رواية آصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
.. ثم ألتفت لنداء أحد الشباب بأدب
شيخ هلال .. ممكن كلمتين .
طالعه بنظراته الاستكشافية
أنت مين !! أنا أول مرة أشوفك تصلي معانا !
عرفه الشاب على نفسه قائلا
أنا مرتضى ولد سعيد الغنامي مش من إهنه أنا من قبلي بس سمعت عنك كتير وقولت لازما أجي أصلي وراك في يوم .
ربت هلال المرتدي زيه الإسلامي الأزهري وقال
تعالى أقعد ونتحدتوا براحتنا .
شوف يا شيخنا ...
قاطعته هلال قائلا بابتسامة يحاصرها نور الرضا
ياا لله !! أنا مش شيخ أنا عحب ربنا .. وال عيحب ماعيفارقش حبيبه واصل .
تفهم الشاب عدم حبه للفظ شيخ فتقبل الأمر بترحاب وقال
وأنا جاي عشان اتعلم منك وتاخد بيدي .. شوف أنا مش عارف انتظم في الصلاة واصل .. وكل ما أصلي وانتظم ارجع اقطع تاني قولت اجيلك يمكن يكون عندك الحل ..
أنت خاطب يا مرتضي!!
رفع الشاب يمينه وهو يتأمل محبس خطبته بارتياح
أيوة خاطب بت عمي وحب عمري وفرحنا الشهر الجاي لازما هتنورنا وتكتب الكتاب بنفسك .. سمعت إنك مسكت المأذونية من قريب .
و لما خطيبتك ترن عليك بترد عليها طوالي ولا بتعوق ف الرد !!
رد الشاب بعفوية
دي تخلي يومي مقندل لو مردتش عليها في نفس الوخت .
اتسعت ابتسامة هلال التي لا تفارق وجهه وقال
و أنا كيفك بالضبط .. ساعة ما أسمع صوت الآذان أجري عشان ألحق الصلاة ده لو مكنتش قاعد مستنيه علشان لو معملتش إكده يومي هيكون مقندل زيك ..
زي ما عقول لك أحس بأن ربنا قفل في وشي كل أبواب الرزق والراحة !! مانا تجاهلت لقائه ونداءه !! شوفت مش ع قول لك الحبيب هاوي لقاء وأجمل هوى في حب خالق هذا القلب .
قال جملته الأخيرة وهو يشير بسبابته على قلبه فأكمل واعظا
خلي علاقتك مع ربنا ك حبيب مش كعبد وربه صدقني عمرك ما تفارق سجادة الصلاة ولا يهون عليك تسمع النداء ومترمحش عليه ..
برق الإعجاب بعيني الشاب وببدو أنه اقتنع بنصيحته لذا عاد متسائلا
حاجة كمان .. أنا عملت ذنوب كتير قوي بس توبت !! لكن شعور الذنب وأن عمر ربنا ما هيسامحني دايما ملازمني .. قول لي حاجة تريح بالي من وسوسة الشيطان ..
ربت هلال على كتفه بنفس الابتسامة الهادئة ونظر بعيني الشاب وهو يروي على مسامعه
في قعدة صفى كده بين الصحابه فجاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ضحك فسأله احد الصحابة
ما الذي يضحكك يا أمير المؤمنين !
اتسعت ابتسامته وهو يذوب بحب النبي وصحبته
عارف رد عليه بصوت كله فخر وقاله لانني اكثركم حسنات !!
كان رده غير متوقع خلاهم يبصوا لبعض فسأله واحد كمان منهم كيف ذلك يا عمر !
كمل بنفس اسلوبه المتباهي وقال ألم أكن في الجاهلية أكثركم سيئات !!
ثم أغمض هلال جفونه وواصل حديثه پسكينة لحلول القرآن بقلبه راويا حديث سيدنا عمر
وربنا قال في كتابه
إلا من تاب وآمن وعمل
عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما
فاكمل وانا تبت وأسلمت فبدل الله سيئاتى بإذنه فأصبحت أكثركم حسنات .. وهذا هو وعد الله الذي لا يخلف وعده
أشاد الفتى بابنهار
الله!! الله يفتح عليك يا أخ هلال .
في تلك اللحظة كان هيثم واقفا على باب الجامع يخلع نعله فانتبه له هلال الذي وثب مستئذنا من الشاب وأقبل إليه
أي رياح طيبة أتت بك لهنا يا أخ هيثم !
أمتعض هيثم لطريقة أخيه التي يحدث الجميع بها وإصراره على اقتناء المفردات العربية بالحديث العامي زفر هيثم ليبخ سم أخباره التي لا تعرف الطيب
خدوا هارون على المركز يلا نروح له ..
ثم هتف متوعدا
علشان شريف أبو العلا ولد ال لو عملها المرة دي ومشلش هارون من راسه هأخد فيه إعدام .
تمتم واعظا وهو يتأهب للرحيل معه وبنبرة منفعلة
يااااا لله .. ألفاظ خارجة ببيته!!
لا تكن فظا غليظ القلب متسرع الحكم .. سنستنبط الأمر أولا .
وبخه أخيه پغضب يتقاذف من بين أنيابه
مش وقت حكم ومواعظ وأنا عارفك لا هتحل ولا تبر معاي شريف أبو العلا لو ملمهاش هرجعه بلدهم ف قفة يا هلال .
يتبع