رواية "للقدر حكاية" (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق
على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بنت مين ديه... انا بتكلم في ايه دلوقتي... موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا
وأبتمست وكأنها تلاعبه
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك..
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري
وانتهت عبارته و يطبع
فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
......................................
ثم تكورت فوق الفراش
بكاء متواصل بكته.. مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته
ولكنها ضعيفه هشه...دوما حياتها كانت قائمه على افعلي.. اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه.. نعم هي كلمتها الوحيده
ابويا كان تاجر مواشي كبير.. كنت عايشه ولا البرنسيسات.. مخلوفيش غيري.. حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس... كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا.. بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده.. كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما تضربني صح هتكسر علطول.. ماټ الحاج حسين
يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح.. عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهر..الامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه... امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتير..ماټت وسبتني.. ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا ... علبه دوا يا ياقوت
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس
مأخدتش حاجه من الضعف والسكوت...محستش بنفسي غير وانا پخنقه بأيدي
وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره
مټخافيش ما ممتش... مقدرتش اعملها
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم... ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوما
أنتي طيبه اوي ياسماح
.........................................
جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص.. مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم.. ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن
وحشتيني اوي يا سوسن.. وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه
لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه
........................................
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل... ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده
ببطئ يشعر بالقلق
مالك ياندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم
مالي يا شهاب.. لا انا مافيش حاجه
شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان
ندي فيكي ايه
دموعها عادت تتساقط وهي تطالع ملامحه
شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه.. شعوره بعدم قيمتها يجعله لا يراها.. أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ
ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي.. الجو برد عليكي
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طلاقها وعدم اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها
. لتجول عيناه على ملامحها
هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من باريس
..................................
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها.. سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها... تعلم برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها
والفكره الأصعب ان يرغمه على طلاقها
افكار كانت ټقتحم عقلها وتخشاها ولكن الحل الامثل الذي قررت فعله منذ اول ليله لهم معا ان لا تتناول حبوب منع الحمل التي اتفقوا عليها..
فهو لا يريد أطفال الان
وافقته ولكنها داخلها لم تقتنع
وجدته يخرج من المرحاض يلف جسده بمنشفه ويفرك شعره بمنشفة اخرى...
تعجب من فعلتها متسائلا
ما الأمر جاكي
توقعت سؤاله فعانقته بدلال
اشتقت اليك مرادي
ارتفع احد حاجبيه من عبث الكلمه وهتف بوقاحه
أنتي كنتي لسا .. لحقت اوحشك
تمايلت أمامه بغنج .. صدح رنين هاتفه لينظر لرقم المتصل ثم نظر إليها مشيرا لها أن لا تتحدث وتلتزم الصمت
ديه ناديه
ولم يكن اتصال ناديه الا اطمئنانا عليه
.................................
رفعت ياقوت عيناها نحو ندي التي لم تنساها منذ اول لقاء كان سئ بينهم.. رمقتها ندي بنظرة ملتويه وسألتها
شهاب موجود
فنهضت ياقوت من فوق مقعدها ورسمت ابتسامه مرحبه
لا يافندم..تقدري تتفضلي في المكتب تستنى حضرته
ندي بخطواتها تتفحص هيئتها البسيطه نفس الزي الذي رأتها به كانت ترتديه اليوم
مش محتاجه اخد اذنك... خليكي في شغلك
وأكملت ندي خطواتها نحو غرفه مكتبه لتزفر أنفاسها بحنق من غيرتها التي تصبها على كل من حلمها ولم يكن الحلم الا شهاب الذي وجدت نفسها تحبه بل تعشقه
ومر الوقت وهي تجلس تنتظره ليذهبوا معا لاختيار ثواب الزفاف.. ووجدت نفسها تتذكر يوم سقوط سوسن أمام عيناها ذلك اليوم لتتبدل فرحتها لحزن لم ينطفئ
طرقات خافته طرقتها ياقوت ثم دلفت لها بكأس عصير طازج
انا جبتلك عصير
وفزعت من مظهر ندي بكائها
ندي هانم مالك.. انتي تعبانه
أغمضت ندي عيناها بقوه صاړخه بها
أنتي ايه اللي دخلك المكتب
ونظرت للعصير شزرا
انا طلبت منك حاجه
اوجعتها عباراتها ولكنها تذكرت كلام سماح فأبتمست وهي تترك كأس العصير
لا مطلبتيش مني...على العموم انا جبته كحجه عشان اتكلم معاكي وأوضح سوء التفاهم
تعجبت ندي من صراحتها فتابعت ياقوت
بشمهندس شهاب يومها كان بيراضيني بكلمتين بسبب ڠضب حمزة بيه عليا من غير ذنب
كانت عيناها مرفوعة لأول مره بثقه ورغم انها ثقة واهيه الا انها اكملت
حضرتك عايزه تصدقيني ده يرجعلك مش عايزه برضوه يرجعلك يافندم
لم تكن ندي شخصيه ذو طبع قاسې وقبل ان تغادر ياقوت غرفة المكتب هاربه من صړاخ ندي الذى توقعته ولكن حدث ما لم تتوقعه
استنى عندك يااا
فألتفت نحوها ياقوت تطالعها مندهشه ولكن تجاوزت دهشتها سريعا بأبتسامه ودوده
ياقوت
....................................
ضحكت سماح بأستمتاع وهي تمضغ قطع البسكوت بعد أن غمرتها بكأس الحليب المخلوط بالشاي
مش معقول يا ياقوت..قولتلها كده
فشردت ياقوت في أحداث اليوم
محبتش تاخد عني فكره مش تمام ياسماح
فتعالت ضحكات سماح
أنتي عفويه وطيبه يا ياقوت اتمنى تلاقي الإنسان اللي يقدر طيبتك
لتبتسم ياقوت بمراره متذكره حبيبها القديم الذي لم ينظر إليها بل نظر الي صديقتها وانتبهت على حالها
هو انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي.. ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة
اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي... ديه عزمتني على فرحها
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدم اليها جعل سماح تدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه.. طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن.. ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون
بقيتوا صحاب يعني... طب وانا محدش هيعزمني
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع
لا هبقي اخدك معايا...عشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدما ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب
يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان... الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح
كفايه سهر لحد كده.. هرجع على اوضتي
انصرفت ياقوت... لتتسطح سماح على فراشها تفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه.. ولن تساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا
أن تنتظر قليلا
................................................
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزماتها من راتبها.. الراتب الذي موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
ووضعت رأسها على الوساده وهي تحسب المال الذي سيكفي مأكلها وسكنها ورغبتها في شراء ثوب جديد بعيدا عن اثوابها التي هلكت
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن محتشمه كما اعتادت
فستان جديد... فلوس للأكل.. فلوس للمسكن.. فلوس عشان جهاز ياسمين
هكذا غفت ياقوت...وانتقلت لعالم أحلامها الذي لم تري فيها الا صړاخ حمزة بها وأصبح عقلها الباطن يصور لها رهبتها منه حتى في النوم
..................................
من شقيقه بعدما اڼصدم من رده
جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخا به
انت ايه يااخي.. اول مره اشوفك اناني كده
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه.. فحركه حمزة بذراعيه بمقت
ندي امانه عندي عارف يعني ايه.
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوما منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه... فقد أصبح مدمن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديما وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغبي والاحمق
وفاق على صړاخ حمزة
انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين
فدفعه شهاب عنه وهوي بجسده على المقعد الذي خلفه
كفايه ياشهاب... انا مش عيل صغير قدامك... جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخرا
كمل ياشهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمات شقيقه.. ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث
حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه.. وياريت ننهي حوارنا لحد كده.. وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مقابل
..............................
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت
انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها
الحقيقه انا جاي معجب
قالها صراحة ولكن عندما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
بهزر معاكي... الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
ممكن تعتبريني عابر سبيل يامها
تعجبت من معرفته بأسمها
انت عرفت اسمي منين
ليضحك على سؤالها
أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحا وهو يتأمل ملامحها يتمنى بأنامله
عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل