الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس كاملة حتى الفصل الأخير بقلم روز امين

انت في الصفحة 33 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بنبرة باردة لغلق النقاش بالموضوع بشكل نهائي 
بقول لك إيه يا علاء إنزل من على نفوخي وريح نفسك علشان لو إيه اللي حصل الفلوس دي مش هدي منها مليم لمخلوق
تحدثت ألاء إلى شقيقها بنبرة لائمة 
هو أنت لسه حاطط موضوع السفر في دماغك بردوا يا علاء
ومش هرتاح غير لما أسافر نطقها الفتى صاحب الأعوام الأربع وعشرون لتجيبه شقيقته 

مش ابوك قال لك تنسى حكاية السفر دي وتطلعها من دماغك
واستطردت بنبرة متأثرة 
أبوك وحداني وأنا وامك واختك ملناش راجل غيرك لو سافرت هتسيبنا لمين ده أنت ظهر أبوك والحيطة اللي أمك مسنودة عليها
نطق الفتى بنبرة منكسرة ساخطة على الظروف المحيطة به 
حيطة مايلة وظهر كسره الفقر يا بنت أبويا خليني أسافر وأجرب حظي يمكن الدنيا تضحك لي زي ما ضحكت لغيري
قالت نسرين ناصحة لأخيها 
هو لازم يعني السفر روح مصر اشتغل هناك والدنيا تضحك لك
لتسترسل بعينين حاقدة 
ما عندك العقربة أخت جوزي اللي اسمها إيثار خدت إبنها وهجت على مصر ومسافة كام سنة بقى عندها الشقة التمليك والعربية
قطع حديثهم صوت والدتها التي هتفت من الخارج دون ان تعلم بوجود نجلها 
هتاخدي الغوايش الاولانيين تغيريهم ولا هتجيبي جديد بس المرة دي يا نسرين
اتسعت عيني شقيقها وسال لعابه بعد ما استمع إلى حديث والدته لتهتف وهي تنظر لذاك الذي لا يعلم شيئا عن تلك الاموال التي تلقتها من سمية لا هو ولا أبيها حيث ظل السر بين المرأة وابنتيها لخطۏرة انتشاره 
كلام إيه اللي بتقوليه يا ماما
هبت من جلوسها لتخرج وهي تجذبها من ذراعها وتقول 
يلا هنتأخر 
ارتبكت المرأة بعدما رأت نجلها الذي خرج من الغرفة لتقول بارتباك ظهر بهيأتها 
إنت جيت إمتى يا علاء
من شوية يا اما قالها ليتحرك لغرفته لتهتف نسرين ناهرة والدتها 
يعني كان لازم تنسحبي من لسانك قدام الولا يا أما
اشارت بكفها وهي تقول
بلامبالاة 
وانا اش عرفني إنه هنا
تحركتا للامام وهي توصي نجلتها 
خلي بالك من البيت على ما نرجع يا ألاء
أومأت الفتاة بطاعة وبعد مرور حوالي الثلاث ساعات عادت الأم لحالها حيث عادت نسرين على منزل زوجها كي لا يشعر احدا على غيابها الكثير وقفت الأم أمام خزانة الملابس لتخرج علبة كبيرة من تحت طيات الملابس الخاصة بها وتضع بداخلها المصوغات التي ابتاعتها نسرين لتتنهد الأم براحة واطمئنان على مستقبل نجلتها غير عابئة بمصدر الأموال وما إذا كان مصدرا حلالا أم حرام أغلقت العلبة غافلة عن كلتا
العينين التي تراقبها عن كثب من خلف الباب 
بعد مرور خمسة أيام لم يستطع بهم الوصول إليها برغم محاولاته العديدة والمتكررة كان يجلس بغرفته يتوسط فراشه ممسكا بسېجارة ينفث بها بشراهة لتدخل فريال بعدما دقت فوق الباب للإستئذان جحظت عينيها بذهول مما رأته فقد كان دخان السچائر كثيفا ومعبيء الغرفة العاتمة لغلق ستائرها السوداء لتهتف بصوت مړتعب 
إيه اللي إنت عاملة
في نفسك ده يا فؤاد
تحركت صوب الستائر استعدادا لفتحها ليهتف الاخر محذرا 
سيبي الستاير مقفولة وإطلعي برة يا فريال
هتفت بنبرة قوية وهي تشرع بفتح الستائر ليظهر نور شعاع الشمس الساطع على زجاج الشرفة ليهب منتفضا ليصل إليها بجلبة واحدة وهتف صارخا بحدة وهو يجذب الستارة منها ويغلقها من جديد 
قولت لك سبيها وأخرجي إنت إيه مبتفهميش
ذهلت من حدة شقيقها معها لتهتف متجنبة إھانتها وهي تقول بعناد 
مش هسيبك قبل ما تقول لي مالك وعامل في نفسك كده ليه!
وإنت مالك نطقها بصياح غاضب ليسترسل مزمجرا وهو يرمقها بعينين تطلق شزرا 
حاشرة نفسك في حياتي ليه
حملقت به لتهتف بحدة غاضبة من حديثه 
أنا أختك وخاېفة عليك
زمجر صائحا باعتراض بوجه عابس على وشك الإڼفجار 
أختي مش أمي حتى أمي ملهاش الحق في إنها تتدخل في حياتي بالشكل الحشري ده
واشار بيده نحوها رامقا إياها بازدراء أحزن قلبها 
روحي اشغلي نفسك بجوزك بعيد عني
واستطرد بحدة 
ولو قاتلك الفراغ قوي كده لدرجة إنك جاية تشغلي وقتك بيا فاتفضلي شوفي لك حاجة تسليكي غيري إطلعي إشتغلي ولا روحي قضي وقت مع صاحباتك في النادي المهم تحلي عني وتحطي حدود في التعامل بينا لأني مش هقبل تدخلك في حياتي أكتر من كده
اتسعت عينيها پصدمة لتقول وهي تشير بذهول على نفسها 
إنت بتقول لي انا الكلام ده يا فؤاد!
رمقها بقوة ليهتف متهكما 
هو فيه حد هنا غيرك! 
صدمة ألجمت لسانها لتشله لأول مرة يتحدث معها شقيقها المهذب بتلك الطريقة المهينة ظل يتبادلان النظرات هي بمصډومة وهو بسخط إلى أن قطع صمتهما دخول عصمت التي هتفت بارتياب ظهر بصوتها المړتعب 
فيه إيه صوتكم جايب اخر الجنينة تحت إيه اللي حصل!
ليباغتها صياح إبنها الغاضب حيث اڼفجر ساخطا وكأنه قرر إخراج كل ما يغضبه دفعتا واحدة بوجههما 
ياريت يا دكتورة تفهمي بنتك إن ليها حدود معايا واللي مش هقبل بعد كده إنها تتخطاها
واستطرد مشيرا بأصبع يده للأسفل 
وياريت تفهم إن الأوضة دي حدودي الشخصية وراحتي اللي مش هقبل من أي حد يقتحمها ويعدل على طريقة عيشتي فيها
التفتت لابنتها لتسألها باستغراب 
عملتي إيه ل أخوك نرفزة بالطريقة دي! 
اتسع بؤبؤ عينيها لتقول وهي تهز رأسها بدموع واڼهيار من عدم استيعابها لما يحدث 
والله ما عملت له حاجة يا ماما
هتف بصوت صارخ وكأنه يريد التخلص من كل ما يؤلم قلبه عن طريق تلك الصرخات 
بتبلى عليك أنا صح مچنون بقى تقولي إيه
اتسعت عيني عصمت على مصراعيهما لتنطق علها تستطيع تهدأت ذاك الثائر 
إهدى يا فؤاد وفهمني من غير صړاخ
مازالت عيناه تقطر ڠضبا فأشاح بكفاه ليهتف ناهرا 
الهانم داخلة تعدل عليا فكراني مراهق إبن ال 16 وجاية تعلمني الأدب
لم تستوعب شيئا من حديثه لتنظر لابنتها تستعلم منها عن ماحدث لتجيبها بكلمات متقطعة بسبب شهقاتها حيث لم تستطع كبح دموعها لتنهمر بغزارة متأثرة بحديثه المهين 
كل اللي عملته إني فتحت الستاير علشان تهوي الاوضة لما لقيتها مكتومة من ريحة السجاير والدخان اللي ماليها
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو ېصرخ عاليا 
وتفتحي الستاير ليه وإيه اللي يدخلك أوضتي من اصله! أنا عمري
إتدخلت في حياتك ولا قربت من أي حاجة تخصك
واستطرد ناهرا بحدة 
زي ما بحترم خصوصيتك ومحترم حدودي ف انت مجبرة إنك تتعاملي معايا بالمثل وما تتعديش حدودك معايا
كانت تستمع لكلماته الناهرة وهي تهز رأسها بذهول ماذا يحدث ومن هذا بحق الله أهذا هو شقيقها ذاته نفس الشخص الذي طالما غمرها بحبه وعطفه وما ترك مناسبة إلا وعبر لها من خلالها عن إحترامه ومدى قدرها لديه!
تألمت عصمت لرؤية صغيرها العاقل بكل هذا الڠضب الأقرب للجنون أشارت لابنتها بعينيها لتخرج فريال بعدما رمقت شقيقها بنظرات تحمل الكثير من اللوم لتتنهد الأم وهي تقول في محاولة منها لتهدأت روعه 
أنا هتكلم مع فريال واخليها تبعد عن أي حاجة تخصك بعد كده
تطلعت عليه ثم تحركت للخارج بخطوات ثابتة دون التفوه بكلمة واحدة وما أن أغلق الباب حتى وضع كفيه فوق شعر رأسه ليجذبه بقوة ويدور حول نفسه كالأسد الحبيس يجذب خصلات شعره بعصبية مفرطة تنم عن مدى وصوله لقمة الڠضب 
بعد منتصف الليل
تسحب علاء إلى غرفة والديه بعدما تأكد من دخولهما في سبات عميق تحرك على أطراف أصابعه وفتح خزانة الثياب ليسحب العلبة التي تحمل المصوغات الخاصة بشقيقته ويخرج سريعا ويغلق خلفه الباب من جديد بهدوء دون أن يشعر عليه أحد اتجه مباشرة لغرفته ليتطلع على حقيبة ثيابه بعدما جمع بها كل ما يخصه إستعدادا للهجرة وذلك بعدما ذهب لأحد الرجال المختصة بأمر الهجرة غير الشرعية وابرم
معه إتفاقا بحجز مكانا بالسفينة المهاجرة فجرا مقابل المصوغات الذهبية فتح علبة المصوغات ونظر داخلها بشراهة ليقول 
إنت اللي بدأتي لما رفضتي تديني جزء من الدهب أصرف بيه نفسي اديني خدتهم كلهم يا نسرين
اغلق العلبة ليضعها سريعا داخل الحقيبة واحكم غلقها ثم حملها بذراعه ليهرول على عجالة تاركا المنزل ليهرب من البلد بل والدولة بأكملها 
إنتهى الفصل
أنا لها شمس 
بقلمي روز
أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثامن عشر 
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
صمودك بات لا يجدي ومازلت تقاومين والأنفاس تتصارع حتي تخطيتي بصبرك عقبة الأوجاع الضالة بمفردك والأنقد نجى بعضك من كلك أيضا بمفردك 
إيثار غانم الجوهري 
بقلمي روز أمين 
أشرقت شمس يوما جديد لتعلن عن أحداثا جديدة وتطورات داخل حياة كلا منافاقت نوال من غفوتها توضأت وقامت بقضاء ركعتي الضحى لتتحرك نحو المطبخ بعدما انتوت تجهيز وجبة الإفطار لنجلها قبل أن يذهب لعمله ك كل يوم إلى أحد المطاعم المتخصصة بطهي وبيع الكشري المصري الذي يعمل به وأثناء إعدادها لوجبة البطاطس المقلية المفضلة لدى نجلها ولجت إليها ألاء حيث تحدثت وهي تتكأ على باب المطبخ 
صباخ الخير يا ماما
ردت الأم وهي تتابع تقليب أصابع البطاطس داخل الزيت 
صباح النورصحي أخوك يلا علشان مايتأخرش على أكل عيشه
حاضر نطقتها الفتاة وتحركت في الحال إلى حجرة شقيقها لتدق بابها قبل أن تدخل وتفاجأ بعدم وجوده كادت أن تغلق الباب مرة أخرى لتعاود لوالدتها لكنها تسمرت عندما جذب انتباهها تلك الورقة المعلقة على ظهر التخت والمثبتة بقطعة صغيرة من العلكة الممضوغة حركت إليها وجذبتها وبدأت بقراءة محتواها لتجحظ عينيها على مصراعيهما في صدمة لتصيح وهي تهرول إلى والدتها قائلة بصوت يرتجف من هول الصدمة 
إلحقي يا ماما
إلتفت المرأة تنظر لابنتها بتمعن لتتابع الاخرى صياحها 
علاء سرق الدهب بتاع نسرين وطفش
دقت على صدرها لتصرخ بتساؤل 
إنت بتقولي إيه يا بت طفش راح فين!
سافر على المركب اللي رايحة إيطاليا نطقتها لتشهر بالورقة بوجهها وتكمل 
ساب جواب بيقول إنه أخد الدهب بتاع نسرين وسافر بيه ولما الدنيا تمشي معاه هناك هيبعت لها فلوسه
صړخت المرأة نادبة 
يا دي المصېبة أبوك لو عرف هيروح فيها
واسترسلت وهي تدق على فخ ديها بنحيب 
ولا أختكدي لو عرفت إنه سرق دهبها هتخرب الدنيا ومش بعيد تفتكر إني متفقة معاه
قاطعتها الفتاة
لتهتف پخوف على شقيقها 
سيبك من نسرين الوقت يا ماما وخلينا في علاءإحنا لازم نعرف هو سافر مع مين علشان نطمن إنه وصل بالسلامة 
نظرت للفتاة وهزت رأسها بيأس وحيرة وشعورا بالړعب ممتزجا بالڠضب وقلة الحيلة سيطروا عليها
بجسد مرهق كان يتوسط فراشه غافيا على بطنه بشكل عشوائي لا يرتدي سوى شورتا قصيرانتبه على صوت المنبة الذي صدح صوته من خلال هاتفه المحمول مد يده بعشوائية فوق الكوم ود وبات يتحسس باحثا عن الهاتف حتى عثر عليه وقربه أمام عينيه استعدادا لغلقهرفع رأسه وجاهد بفتح أهدابه بصعوبة ترجع لنومه لبضع سويعات بسيطة أغلق الهاتف ليرمي رأسه من جديد فوق الوسادة بإنهاك شديد لم تمر عدة ثواني حتى رفع
 

 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 91 صفحات