رواية رحم الخېانة(كاملة جميع الفصول) بقلم ميمي عوالي
وأحد يارب
ليمضى ثلاثة أيام على ذلك الحاډث ترقد فريدة بالعناية ويجلس مراد ومأمون بالخارج قلما يتحادثان للضرورة أو فى وجود شخص آخر وفى صبيحة اليوم الرابع وصادف وجود سالم معهم فهو الشقيق الوحيد لفريدة والذى يتولى رعايتها من بعد والديهما رحمهما الله ليشعر الجميع بحركة غير طبيعية من فريق التمريض ثم وجدوا إحدى الممرضات تسرع باستدعاء الطبيب الذى أتى بعد دقائق قليلة ليدلف إلى غرفة فريدة ويقوم بقياس مؤشراتها ليخرج بعد عشر دقائق قائلا مدام فريدة فاقت من الغيبوبة واللى الحمدلله كانت أقصر غيبوبة مرت عليا لكن الحقيقة بالكشف عليها اكتشفت أنها الحمدلله حركتها تمام ومؤشراتها كلها تمام لكن
الطبيب بحذر الحقيقة مدام فريدة فقدت الذاكرة
ليستند سالم بيده على الحائط وينظر مأمون بتيه إلى حجرة فريدة واضعا يده على فمه بينما يقف مراد دون حراك أو اى رد فعل ليكمل الطبيب حديثه قائلا احنا هنحتاج نستعين بدكتور نفسى على الفور عشان يقدر يقول لكم كيفية التصرف معاها هتبقى ازاى وانا استدعيته بالفعل وهيوصل حالا
الطبيب الحقيقة هى ناسية كمان اسمها وطبعا ده مخليها فى حالة خوف وقلق مسيطرين عليها
مراد طب انا ممكن أدخل لها
الطبيب وهو يشير من على بعد لأحد الأشخاص ده دكتور منير الدكتور النفسى اللى استدعيته هشرح له الموقف وهو اللى هيحدد التعامل معاها هيبقى ازاى
فريدة بخفوت الله يسلمك
منير انا الدكتور منير اللى بتابع معاكى أن شاء الله ها بقى انتى اسمك ايه عشان نتعرف على بعض كويس
فريدة بقلق ما اعرفش مش فاكرة
منير ما تعرفيش واللا مش فاكرة
منير معلش مش مشكلة احنا ممكن نفتكر مع بعض
ثم أشار منير الى لفافة رأسها وقال إنما انتى اتعورتى ازاى
لتضع فريدة يدها على رأسها وهى تتحسس الأربطة ثم قالت مش فاكرة
منير طب يعنى انتى مش فاكرة اى حاجة خالص
فريدة بدموع مش فاكرة مش فاكرة
منير انا عاوزك تهدى وما تتوتريش
فريدة اهدى ازاى وانا مش عارفة انا فين ولا ايه ولا حتى عارفة انا مين
فريدة فريدة هو انت تعرفنى
منير لا لكن اهلك عارفينك
فريدة بلهفة أهلى هم فين ومين هو انا لو شفتهم هفتكرهم
منير على حسب كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى انك وقعتى واقعة جامدة هى اللى خلتك فقدتى الذاكرة لكن احنا كلنا هنساعدك عشان الذاكرة ترجعلك من تانى باسرع ما يمكن فهل انتى مستعدة حاليا انك تشوفى اهلك
منير ماشى هو فى برة تلاتة انا هدخلهملك مع بعض ونشوف تأثيرهم عليكى هيبقى ايه بس بعد ما تتنقلى الاوضة بتاعتك اتفقنا
لتومئ فريدة برأسها إيجابا ليتركها منير ويذهب إلى الجميع بالخارج ويحدثهم عما يجب عليهم فعله
و فى غرفة فريدة تسمع دقا على الباب فتسمح للطارق بالدخول لتجد امامها منير بابتسامته العريضة وهو يقول ها جاهزة
فريدة بخفوت جاهزة
ليقوم منير باستدعاء ثلاثتهم للداخل وعندما رأتهم فريدة نظرت لهم بتيه وهى تتشبث بشرشف الفراش فيقول لها منير التلاتة دول المفروض انهم أقرب تلاتة ليكى واحد منهم اخوكى والتانى جوزك والتالت على ما فهمت أنه صديق عزيز جدا ليكى
لتدير فريدة أعينها بين الثلاث رجال فى صمت ودون أى رد فعل ليقول منير ايه مش حاسة باى حاجة ناحية اى حد فيهم لتحرك فريدة رأسها بنفى ليتقدم منها سالم قائلا فريدة يا حبيبتى انا سالم اخوكى
لتبتسم له فريدة ابتسامة مهزوزة فيدس سالم يده بجيب معطفه ليخرج حافظة نقوده لفتحها ويخرج منها صورة فوتوجراف ويمد بها يده لفريدة قائلا بصى دى صورتنا سوا واحنا فى الجونة السنة اللى فاتت
لتنظر فريدة إلى الصورة وتقول هى دى انا انا شكلى كده
ليخرج سالم هاتفه فى محاولة منه لاطلاعها على المزيد من الصور ولكن منير يشير إليه ليمنعه لترفع فريدة عينيها إلى مراد ومأمون وهى تتنقل بعينيها بينهما لتشعر أن هناك شيئا مريبا فى نظرات مراد إليها فتعود بنظراتها الى سالم وتقول مش هتعرفنى على الباقى
ليتنحنح مراد ويتقدم منها مقبلا مفرق رأسها قائلا انا ابقى مراد جوزك يا فريدة
فريدة بدهشة جوزى
مراد أيوة جوزك وابو ولادك
فريدة ولادى انا عندى ولاد
مراد نادر ونهلة نادر عنده سبع سنين ونهلة عندها أربعة
فريدة وهم فين
سالم عندى يا حبيبتى ما تخافيش اول ما تحسى انك تقدرى تشوفيهم هجيبهملك على طول
لتعود فريدة ببصرها إلى مأمون الذى كان ينظر إليها بحب وحنان بالغ وقالت وانت تبقى صديقى
مأمون بابتسامة أيوة انا مأمون واحنا اصحاب من أيام الجامعة وشركا كمان فى الشغل
فريدة هو انا بشتغل
مأمون فضلتى تشتغلى معانا لحد ما ولدتى نهلة فقررتى انك تتفرغى لاولادك
فريدة باستفسار انتو مين
مأمون بعدم فهم تقصدى ايه
فريدة بتقول كنت بشتغل معاكم معاكم اللى هو مين
مأمون انا ومراد جوزك
لتلفت فريدة باتجاه مراد لتنظر إليه دون أى تعبير على وجهها ثم تلتفت لسالم بابتسامة وتقول ممكن تجيبلى الولاد
منير احنا ممكن نأجل مقابلتك بالولاد دلوقتى
لتنظر له فريدة قائلة معلش انا عاوزة اشوفهم محتاجة اتكلم معاهم ما ينفعش يبقى عندى اولاد فى السن ده وابعد عنهم
منير بتسليم زى ما تحبى انا مش هضغط عليكى بس عاوزين نظبط مع بعض نظام الجلسات بتاعتنا ليدير بصره بين الثلاث رجال ويقول فبعد اذنكم كفاية عليها كده النهاردة وسيبوها تستريح
ليقترب منها سالم ضامما إياها ويو دعها على امل اللقاء باليوم التالى مصطحبا معه أبنائها كما طلبت منه ثم اقترب منها مراد فى محاولة منه لضمھا كما فعل سالم ولكنه شعر بأنها تنكمش على نفسها غير مرحبة بتلك الخطوة فيكتفى بتقبيل مفرق رأسها بشئ من الخجل أما مأمون فابتسم لها قائلا هشوفك بكرة أن شاء الله
فريدة متسائلة وهى تنظر إليه بابتسامة واسعة احنا كنا اصحاب اوى
مأمون ولمحة حزن تطل من عينيه اكتر مما تتصورى
فريدة وهى محتفظة بابتسامتها يبقى لازم نقعد مع بعض كتير اوى لانك اكيد هتبقى اكتر حد تعرف عنى هحتاج لك تحكيلى عن نفسى كتير
ليومئ لها مأمون برأسه وهو يحاول رسم ابتسامة على شفتيه ويتجه إلى خارج الغرفة بصحبة مراد وسالم الا ان فريدة تعيد النداء على سالم مرة أخرى وعندما عاد لها قالت له ممكن تجيبلى هدوم انا متضايقة من لبس المستشفى ده
سالم حاضر هخلى مراد
فريدة بحزم لا انتى هاتلى مش عاوزة حد تانى
سالم باستغراب ده جوزك يا حبيبتى ابو ولادك
فريدة
بجمود مش حساه هاتلى انت انا حاساك انت ممكن
سالم بقلة حيلة حاضر زى ما تحبى بكرة أن شاء الله وانا جايلك هجيبلك معايا كل اللى تحتاجيه
فريدة والولاد اوعى ماتجيبهومش عاوزاهم يتطمنوا عليا
سالم باستغراب حاضر لو ده هيريحك هجيبهملك
فريدة بابتسامة شكرا
ليلحق سالم بمأمون ومراد الذى كان يقف فى جمود تام