رواية قلوب مقيدة بالعشق (كاملة حتى الفصل الأخير) للكاتبة زينب محمد
مالك فرصة مناسبة ف تحدث بعصبية هاتجاهل بدام بتكلميني بالطريقة دي
وقفت امامه تهتف بنفس عصبيته انت ازاي كده ازاي متفكرش فيا وتسئل عليا جالك قلب
جلس مالك وتحدث ببرود ظاهري شغلي ولازم تقدريه
تقدمت منه قائلة بحزن وان مقدرتش
تشجنت ملامحه وقبض على يده ليقول بخفوت يبقى نطلق
رغم خفوت نبرته ولكن كانت قوية أصابت قلبها رمشت بعيونها عدة مرات تحاول استيعاب حديثه الخالي من اي مشاعر لهذه الدرجة نطقها بسهولة اين وعوده لها!! اين مشاعره اختفت بهذة السرعة رفعت رأسها وهي تبتلع تلك الغصة بحلقها لتقول بكبرياء يبقى نطلق
شهقة قوية صدرت منها حاولت كتمها ففشلت توقف للحظات واندلع الصراع بداخله في ان يلتفت لها ويحتضنها ضاربا بكل مخاوفه عرض الحائط او ان يسير في طريقه انتبه لصوت رأفت يقول بجمود قومي يا ندى لمي هدومك
ثم وجهه حديثه لمالك بحدة مزيفة في اقرب وقت تبعتلها ورقة الطلاق
مسدت على ظهره بحنان وانا معاك يا قلب أمك ارتاح وارمي همومك عليا
صعب أوي صعب همي ده هايفضل ېخنقني على طول
حاولت التحدث فقاطعها قائلا انا سبت كل الدنيا وجتلك انتي علشان عارف انك مش هاتضغطي عليا وتسأليني زي ماعودتيني من صغري اجاي واحضنك وانام
ساعدتها خديجة في ترتيب ثيابها في الحقائب راقبتها خديجة بعيونها وجدتها
هادئة تنتقل من هنا الى هنا بخفة وكأن لم يحدث شئ منذ ساعات قليلة قطبت جبينها وتقدمت منها وجعلتها تقف قائلة بقلق انتي كويسة صح!
احتضنتها خديجة لتقول بحزن طيب عيطي او طلعي الي جواكي حتى
ابتعدت ندى عنها ورمقتها بحزن أشد عيطت كتير واللي جوايا انتي عارفاه كويس
حاولت خديجة اخراج كلمات مناسبة ندى دي مش نهاية الدنيا ولا نهاية حياتك أكيد هاتقابلي حد تاني وتنسي مالك وتكوني حياة تانية جميلة وسعيدة
همست خديجة پبكاء انتي بتحبيه اوي كده
هزت ندى رأسها واستسلمت مجددا لنوبة البكاء التي سيطرت عليها اه اوي ربنا يسامحه علشان انا مش هاسامحه ابدا
الفصل الثاني والعشرون
تململت بفراشها ب غرفتها الجديدة في الشقة التي استأجرها عمها بالإسكندرية لم تعرف سبب برودة جسدها رغم الغطاء الثقيل الذي يحتضن جسدها بقوة حاولت فتح عيونها ولكن فشلت لتورمها وانتفاخها الزائد بسبب بكائها اللعېن الذي لم تستطيع ان تتحكم به حتى الان ورغم ان مر على طلاقها أسبوعا كاملا أسبوعا وتنتظره يوميا أن يأتي خلفها او على الاقل يجري اتصالا بها ولكن خابت كل أمالها أرهقت عقلها بالتفكير به وبما فعله وأرهقت قلبها بذكرياتها معه نجحت أخيرا بأن تقف على قدمها رغم تلك الهزة التي تحدث بجسدها كلما حاولت ان تقف تقدمت بخطوات بطيئة نحو ذلك الصندوق الصغير الذي أخفته عن عمها فتحته بأصابعها الرقيقة وهي تجذب من داخله قميصا له وعالقة به رائحته وضعت قميصه عند أنفها تستنشق عبقه واغلقت عيونها تستمتع بتلك اللحظة انسابت دموعها مجددا بلا رحمة على صفحات وجهها وتعالت شهقاتها ضغطت بيدها على قميصه وكأنها تدواي به چراحها انتبهت على طرق الباب وضعت القميص بسرعة وأخفت الصندوق مكانه مسحت دموعها وهي تتقدم باتجاه الباب فتحته بعد ثواني بعدما نجحت أخيرا في تنظيم أنفاسها رسمت ابتسامة صغيرة وهي تفتحه قائلة بصوتها الهادئ صباح الخير يا عمو
رمقها رأفت بعتاب بردوا بټعيطي يا ندى
الټفت بجسدها تهرب من عيونه لتقول برقة انا فين ده
تقدم رأفت خلفها ثم جلس بجانبها ليقول على أساس ان مبسمعكيش بليل والصبح يابنتي حرام عليكي نفسك العياط هايفيدك بأيه
هزت كتفيها لتقول پبكاء عندما لمس عمها چراحها مش هايفيد بحاجة بس يمكن ارتاح
زم رأفت شفتيه وحاول اقناعها بشتى الطرق لازم ترتاحي وتشوفي حياتك لانه أكيد شايف حياته دلوقتي
نهضت واتجهت صوب النافذة تفتحها تحاول استنشاق الهواء لشعورها بالاختناق وانقباض قلبها فقالت بلامبالاة ظاهرية ربنا يوفقه مع حد أحسن مني
شعور رهيب يكاد يفتك برأفت بعدما فعله بها لم يتخيل انها ستحزن بهذة الطريقة لوهلة فكر انه قد حسبها خطأ هو وسمير لقد جنى بفعلته عليها ولا مجال للرجوع في خطته
تقدم منها وتابع بعيناه تلاطم الامواج ببعضها فقال بهدوء انا فكرت كتير انا حاسس ان كبرت وعاوز اعيش اللي فضيلي من عمري معاكي يابنتي
الټفت له تتابعه بعيونها الحمراء ف أكمل هو حديثه انا قررت ان اقدم استقالتي ونسافر انا وانتي لأي مكان تحبيه
هتفت برجاء ياريت انا نفسي أسافر انا حاسة اني مخڼوقة أوي طول ما أنا هنا في مصر
ابتسم رأفت بسعادة ليقول انهارده هاسافر القاهرة أروح أحاول أقدم استقالتي ونبقى نرتب للسفر بعد كده
اؤمات بموافقة فقال هو هاروح ألبس علشان الحق أسافر
غادر الغرفة والټفت هي تنظر للبحر بعيونها الحزينة راقبت الامواج وتلاطمها القوي ابتسمت بسخرية على حالها الذي تبدل في لمح البصر بين يوم والآخر الامس كانت مشاعرها تتلاطم بقوة في حضرته تتصارع مع بعضها البعض رغم محاولتها الكثيرة لاخمادها والان تلاطمها أصبح ضعيف يكاد يكون محسوس بداخلها اخمدت فعلا وليس بإرادتها بقيت
مشاعرها الحزينة والتعيسة فقط وضعت يديها على قلبها عندما زادت انقباضاته همست ب خوف لم تعلم مصدره في ايه قلبي واجعني اوي ليه
رفع وجهه يرمق قائده باستفهام قولت حاجة يا فندم
جذبه قائده بعيدا عن زملائه في ايه مالك انت مش مالك اللي انا اعرفه ولا مركز في القضية ولا أي حاجة
حمحم مالك بحرج وحاول ان يبرر فقاطعه قائده بحزم وصرامة ايا كان اللي شاغل بالك ومخليك تايه لدرجاتي ف شغلك في المقام الاول والاخير لاننا مبنشتغلش اي شغلانة احنا الغلطة تودينا في داهية
أحمر وجهه من حديث قائده الصارم له ف عاد وتحدث القائد مالك انت من أكفأ الظباط عندنا ياريت مضيعيش مستقبلك خلينا نخلص القضية دي على خير ونرجع شغلنا وحياتنا روح دلوقتي الوحدة ارتاح شوية وفكر في كلامي
هز مالك رأسه وغادر غرفة العمليات واتجه للوحدة والتي كانت على مسافة قريبة من
ذلك
المبنى دلف غرفته وخلع قميصه باهمال ثم القى بجسده على الفراش مغلقا عيناه للاستسلام لحالة النوم التي بات في الآونة الأخيرة يرحب به بصدر رحب خوفا ان يغرق بالتفكير بها وتقوده مشاعره نحوها ك حال كل ليلة
جهز حقيبته واستعد للسفر جلس على فراشه بإنهاك اكثر من أسبوع لم يستمع لصوتها او حتى شبعت عيونه برؤيتها المحببة له التقط هاتفه يجري اتصالا بها ناظرا بملل للهاتف لتأكده انها لن تجيب عليه ولكن فاجئته عندما أجابت بصوتها الهادئ ألو
تنهد ليقول بهدوء مماثل لها مش متصل علشان نتخانق بس بقولك ان انا مسافر
صمتت لبرهة ثم قالت اممم ويااترى شغل !!
توتر للحظات عندما سألته لو علمت سبب سفره الحقيقي حتما س تغلق الهاتف بوجهه فأجاب امممم شغل
ردت بجفاء متكذبش وقول انك رايح لمليكة اخت ياسمينا عادي يا فارس ما هي بعتتلي مسج تطلب رقمك وانا بعتوهلها
بلع ريقه وهتف مبررا مكنتش عاوز أقولك لانك أكيد هاتزعلي مني وه نتخانق
أجابته ببرود ونتخانق ليه مفيش بيني وبينك حاجة أكتر من أخوة ورديت عليك علشان انت اخويا هاتعوز حاجة مني قبل ما أقفل
هتف باقتضاب لا سلام
اغلق الهاتف ساخرا من نفسه على ضعفه معها تلك المتمردة دوما على حبه الټفت برأسه بالاتجاه الاخر زافرا بحنق ف وقعت عيونه على صورته هو و ياسمينا ومالك
الله يرحمك حتى في مماتك لسة بعاني
أغلق عيونه واستعاد ذكرى صعبة عليه ذكرى جاهد كثيرا نسيانها
فلاش بااك
انتفض پغضب ناظرا لها بقوة وخرج صوته حاد معها لاول مرة ايه الجنان ده انتي واعية كويس للي بتقوليه
وقفت ياسمينا امامه قائلة بحزن اه واعية فيها ايه اللي بقوله أنا مقولتش حاجة غلط
قاطعها بعصبية مفرطة انك تقوليلي اتجوزك يبقى مش غلط اتجوزك ازاي وانتي في مقام اختي اتجوزك ازاي وانا بحب يارا وانتي عارفة اني هاتجوزها
هتفت بعصبية مماثلة وانا عمري ما اعتبرتك أخ انا طول عمري بتمناك جوزي وانا أحق منها
كور قبضته پغضب وتقلصت ملامحه انتي مچنونة صح
صړخت بوجهه قائلة اه مچنونة وهاتجوزك
هتف بصوته الجهور مش ڠصب ومش كل حاجة هاتعوزيها احققهالك افهمي بقى صعب الي بتقوليه انا مش هاجرح يارا ولا هاجرح نفسي قبلها
هتفت بتعالي اتسعت عيونه لها على فكرة انا أحلى منها في كل حاجة ملامحي شعري وكمان جسم
قبض على مرفقها بقوة مقاطعا اياها قائلا پغضب بس اخرسي انتي بتستعرضي نفسك قدامي انتي اټجننتي على الاخر
صمت لبرهة ثم أكمل حديثه بنبرة تحذيرية اياكي تفتحي الكلام الفارغ ده معايا تاني مش عاوز ازعلك مني مش هاتشوفي وشي تاني والاخوة اللي بينا هاتتقطع وللابد فاهمة ولا لأ
نفضها بعيدا عنه ثم تقدم صوب باب الشقة ليغادر توقف للحظة عندما سمعها تتحدث بحزن عندي کانسر وخلاص ايامي معدودة ومش هاتعلاج علشان عاوزه اروح لماما وأختي بس كان نفسي قبل ما أموت اتجوزك امنية عشت كتير نفسي احققها متحرمنيش منها العمر قدامك انت ويارا اتجوزها بعدي بس حققلي امنيتي
تراجع بجسده والټفت يحدج بها يستكشف صدق حديثها ف رأى دموعها لاول مرة تتلألأ بمقلتيها اقتربت منه وبيدها العديد من الاوراق دي تحاليلي واشعاتي علشان تتأكد لو مش مصدق يالا نروح اي مستشفى
التقط منها الاوراق يتفحصها پصدمة رفع وجهه يتأملها ليقول هاتتعالجي وهاتخفي
هزت رأسها برفض ثم قالت لأ مبقاش عندي طاقة احارب بيها ولا أشوف نظرات الشفقة بعيونكوا