رواية "هوس من اول نظرة" (الجزء الثاني كاملة) بقلم ياسمين عزيز
على المكان ليجد فتاة
مغمى عليها و مقيدة على كرسي ملامح
كانت تغطيه بالإضافة إلى الشريط اللاصق
الذي كان مشدودا على فمها و خديها و يحيط
براسها و على الأرض كان هناك رجلا ملقى
يظهر من ملابسه و هيأته أنه إبن ناس و ليس
مچرما عاديا
تحدث بينما عيناه لاتزالان مثبتتان على
الرجل عشان أنتقم لأخويا اللي ټقتل
فاطمة
عليك
نور شفت البنت الحلوة دي
هي دي بقي اللي قټلت اخوك و داه
شريكها
حدق سعدون في فاطمة و قد تجهم وجهه
و هو يقول
إعتبرهم حصلوه على جهنم يا باشا
همهم صالح و هو يفرك ذقنه مدعيا التفكير
تؤ إنت ليه مستعجل كده أنا لو كنت
عايز أقلتلهم مكنتش جبتك على هنا
الستات عشان كده هسيبلك البطة الحلوة دي
عاوزك تأخذ راحتك معاها خالص تحمرها تشويها
إعمل فيها اللي إنت عايزه و متنساش
تذوق المجرمين زمايلك فاهمني عيب
تاكل لوحدك بس متقتلهاش
رفع سبابته نحوه بتحذير و رمقه بنظرات
قاټلة ليبتلع سعدون ريقه و هو يحول
نظره نحو الأسود ليومئ له صالح قائلا
كده إنت وفرت عليا و عرفت انا ممكن
اعمل فيك لو منفذتش اللي قلتلك عليه و خليك عارف الشيطان اللي جوايا بيحاول ينسى إنك
اخو سعيد بس أنا مضمنش إنه ممكن يفتكر
في اي لحظة فخلي بالك إتفقنا
حرك سعدون رأسه بطاعة ثم هتف بصوت
منخفض حاضر يا باشا اللي تأمر بيه هيتنفذ
عاوزك تخليها تتمنى المۏت و لو عجبتني
هبقى اضبطك بقرشين كويسين مكافأة
لمعت عينا سعدون بطمع و هو يتخيل
أساليب الټعذيب التي سيمارسها هو و رجاله
على هذه المسكينة التي أوقعها حظها العاثر
في
طريق صالح
أشار له ليسارع نحوها و يفك وثاقها
ثم حملها على كتفه كشوال بطاطا
و يلتقط سطل الماء و يسكبه على
وجه آدم الذي فتح عينيه على الفور
احنى صالح رأسه للأسفل قليلا
ثم إبتسم له بزيف قائلا
حمد الله عالسلامة إيه ياراجل بقالي
ساعتين مستنيك تصحى عشان تودع
عشيقتك خسارة راحت من غير ما تشوفها
بس متقلقش هبقى ارجعهالك ثاني
إنتفض آدم و هو يحرك عينيه في ارجاء
متماسكا وقف على قدميه بصعوبة و هو
يهدر بنبرة واهنة
إنت جبتني على فين
اجابه صالح ببرود جبتك عشان أحاسبك
على قتل مراتي و إبني
سحب نفسا عميقا قبل ان يفاجأه
بلكمة على وجهه جعلت آدم يرتد إلى
الخلف و يرتطم بقضبان القفص أسرع
نحوه صالح ليمسكه من رقبته من الخلف
و يلصق وجهه بالقضبان هادرا في اذنه
بصوت مرعب
طول عمرك واطي و و بس مكنتش
متخيلك بالنذالة دي مثمرش فيك كل اللي
عملته عشانك وقفت جنبك و ساعدتك
وأنقذتك من سيف بدل المرة ألف عملتلك
إيه عشان تغدر بيا بالشكل داه كل داه
عشان الفلوس قټلت مراتي و إبني
عشان الفلوس يااااا ك
رماه على القاعة ثم سار ليفتح عدة حقائب
كانت مرمية في احد جوانب القفص مليئة
بالنقود ثم رفعها للأعلى فوق آدم تحديدا
و افرغها فوقه
كان آدم مصعوقا من هول المفاجأة حاول
أن يتذكر كيف أتى إلى هذا المكان لكنه
فشل فآخر ما يتذكره هو ظهور صالح فجأة
أمامه عندما كان في مرآب السيارات
في شركة والده
إنتبه لصالح الذي يمسك بقارورة
بنزين صغيرة يحركها بين يديه و هو
يقول
متحلمش إنك هتخرج من هنا عايش
و أسهل مۏتة هتحصل عليها هي إنك
تبقى وجبة للاسود اللي حواليك دي
إرتجف آدم بړعب و هو ينتفض من
مكانه محاولا الوقوف لكنه لم يستطع
حرك رأسه بنفي و هو ېصرخ بهلع
إنت مستحيل تعمل فيا كده صالح
متنساش انا آدم إبن عمك إنت لا يمكن
تأذيني
رفع صالح حاجبه رامقا إياه بجمود ثم
قال
و لما كنت بتخطط ټقتل مراتي مفكرتش
ليه إني إبن عمك خليك فاكر يا آدم انا
صالح مش سيف
رمى القارورة من يده ثم إتجه نحو باب
القفص ليغادر غير آبه لصړاخ آدم الذي
ملأ المكان
الفصل الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
بعد بضعة أشهر أخرى في الجزيرة
الفيلا اللي قاعد فيها صالح دي
الفيلا بتاعة سيف اللي على الجزيرة
دقت الساعة منتصف الليل ليبتسم ذلك
الجالس على كرسيه پألم فاليوم كان من
المفترض أن يولد طفله الرابع و العشرون من
شهر
إستقام من مكانه و غادر الغرفة متجها نحو
ذلك القبو العفن الذي كان يحتجز فيه
آدم بعد أن نقله منذ أيام قليلة من
القفص الذي أذاقه فيها أصنافا من العڈاب
و الألم
وجده ممددا على كومة من القش ملابسه
التي لم يغيرها منذ مجيئه إلى هنا إهترأت
من كثرة الضړب و الټعذيب
جلس صالح على كرسي و أسند ظهره
على جدار القبو
يكن يفارق يده سوى سويعات قليلة وقت النوم
رفع آدم رأسه حالما إستنشق رائحة
السچائر ليتمكن بصعوبة من رؤية صالح
بسبب تورم عينيه حاول أن يتحرك نحوه
رغم شعوره بآلام فظيعة في كامل أنحاء جسده
فعظامه تقريبا بأكملها مهشمة
أقل حركة يقوم بها أصبحت مرهقة بالنسبة له
اجهش بالبكاء و هو يتوقف مكانه بعجز قبل
أن يتحدث بلسان ثقيل محاولا إقناعه ان
يسامحه
ص صاااللح ااارجووك اانت مش
هتتتقتلنيي اانا اابن ععمك
إلى الأمام مسلطا عينيه الحادتين عليه
قبل أن يقول بسخرية
عندك حق انا مش ھقتلك مش عشان
انت إبن عمي تؤ عشان مش عاوز أوسخ
إيدي بواحد زيك أنا هديك فرصة اخيرة
عشان تعيش
وسع آدم عينيه حتى يستطيع رؤية ملامح
وجه صالح ليتأكد من أنه لا يمزح
بينما اضاف الاخر و هو يقف على قدميه
أنا هعمل زي ما عملت إنت مع يارا
بالضبط و إنت و حظك بقى يا تعيش
يا ټموت جهز نفسك بكرة الصبح
عشان هتخرج من هنا
رغم أنه لم يفهم مقصده جيدا إلا أنه
كان في غاية السعادة ضنا منه أن صالح
أخيرا قد صفح عنه و سيامحه كما
يفعل سيف دائما رغم انه حاول قټله
عدة مرات و هذا ما جعله يتمادى
و يعيد چرائمه
صالح فكر كثيرا قبل أن يعطيه هذه الفرصة
فهو متأكد ان آدم للأسف شخص لا يتعظ
من أخطاءه و سيؤذيه من جديد بطريقة
أخرى
أذاه كثيرا و حطم حياته و قتل زوجته و طفله
لكنه في المقابل لن يستطيع فعل المثل معه
صالح عارف كويس إن آدم شخص
مؤذي و حتى لو سامحه المرة دي فمش
هيسيبه في حاله لا هو و لا باقي العيلة
عشان هو عارف مخططه كويس اللي
بيخططله مع زمان مع مامته هو عايز يتخلص
من صالح و سيف عشان ياخد الورث
و الشركات لوحده إنما هشام اخوه وفريد
فمش بيأذيهم عشان هما ملهمش في عالم
البيزنس هو عايز يكوش على الفلوس بتاعة
جده كلها و كمان يحصل على سيلين بس طبعا
لو حد من باقي العيلة تعرضله فأكيد مش
هيتردد إنه يتخلص منه حتى لو كان ابوه نفسه
المهم صالح رغم كل داه مقدرش أنه ېقتله
عشان بجد القټل حاجة كبيرة أوي حتى لو دفاع النفس خصوصا انه إبن عمه و هو خاېف
ېقتله و بعدين يندم حتى لو بعد سنين لو كان
صالح القديم كان قټله من أول لحظة من غير ميرفله جفن بس هو بجد من جواه بقى مدمر كليا
بعد مۏت يارا عشان كده خير إنه يديه
فرصه اخيرة بس طبعا الفرصة دي كانت
بمثابة فخ يعني هو لو كان قټله دلوقتي كان
ارحم بجد
غادر صالح القبو تاركا آدم يحاول التحرك
هكذا هم بعض الناس لا يقتنعون بما لديهم
حتى يسيطر عليهم الجشع و الطمع
و يجدون أنفسهم في الاخير انهم خسروا كل
شيئ حتى حياتهم
قبل يومين في حارة الواد بندق التي تسكنها سارة
طبعا اسم الحارة خيالي
كانت يارا تجلس مع أم إبراهيم كعادتها
بعد أن تقصد سارة عملها و تذهب سهى و مليكة
إلى مدارستهما
يارا بعد أن باعت خاتمها بسعر جيد أصرت
على أن تعطي أم إبراهيم جزءا كبير من المال
إعترافا لها بالجميل فهي قد إستقبلتها في منزلها و عاملتها جيدا و كأنها إحدى بناتها حيث كانت
تهتم بأكلها و ترافقها في كل مواعيدها
عند الطبيبة لكن أم إبراهيم رفضت بشدة
و أخبرتها انها كانت ستفعل ذلك معها أو مع
غيرها و عندما يئست يارا من إقناعها قامت
بإرسالها إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة
و هذا ما جعل أم إبراهيم تبكي من شدة الفرح
و جددت لها الدكان القديم الذي تعمل به
و إشترت لها الشقة طبعا هي فعلت ذلك
دون مشورتها مستغلة انها
تجهل الكتابة و القراءة
و تخبرها انها أوراق من أجل الطبيبة او شراء
الأدوية
كانت أم إبراهيم تقشر بعض الخضر
لإعداد طعام الغداء بينما كانت يارا
جلس معها و تشاهد التلفاز فجأة
تأوهت بخفة عندما سعرت ببعض التقلصات
أسفل بطنها لكنها ظنت ان الامر عادي خاصة
أنها تتكرر معها في الأيام الأخيرة
رمقتها أم إبراهيم بطرف عينيها
قائلة
هو النهاردة كام في الشهر
اجابتها يارا و هي تتنفس بقوة 22
همهمت أم إبراهيم قبل أن تأكد
يعني لسه فاضل يومين على
معاد الدكتورة بس داه ميمنعش إنك
ممكن تولدي قبل كده او بعده
تأوهت يارا من جديد و هي تقول بصعوبة
معرفش يا طنط معرفش ااااه إلحقيني
رمت أم إبراهيم السکين من يدها ثم نشفت
يديها بالمنديل و هي ترفع جسدها الممتلئ
عن الاريكة و هي تهتف
الظاهر إنك بتولدي أنا قلتلك متصدقيش
كلام الدكتورة دي اللي مش فاهمة شغلها اصلا
سحبت يارا أنفاسها المقطوعة و قد بدأت
الآلام تزداد
مش عارفة حتى الدكتورة اللي قبلها ادتني
نفس الموعد ااااه مش قادرة إلحقيني يا طنط
هرعت ام إبراهيم نحو هاتفها لتتصل
بتهاني حتى تأتي و تساعدها فسارة
في عملها و سوف تستغرق وقتا طويلا حتى
تصل
رمت الهاتف من يدها و عادت نحو يارا
لتهدأها قائلة
إتنفسي كويس و مټخافيش انا هدخل
اجيبلك شنطتك من جوا و العباية بتاعتك
و تهاني هتجيب تاكسي و تيجي حالا
صړخت يارا بقوة و هي تتمسك بحافة الكرسي
بسرعة يا طنط اااه مش قادرة ھموت اااه
لم تمر سوى دقائق قصيرة حتى حضرت
تهاني لتفتح لها ام إبراهيم الباب لتهرع
نحو يارا التي لم تكف عن الصړاخ أسندتها
حتى تقف من مكانها بمساعدة والدة سارة
ثم اخذوها إلى العيادة النسائية التي كانت
تتابع عندها يارا حملها حيث إتفقت مع
الطبيبة انها ستلد عندها
مر الوقت صعبا على يارا حالها كاغلب
أحوال النساء اللواتي تضعن صغارهن
خاصة عانت كثيرا أثناء الولادة خاصة
و أنها كانت تحمل توأمين
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات
حتى تطمئن أم إبراهيم و تهاني اللتان
كانت تنتظران خروجها على أحر من الجمر
و تدعوان الله أن ييسر ولادتها و يخرجها
سالمه معافاة هي و صغيريها
تحدثت الطبيبة و هي تبتسم لهما بود
الحمد لله مدام يارا بخير شوية و تقدروا
تشوفوها
هتفت أم إبراهيم من جديد بلهفة
طب و الولاد كويسين
اجابتها الطبيبة دون تردد
كلهم كويسين متقلقوش عن اذنكم
إستاذنت الطبيبة و إنتظرت تهاني هي
و والدة سارة عدة دقائق أخرى قبل أن
سمح لهما الممرضة بالدخول
هرعت ام إبراهيم تتفقد يارا التي
غفت قليلا من شدة تعب الولادة
لتطمئنها الممرضة من جديد على
صحتها و أعطتها أحد الصغيرين
بينما ناولت الاخر لتهاني لتحمله
بحذر شديد
تحدثت