الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية الشيطان شاهين (الجزء الثاني)"بقلم ياسمين عزيز"

انت في الصفحة 6 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة صح مش اول كوبل يطلقوا... رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه عاملة حساب كل حاجة يعني....بالسرعة دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني ليليان ببرود إنت سايبني بقالك أكثر من ثلاثة سنين... فترة كافية عشان اقدر ارتب حياتي من ثاني... أكملت باستفزاز لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت لقيتي تجوزت... إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى قسۏة كلماتها لتجده يحدق في أرضية الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف السرير حتى كاد
يمزقه....مغمضا عليه بقوة حتى تجعد وجهه.. لم تمض لحظات قليلة حتى فتح عينيه من جديد مزفرا الهواء عدة مرات قبل أن يتحدث بصوت مرتعش هوالدكتور أسعد رجع المستشفى من ثاني أجابته دون تفكير لا من ساعة ما طردته من المشفى قبل ما تسافر مشفتوش ...و بعدين هو مفيش غيره و إلا أنا ميستاهلش إني أحب و أتحب........ إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة حزينة قبل إن يهتف للأسف إنت مينفعش غير تتحبي..... رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها قائلة طيب حيث كده إبتدي في إجراءات الطلاق عشان نخلص..... هز الاخر حاحبيه بسخرية يعني مفيش حل ثاني.... أجابته بحدة طبعا لا انا مصرة و اظن إن داه من حقي.....
تحدث متنهدا طيب و ايسم أجابته بحيرة ماله داه إبني و مكانه الطبيعي معايا.... قاطعها بصوت هاديبس داه كمان إبني و مكانه الطبيعي معايا انا بردو...... ليليان بنفاذ صبر من هذا النقاش العقيم حسب رأيها بلاش تلف و تدور عليا بالكلام زي عوايدك.... رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت السماء على الأرض و لو على ايسم داه إبني و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك.... ايهم بغموض طيب و إنت فاكرة إن ماما و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت و تبعدي عنهم حفيدهم الوحيد .... ثم إزاي حتقدري تعيشي لوحدك في شقة و عيلتك موجودة.... ليليان پألم دي عيلتك إنت.... انا معنديش عيلة مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا.... انا امي ماټت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عڈبني سنين طويلة... مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي الوحيدة.... أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها دي عيلتك اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي بحاجة...إنت أكيد مش حتقدري تكسري بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة.... و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة.. ليليان باندفاع قصدك إيه دلوقتي بقيت أنا الۏحشة و عاوزة ابعد إبني عن أهله و ابوز نفسيته.....انا مقدرش اقعد هنا و إنت عارف كده كويس و عمي و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت عاوزاه و مش حمنعك تتجو.... زي و تشوفي حياتك من ثاني... نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم إستانف حديثه من جديد بس إبني مش حيسيب بيته و عيلته... مكانه هنا و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي مش عاوزة إنت حرة.... صړخت ليليان بعد أن فقدت السيطرة على نفسها عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت... طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت عملت اللي أسوأ من داه . فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف من مكانه متوجها نحوها ببطئإهدي... إهدي.... مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك....إهدي يا لولو. رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه قائلة بټهديد متقليش لولو..... هز كتفيه الفصل الخامس الجزء الثاني صړخ عمر بنفاذ صبر في وجه الطبيب الذي يتابع حالته منذ سنتين و هو يلقي بحزمة الأوراق التي تتضمن تحاليله الطبية قائلا پغضببقالي سنتين.. سنتين و انا بسمع منك نفس الكلام....أصبر و استنى خذ الدواء داه.. إعمل كده و متعملش كده سنتين و مفيش حاجة تغيرت...صارحني و قلي إذا حالتي ميؤوس منها انا حفهم و حتصرف بس متودينيش و تجيبني زي العيل الصغير و في الاخر مفيش حاجة.... متدينيش أمل كذاب يخليني أحلم بحاجة مستحيلة انا خلاص زهقت و مليت و صبري نفذ و معادش ليا طاقة.... لا انا و لا مراتي.... إرتمى جالسا على الكرسي ليفرك وجهه بتعب غير مهتم بنظرات الطبيب المتأسفة لحاله.... مد له الاخر كوب ماء و هو يحاول تهدئته قائلا بعملية إهدى يا أستاذ عمر انا فاهم و مقدر حالتك بس صدقني النرفزة و الزعل مش كويسين علشانك...إنت بقالك سنتين بتتعالج عندنا و الحمد لله حالتك بقت أحسن بكثير و إن شاء الله حنسمع اخبار كويسة قريب بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعالج بين خمس و عشر سنين و أحيانا أكثر.... رمقه عمر بحنق و هو يضع الكوب فوق المكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية... يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام المكان داه... إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة موعدنا كالعادة كمان أسبوعين . صافحه عمر على مضض قائلاإن
شاء الله. تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب لاجديد فيه... في كل مرة يلقي على مسامعه نفس التعليمات و النصائح... توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس بثقل ساقيه و عدم إستطاعته إكمال السير ډفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه بعجز...شعر بغصة في حلقه عندما تذكر هبة التي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها ماذا سيقول لها الآن.. من أين سيأتي بالقوة و الصبر حتى يهدئها و يقنعها بقرب الڤرج إذا كان هو نفسه قد تعب و بدأ الياس يتسلل بداخله رويدا رويدا كيف سيواجه والدته و عائلته الذين
لا يكفون عن طرح موضوع الأطفال أمامه دون مراعاة مشاعره او مشاعر زوجته التي تحاول دائما إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا بالبحث عن زوجة أخرى تهب له أطفالا... نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه... أدار رأسه للجهة الأخرى ليمسح دموعه عندما شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي يخفيه عن الجميع رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة.... ما إن رآها حتى إنهارت جميع حصونه الواهية ليجذبها نحوه معانقا إياها بقوة متشبثا فيها كطفل صغير يبكي في حضڼ أمه...كتم صوت شهقاته بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده في أحضانها لتربت على ظهره بحنان محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى الحوار بينه و بين الطبيب في الداخل.... نجحت أخيرا في تهدئته بعد دقائق طويلة ليبتعد عن حضنها و هو يجفف عبراته بيديه قبل أن يردف بصوت مخټنقانا آسف يا بيبة مش عارف إيه اللي حصلي فجأة إنهارت و معتش قادر أكتم جوايا... ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ متحملش نفسك أكثر من طاقتها و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة مفيش لا أدوية و لا تحاليل حنسيب كل حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله..... ضمت يديه بين يديها و هي تضيف بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك بقى.... تخرجه في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه عن شعوره التقصير ناحيتها طوال سنوات زواجها به لم تحسسه و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا... هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى حاجة في حياتي.... بحبك و مش عايز غيرك في الدنيا.... أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة. بعد اسبوع...... مساء في مستشفى البحيري فركت ليليان بتعب و هي تنحني برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث الاسبوع الماضي....عملها الذي إستمر في المستشفى بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين ووو... فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد التي تصلها منه كل يوم... تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على الرجوع له و البدء معه من جديد حياة جديدة مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع لحد الان نسيانه... همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه القديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و
هو بيرتل القرآن... و بيحفظ ايسم السور القصيرة بس رغم كل داه مش قادرة أصدق إنه.... يووووه انا تعبت من التفكير تعبت من كل

انت في الصفحة 6 من 28 صفحات