الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية "صراع الذئاب"( الجزء الثاني) بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 4 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

وكالعادة تلازم أنامله سيجارته وع جانبه الأخر فنجان القهوة التي تفوح رائحته بكل أرجاء الغرفة
هي بعدما تركته وصعدت إلي غرفتها ظلت تبكي ورأسها كاد ينفجر من التفكير ... تريد القليل من الحرية حتي تستطيع رؤية من يهواه قلبها غير آبهه لما سيحدث لها إذا تم إكتشاف ما تنوي ع فعله
نهضت من فوق تختها وذهبت لغرفة الثياب وتوقفت أمام تلك الثياب المعلقة التي لاتمس منها أي قطعة منذ أن جاءت إلي ذلك القصر مرغمة
تناولت ثوب قصيرشفاف باللون الأرجواني ومعطف من الحرير المنسدل بنفس اللون ... قامت بتبديل ثيابها بما أختارت ... وعندما نظرت إلي المرآه غرت فاهها بخجل فأمسكت بالثوب حتي تقوم بخلعه لكن شردت قليلا فأنسدلت عبره من عينيها وقالت بصوت مليئ بالشجن 
سامحني يا آدم
ثم تناولت المعطف وقامت بإرتداءه لتعقد ع خصرها ذلك الحزام الحريري وتوجهت نحو مرآة الزينة لتضع بعض الحمرة ع شفتيها وترسم عينيها بقلم الكحل ... تمشط خصلات شعرها التي قامت بنثرها ع كتفيها
نعود مرة أخري إليه ... مازال منهمك ف أعماله عبر الحاسوب ... أرتشف أخر قطرة قهوة بالفنجان
فتح الباب بدون إستئذان وبدون أن يرفع عينيه فهو يعلم جيدا من الذي يتجرأ ع إقتحام مكتبه هكذا
دقات قلبها تكاد تصل إلي أذنيه ... تنظر إليه ثم أغمضت عينيها لتعتصرهما پألم وتفوهت بالآتي 
أنا موافقة
١٢
أنا موافقة .... قالتها بكل شجاعة ع الرغم من التوتر التي أخفقت أن تخفيه
رفع عينيه عن حاسوبه تاركا سيجارته ف المنفضة ثم أغلق الحاسوب وعينيه لم تفارق عينيها وسرعان أرتسمت إبتسامة سخرية ع محياه
أردفت بحنق هو أنا بقول حاجه تضحك !!!
لم يستطع تمالك نفسه فتراجع بكرسيه إلي الوراء لينفجر ضاحكا بتهكم مما أثار ڠضبها .. فأقتربت منه ثم قامت بإدارة المقعد حتي أصبح ف مواجهتها وهي ترمقه بنظرات
أتفضل نفذ شرطك ... قالتها وهي تفك عقدة الحزام لتزيح المعطف عن كتفيها وينسدل ع الأرض أسفل قدميها
حينها نهض من مكانه لتتحول ملامحه إلي الوجوم يحدق بها من أعلاها لأخمص قدميها ... لتفاجأه وهي تنظر له بتحدي وقالت 
أي رجعت ف كلامك !!!
هااااااا ... شهقه أطلقتها وهي تنهض بجذعها بفزع تلمس شفتيها بأطراف أناملها لتتأكد أن هذا مجرد حلم 
أسرعت بالنهوض لتذهب إلي المرحاض تفتح الصنبور وتغترف منه وتلقي ع وجهها ... نظرت إلي مرآة الحوض التي تأخذ الحائط بأكمله لتجد إنها مازالت بثوبها الممتلئ برائحة عطره فقامت بخلعه ع الفور وولجت إلي كابينة الإستحمام الزجاجية وهي تدير المقبض لينهمر عليها الماء مختلطا بعبراتها التي أجهشت بها توا
يصعد الدرج بترنح بعدما أخذ يشرب إلي أن ثمل ... وصل أمام باب الغرفة ودلف إلي الداخل يبحث عنها بعينيه ف كل أرجاء الغرفة المظلمه لم يجدها فأستنتج إنها بالمرحاض من ذلك الضوء المنبعث من الباب الزجاجي ... ألقي نفسه فوق التخت وأخذ وسادتها يستنشق رائحتها مغمض العينين معانقا إياها وكأنها محبوبته ... ظل هكذا حتي
غلبه سلطان النوم
خرجت للتو من المرحاض تلتف بمنشفة قطنية وخصلات شعرها مبتلة متجهة نحو غرفة الثياب لكن لاحظت ذلك النائم ... أطلقت تنهيده بطمأنينه وكادت تتركه هكذا لكن لاتعلم ماذلك الشعور الذي أعتراها للتو .. أقتربت منه بخطوات حذره فأقتربت من أنفاسه لتجدها منتظمة رفعت ساقه المتدليه فوق التخت ثم قامت بخلع حذائه وجذب الغطاء لتدثره
وأمسكت بالوسادة من بين زراعيه ووضعتها جانبا عابرة بجذعها من فوق وجهه فأنسدلت منها قطرة مياه ع وجنته أزعجته فأطلق زمجرة أفزعتها لتقع فوقه ليمسكها بين زراعيه غير مدرك ... ... حاولت النهوض والإبتعاد عنه لكن عضلات ساعديه الحديدية أقوي من مقاومتها فأستسلمت ... ظلت شاردة بملامحه لتجدها هادئة تاره ومټألمة تاره أخري كمن يري كابوسا مخيفا فيشد من عناقه لها وكأنه يستنجد بها
مر الوقت حتي أنتابها النعاسموصدة أهدابها لتغط ف سبات عميق
أشرقت الشمس لتطلق أشعتها الذهبية ف كل أرجاء الأرض تتخلل النوافذ ... لاسيما تلك النافذة الخشبية القديمة ف منزل عبدالله
تلك الجميلة النائمة يدثرها غطاء قطني تتقلب بحرية حتي بدأت تستيقظ وتفتح عينيها التي وقعت ع الذي يدخل حاملا صينية مليئة بالطعام
النهاردة فرحي ياجدعان ... وأخيرا أتجوزت ... يدندن بها عبدالله بطريقة فكاهيه
نهضت شيماء وهي تمسك بالغطاء تملأ البسمه ثغرها
فقالت وربنا مچنون
ترك الصينية ع التخت وأقترب منها جالسا بجوارها وصاح 
مچنون بيكي يا شوشووووو ... يا أجمل عروسة فيكي ياجمهورية مصر العالمية ... صباحية مباركة ياعروسه
أبتسمت بخجل وأجابت صباح النور ياحبيبي
عبدالله كالأبله غرا فاهه يا أي
شيماء بدلال تفوهت يا حبيبي
وقال حد يشبع من المهلبية من طبق فواكه الجنة الي أدامه دي .. أنتي خليكي مريحه ع السرير وطلباتك كلها أوامر يا روح وقلب عبده ... 
شيماء للدرجدي بتحبني ياعبدالله ولا عشان أخيرا نولت مرادك مني ... قالتها بخجل وهي تعض ع شفتها السفلي
رمقها بأمتعاض وقال أخص عليكي دي أخرتها ... تنهد وأردف هقولهالك تاني ياشيماء أنا عبدالله جوزك الي قلبه شافك قبل ماعيونو تاخد بالها منك والي بتقوليه ده يتقال لامؤاخذه لواحد شاقط بت من إياهم ... فهمتي
نظرت له بملامح أسف وقالت حقك عليا يا نور عيني متزعلش مني مكنش قصدي
رمقها بنظرات ماكره وقال لاء أنا لسه زعلان
شيماء طيب أي الي يرضيك ياحبيبي
أشار إلي فمه وقال عايز الإصطباحه بتاعتي
أبتسمت بخبث وقالت وأي هي الإصطباحه ياسي عبده
عبدالله غمضي عينيكي وهتعرفي دلوقت 
شيماء أديني غمضت 
قالتها وأوصدت عينيها ..ليقاطعه رنين جرس المنزل
عبدالله متأففا يووووه ده مين ابن الرزله الي بيقطع علينا ده
أطلقت ضحكه مٹيرة وقالت روح شوف مين ليكون أبويا
وضع يده ع فمها وقال يخربيت ضحكتك ... أنكتمي وهاروح هاشوف مين ع الباب وهطرءو وجايلك يا عم الكوكتيل أنت ياحلو
ذهب إلي الباب قائلا حاضر يالي بترن مش بايتين لك ع الباب يعني 
فتح الباب ليجد شاب مظهره مريب 
صباحو عنب ياشبح .. محسوبك برشامه وجايلك من طرف المعلم العوامي بيباركلك وبيقولك فين حساب البضاعه
دفعه عبدالله إلي الخارج وأغلق الباب خلفه وقال هششش الله يخربيتك أنت جاي تسيحلي ف بيتي
برشامة لامؤاخذه ياشبح بس دي أوامر وأنت سيد العارفين
عبدالله بلغ المعلم واقوله يصبر عليا ع أخر الأسبوع وهاروحلو بنفسي أديلو الفلوس
برشامة كان ع عيني يا نجم بس زي ماقولتلك دي اوامر لأن مش ضامن المرة الجاية هاجيلك أخد الفلوس ومعاها رقبتك البيضة دي ياعريس ... قالها وهو يخرج سلاح أبيض يشهره نحو رقبة الأخر
قبض عبدالله ع معصم ذلك البرشامة وقال هي هبت منك ولا أي يالا أنت جاي تهددني وف بيتي ... بقولك اي تاخد مطوتك الحلوة دي وتروح لمعلمك الي قولتهولك بدل ما أناديلك شبيحة الحارة يعملو عليك حفلة بالكتكوته الي ف أيدك دي فاهم يا ... ياشبح
مين ياعبدالله ... صاحت بها شيماء من الداخل بعدما أرتدت معطف وتقف خلف الباب
عبدالله بصياح خليكي عندك ... ده ضيف رزل خد وقته وماشي 
قالها محدقا ف الأخر بنظرات مرعبة ليتراجع وهو يرجع سلاحھ إلي جيب بنطاله وقال مهددا 
أشطا أوي ياشبح أبقي أستلقي وعدك من المعلم ... يلا ومن غير سلام 
قالها وركض ع الدرج مغادرا 
بصق عبدالله خلفه وقال كتك داهيه تاخدك أنت ومعلمك ف يوم واحد
دخل إلي المنزل ليجد شيماء تنتظره عاقده ساعديها أمام صدرها ترفع حاجبيها وقالت مين الي كان معاك بره ده يا عبدالله 
تمتم بصوت غير مسموع يووووه أهو أبتدينا
ثم أردف مبتسما بتصنع أي ياحب ... ده وقت أسئلة .... قالها ليهم بمعانقتها فدفعته ف صدره 
وقالت بقولك اي متاكلش بعقلي
حلاوة وجاوبني مين الي كنت بتزعق معاه بره
تجهم وجهه وقال أنتي كنتي واقفه من أمتي وسمعتي أي بالظبط 
شيماء متجاوبش السؤال بسؤال ... أنا لبست الروب وطلعت اشوف اي لما لاقيتك بتزعق
عبدالله مفيش دي كانت مصلحة فكسانه وراحت لحالها
لوت فمها بسخريه وقالت اممم مصلحة
رمقها بحنق وقال واحد كان عايز يشتري التوكتوك وأنا رفضت أرتاحتي خلاااااص
شيماء بعدم إقتناع قالت ماشي ونشوف أخرتها أي
أحب أن يغير مجري تلك المشاحنه فأقترب منها وقال كده يا قلبي أنا ماصدقت ترضي عليا قلبتي تاني ليه 
أنتابها التوتر مصاحبا بالخجل فقالت أأ أنت ال....
ليقاطعها عبدالله أنا أي ها 
قالها ليلتقم شفاهها بقبلة أختطفتها إلي عالم وردي ... وبعد مدة من الزمن أبتعد عنها لاهثا يسند جبهته فوق جبهتها وقال بصوت مليئ بالحب والرغبة مقولتليش أنا أي 
أبتعدت عنه وصاحت وهي تركض نحو الغرفه 
أنت عايز تاكل كوكتيل ولا لاء
أتسع فمه بإبتسامة كادت تصل لأذنيه وصاح مهللا الله أكبر .. ودي عايزه سؤال ... جايلك يا فاكهاني
في قصر البحيري ....
أستيقظ ليجد نفسه فوق الأريكة ليدرك إنه بالجناح الخاص بوالديه نهض ف وضع الجلوس وزفر مابين كفيه ثم أرجع خصلات شعره مخللا أنامله بينها ... تذكر أحداث الأمس فنهض وأقترب منها مازالت نائمة ... وضع يده فوق جبهتها وجد حرارتها أصبحت طبيعية ... جلس بجوارها وهو يأخذ الترمومتر من فوق الكومود ووضعه بفمها أسفل لسانها 
فتحت عينيها لتبدو لها الرؤية غير واضحة وبحركة طفولية منها تفرك يديها بعينيها حتي يتثني لها الرؤية فتفاجاءت بتلك العسليتان الحاده ترمقها بنظرات بارده 
شهقت بفزع وهي تحاول النهوض تتلفت من حولها أأ أنا فين ... وأنت
بتعمل أي هنا 
أجابها بنبرة سخرية كنتي ھتموتي وتريحيني بس قلبي مطاوعنيش أسيبك
وضعت يدها فوق رأسها لتجد إنها بدون حجاب فسرعان جذبت الغطاء ودثرت نفسها ولم يظهر منها شيئا 
لو سمحت ممكن تخرج بره وتخلي حد من البنات تجبلي تحجيبة
ضحك من هيئتها وقال بتخبيه ليه ما أنا شايفك طول اليوم إمبارح
صاحت پغضب وسيادتك كنت بتعمل أي يا محترم !!
جز ع شفته السفلي بحنق وقال يعني كنتي عيزاني أسيب الدكتور لوحدو معاكي !!!
شهقت مرة أخري استغفر الله العظيم يارب ... سامحني يارب ... ظلت ترددها من أسفل الغطاء
آدم بنبرة تهكمية جري أي ياست الشيخه هتخلصي إستغفار امتي
صاحت پغضب اسكت خالص .. المفروض تكون مكسوف من نفسك لما تخلي راجل غريب يكشف عليا وأنا بشعري
آدم ساخرا معلش بقي يا خديجه هانم هابقي اخد بالي المرة الجاية
خديجة بتتريئ !! ونعم النخوه والرجولة
لم تستطع أن تري تلك النيران التي تندلع من عينيه لتجد الغطاء يجذبه پعنف من فوقها وأقترب منها بنظرات حاده ومرعبه 
وأقسم بالله يا خديجة لو ما أحترمتيش نفسك معايا بعد كده هنسي إنك بنت عمي خالص واستحملي بقي ... قالها قابضا ع كتفيها ف وسط ذهول منها وصدمة ليردف بنفس الوتيره أظن إنك أتحسنتي وبقيتي كويسه تقومي تفطري

انت في الصفحة 4 من 29 صفحات