الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية "هوس من اول نظرة" (الجزء الثاني كاملة) بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 46 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


لجين تلعب مع عمها الذي رفع عيناه 
حالما فتح الباب حتى يرى هوية الطارق و ما 
إن رأى أروى حتى سألها..
هي فاطمة فين 
إستغربت من سؤاله لكنها لم تعلق بل 
أجابته على الفور..
خلتها بتجهز الفطار و هتيجي على طول . 
أومأ لها ثم حمل لجين و أعطاها لها 
قائلا..
تمام خذي لوجي عشان شكلها عاوزة تنام. 

حملتها أروى ثم خرجت رغم أن لجين 
كانت تبكي رافضة الذهاب معها و تريد 
العودة نحو عمها لكن أروى حاولت تهدأتها 
و وعدتها بأنها ستخرجها للحديقة لتلعب 
فهي لاحظت أن صالح طلب منها الخروج 
عمدا لسبب تجعله و ليس لأن لوجي تريد 
أن تنام بيوزعها يعني... 
وقفت فاطمة أمام الباب و هي تحمل 
صينية الإفطار تشعر بأن قلبها سيخرج
من مكانه من
شدة سعادتها لرؤيته خاصة 
بعد أن أعلمتها صفاء أنه طلب منها هي 
خصيصا أن تعد له الفطور... 
نفخت الهواء عدة مرات حتى تجلي بعضا
من توترها قبل أن ترفع يدها و تطرق الباب... 
حركت مقبض الباب ثم دخلت تبحث عنه
بلهفة كان يجلس على الاريكة منحنيا
بجسده للأمام بينما كانت عيناه مثبتتان 
على الباب.... 
إبتسمت و هي تراه أمامها بعد ثلاثة أسابيع 
من الغياب قائلة..
صباح الخير يا صالح بيه . 
وضعت الصينية على الأريكة بجانبه 
فالغرفة لم تكن تحتوي على طاولة 
و هي تضيف..
أنا عملتلك الفطار بإيدي و لو حضرتك 
عايز حاجة ثانية انا تحت أمرك. 
وقفت أمامه و عيناها ترمقانه بلهفة 
بينما كان هو يراقبها بجمود... 
جميلة هي بشعرها البني الفاتح و بشرتها 
البيضاء الصافية و عيناها البنية اللامعة
و رموشها الطويلة جسدها الممشوق
و ساقيها الناصعتين اللتين تضهران
أسفل تنورتها السوداء من يراها لا يتوقع 
أن خلف هذه الملامح البريئة أفعى سوداء
إستطاعت بكل سهولة ټدمير حياته كيف 
لم يتفطن لها من قبل رغم ان يارا حذرته منها
اكثر من مرة لكنه كان في كل مرة لا يهتم 
متهما إياها بالغيرة...حتى نظراتها العاشقة
التي لم تستطع إخفاءها في حضرته ظن 
أنها نظرات انبهار مثل باقي الفتيات اللواتي 
يقابلهن يوميا....
أبسببه هو قټلتها هي و إبنه .. ترددت تلك الفكرة 
داخل عقله مرارا دون رحمة حتى شعر بدموعه 
ټغرق وجنتيه ليهز رأسه برفض يقنع نفسه
أن ما يعيشه ليس سوى كابوس سيستيقظ 
منه عاجلا أم آجلا.... 
حمحم و هو يزيل دموعه قائلا بصلابة..
أنا آسف...أصلك فكرتيني بحد . 
تصنعت فاطمة الأسف و هي تتنهد
قائلة بصوت رقيق..
حضرتك لازم تاكل عشان تسترجع 
صحتك.... 
حول نظره نحو الصينية و هو يصارع
شيطانه الذي بدأ يظهر من جديد و 
يحثه أن يفصل رأسها عن جسدها لكن 
مهلا ليس الأمر بهذا السهولة فالمۏت 
سيكون سهلا أمام ما سيفعله بها 
فقط قليلا من الصبر... 
نفى أفكاره بصعوبه و هو يهتف من جديد..
شكرا ليكي.. تعبتك معايا . 
إنفرجت شفتاها پصدمة و فرحة لترد 
على الفور..
يا خبر أنا خدامتك يا صالح بيه حضرتك 
تأمر بحاجة ثانية 
أمسك صالح بفنجان القهوة يترشفه 
بصعوبة فهو لم يذق طعم الاكل و الشراب 
منذ أيام طويلة ثم قال..
أيوا.. عايزك تجيبيلي هدوم جديدة 
من اوضتي و عاوز سرير و دولاب صغير
كلمي أي شركة موبيليا و أطلبي منهم 
عاوزهم النهاردة عشان ناوي أنقل هنا.... 
نظرت فاطمة حولها تتفرس الغرفة 
بدهشة من قراره ثم علقت باعتراض..
بس حضرتك الأوضة صغيرة و... 
تنفس الهواء بعمق حتى يزيل تلك 
الغصة التي كتمت صدره قبل أن يغمغم 
مقاطعا إياها..
معلش انا مرتاح كده...
إستأذنت منه لتغادر رغم رغبتها العارمة
في البقاء و تمتيع نظرها برؤيته فحلمها 
الان بات قريبا منها حتى أنها تكاد تلمسه... 
تنهدت بانتصار و هي تستند على الحائط 
منتقلة بأفكارها بعيدا لتتخيل ذلك اليوم 
الذي ستصبح فيه من سيدات هذا القصر.... 
تحسست هاتفها لتجده في جيبها مقررة 
إنها ستخبر آدم بما حصل.... 
في المستشفى.... 
كان كامل يجلس على كرسي حجري 
في حديقة المستشفى ينتظر على أحر 
من الجمر إستيقاظ هشام لكي يعيد 
الطبيب فحصه فرغم ان حالته قد تجاوزت 
مرحلة الخطړ إلا أنه لايزال يشك 
في حدوث بعض الأعراض الجانبية خاصة
أنه تعرض لإصابة في عموده الفقري.... 
تأفف بضيق و هو يحاول للمرة العاشرة 
مهاتفة ميرفت حتى يطمئن عليها 
رغم أنها حذرته منذ أيام من معاودة 
الاتصال بها مخبرة إياه أنها قد قطعت 
علاقتها به للأبد..و أنها ندمت على التقرب 
منه و لم تعد تريده لا هو و لا غيره 
فحاليا لا يشغل بالها سوى غياب
إبنتها الفجئي... 
أعاد هاتفه لجيبه ثم إتجه نحو سيارته 
حتى يغادر إلى القصر مقررا انه سيعود 
مرة أخرى مساء.. فلا داعي الانتظار
إذن..... 
دلف جناحه مكرها و هو يفكر في ميرفت 
اللتي أصبحت تشغل جل تفكيره طوال 
الايام الماضية... فلولا الظروف السيئة
التي تمر بها لكانا الان معا.... 
فقد قرر بعد تفكير طويل ان يطلق إلهام 
و يتزوج ميرفت و ياخذها و يسافر إلى 
أي مكان بعيد عن هنا بعد أن يبيع الشركات 
و الأملاك التي يديرها مستغلا مرض والده 
و إنشغال أمين بصالح.... 
لكن إختفاء يارا و حاډث هشام دمرا كل 
مشاريع... أفاق من مخططاته على صوت 
إلهام التي خرجت للتو من غرفة الملابس
بكامل أناقتها..
هشام عامل إيه 
طالعها باشمئزاز قبل أن يجيبها..
على أساس هامك اوي إبنك عشان تسألي عليه
داه منظر واحدة إبنها عامل حاډثة إمبارح 
رددت إلهام بانفعال و هي تتجه نحو تسريحتها
يوووه إنت مبتزهقش من الخناق و إلا عشان 
ست الحسن طنشتك بعد ما بنتها هربت 
من جوزها بقيت بتتلكك على العموم ...أنا هروح 
أطمن عليه بنفسي... عيشة بقت تقرف . 
رشت القليل من عطرها ثم وضعت الزجاجة 
على سطح التسريحة پعنف و خرجت تاركة 
كامل يغلي من الڠضب فهو لم يعد يطيق 
رؤيتها أبدا و كأنه الآن أفاق على حقيقتها 
البشعة.... 
أرخى ربطة عنقه بانزعاج من حديث زوجته 
ذات اللسان السليط 
ثم جذبها بقوة و رماها 
على الأرض متجها نحو غرفة الملابس حتى
يغير ثيابه...
قادته قدماه نحو الجهة المخصصة 
لاغراض إلهام و تحديدا إلى الخزانة البلورية
التي تضم أفخم احذيتها و حقائبها التي 
تقدر بملايين الجنيهات و هو يفكر في 
سرقتهم منها حتى ېحرق قلبها...لكن
ما إن فتح الخزانة حتى صدم بخلوها... 
تصنم في مكانه ينظر للأرفف الفارغة 
بذهول كبير يفكر كيف لم يتفطن لها و أين 
كان هو عندما كانت تخرجهم من الغرفة
لا بد انها إستغلت الفوضى التي حصلت في 
القصر الأسابيع الماضية و كذلك إنشغاله
بميرفت فهو تقريبا كان يقضي معظم 
وقته في الخارج...
إنتبه فجأة لأمر آخر ليتوجه ركضا نحو 
الخزنة التي تضع فيها 
كل مجوهراتها ليفتحها.... تنهد بارتياح عندما 
وجد العلب في مكانها لكنه ما إن فتحها حتى
ذعر من جديد عندما وجدها خالية 
فيبدو أنها تعمدت ترك العلب حتى 
لا يشك فيها.... 
أغلق الخزانة بقوة و هو يشتم بكل الألفاظ 
التي يعرفها...لقد خدعته بكل سهولة و تلاعبت
به بعد أن اوهمته في الماضي انها لا تستطيع 
التصرف بدونه رغم أنها هي من كانت تخطط
حيث ساعدته بدهائها طوال السنوات 
الماضية على الاستيلاء 
على الشركة و الفوز بإدارتها و جعل شقيقه 
أمين مجرد موظف تابع له...
بقي يجوب الغرفة ذهابا و إيابا و هو يكاد 
ينفجر من شدة غضبه و يتوعد لها بين 
الحين
و الاخر فهو إكتشف الان أنها بصدد
بيع مجوهراتها و أغراضها الثمينة حتى 
تهرب خفية...
تظن انه الأمر بهذه السهولة.. لن يكون كامل 
عزالدين إن لم يجعلها ټندم.... 
في حديقة القصر.... 
فتحت إلهام باب سيارتها ليقاطعها
صوت إبنها آدم الذي كان يناديها..
ماما.... رايحة فين 
إرتدت نظارتها و هي تلتفت نحوه 
لتجد يبتسم.. 
رايحة المستشفى اطمن على اخوك . 
آدم..أنا كنت عنده من شوية..بقى كويس 
متقلقيش عليه... 
إلتفتت حوله بتوجس ثم إقترب منها 
هامسا..
عندي ليكي أخبار جديدة إنما إيه.. هتعجبك 
اوي. 
نظرت نحو ساعتها لتتفقد الوقت قبل أن 
ترفع رأسها من جديد هاتفة باختصار..
بسرعة عشان مستعجلة. 
همهم آدم بأعتراض قائلا..
ما أنا قلتلك إنه كويس مفيش داعي 
تروحي... المهم البت الخدامة كلمتني من 
شوية و قالتلي إن صالح طلب منها تعمله
الفطار النهاردة...و تكلم معاها . 
لوت شفتيها بملل و هي تعلق على كلامه..
و فين الجديد في كده... ماهي خدامة 
و دي شغلانتها.. بقلك إيه أنا مستعجلة و مش 
فاضية للهبل داه. 
أوقفها آدم محتجا..
يا ماما إستني شوية بس..انا بقلك 
إنه طلب منها هي بالذات يعني بالاسم 
...و كمان تكلم معاها و إنت عارفة حالته 
بقت إزاي داه رافض يتكلم معانا احنا. 
ضيقت عينيها قليلا ثم غمغمت باستنتاج
قصدك إنه إكتشف اللي حصل لمراته . 
آدم بضحك..تفتكري لو كان حس 
بحاجة كان سابنا عايشين لحد دلوقتي... 
المهم أنا هخليها تحقق أمنيتها و تتقرب 
منه لغاية ما تكسب ثقته و بعدين...من 
غير ما تحس هخليها تبعثه لمراته أنا لازم
استغل فترة ضعفه دي عشان أخلص منه. 
قاطعته إلهام و هي تلتلف حولها بقلق..
ششش...وطي صوتك هتفضحنا...الجنينة
مليانة جاردز و لو حد فيهم سمعك هتبقى 
مصېبة...و لو عايز نصيحتي...أنا من رأيي 
كفاية لحد كده... زهقت من الخطط و 
المؤامرات و عاوزة أعيش بقية حياتي
مرتاحة أنا حولت كل فلوسي لبنك 
في سويسرا و كمان يومين و هسافر
و مش هرجع هنا ثاني...إيه رأيك تيجي
معايا نبدأ حياة جديدة هناك بعيد عن 
الكل...صالح مش سهل زي ما انت فاكره 
لو شم خبر باللي إنت عملته مش هيرحمك
و إنت عارفه...و لو كان سيف عمل خاطر 
لجدك و سابك عايش لحد دلوقتي 
رغم كل اللي انت عملته فيه فصالح 
لا...إسمع كلامي و خلينا نهرب هما دلوقتي 
مشغولين في هشام و في حاډثة يارا 
يعني محدش هيركز معانا . 
إنتفض آدم بعناد رافضا إقتراحها..
إنت عاوزاني أسيب كل حاجة
بعد ما قربت اوصل. 
إلهام بتهكم..
بقالك سنين بتخطط وصلت لإيه 
الإنجاز الوحيد اللي عملته هو إنك
قدرت تدخل الخدامة لسريرك...أنا حذرتك
و إنت حر خلي دماغك الناشفة دي 
تنفعك . 
آدم پغضب..
بكرة هتشوفي أنا هعمل إيه مش فاضل 
غير سيف و كل حاجة تبقى ملكي . 
إلهام بسخرية..
قول كده من الاول...إنت هدف البنت 
الألمانية
على العموم أنا حذرتك و إنت حر.... . 
أشار لها آدم أن تغير الموضوع فوالده 
قادم باتجاههما... زفرت بملل ثم ركبت 
سيارتها و إنطلقت.... 
تجهم كامل عندما رأى آدم ليسأله بضيق..
مقلتلكش رايحة فين 
إستدار آدم ليرى سيارة والدته التي كانت 
تخرج للتو من بوابة القصر مجيبا بنفي..
قالت إنها رايحة لهشام المستشفى . 
اومأ له كامل بشك ثم قال محذرا إياه
قدامك يومين عشان ترجع الثلاثة 
مليون اللي إختلستهم الاسبوع اللي فات 
من الشركة....و بحذرك دي آخر مرة 
هغطي على عمايلك السوداء المرة الجاية 
هبلغ عنك يرموك في السچن يمكن أخلص 
من مصايبك. 
دفعه من أمامه ثم إتجه لياخذ سيارة 
هو الآخر ليلحق بإلهام فهو لم يصدق 
أنها ستذهب للمشفى خاصة و أنها خرجت 
بكامل زينتها و أناقتها..... 
حدق آدم في أثره پحقد و هو يتوعده 
ثم أخرج هاتفه و اتصل بوالدته و أخبرها 
أن تأخذ حذرها.... 
ضړبت إلهام مقود السيارة عدة مرات 
مفرغة فيه ڠضبها بعد أن أخبرها آدم
ان كامل قد سأله عن وجهتها فهذا يعني 
بالتأكيد أنه سيتبعها و هي كانت تريد
الذهاب للمحامي حتى تكمل إجراءات 
سفرها و الآن ستضطر لتغيير وجهتها 
نحو المستشفى ... 
دققت في مرايا السيارة بحثا عن سيارته 
حتى وجدته يسير خلفها على بعد مسافة 
قصيرة...لكنها سرعان ما إبتسمت بخبث 
و هي تضغط على الدواسة لتزيد من سرعة 
السيارة لأقصى حد ليتبعها كامل هو أيضا 
بعد أن إكتشف أنها علمت أنه يتبعها لكنه 
لم يهتم..... 
أشار لها بأن تتوقف على حافة الطريق 
لكنها لم تفعل بل ظلت تزيد في سرعتها
حتى فقدت سيطرتها على السيارة 
التي طارت في الهواء و إنقلبت عدة 
مرات قبل أن تتهاوى على الأرض وسط
الطريق... 
تعطلت حركة المرور و توقفت السيارات 
التي إرتفعت أبواقها إحتجاجا و عم الهرج 
و المرج.... 
نزل كامل من سيارته و ركض مسرعا نحو إلهام 
و لحقه الحرس الخاص بحمايته...أشار 
لأحدهم أن يهاتف
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 63 صفحات