! دا انا شمعة منورة .. محتاج بس بختين مزيل عرق وبخة معطر جو!
وضعت يدها اعلى رأسها
بدوخه وعقلها لا يتوقف عن خلق سيناريوهات لكيفية انتقال الجراثيم بينهم الان!
فى النهاية وضعت يدها على فمها استعدادا للآتى
فرفع أنس يديه مسلما نفسه..
قومى قومى لحسن ترجعى عليا بجد.
اتجهت الى المرحاض فورا لتغتسل وفور سماع أنس لصوت ارتطام الماء بالارض تنهد بعمق وارجع راسه للخلف مرة اخرى متأملا الفراغ بالسقف
بعد فترة لا تقل عن نصف ساعة خرجت له شروق وبعينيها دموع وهى لا تستطيع التكلم وسط شهقاتها.. ليعتدل أنس فورا
لو سمحت يا أنس مش كل مرة تعمل كده وتفضل تتريق عليا وتستقل بمرضي كإنه ولا حاجة
إلى_زوجى_العزيز
منة_محمد_عبداللطيف
يتبع
وتفضل تعاند فيا
اتجه اليها أنس سريعا ولكنه وقف على بعد خطوتين منها دون ان يمسها خوفا عليها.. مردفا بحيرة
طب اصلحك ازاى دلوقتى وانا مش عارف اقرب منك حتى
طب يا ستى انا آسف مش هعمل كده تانى.
كنت بهزر معاكى والله! لو كنت اعرف انك قفوشة كده مكنتش هزرت!
رفعت عينيها الدامعة اليه وهى تتحدث بصوت متقطع
مهو عشان انا كل مرة بسكت وبقول المرة الجاية مش هيبقي يعملها بس انت بتسوء فيها ومش عامل لمشاعرى حساب
نظر اليها بتوتر ملحوظ وهو يجيبها انا اسف بقي خلاص هدخل استحمى أهو
ابتعد عنها ناظرا اليها بتوتر بينما تبعته عينيها الناظره الى خطواته على ارضية المنزل اللامعة حتى اختفى من امامها فمسحت دموعها بملل وهى تتمتم هو لازم اعمل الحبتين دول عشان تحترم نفسك دا انت مهزء!
ذهبت هى الى احد الغرف لتحضر الشرشوبة وتبدا بمسح اثر قدمه الغير موجود على الارض من الاساس وهى تزمجر الغبي نسي يلبس الشبشب الجراثيم هتلزق فرجله وهيدخل ينام ع السرير ازاى!
ذهبت الى غرفة النوم واحضرت منها حذائه المنزلى ووضعته أمام باب المرحاض لكي يرتديه قبل ان يخطوا خطوة واحدة للخارج.
ابتعدت عن المرحاض ببتسامة وهى تتجه الى المطبخ لتخرج اطباق العشاء المغلفة والمعدة قبل حلوله الى المنزل
لم يتحدث لسانى ببت كلمة ولكن مالت عيني عليه ڤاضحة سري
منة محمد عبداللطيف
بعد مرور عدة ايام
شروق ببتسامة حيوية كعادتها والله يا عمو رزق مش عارفة ابدا منين بس أنا عاوزة اجوز بنتك سلمى لجوزى أنس. وقبل ما تتكلم أنس رقبته سدادة وطلبتكوا كلها موجابة وكله بالاصول. اصل معلش يعنى انا جوزى متربي ومش بتاع لف ولا دوران وداخل الباب من بيته و..
وضع أنس يده على فمها لتسكت قليلا ليتحدث هو بينما يديه ما زالت على فمها
طبعا يا عمى حضرتك عندك خلفية عنى لانى طلبت من شروق تقول للانسة سلمى التفاصيل عشان لما نيجي نتفق ع الاساسيات بعد ما وصلتنى موافقة الانسة سلمى المبدئية
اومأ والد سلمى موافقا على حديثه ليبعد أنس يده عن فم شروق لتتكلم بلهفة
وأنا كنت هقول كده بردوا
أخذ والد سلمى يوملى على أنس ما عليه وما اليه وشروطه وكل تلك الثرثرة بينما تدخل شروق بحماس فى تلك المواضيع لتخبرهم عن الاماكن الذي يمكنهم شراء منها تلك الاشياء باقل سعر واكثر جوده ليخبرها والد انه تم تجهيزيها من قبل!
لو ترون لهفتها وحماستها الغير مبررة لعرفتم كم هي غبية ومتسرعة لا تفقه شئ والحياة عندها ابسط من كونها حرب.. حمقاء!..
وفى نهاية الجلسة اخبرهم أنس انه يحتاج الى بعض الوقت لينتهى من الشقة
رأيت نجومه فوضعت له سلم من احلامى
منة محمد عبداللطيف
جلست شروق على الأريكة بجانب أنس وسحبت الهاتف من يده ببطئ ليغمض عينيه بقوى ويتركه لها.
نظرت الى الهاتف بسطحية ثم اغلقته ووضعته جانبا وبدأت بالتحدث بنبرة حنونة
تعرف يا أنس ان البجع من اكتر الطيور المخلصة
صمت