السبت 30 نوفمبر 2024

رواية "صراع الذئاب"( الجزء الثاني) بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 5 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

عشان أوصلك عند عم سالم المستشفي وما اشوفش وشك خالص بعدها حتي لو صدفه ... أنتي فاهمه
تسمرت ولم تستطع التفوه أحست كأن شئ يكبل لسانها وعبراتها تحجرت بمقلتيها أبت أن تبكي أمامه فتشعر بالذل والمهانة
أبتعد عنها ليأخذ هاتفه الذي مازال فارغ الشحن ... وقبل أن يغادر أغمض عينيه عازما ع التفوه بسهام مسمومه ... فتح عينيه وقال بكل قسۏة 
ياريت لو عندك ذرة كرامة متخطيش باب القصر ده تاني ... وأحلمي ع أدك بدل ماتصحي تلاقي نفسك ف كابوس مش هتفوءي منه أبدا
غادر الغرفه بكل جمود تاركا تلك المسكينه تبتلع غصتها بمرار قلب جريح مدركة خبايا كل حرف تفوه به ... كبريائها ټحطم أمام عينيها كالقارورة الذي ألقاها فوق صخره صلدة لينسكب منها سائل أحمر وهي دماء قلبها الذي تمزق لأشلاء ... يلعن كل لحظه أحس فيها بمشاعر إتجاه ذلك القاسې متبلد الإحساس
دخل غرفته يعتصر قبضتيه حتي هرب منها الډماء ... لم يكن يريد أن تصل الأمور بينهما هكذا لكنه يوقن جيدا أن والده لم يتفوه هباء وإنه عقد العزم ... لذلك لم يجد مفر ويجعلها تمقته بشدة حتي يأتي الرفض منها شخصيا وهكذا يزيل حملا ثقيلا من فوق عاتقه
بداخل بهو القصر تستند ملك ع زراعي كلا من أبويها بملامح شاحبة شاردة ف الفراغ يتبعهم مصعب وسميرة وصديقتها رودي ... كان يهبط الدرج لينتظرها بالأسفل لكنه تفاجاء بذلك المشهد
قافل موبايلك من إمبارح ليه يا أستاذ ... قالها عزيز پغضب
آدم أبدا البطارية فصلت وملحقتش أشحنه عشان ... عشان ....
جيهان مش وقت عتاب ياعزيز
... وأنت تعالي شيل أختك وطلعها فوق ف أوضتها
آدم بقلق وخوف قال مالها ملك واي الي معورها كده ... قالها ليلقي بنظراته نحو مصعب الذي يخفض بصره خجلا 
مصعب ده ..... 
قاطعه عزيز دي حاډثه بسيطه والحمدلله أختك بخير .. ويلا أسمع الي والدتك قالتلك عليه
أقترب آدم من شقيقته ليحملها ع زراعيه وهو يتفحص ببصره مصعب الذي بكامل أناقته فأدرك أن هناك شئ حدث ولم يريد أحد أن يخبره
وبالأعلي بعدما أرتدت ثوبها وحجابها التي جلبتهم إليها الخادمة ... ركضت مسرعه لتغادر ذلك القصر قبل أن يأتي أحدا ... وف طريقها أصتدمت بياسمين فتعثرت ووقعت ع الأرض ساعدتها الأخري بالنهوض وهي تربت فوق ظهرها وقالت 
سلامتك يا آنسة خديجة ... محتاجة أي مساعده
أبتسمت لها خديجة وقالت شكرا
قالتها لتكمل خطواتها السريعه تهبط من درج العاملين حتي وصلت إلي الحديقة ... ظلت تسير مسافه كبيرة حتي وصلت إلي البوابة تتلفت قبل أن يراها أحد
أي خدمة يا هانم ... قالها عم شكري السائق
أومأت له خديجة وبصوت منخفض للغاية معلش ياعم شكري ممكن توديني عند بابا ف المستشفي بس من غير ماحد يعرف
شكري ثواني يابنتي هاروح أستأذن عزيز باشا الأول
خديجة لاء أرجوك ياعم شكري ... خلاص أنا هاخد أي تاكسي من هنا
شكري مش هتلاقي عشان الكمبوند هنا كله فلل وقصور ونادرا لما هتلاقي تاكسي ... ثواني هجيب العربية وجايلك
خديجة شكرا لحضرتك 
شكري العفو يا خديجة هانم
في منزل رحمة ...
وده مين الي قرر كده إن شاء الله .. صاحت بها رحمة
والدتها أخوكي كان خطيبك قاعد معاه ع القهوة وأتفقو مع بعض
رحمة وبيتفقوا من غير ما ياخدو رأيي
والدتها بت مش ناقصه صداع ودلع بنات ... ما أنتي عارفه من السبوع الي فات إن كتب كتابك ودخلتك ف أخر أسبوع للمحروس خطيبك ف مصر
رحمه ده لسه الأسبوع الي جاي مش ده
والدتها هو قال لأخوكي الكفيل أتصل عليه وقاله لازم يرجع قبل ما أجازته تخلص بأسبوع
رحمة وأنا مالي خلاص خليه يستني للأجازه الجاية
تركت والدتها ما ف يدها وصاحت بها نعم ياحلوه !!! ... الناس فرشولك الشقه وأنا خلصتلك الي علينا وباعته مع أخوكي ف توكتوك ليهم النهارده ... مش ناقص غير إننا نروح نحجز عند كوافير البت سالي الي ع ناصية الحارة ونأجر الفستان من الأتيليه الي جمبها
رحمة وهي ف محاولة إستيعاب الحديث فقالت 
أنا بقي هقولك ع حل أحسن أنتي تاخدي شبكة ابن أمه ده وتروحي تودهيلهم وقوليلهم كل شئ قسمه ونصيب
والدتها بصياح دوي بكل الأرجاء يالهوي تعالو الحقوني يا خلق بنتي ع أخر الزمن عايزه سيرتنا ع كل لسان
دلف أسامة شقيق رحمة من باب المنزل وصاح پغضب مالك يا ما صوتك جايب لأخر الحاره ليه 
نظرت إليها رحمة برجاء حتي لاتخبره .... لكن الأخري ضيقت عينها وقالت تعالي شوفلك صرفه مع أختك مش لده عليها الجوازه وعيزاني ارمي للناس شبكتها
رمقها أسامه بنظره قاټلة وقال بصوته الغليظ صحيح الي أمك بتقوله ده 
رحمة وهي تبتلع ريقها پخوف أأنا ... أنا بصراحة خاېفه من العيلة دي يا أسامه خاصة الوليه الي اسمها عديلة بتفكرني بالست الي كانت طالعه حما ف فيلم الشقه من حق الزوجه
ساد الصمت ليدوي قهقة كلا من أسامه ورحمة
والدتهما يافرحتي بيك هو ده الي ربنا قدرك عليه بدل ما تعقل أختك
أسامه أمي رحمة مش عيلة وعمري ما هغصبها ع حاجه وكلنا عارفين إن فعلا حماتها ست شديدة وقوية يمكن الي خلاني أوافق الواد هياخدها مع الكويت لكن غير كده ورحمة أبويا ماكنت وافقت
ركضت نحو شقيقها وعانقته ربنا مايحرمني منك يا أسامه ويخليك ليا
ربت ع مؤخرة رأسها بمزاح وقال ياعبيطة أنتي بنتي مش أختي ... ولو فعلا مش عايزه تكملي مع الناس دي قوليلي وانا هاتصرف
تراجعت وهي تفكر ف أمر ما فقالت طيب مش الفرح المفروض بعد بكرة أديني مهلة أفكر لحد بالليل
تنهد أسامه وقال حاضر يا ست البنات وأنا مستنيكي
أنفرجت أساريرها بسعادة فذهبت إلي غرفتها وأغلقت الباب واخرجت هاتفها لترسل مايلي 
عايزه اشوفك ضروري ف المكان الي أنت عارفه
أرسلتها ثم أنتظرت لتأتي رساله ردا عليها
ساعة وهاكون عندك 
ضمت الهاتف نحو قلبها 
يعني أفهم من كلامك عايز تضيع حق بنتك عشان خاېف ع سمعة شغلك !!! ... صاحت بها جيهان
عزيز محذرا إياها بسببابته وطي صوتك ياجيهان ... أنتي مبتتكلميش مع حد من عيالك
جيهان ومقلتيها تهتز پجنون لاء مش هوطي صوتي أنا هعليه عشان عيالك يسمعو ويجو يشوفو عزيز باشا الي
عنده شغله أهم من بنته وسمعتها
رفع كفه لأعلي وكاد يصفعها ليتوقف عندما دلف كلا من ياسين وآدم ويونس ع هذا الوضع
صاحت جيهان بإنفعال وبنبرة هيسترية مستني اي !!! اضربني
ركض آدم نحو والدته ماما أهدي
يونس ف أي يابابا اي الي حصل 
عزيز أطلعوا بره وسبوني أتكلم معاها لوحدينا
أبتعدت جيهان عن صدر آدم وصاحت مليش كلام معاك تاني ... ويكون ف معلومك لو مجبتش حق بنتك من الكلب الي عمل فيها كده أنا هاروح أجيبه بنفسي
صاح ياسين پغضب اي الكلام الي بتقولو ماما ده يا بابا
جيهان قولهم ياعزيز باشا ...إن بنتك كان هيضيعها حتة عيل صايع لولا مصعب انقذها من ايده ع أخر لحظه 
وبغرفة إنجي التي تتحدث بالهاتف ... 
إنجي وبعدين بقي مش كنت معاك إمبارح
مروان أنا عمري ما بزهق منك يا أنوجة قلبي
ضحت ثم قالت ياااه تصدق نسيت خالص الكلمة دي محدش كان بيدلعني غير مامي وأنت بس
مروان بنبرة ساخره طب والدكتور مش بيدلعك خالص
أبتسمت بسأم وأجابت يوسف مراته المستشفي مش أنا .. عمري ما أفتكر إنه قالي كلمة حلوة غير نادرا وبتبقي مجاملة مش أكتر
مروان تستاهلي أنتي الي عملتي كده ف نفسك
عقدت حاجبيها بحنق وقالت تصدق إن أنا غلطانه بفضفض معاك
مروان بهزر معاكي يا أنوجه انتي زعلتي ولا أي
صمتت قليلا لتسترق السمع إلي صړاخ وأصوات
إنجي مروان أقفل وابقي اكلمك بعدين باي
خرجت إلي الرواق لتجد جيهان تركض خلف آدم وياسين ويونس يلحقان به وعزيز يتحدث ف الهاتف يأمر الحراس بعدم مغادرة آدم
ع الدرج تمسك جيهان بزراع آدم وترجوه أهدي يابني الحق مبيرجعش پالدم والسلاح
ياسين ماما عندها حق يا ادم إحنا نمسك الواد ده ونحبسه ف مخزن من المخازن ونعدمه العافيه
يونس بطلو همجيه وفكروا بالعقل القوانين أتغيرت وبقت ف صالح الضحېة وممكن نوديه ف ستين داهيه بس بالقانون .. بس لازم يبقي ف شهود
جيهان عندك حق يا يونس صح كده
زمجر آدم پغضب القانون هيعملنا أي أكتر ما هنتفضح ف الجرايد والمجالات وهنبقي سيرة ع كل لسان
أبتعدت جيهان پصدمه عنه وقالت طبعا مش ابن ابوك ما أنت نسخه منه 
تبادل الجميع النظرات مابين الأسف والڠضب
طنط جيجي تعالي بسرعه ملك عماله بټعيط ومش عارفه أهديها ... صاحت بها رودي
ركض الجميع إلي غرفة ملك
في قصر العزازي ....
خليكي ف حضڼي شويه متسبنيش ... قالها وډفن وجهه ف جيدها
أجابته بتعلثم أنا.. اقوم .. عايزه ... صمتت لتتأفف اووف بقي أنا عايزه اقوم
قصي وهو يضمها إليه أكثر بتملك مش هينفع تقومي يا حبي
قصي بإبتسامة زادت من حنقها تؤتؤ .. مش هتقومي
حاولت أن تتملص منه قصي بطل هزار عايزه أقوم بجد
قصي هخليكي تقومي بس بشرط
قالت بسخريه مش ملا حظ إن شروطك كترت ياقصي باشا
أبعد خصلاتها المبعثره ع وجهها ووضعها خلف أذنها وقال بما أن عارف الشرط التاني الي طلبته إمبارح هيبقي صعب عليكي شويه فممكن أكتفي بالشرط التالت
صبا و أي هو بقي
لم يتفوه وأكتفي بالإشارة إلي شفاه
صبا اهاا بقي كده ... ده بعينك
قصي لاء بشفايفي ... قالها وقهقه بإستفزاز
صبا ع فكرة أنت إنتهازي
قصي عارف وضيفي عليها عاشق ومتيم ونفسي تشوفني حبيبتي زي ما أنا شايفها 
صبا بالداخل تقف أمام المرأه ټضرب وجنتيها عده صڤعات وتتمتم پغضب غبية .. غبية .. غبية ... كنتي هتستسلميلو بعد كل الي عملو فيكي !! نسيتي!!!
تسير في الشارع وتتلفت من حولها لتطمأن أن لن تكون مراقبة ... ظنت هكذا تابعت السير حتي وصلت أمام بوابة إحدي الحدائق العامة الهادئة ... أرسلت له 
أنا عند البوابة أنت فين 
يجلس طه بداخل سيارة أجرة فتلقي الرساله فأجاب عليها برساله أخري
خليكي عندك ثواني وهتلاقيني ادامك 
وضع الهاتف بداخل جيب بنطاله وقال ع جمب ياسطا ... قالها وهو يعطيه الأجرة ثم ترجل من السيارة
ع الرغم من قلبها الذي يقفر من السعادة لرؤيته إرتسمت ملامح الجمود لكن عينيها تكشف مدي كم الإشتياق والحب التي مازالت تكنه له
عامله أي ... قالها طه وهو يصافحها
بادلته بالمصافحة وقالت الحمدلله بخير ... وعم سالم صحته عامله اي دلوقت
أومأ لها وقال الحمدلله ... تعالي ندخل مش هنفضل واقفين ع البوابه كده .... قالها وأمسك بكفها بدون رفض منها بل عندما لامس يدها حلق قلبها ف السماء يرفرف جناحيه كالطير 
بعد أن دفع رسوم الدخول توجه كليهما

انت في الصفحة 5 من 29 صفحات