الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح((كاملة جميع الفصول))بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 45 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

يصدق قلبه ومشاعره أم يصدق الأدلة والحقيقة التي توصل إليها!..
يعلم أن مايفعله خطأ بشدة لكنه لم يستطع كيف يبعدها عنه بعدما التقى بها بصعوبة عليه أن يتحدث معها ليحسم الأمر بدأ يهزها برفق متمتما باسمها بحنان
رنيم يلا يا رنيم اصحي عشان تاكلي عشان الحمل.
بعد عدة محاولات استيقظت بوجه شاحب حزين لكن حالتها كانت أهدى وأفضل أغلقت عينيها بضعف مبتعدة عنه متحاشية النظر نحوه أشار نحو الطعام مغمغما بجدية
يلا عشان تاكلي عشان الحمل.
استنكرت اهتمامه بها وبطفلها قطبت جبينها متعجبة وسألته بعدم فهم ونبرتها يملأها العتاب واللوم الحزن والخذلان الۏجع والقهر من قسوته
أنت مهتم بيه كدة ليه مش قولت مش عاوزه في ايه بقى دلوقتي
نبرتها آلمت قلبه وجعلته يشعر بالحزن لكنه حاول السيطرة على ذاته قليلا وأجابها بهدوء وتعقل
انتي قولتي عاوزاه وطول ماهو لسة موجود احنا لازم نهتم بيه طبعا.
لم تقتنع بحديثه ولازالت تشعر بالريبة وعدم الأرتياح بعدما رأت إصراره أمس على قټله تمتمت پخوف ونبرة متلعثمة متوترة
أنت ح.... حاططلي حاجة فيه صح عشان تموته زي ماقولت..
وبخها بحدة لما تتفوه به مغمغما بجدبة تامة
لا طبعا انتي بتقولي إيه أنا هعمل كدة ازاي كلي يا رنيم يلا.
رمقته بعدم تصديق خاصة بعد رؤيتها لإصراره أمس على إجهاض الطفل دون الأهتمام لموافقتها فلما لا! لما لم يفعلها بحيلة ليخدعها أغمضت عينيها محركة رأسها نافية ولازالت متمسكة برفضها لتناول ذلك الطعام..
تنهد بضيق وازدادت ملامحه ڠضبا وبدأ يتناول أمامها من جميع أنواع الطعام ليجعلها تتأكد من سلامته معقبا بضيق
اهو يا رنيم مفيهوش حاجة كلي.
بدأت تتناول الطعام بعدم شهية لكنها تفعلها لأجل الحفاظ على سلامة طفلها القادم التي مقررة أن تفعل المستحيل لأجله ستحارب الجميع وهو أولهم لن تجعل ما حدث ماضيا يتكرر مرة أخرى..
لاحظت نظراته نحوها فتطلعت نحوه بعدم فهم لأول مرة تفشل عن فهم نظراته لا تعلم لماذا تغير فجأة دون أن تفعل شئ توقفت عن
الطعام ملتقطة أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث وغمغمت بتوتر
جواد أنت ليه مش عاوز الطفل! ليه عاوزنا ننزله!!
أجابها بسخرية وتهكم مرير والحزن يبدو بوضوح في نبرته وعينيه مثبتة نحوها
مش أحسن ما يجي يلاقي أمه محپوسة..
شعرت بالخۏف من حديثه وحركت رأسها نافية عدة مرات وظلت نظراتها تدور حوله بعدم فهم فتابع حديثه يوضح لها مؤكدا ما يريده وما فهمته
ايوة ينزل احسن ما يجي يلاقي امه محپوسة 
رمقته بتوتر متعجبة حديثه المباغت والذي كان على عكس ما توقعت احتلت الصدمة ملامحها علمت أن محسن بالطبع هو من أخبره بذلك الحديث كما يهددها دوما بالطبع هو من أخبره لا أحد سواه يعلم ذلك الأمر الوخيم والقرار السريع الخاطئ التي اتخذته بدافع أمومتها وحبها لطفلها التي حرمت منه لكنه كيف اعترف على ذاته كانت تنظر له فقط وهي صامته..
لا يعلم لماذا ازداد غضبه بصمتها الذي يؤكد ما يقوله صاح بها غاضبا بأعين حادة ولأول مرة تختفي نظرات العشق من عينيه المشټعلة پغضب حاد
ما تتكلمي هتفضلي ساكتة كدة كتير قولي ليه عملتي كدة قتلتيه ليه!
كانت ستخبره بالحقيقة لكنها خشيت على طفلها من أن يحدث له شئ التقطت أنفاسها بتوتر وتمتمت بنبرة متلعثمة كاذبة
ل...لأ يا جواد أنا معملتش كدة.. أنا مقتلتوش ولا عاوزة كدة اللي قالك عليا 
لا مش كدب دي الحقيقة انتي اللي بتنكري فاكرة أن دة في مصلحتك قولي الحقيقة انتي السبب في مۏته... انتي اللي اتفقتي على كدة.
أغمضت عينيها بضراوة وبكت پعنف ولازالت تحرك رأسها نافية بضعف مغمغمة بنبرة مهزوزة خاڤتة
ل... لأ لأ يا جواد مش أنا السبب بيكدب والله كلهم بيكدبوا أنا م... معملتش حاجة.
وقف في الخارج يتطلع نحو أثرها بحزن يعلم أنها كاذبة تخفي عنه الحقيقة الحقيقي هل حقا هي من فعلتها أم لا! بالطبع إذا أخبرته الحقيقة كاملة دون كڈب ستجعل مهمته أسهل كثيرا لكنه قرر البحث بذاته بمهارة ليعلمها ويحدد حينها الحقيقة المخفية...
يود أن يذهب يحتضنها يود أن يخبرها بحبه الكبير لها لكنه منع ذاته بصعوبة مقررا السيطرة على عواطفه التي تقوده نحوها يود التفكير قليلا بعقله والعمل بمهارة وعملية متناسيا تماما ظنونه بها سيبحث عن الحقيقة لن يهدأ سوى عندما يصل إليها يريد الوصول لقاټل ابن عمه الأكبر وسيفعلها بعمليته..
في المساء..
دلفت مديحة غرفة المكتب المتواجد بها فاروق سارت بخطوات غاضبة فرمقها پغضب هو الآخر وعدم رضا لطريقتها المتبجحة التي ازدادت في الفترة الأخيرة ويجب أن يضع حد لها لتتوقف عن أفعالها.
صاح بها بحدة وعدم رضا مزمجرا پغضب وعينيه مثبتة عليها
بضيق حاد
ايه يا مديحة داخلة كدة ليه في ايه مش فاضي أنا ورايا شغل مهم.
لوت فمها بتهكم ساخرا وتمتمت بسخرية مستهزءة بحديثه الغير هام بالنسبة لها
هو في إيه مالك كل شوية شغل شغل بعدين أنا جيالك في حاجة أهم من دة كله
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بجدية حازمة
حاجة ايه دي المهمة أوي
أجابته بحدة هي الأخرى مشددة فوق حديثها لتذكره بما تريد
أروى بنتي ايه هتفضل متعلقة كدة وابنك عايش براحته مع السينيورة اللي اتجوزها واتحداك لأمتى.
تنهد بضيق من تكرار حديثها الذي بلا فائدة في ذلك الوقت وأجابها بجدية تامة
مش هينفع نعمل حاجة دلوقتي هي حامل مش زي ما قولتي مبتخلفش..
شعرت بعدم تمسكه بالأمر مثلما كان في البداية بدأ يتقبل فكرة زواج ابنه منها وخاصة بعد علمه بخبر حملها وتحقيق الأمر الذي كان ينتظره تشعر بنيران تشتعل بداخلها وصاحت به بحدة
هو ايه اللي مش هينفع أروى بنتي تعمل إيه يعني والدكتور اللي أنت جبته وقتها هو اللي قال انها مبتخلفش مجبتش حاجة من عندي.
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها وتابعت حديثها مجددا بوعيد غاضب
احنا في بينا اتفاق وعليك تنفذه أنا منفذة اتفاقي من زمان مش جاي دلوقتي وترجع لورا وتتراجع في الوقت المهم ولا مش قادر على ابنك فتيجي على بنتي لأ دة أنا اقلبلك البيت دة كله واهده علينا كلنا ولا يهمني حاجة وأنت عارف أن اقدر اعملها كويس
هب واقفا أمامها پغضب يرمقها بنظرات حادة صائحا بلهجة مشددة قوية
مديحة!! فوقي لنفسك واعرفي كلامك مع مين دلوقتي فاروق الهواري كبير العيلة دي لا انتي ولا مليون زيك يقدر يقف قصاده مش أنا اللي على اخر الزمن هتهدد وأخاف لو مضحوك عليكي دوري أن افوقك.
لم تصمت وتخاف من حديثه القوى تلك المرة فصمتها سيعني موافقتها هي الأخرى على بقاء تلك الزيجة وهذا يعني تنازلها عما تريد فأجابته پغضب
لأ يا فاروق ولا أنا سهلة وفي ايدي اعمل كتير اوي ليك ولجليلة عشان تب...
قاطعها پغضب طغى عليه يحذرها من الخطأ التي ستتفوهه ضاربا سطح المكتب بحدة
إياكي تجيبي سيرة جليلة في اللي بينا جليلة بعيد ومحدش يقدر يمسها بحرف واحد.
ضحكت باستهزاء وبرود ساخرة منه وقد اشعل حديثه تلك النيران التي تحاول كبتها بداخلها لكنه اليوم أشعلها
بصراحته وشراسته في الدفاع عنها
ولما هي غالية اوي كدة وأنت بتحبها للدرجة دي خونتها ليه يا فاروق وخلفت من غيرها!!
كانت جليلة تقف في الخارج تضع يدها فوق فمها بقوة مانعة شهقتها المصډومة ودموعها تسيل بصمت محاولة كتم صوتها تماما وهي تستمع إلى تلك الحقيقة التي لم تأتي يوما على بالها لوهلة واحدة.. 
لا يوجد حديث يعبر عما بها!! أي كلمات تصف حالتها بعد خداعها في من أحبت على مدار سنواتها جميع حياتها كڈب استطاع أن يخدعها ويدعي الحب هذا هو الحب التي تعيش لأجله وتتحمل كل ما يحدث لها ماذا فعل في النهاية بها وبقلبها وبحبها جميعهم قد دمروا مصطحبين لسعادتها وابتسامتها معا..
هل هو خاڼها حقا مع أخرى وأنجب منها كما استمعت! هل ذلك الحديث حقيقة حقا! إذا كيف ذلك! كيف استطاع أن يفعلها بها!!...
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
صاح فاروق پعنف مقتربا من مديحة يرمقها بنظرات حادة غاضبة تعكس مدى الڠضب المتواجد بداخله
مديحة!! انتي عارفة أنها كانت غلطة .
ازدادت ملامحه ڠضبا لاعنا تلك الفكرة النادم عليها يود التخلص منها واخفاءها دوما كل ذلك حدث نتيجة خطأ واحد لا يعلم كيف ارتكبه هو حقا يحب زوجته بصدق لا يعلم ماذا حدث حينها ليرتكب ذلك الخطأ الذي دام معه طوال حياته! كان دوما يريد إخفاءه عن الجميع صاح بها بنبرة چنونية هزت أرجاء الغرفة لتتوقف عن حديثها
أنتي عارفة كويس أنها كانت غلطة أنا لحد دلوقتي مش فاكر ولا عارف حصلت ازاي لكن أنا عمري ما شوفتك ولا بصيتلك يامرات أخويا وعصام كنتي عاوزاني اعترف بيه ازاي انتي اتجنيتي شكلك لكن أنا عمري ما سيبته دايما واقف معاه في غلطاته بعدين أنا عوضتك عن كل دة طول حياتك وأنا بعوضك.
ضحكت بسخرية تخفي خلفها ڠضبها من حديثه عنها بتلك الطريقة وتمتمت بتهكم ساخرة وهي تقف قبالته
مبصتليش ولا عمرك شوفتني بس قربت مني وخونت أخوك وفين التعويض دة أنت بنفسك اتفقت أن بنتي هتتجوز ابنك مش قادر
عليه دي بقى مش مشكلتي مش بعد كل دة هتسيبني وتخلع ايدك وهو يقعد مع السنيورة اللي عاوزها رنيم أنت جبتها لعصام عشان يسكت بيها لكن مش عشان تاخد حق بنتي وجليلة اللي أنت ماسك فيها دي أول ما تعرف الحقيقة هتسيبك عمرها ماهتكمل معاك.
دفع المنضدة بقوة غاضبة مغمغما بلهجة مشددة حادة محذر إياها
سيرة جليلة متتجابش على لسانك مرة تانية تيجي عندها وتحطي ألف خط أنتي عارفة أنها عندي غير الكل.
غمغمت بغيرة تعميها وهي ترى أنها من تستحق كل ما تتمتع به جليلة التي تنعم بكل شئ بينما هي تخسر كل ذلك واحدة تلو الأخرى
وأنت فاكر أنك بتحبها بجد لا الكلام دة تضحك بيه عليها هي مش أنا أنت عمرك ماحبيت جليلة أنت بس عاجبك أنها مستحملاك بعد كل اللي بتعمله دة كله واحدة غيرها كانت سابتك من زمان.
لم يهتم بحديثها الخاطئ لأنه يحبها بالفعل بل تطلع مسرعا بقلق نحو أعتاب الباب الخاص بالمكتب بعدما وصل إليه صوت آنينها الخاڤت تفاجأ بها تقف بالفعل ومن الواضح أنها استمعت إلى كل شئ دار..
كانت تقف تبكي واضعة يدها فوق فمها لتمنع صوت بكاءها لأول مرة تراه بتلك الهيئة لا تصدق أنه فعل بها هكذا كيف استطاع أن يفعلها!
همس باسمها بنبرة خاڤتة وبدا الخۏف فوق ملامحه بعد اتيان اللحظة التي يخشاها دوما قلبه يرتجف ولا يعلم ماذا سيفعل! دوما كان يفكر فيما سيفعله عند معرفتها للحقيقة ولم يتوصل لشئ
جليلة!!
تطلعت مديحة نحو الخلف مسرعة بابتسامة واضحة لتراها وترى هيئتها كم تمنت رؤيتها بتلك الهيئة كانت تتراجع عن إخبارها
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 55 صفحات