رواية "ملكه علي عرش الشيطان"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم اسراء علي
المطاف من خلفها الحائط ومن أمامها هو وأنفاسها هاربة منها
قريب منها لأول مرة ب تلك الدرجة حتى السابقة لم يكن ذلك جسدها مرتجف وعيناه المظلمة تحدق ب خاصتها الصافية وثيابها ملفته لم تجذبه إمرأة إلى هذا الحد بل لم تفتنه ك تلك
سديم
همس ب اسمها وهو يغمض عيناه مستمتعا ب لحنه بين عاد يفرق جفنيه ثم همس وهو يقترب
يا ترى قالوا لك إيه عن الشيطان!
أما هو ف أكثر من مستمتع بها يعلم أنه يبث بها الړعب ولكنه يعشق إهتزاز حدقيتها تلك وإرتجافتها
دنى منها إلى حد مفزع وأنفاسه الهادرة تصفع وجهها ب قوة ضربات قلبها تسارعت إلى حد ما فوق الطبيعة وعقلها لم يعد يتحمل ف كانت على وشك الاغماء ليقرر الرأفة بها ليفصلها عن العالم ف تتهاوى بين يديه
جلس عدة لحظات يطالعها وهي على الأريكة ليهمس ب جمود ومكر
جميلة
نهض أرسلان وجلس مقابلا فوق الأريكة يضع ساق فوق أخرى وذراعيه يفردهما فوق مسندها عيناه تطالع تفاصيلها أمامه بلا حول أو قوة وأثناء جلوسه بقى يفكر ماذا يجذبه بها!
أم إدعاؤها الشجاعة وبداخلها يرتعد خوفا!
ولكن ب كلا الحالتين هي إمرأة وآدم يحتاج حواء ب حياته ولكن لينتظر ليلعب قليلا بل كثيرا قبل أن يجعلها ملكه يريد حواء تلك ولا غيرها ستكون له
هرولت سمية بعدما إلتقطت أنفاسها عندما تذكرت رحيل قصي مع سديم لتزف إليه الخبر المشؤوم
كانت تركض ب أقصى ما تملكه من طاقة حتى وصلت البناية توقفت عند أول الدرج تلتقط أنفاسها ثم بدأت الصعود
حسمت أمرها وإتجهت إلى شقة قصي طرقت الباب ب خفة وهى تستدير بين اللحظة والأخرى إلى الباي المقابل حتى ظهر قصي والذي ظن أنها سديم
تفاجئ عندما وجد سمية وسألها ب توجس ف حدسه أخبره أن هناك سوءا قد حدس
تلعثمت متهدجة ف لم يفهم حديثها ليشير ب يده أن تهدأ ثم هدر ب صرامة
إهدي عشان أفهم وأعرف أتصرف
وضعت سمية يدها على صدرها وب نبرة مرتجفة قصت عليه ما حدث
بعد أمام مشيت يا سي قصي عملت اللي قولت عليه وقبل أما أطلع لاقيته ف وشي وسألني على مكان ست سديم حاولت أكدب بس والله عرف
أظلمت عينا قصي وهو يرفع رأسه إلى باب شقتها ولكنها سرعان ما إتسعت مصعوقا وهو يظن أنه معها الآن وحدهما هي بين يديه
سدييييييم!!!
ولكن السكون كان رده الوحيد ليعود ويطرق ب عڼف أكبر حتى أوشك على تحطيم الباب وب صوت جهوري عاد يهدر
سديييم إفتحي الباب أفتح الباب أحسنلك
وأيضا لا رد سمية خلفه تضع يديها فوق رأسها وتنتفض مړتعبة المسكينة بين براثنه وحيدة
لم يجد قصي بدا ليتراجع عدة خطوات ثم دفع الباب ب كتفه أعادة الكرة عدت مرات حتى فتح الباب على مصرعية
إندفع صارخا ب اسمها وعيناه تدور بحثا عنها
سديييييم!!!
توقف لاهثا وعيناه جاحظة تكاد تخرج من محجريهما وهو يراه جالسا ب هدوء ب
وضعيته السابقة وعيناه لا تحيد عن تفرسها لم ينتفض أو يلتفت إلى قصي بل بقى معلقا بها
تنفس قصي بحدة وهو يتقدم منه ينوي لكمه ولكن أرسلان كان أسرع منه يتفادى الضړبة قبل أن ينهض وهو يعدل سترته متشدقا ب سخرية
أنت صحيح ظابط ومتدرب بس برضو متستخفش بيا يا حضرة الظابط
أمسكه قصي من تلابيبه وهدر ب شراسة
عملت لها إيه يا حيوان!!
وضع أرسلان يده على يد قصي القابضة على ثيابه وأردف ب نفس السخرية
هكون عملت لها إيه!! ما هي قدامك أهي صاغ سليم
نظر إليه قصي ب عينين قاتمتين وعضلات تتشنج ڠضبا ليضحك أرسلان قائلا
لو قصدك حالتها دي! ف هي اللي مألكتش بقى دا جزاتي إني مسبتهاش ومشيت
ب نبرة ټهديدية قاسېة أردف قصي أوعى تكون مديت إيدك دي عليها لأني ساعتها
هنا وتحولت سخرية أرسلان إلى ڠضب ليقاطعه ب نبرة عڼيفة و قوية
هتعمل إيه! هتفكر تمنعني عنها إزاي! أنا حابب أسمع طرقك العقيمة ف منعي عنها
أنفاس قصي الحادة كانت تصطدم ب وجه أرسلان ولكن الآخر لم يهتز له جفن
تشنجت عضلات فك الأول وهو يهمس ب قسۏة
ساعتها هخلص كل القديم كل دين عليك هتدفعه وتمنه هيكون غالي أوي
كانت عينا أرسلان ظلاما دامسا ما أن نطق قصي ب تلك العبارة كور قبضته يمنع نوبة هياج عڼيفة وڠضب تطيح ب الجميع وأولهم ذلك الأحمق الذي يقف أمامه
لذلك حاول تنظيم أنفاسه الهادرة وتهدأة نفسه قبل أن يردف ب برود ثلجي
متقولش كلام مش عارف إذا كان صح أو غلط أنا مبدفعش تمن حاجة مليش إيد فيها ف مترميش فشلك عليا يا حضرة الظابط
ثم تحرك من أمامه عدة خطوات قبل أن يستدير وهو يرفع إبهامه دلالة على تذكره شيئا ليردف ب قسۏة
لو عاوز أأذيها هعملها ف وجودك أو غيابك لما بعوز أعمل حاجة محدش هيوقفني بس كله ب وقته
ليكمل تحركه نظر إلى سمية الواقفة أمام باب شقتها ليبتسم ب سخرية ف شهقت هي وتراجعت عدة خطوات
أكمل هبوط الدرج حتى وصل إلى سيارته صعدها وأدار المحرك قبل أن يلقي نظرة أخيرة على شرفتها ثم إنطلق بقوة حتى أصدرت إطارات السيارة صوتا عال
أما ب الأعلى كان قصي يقف جامدا مكانه لم يتحرك وعيناه تشتد قساوة و تعتليها نظرة قاټلة حاقدة كور قبضته حتى تجلت عروقه ب شدة
إلتفت إلى سديم بعد عدة لحظات ليجدها على حالها زفر ب ڠضب وهمس
مقدرتش أحميها وهي جنبي
صمت قصي قليلا ثم جثى على ركبتيه وظل يحدق بها حتى قاطعته سمية ب سؤالها الخاڤت
هتعمل إيه يا سي قصي!
إلتوى شدقه ب شبه إبتسامة متهكمة ف هو نفسه لا يعلم ماذا سيفعل لينظر إليها ثم مط شفتيه دليلا على جهله قبل أن تلمع فكرة خاطفة ب عقله
نهض قصي ب بطء لتعقد سمية حاجبيها وتساءلت
مالك يا سي قصي!
أنا عندي الحل
تساءلت ب لهفةإيه هو!
حدق قصي بها لثوان قبل أن يردف ب قوة و دون تردد
هتجوزها
الفصل السابع
ملكة على عرش الشيطان
الشعرة التي تفصل الحق عن الباطل
كلمة
أخذت سمية عدة ثوان حتى تستوعب ما تفوه به الآن إلا أنها أعادت سؤالها وحاجبيها معقودين ب غرابة
هتعمل إيه يا سي قصي!
نظر إلى سديم عدة لحظات قبل أن يعود ب نظره إلى الأخرى وتشدق ب جدية وغريزة حماية تتمكن منه
دا الحل الوحيد اللي قدامي يا أسيبها زي الغزالة بين فك أسد يا أكون صياد رحيم وأخدها أحميها
وكدا هتعرف تحميها أنت كدا بټأذي نفسك ب تأذيها
رمقها ب غموض قبل أن يتشدقوليه مكنش بدي نفسي فرصة تانية!
كانت عبارته مبهمة رغم السنوات الطوال التي عايشتها معه ولكن قصي غامض وحياته الخاصة تحيط بها العديد من الخطوط الحمراء
وعندما همت ب سؤاله أوقفها ب أمره وهو ينحني إلى سديم
هاتي أي برفان من أوضتها عشان أفوقها
تنهدت سمية ب شفقة تجاهها وقالتالبنية مش حمل اللي بيعمله دا
و رغما عنه عيناه تغيم ب تعبير قاس بشرتها الشاحبة إزرقاق شفتيها وكأن الحياة تغادرها جعلت حدقيته ترتعش ب ڠضب منه ومنها ومن نفسه قبلا بجواره وطالها الأڈى يريد لها الرحيل عن هنا ولكنه لا يريد رحيلها عنه
إلتفت على صوت سمية الذي أتاه عند أعتاب الغرفة
ملقتش غير دا يا سي قصي!
أشار دون إهتمامهاتيه
تقدمت منه وأعطته إياه قربه أولا إلى أنفه وليته لم يفعل ف رائحة العطر توازي عيناها فتنة بل يشبهها إلى حد كبير
أفاق من أفكاره لينثر القليل فوق باطن يده وقربها منها ثم همسة دافئة لا تليق سوى به ولا يختصها سوى بها
سديم!!!
كل ما حصل عليه كان تململ بسيط عاد ينثر العطر وعاد يهمس ليكون الرد هذه المرة شهقة مع إنتفاضة منها مبتعدة عن ذلك الظل الذي أمامها
إبتعد قصي حتى لا يثير هلعها لتقترب سمية منها وتحضتنها ثم تشدقت ب لهفة
ألف حمد لله ع السلامة يا ست سديم وقعتي قلوبنا عليك
كانت لا تزال ب نصف وعي وقد داهمتها مقتطفات من
أحداث ما قبل قليل ليرتجف جسدها رغما عنها ولكن نبرة سمية وعناقها الدافئ جعلها توقن أنها بخير الآن وقعتي قلوبنا عليك إسترعى إنتباهها عبارتها الأخيرة لترفع أنظارها المذهولة تجاه قصي والذي يرمقها ب حنان ودفئ تتخلله بعض القسۏة والڠضب
إزدردت ريقها ب توتر ثم إعتدلت جالسة تجذب طرف ثوبها قائلة ب شبه همس
أنا كويسة الحمد لله
وكانت تنوي الصمت ولكنها تراجعت فجأة عندما وجدت قصي يجثو أمامها ثم نظر إلى سمية وقال ب جدية
معلش يا سمية تقدري تسيبينا لوحدنا شوية
نهضت سمية وقالت ب إبتسامة صادقةأنا هقوم أعمل شوربة لست سديم ترم عضمها
ضحك قصي وقالعضم إيه اللي ترمه! إحنا محتاجين ترم لحم
رغم أن المزحة ليست بوقتها ولكنها إبتسمت متناسية نظرات الآخر ة ٩ط لها لمح إبتسامتها ب طرف عينيه ليبتسم هو الآخر ب راحة لتقول سمية ب أكبر إبتسامة تمتلكها
حيث كدا يبقى العشا النهاردة عند الست سديم
ولم تزد رحلت وتركتهم ليعود ب نظره إتجاهها ودون مقدمات نهض و مد يده إليها لتنهض ثم تشدق ب إبتسامته الرائعة
تعالي
نشم هوا ف البلكونة أنت محتاجة هوا فريش
ترددت ب وضع يدها لتحسم أمرها ب النهوض دون الحاجة ليده ليبتسم ويبعد يده ولكنه أستوقفها ينظر إليها نظرة ذات غزى ى
معندكيش مشكلة تخرجي كدا!
كدا إزاي!
كانت نبرتها مبحوحة ف إستحوذت على نظراته ورغم ذلك لم يفقد تركيزه ليعود ب نظره إلى ساقيها مشيرا إليها لتنظر إلى إتجاه أنظاره لتجده يقصد ساقيها
عادت تنظر إليه رافعة أحد حاجبيها ب حركة لا تتناسب مع الموقف كله ولكنها قالت ب إستنكار
لأ معنديش
ثم إستدارت تتابع خطاها ناحية الشرفة وبقى هو يحدق ب رحيلها حالتها لا تسمح لها ب إظهار القوة ولكن تلك سديم وسديم لا تعرف الخۏف ما بعد الصدمة ف هي وقعت تحت ضغط وإنتهى الأمر
تكون ك العصفور المبتل أمام أرسلان لأنه الشيطان
وتكون شمشون الجبار أمام قصي لأنه و ب بساطة قصي
حرك رأسه ب يأس وتبعها ب صمت يحلل تلك الفتاة وب داخله يقول
أكيد برج