الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية "لحن الحياة"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 13 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


لها ظهره دون كلمه 
ابقي شوف مشاكل عمالك ..قبل ماتقعد تحت التكيف وفي مكتب مساحته مساحه الشقه 
وقبل ان تخطو لخارج الغرفه هتفت ساخره 
قرفتونا بفلوسكم
لتتسع عين جاسم بعد ان سمع سبابها .. وألتف سريعا نحوها ولكنها أغلقت الباب بوجهه 
ليضم قبضتي يديه بقوه محتقن الوجه 
ماشي يامهرة
..................

نظرة مني لمهرة بفزع بعد ان وجدتها تندفع من غرفته بتلك الحالة ثم أقتربت من مكتبها لتأخذ حقيبتها وخرجت وكان من نصيبها ان تنصدم بأحد الموظفين الذي وقف يطالعها وهو يتسأل 
مالها ديه 
عادت من عملها شاردة في تلك الدوامة التي دخلتها بقدميها .. لتتقدم

من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده 
جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور 
هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية 
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه 
وألتقطت مهرة أحد أكياس الحلوي تأكل منها وهي تضغط علي الكيس پعنف ...الي ان أنهته لتأخذ أخر 
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل 
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق 
مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك 
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
لتلتقط مهرة منه الجريدة پعنف وتقرء ماكتب عن جاسم ومشروعه القادم ودعمه للشباب 
قال جاسم الشرقاوي قال 
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول 
سيرة وشكل الراجل ده بټعصبني 
ونهضت من فوق مقعدها ... ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل 
 الطبعه ديه فيها صورته مش كده
ليحرك شيكا رأسه .. الي ان وجدها تشير نحو الجرائد 
صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل  
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره 
لتهمس لمن يقف جانبها 
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته 
كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
لتتفحصه بأعين راغبه .. فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها 
.......................
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء...لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها 
وتنحنحت بحرج 
مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج 
عايزه ايه ياورد ..قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها 
من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه 
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها 
ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب 
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم 
ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق 
انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي ..قال جليسة أطفال 
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها...فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها 
وقبل ان تسألها ورد عن مابها 
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح 
يااستاذة مهرة .. ياست الاستاذة 
لتنظر مهرة لشقيقتها 
انا قولت اليوم ده باين من أوله 
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد 
شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق 
شايفه الليله باظت .. 
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ..ثم أنفجرت ضاحكة 
..............................
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة ... فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه .. ليعلو رنين هاتفه..
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته. 
.........................
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها ..فاليوم قررت الا تعمل 
لتسألها مني بأبتسامة هادئه 
خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود 
لتحرك مهرة رأسها بصمت .. فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها 
فيخرج جاسم من غرفته ..ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته 
تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه 
ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين 
فلم يجد جاسم مايقوله ... فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل 
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها 
مش وقت ثقافه دلوقتي 
وتابع وهو يخطو نحو الخارج 
حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال 
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه 
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
......................
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار ..فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا ..كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم 
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش 
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه ... وأقترب منها 
لأول مرة تأتي لهنا ورد 
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع 
ليبتسم كنان علي هيئتها .. 
هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك 
لتنتبه ورد لسؤاله 
نعم ..شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح 
ووجد ورد

تبتعد عنه ... فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس 
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده 
وماكان منه الا ان أبتسم ... لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ 
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه .. وجواد يخفي رأسه في حضڼ كنان مستمتعا ...اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائڤة 
خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم .. متأملا أرتباكها 
وعيناها الهاربة منه
..............
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة 
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع 
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده... تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي ... واڼصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه 
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه 
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض 
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين 
القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه 
وتابع بصوت قوي 
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم ..وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل .. رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام 
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه 
ليتهلل اسارير العمال ..وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب .. هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه 
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري ..النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر 
عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع جملتها الاخيره 
هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي 
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
.....................
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة ...سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه .. وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها 
وأنقبض قلبه وهو يري أحدهم يصدمها دون قصد لتتعرقل قدمها في طرف فستانها .. لتجد نفسها تهوي علي الأرض بيديها التي انجرحت 
ليقترب منها كنان بلهفة .. جاثيا على ركبتيه أمامها 
ورد هل انتي بخير 
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الډماء البسيطه من علي يديها... 
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة .. الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا 
تؤلمك ..هل نذهب للمشفي 
فأتسعت عيناها ونظرت حولها .. وشهقت بفزع 
ليطالعها كنان متسائلا
مابكي ورد 
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل ..تحت نظراته المتعجبه .. ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها 
...................
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد 
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه 
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ..ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم 
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا .. مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه .. غمازتها اليمني تظهر بوضوح 
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله... وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده ..فضاع سحر تلك اللحظه 
وسار من أمامها بوجه جامد .. بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه ..وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة 
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق 
أنت هتسبني في الصحرا ديه 
وتابعت وهي ټضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خاڤت 
يعملها انا عارفاه 
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق 
الواحد يقول هنمشي .. اي حاجه ولا انا هوا 
بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي 
ليحتقن وجهها .. ليعتدل هو في جلسته .. ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده 
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه... إلى ان رن هاتفها 
ايوه ياحماده .. مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه 
وأسترخت في جلستها بزهو .. واخذت تعلو من نبرة صوتها 
طب اديله ميعاد علي بليل كده ..اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا ..الي ان انهت المكالمة
هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق 
محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي 
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب 
ونظرت له بأحتقار .. وعادت لوضعتها تسبه 
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
.......................
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ... ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق 
اتأخرتي كده ليه ياورد 
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم ..وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة 
ثم نهضت من مكانها .. لتنظر ليديها 
مالها

ايدك ايه اللي حصل
فأزالت ورد
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 103 صفحات