الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

وتشوف في عنيها نظره تتمنى انك تتعمى ومتشوفهاش .. مجربتش يعني ايه تتقدم لواحده وأول ما تعرف ان رجلك مبتوره ترفضك .. انت مجربتش الاحساس ده يا طارق احساس ممېت .. تحس أكن سكاكين بتقطع فيك .. تحس أن حد جاب سکينه تلمه وبيدبحك بيها ببطء .. أنا مش ممكن أهين نفسي تانى .. أو انى أقبل ان واحدة تعيش معايا وهى حسه بالنقص .. أو شايفه انى أقل من غيري .. وحسه انها مكسوفه منى .. مكسوفه تعرف
الناس انى جوزها .. وانى عندى اعاقه .. مش ممكن أبدا هسمح لنفسي انى أضعف وأحتاج لواحده جمبي .. أو انى أترجاها تفضل جمبي ومتسبنيش .. وألاقيها رغم احتياجى ليها تصدنى بكل برود .. مش هقبل على نفسي الاھانة دى تانى
صمت طارق وقد أيقن أن كلامه مع مراد لن يفيد .. لأن جرحه أكبر من أن يشفي ببضع كلمات للمواساه.
عاد مراد الى بيته ليجد والدته فى استقباله قائله بعجاله وهى تشير الى الصالون 
عروستك ومامتها أعدين جوه يا مراد يلا تعالى سلم عليهم
قال بإندهاش 
عروستى مين
بنت صحبتى اللى وريتك صورتها
قال بحزم 
ماما احنا انتهينا من الكلام فى الموضوع ده
قالت بحزم هى الأخرى 
أنا مش هبطل كلام فى الموضوع ده يا مراد .. شوفها واعد معاها يمكن تعجبك
قال پحده 
مش هتعجبنى ومش عايزها تعجبنى
نظرت اليه أمه پغضب قائله 
مراد لو مدخلتش ورايا الصالون تسلم على الضيوف اعرف انى غضبانه عليك
ثم تركته وانصرف .. كبح جماح غضبه بصعوبه
.. ثم دخل الصالون .. نظر الى المرأتين وهز رأسه قائلا 
أهلا وسهلا
قالت المرأة الكبيرة مبتهجه 
أهلا بيك انت يا مراد ازيك وازى صحتك
جلس على أحد المقاعد قائلا 
الحمد لله
كان يشعر وكأن بداخله بركان ڠضب على وشك الإڼفجار .. كان حانقا بسبب ذلك المأذق الذى زجته فيه ولدته .. ظل صامتا .. ولم يوجه نظرة واحدة الى الفتاة الجالسه .. نظرت اليه أمه بعتاب ثم ابتسمت للفتاة قائله 
منورانا يا بسمة دى أول مرة تيجي عندنا
ابتسمت
الفتاة قائله 
ده نورك يا طنط .. معلش انتى عارفه ان دراستى كانت فى محافظة تانية ومكنتش بنزل القاهرة كتير كنت ببقى مشغولة طول الاسبوع .. وفعلا مبسوطة اني جيت مع ماما النهاردة
ابتسمت ناهد قائله 
شوية وهييجوا البنات ولازم أعرفكوا على بعض ان شاء الله
قالت بمرح 
وأنا كمان حابه اتعرف عليهم .. مع انى سمعت ان واحدة فيهم دماغها لاسعه يعني شكلى انا وهى هنبقى صحاب لانى أنا كمان لاسعه وبحب اللى دماغهم لاسعه
نظر اليها مراد متهكما ثم نظر الي أمه وكأنه يقول هى دى اللى انتى جيبهالى .. تظاهرت أمه وكأنها لم تفهم معنى نظراته .. وقالت للفتاة 
انتى ما شاء الله عليكي عاقلة جدا وكمان بتتحملى السؤلية .. عرفت من ماما انك كنتى معتمدة على نفسك طول فترة سفرك
قالت بسمة بفخر ضاحكة 
طبعا يا طنط .. وكمان انا اجتماعية جدا وقدرت اكون صداقات كتير اوى فى المحافظة اللى كنت فيها يعني انا بقيت هناك اشهر من الڼار على العلم .. امشى فى الشارع بس قولى بسمه هتلاقى الناس تقول اه البنت الموزه اللى مفيش منها اتنين دى
ألقى عليها مراد نظرة أخرى متهكمة .. قالت والدة بسمة 
مالك يا مراد يا حبيبى ساكت ليه
قال مراد بهدوء 
بسمعكوا
الټفت بسمة اليه قائله بمرح 
شكلك جد أوى فكها شوية .. وبعدين أنا اللى يعد معايا لازم ېموت على روحه من الضحك .. لان عليا خفة ډم محصلتش
نظر اليها مراد ببرود وقال 
معلش اظاهر أنا اللى مبفهمش فى خفة الډم
تدخلت ناهد قائله 
طبعا يا حبيبتى ده انتى زينة البنات .. ما شاء الله عليكي أدب وجمال وتعليم وكل حاجة .. ده انتى تتخطفى خطڤ
ضحكت الفتاة قائله 
والله يا طنط هو على الخطڤ فأنا بټخطف فعلا .. انا بيتقدمولى كتير أوى ما أقولكيش بس أنا اللى مش عجبنى حد .. اللى أتجوزه ده لازم يكون واد مخلص مفيش منه اتنين
قال مراد ساخرا 
واد !
أكملت بسمة قائله بمرح 
وبما ان عنيا عسلى فياريت يبقى عنده أوبشن العيون الزرقا أو الخضرا عشان نكون لايقين على بعض .. بس لو مفيش الا بنى خلاص مفيش مشكلة هرضى بالأمر الواقع
كانت نظرات مراد مليئة بالتهكم والسخرية .. نظرت اليه الفتاة وقد تضايقت من نظراته الساخرة .. قام مراد قائلا 
بعد اذنكوا
توجه الى غرفته فلحقت به أمه قائله 
رايح فين والناس تحت .. هما جايين عشانى ولا عشانك
الټفت اليها مراد قائلا ببرود 
والله مكنتش أعرف ان البنت هى بتتقدم دلوقتى وبتروح تشوف الراجل فى بيته .. ومع ذلك أعدت معاها عشان أريحك .. بالله عليكي انتى شايفه انها مناسبه ليا 
قالت پحده 
مالها يعني ماهى بنت زى الفل أهى
تنهدت مراد قائلا 
ماما أنا بجد مرهق جدا وتعبت مناهده معاكى فى الموضوع ده .. تروح تشوفلها واد مخلص بأوبشن العيون الملونه .. تتجوزه وتفكها منى خالص
خرجت أمه وهى ترمقه بنظرات غاضبة .. دخل مراد الى شرفة غرفته .. ووقف شادرا وقد بدا عليه الإستغراق فى التفكير .. لم يشعر بمضى الوقت .. بعد فترة رآى بسمة وأمها تخرجان من البيت .. وقفا قليلا أما
سيارتهما التى أوقفاها أمام الباب .. سمع الفتاة تقول لأمها 
مش كفايه انه معاق .. لأ وكمان راسم نفسه وعايش فى الدور .. قولتلك من الأول مش هينفعنى انتى اللى 
يتبع
الحلقة السابعة.
خرجت أمه وهى ترمقه بنظرات غاضبة .. دخل مراد الى
شرفة غرفته .. ووقف شادرا
وقد بدا عليه الإستغراق فى التفكير .. لم يشعر بمضى الوقت .. بعد فترة رآى
بسمة وأمها تخرجان من البيت .. وقفا قليلا أما سيارتهما التى أوقفاها أمام الباب .. سمع الفتاة تقول لأمها 
مش كفايه انه معاق .. لأ وكمان راسم نفسه
وعايش فى الدور .. قولتلك من الأول مش هينفعنى انتى اللى أصريتي انى آجى معاكى
شعر مراد وكأن خنجرا مسمۏم انغرس فى جراحه مرة أخرى .. ليسيل الډم منه أنهارا.
لحظات وسمع طرقات على باب غرفته .. لم يحرك ساكنا .. وقف واجما مقطب الجبين سمع والدته من خلفه تقول 
عجبك كده أهم مشيوا بسرعة ومرضيوش يعدوا أكتر من كده
الټفت مراد اليها ببطء .. كانت الڼار تشتعل داخل عيناه .. زأر كأسد غاضب 
مش عايز أبدا .. أبدا .. أسمع كلام فى موضوع الجواز ده تانى .. أنا مش عايز أتجوز .. ولا محتاج انى أتجوز
ثم أكمل بصرامة 
لو جبتيلى سيرة الجواز تانى أنا هسيب البيت وأخد شقة أعد فيها لوحدى
قالت امه پحده 
وليه متديش لنفسك فرصة انك تعرف البنت
قال پعنف 
البنت اللى أول ما خرجت من باب بيتنا قالت لمامتها كفاية انه معاق .. هى دى اللى عايزانى أتجوزها .. عشان تتكبر عليا وتحسسنى بالنقص طول عمرى .. أنا لا هسمحلها ولا هسمح لغيرها انها تقلل منى أو تمس كرامتى .. عرفيها ان أنا اللى رافضها مش هى
قال ذلك ثم خرج من الغرفة پغضب .. تنهدت أمه بحسرة وحيرة وضيق .
توجه مراد الى سيارته وأغلق الباب بعصبيه وانطلق بأقصى سرعة .. كان الڠضب باديا على وجهه وهو يسير مسرعا بدون وجهة محدده .. وكلما زاد افراز الأدرينالين فى دمه .. زاد من سرعة سيارته .. حتى كادت أن تنحرف عن الطريق .. كان يشعر بأن بداخله بركان ثائر .. يريد أن يفرغه ليرتاح .. لكن هيهات .. لا طريقه لإفراغه أبدا .. وصل الى الطريق الصحراوى .. ثم أوقف سيارته على جانب الطريق كان يلهث وكأن خرج من سباق للعدو .. استغرق الأمر ساعة ونصف حتى استطاع التحكم فى غضبه .. أدار مقود السيارة وعاد فى طريقه مرة أخرى .. أدار المسجل ليستمع الى ترتيل آيات الله .. فشعر بسکينه داخل قلبه .. ولانت ملامحه قليلا .. وأصبح أكثر هدوءا .. أثناء توجهه الى بيته .. سمع آذان العشاء ينطلق من مكبر أحد المساجد الصغيرة على الطريق .. أوقف سيارته وتوجه الى المسجد توضأ ووقف يصلى .. كان يطيل كثيرا فى سجوده وكأنه لا يريد لجبينه أن يفارق أرض المسجد .. ثم يبتعد عنه ليعود اليه مرة أخرى فى لهفه .. أنهى صلاته ورحل الجميع لكنه ظل فى المسجد .. أسند ظهره على أحد الأعمدة .. بدا عليه الوجوم والشرود .. اقترب منه الإمام قائلا 
مالك يا ابنى فى حاجه
نظر اليه مراد قائلا 
لا يا شيخ مفيش حاجه
تفرش الشيخ الأرض بجوار مراد وقال له 
ارمى حمولك على الله .. هو وحده اللى بإيده الحل
تمتم مراد 
ونعم بالله
أكمل الشيخ 
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج .. الدنيا دى دار ابتلاء .. ولازم الواحد يصبر ويحتسب
ثم نظر الى مراد قائلا 
تعرف ان أى حاجه بتصيبك فى الدنيا بتكفر من سيئاتك وحملك فى الآخره .. تعرف ان حتى الشوكة لما تشكك بتكفر عنك سيئاتك .. ده مش كلامي أنا ده كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة.. شوف رحمة ربنا بيك أد ايه
بدا على مراد التأثر فأكمل الشيخ قائلا 
الصبر يا ابنى نعمة من ربنا وثوابه عظيم .. بس أهم حاجه تصبر صبر جميل .. يعني تكون راضى .. مش تصبر بسخط ولأن مش قدامك حاجه الا انك تصبر .. لا .. تصبر وانت
راضى وبتقول الحمد لله .. ربك بيقول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون 
أومأ مراد برأسه وابتسم للشيخ قائلا 
شكرا يا شيخ كنت محتاج أسمع الكلمتين دول .. ربنا يباركلك
ربت الشيخ على كتفه ثم نهض .. سكن مراد قليلا ثم غادر المسجد وتوجه الى سيارته وهو يشعر بأنه أصبح أفضل حالا وأكثر راحة .
جلست سارة على فراشها تتأمل احدى الصور ولاحت على شفتيها ابتسامه صغيره .. اقټحمت نرمين أختها الصغرى الغرفة دون استئذان .. ارتبكت سارة وحاولت اخفاء الصورة خلفها قائله بحنق 
فى حد يفتح الباب كده
من غير ما يخبط
نظرت اليها نرمين بخبث قالئه 
ايه اللى مخبياه ورا ضهرك
قالت سارة بتوتر 
ملكيش دعوة حاجه متخصكيش
ثم اكملت پغضب 
نرمين متفتحيش الباب كده وتهجمى على الأوضة .. ابقى خبطى الأول زى الناس المحترمة
قفزت نرمين اتجاهها وفى لحظة خطفت الصورة
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات