رواية البجعه السوداء (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نور خالد
في المستشفي وحكيتلي اللي حصل ..
اردفت لارا بنبره قويه متسائله ونتي جيتي امبارح عندي ليه انا مش قولتلك اللي عايزه اقولهولك ساعتها وخلاص ! رأي مش هيتغير يا ليلي هانم .. انا مش هرجع معاكي
تنهدت ليلي بقله حيلة وهي تردف بارتباك لا م .. مهو ااا .. انا مجيتش عشان الموضوع ده ..
رفعت لارا حاجبها بتساؤل وهي تردف امال
اتسعت عين لارا وهي تهب منتصبه بقوه لتردف بضيق ليه حنيتي عليا دلوقتي ! افتكرتي ان ليكي بنت .. بس خلاص فات الاوان والبنت دي مهياش الطفله الصغيره الهبله اللي كانت بټعيط لما بتسيبيها .. الطفله دي كبرت وبقت بنت كبيره ناضجه اتعودت علي العيشه بدون ام !
وقفت ليلي بدورها وقد لمعت عيناها بالعبرات لتقترب من لارا
لكن اوقفتها مرفق لارا وهي تشير لها بالابتعاد وهي تردف بقوه تجاهد في حبس عبراتها اوعي .. اوعي تقربي مني .. واتفضلي برا من فضلك
مسحت ليلي عبراتها بقوه وهي تبتلع ريقها لتصمت دقيقه تستجمع به شتات نفسها ثم اردفت بقوه وبعناد لا مش هخرج .. وهيكون احسن لو اتعودتي علي وجودي جمبك بعد كده ..
ضاقت عين لارا وهي تردف بضيق يعني ايه مش هتخرجي ! بقولك انا مش عايزاكي .. ابعدي عني بقي !!
هزت ليلي رأسها بعند وهي تشيح بوجهها بعيدآ لتهتف بنبرة تحدي نادي الأمن وقوليلهم طلعوا ماما برا .. ونا اقولهم واضح كده ان اللي حصل معاها آثر علي قواها العقلية جامد ولازم اكون جمبها .. وريني انهي بوليس وانهي امن وانهي محكمه تبعد ام عن بنتها بالقوه!!
أما ليلي فكانت تضحك بخفوت وهي تخفي وجهها كي لا تراها .. وقد بدأت باكتشاف ابنتها للتو .. واول شيء اكتشفته ابنتها عنيده كالماعز !...
يجلس في هذا المقهي المفضل له وهو يحتسي شرابه المفصل بشرود .. وقد زينت ملامحه الوسيمه تلك الابتسامه الجانبيه المرتسمه علي شفاهه بهدوء ..
فلاش باك
سارت منار بخطواتها القويه والغاضبه وهي تشعر بالنيران تنهش بقلبها دون رحمه ..
لتصل اليهما وتقف بجانب هيثم تصوب عيناها علي تلك الشقراء فريده
لتردف منار بابتسامه صفراء موجهه لتلك الشقراء سوري يا فريدة بس هيثم مش فاضي انا وهو ورانا مشوار مهم كنتي عايزه حاجه
نظر لها هيثم بتعجب وهو يرفع حاجبه بتساؤل فلكزته منار بقوه وهي تهمس بجانب اذنه بصوت خاڤت ممزوج بالحده لو ممشيتش معايا دلوقتي
ابتسم بخبث وهو يفكر بالعب علي اوتار غيرتها .. فهذا الشعور يروقه
وبشده ..
اردفت فريده بحنق وهي تنظر الي منار ونا مش بعطله انا بقوله حاجه وماشيه !..
ابتسم هيثم وهو يردف بمشاكسه لا ابدا يا فريدة اعذريها معلش بس هي عندها حق اصل عندنا مشوار مهم فعلا !..
ابتسمت منار بانتصار وهي تنظر لها بقوه .. لتتسع عيناها پغضب عندها اردف هيثم بخبث بس ممكن نتكلم بكره في كافية الساعه 4 لو كان يناسبك
تهللت اساريرها وهي تردف بفرحه اه اه طبعا يناسبني .. خلاص تمام! ..
جزت منار علي اسنانها پغضب وهي تركل قدمه بقوه ثم استدارت وغادرت ..
فضحك هيثم بقوه حتي وصل اليها صوته العال .. فألتفتت ترمقه بنظره ناريه ثم استدارت تكمل طريقها ..
استدار هيثم ليردف موجها حديثه لفريده أسف يا فريده افتكرت ميعاد مهم عندي بكره بردو .. نبقي نتكلم بعدين .. باي !..
لم ينتظر اجابتها واستدار يغادر راكضآ يلحق بتلك المشتعله ..
دبت فريده بقدمها علي الارض پغضب وهي تتأفف بضيق !...
باك
ضحك بشده لتذكرة ما حدث أمس الآن هو يجلس بالمقهي يحتسي شرابه وهو واثق بأنها ستأتي وتراقبه !..
لم تمر بضع دقائق حتي رأي طيفها وهي تراقبه بعيناها الواسعه كالاطفال ! ..
اشاح بنظره بعيدآ وكأنه لم يراها وهو يكمم رغبته في الضحك ...
وجدها تراقبه وعندما يحرك رأسه تستدير وتخفي نفسها ..
ساذجه ! هكذا نعتها بداخله !..
هب واقفآ وهو يأخذ هاتفه ثم سار بخطوات هادئه ..
في نفس الوقت استدارت منار بهدوء وهي تخفي نفسها خلف الجدار وتراقبة ولكن نظرت في الارجاء بشده فلم تجده ! جزت علي اسنانها پغضب واستدارت لتسير .. لتفزع عندما رأته يقف بجانبها يبتسم تلك الابتسامه الساخره !
شهقت بفزع ك رد فعل وارد ثم اخذت نفسآ مطولآ وهي تشبك يداها ببعضهما بتوتر !..
ضحك هيثم بقوه ثم اردف بتساؤل خبيث وتلك الابتسامه الجانبيه تزين ثغرة قوليلي بقي بتعملي ايه هنا
نظرت له بعيناها الواسعه وكأنها تترجاه ان يبتعد قليلآ عنها ويرحمها من هذا الموقف المحرج ! .. ولكنها وجدت اصراره علي الاجابه فتنحنحت بهدوء وهي تستجمع شتات نفسها لتردف بتوتر اااا .. انا .. كنت جايه اقابل واحده صحبتي !
ابتعد عنها هيثم لتتنفس الصعداء ولكن لم ينتهي من سخريته بعد لذا رفع يده يشير لها وهو يردف بخبث هتقابلي صحبتك هنا ورا الحيطة !!..
جزت منار علي اسنانها پغضب وانتشرت الحمره بوجنتاها من سخريته وهو يعلم جيدا سبب مجيئها الي هنا !..
لذا لم تستطع الثبات فدفعته بقوه وسارت بخطوات تشبه الركض ...
قهقه هيثم ثم استدار يسير خلفها .. فكيف له ان يجعلها وشأنها وهي قد اصبحت ملكه من الوهله الاولي !..
انتهي البارت البارت الثامن عشر
لندع الظلام يرشدنا إلي النور
أنا قوية نعم !
أستطيع رؤيه الهدف لكنه علي مسافة بعيدة مني الطريق ضبابي .. لا أعلم كيف سأصل إلي هناك ! ..
أستطيع رؤيه العقبات التحديات الخذلان ..
ولكني أندفعت بقوة محارب يركض للهجوم في الحړب ..
عقبات تحديات خذلان ..
كل هذا سأدمرة .
الآن لا أعرف شيء أقوي من إرادتي ..
حتمآ سأصل إن لم أستسلم وأنا لا أعرف ما هو الإستسلام ! ...
مقتبس من روايه البجعة السوداء
نور خالد
مازال الهدوء سائد في تلك الغرفة وتنتشر رائحه العند في الأجواء ..
كانت لارا تجلس علي فراشها تشبك ذراعيها ببعضهما وهي تنظر الي النافذة متعمده الا تنظر لها .. تختطف نظرات من حين لآخر لتراها في كل مره تتأملها بصمت وهي تبتسم تلك الابتسامه الغامضه !..
تأففت لارا وهي تنظر لها لتردف بضيق وبعدين انتي مزهقتيش
اردفت ليلي مسرعة وهي تبعد خصلاتها الحمراء من علي عيناها تؤ وازهق من ايه!
تنهدت لارا بضيق لتردف بقوه
عماله تبصيلي بقالك كتير فيه ايه
ضحكت ليلي ثم اردفت بعند اه وهفضل كده لغايه م اكسر عندك ده وتحكيلي مين مالك فريد ده وعايز منك ايه !
هبت لارا واقفه تردف پغضب ونتي مين قالك الكلام ده!
اردفت ليلي بلامبالاه مصطنعه خديجه ..
ثم صمتت برهه لتكمل بجدية انا مش هريحك غير لما تريحيني وتحكيلي كل حاجه !..
ابتسمت لارا بسخرية وهي تردف وهتصدقيني ! منا كنت بحكيلك دايما هاتيلي مره صدقتيني فيها !..
ابتلعت ليلي تلك الغصه بحلقها ووقفت برشاقه وهي تتقدم نحو لارا لتردف بحزن نابع من اعماقها انا عارفه اني غلطت وغلطت جامد كمان .. وعشان كده انا هنا جمبك .. مستعده اعمل اي حاجه عشانك يا لارا .. تعالي ف حضڼي يابنتي واكسري عنادك ده ..
ضحكت لارا بمراره وهي تصيح پغضب بنتي ! وغلطت!! انتي بتتكلمي ازاي ! انتي جايه تفوقي بعد مضيعتي من عمري وعمرك اكتر من 15 سنه !
15 سنه محستش بمعني الدفئ 15 سنه ونا عندي ام أسميآ بس لكن فعليآ ببص جمبي انتي فين ومع ذلك كنت باجيلك وبتحايل عليكي تكوني جمبي .. كنت بحكيلك عن قذاره جوزك جمال مكنتيش بتصدقيني لغايه مضيعتيني
كانت تردف بتلك الجمل بصوت قوي مبحوح وقد ترقرت العبرات بمقلتيها الرمادية ..
ثم صمتت ثوان تستجمع نفسها لتردف بسخرية وهي ترمق ليلي من اسفلها لأعلاها دلوقتي بصي علي نفسك واحده عندها 42 سنه جسمها ممشوق وجميلة .. خدت كل اللي هي عيزاه من الدنيا مفكرتش غير فنفسها وبس .. وبصي عليا ! بنت عندها 26 سنه .. محجوزه في المستشفي .. اتعلمت كتير اوي في السن ده ! دفعت ومازالت بتدفع تمن حاجه معملتهاش بإرادتها الحرة والسبب في كل ده .. انتي ! لو كنتي بتصدقيني من بدري مكنتش هتكون دي حياتي ..
كانت تصيح بتلك الجمل وقد سالت العبرات علي وجنتها بقوه وفي ذاكرتها تلوح ذكري واحده فقط .. ذكري الحاډث !... لم يكن ليحدث كل هذا لو صدقتها تلك الواقفه امامها و تنهمر دموعها بصمت ..
مسحت لارا عبراتها بقوه وهي تردف بنبره قويه تشير لها للخارج ودلوقتي من فضلك اطلعي برا .. عايزه اغير هدومي عشان امشي ..
اومأت ليلي بصمت وكممت عبراتها واخذت حقيبتها وهي تشعر بنياط قلبها وهو ېتمزق حزنآ علي ما وصلت اليه ابنتها الوحيده والسبب هي بالطبع ..
دلفت خارج الغرفة ثم سارت بخطوات شارده نحو المرحاض لتدلف الي الداخل وتضع حقيبتها علي الرخام ثم نظرت الي وجهها بالمرآه .. لقد اخذت ابنتها كل شيء من ملامحها .. عيناها بشرتها انفها الصغير .. لكن ورثت شخصية معاكسه لها تمامآ ..
نظرت صوب المرآه وهي تتذكر تلك النظره المكسوره التي رمقتها بها وحديثها النابع من اعماقها ظنت بأن بقدومها اليها ستنغلق كل الدفاتر ولن يحدث كل هذا لم تكن تعلم بأنها قد فتحت هذه الندبة المدفونه بداخل تلك البجعه مجددآ ..
بكت ليلي پقهر وندم يمزقها !...
فور خروج ليلي تلك المدعوه بوالدتها !..
خارت كل قواها لتجلس بوهن علي فراشها تنهمر عبراتها بصمت وهي تشرد في اللاشيء ..
بعد بضع دقائق استجمعت ذاتها ومسحت عبراتها بقوه وهي تنهض تأخذ مشبك البجعه الخاص بها من ملابسها .. وجلست علي الاريكه تتحسسه وكانها تستمد منه القوه !..
في نفس الوقت وقفت ليلي واخذت من حقيبتها منديلآ تجفف عبراتها ثم نظرت صوب المرآه بقوه وهي تردف في نفسها بس لا مش هرجع واسيبك تاني .. انا غلطت وفوقت متأخر بس ع الاقل افضل جمبك السنين اللي باقينلي من عمري .. هيبقي الوضع صعب عليكي وعليا بس هنتعود .. وهيعدي هيعدي ..
ظلت ترددها